الإعلامية منى أبو سليمان: المرأة السعودية عنصر مهم ومؤثر في صنع القرار
هي شعلة من نشاط وعطاء أينما حلّت يحتفي المكان بحضورها، وتضيء القلوب بأفكارها، من الشاشة الصغيرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تتفاعل مع المتابعين لمناقشة الأفكار، فيُسارع الأصدقاء لقراءة ما تسطّره أناملها من معلومات أكاديمية. ونظراً لكون منى أبو سليمان أول مذيعة سعودية تظهر على الفضائيات العربية من خلال شاشة MBC1 كمقدّمة برنامج «كلام نواعم»، فقد اختيرت سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة في السعودية. كما تصدت للعديد من القضايا وتناولت الكثير من الموضوعات ذات الصلة بالمجتمع، وحقوق المرأة، والتنمية، والإعلام، وسعت لبناء جسور التفاهم والتواصل بين الشرق والغرب. «لها» التقت هذه الإعلامية الجميلة لتتسقّط أخبارها وتغوص بين نجاحاتها التي حققتها بالعمل الجاد.
- كيف سعيتِ لتمكين المرأة السعودية؟
تمكين المرأة السعودية أو العربية يجب أن يتم من نواحٍ مختلفة ومتعددة لتكون فاعلة في المجتمع نظراً لدورها المهم في بناء جيل المستقبل الذي يخدم الوطن.
لكن التعليم بالنسبة الى المرأة السعودية لا يزال قضية شائكة فعلى رغم وصولها الى التعليم الجامعي بنسب تفوق الرجل، تتراجع وتيرة علمها قليلاً حين تمضي وقتاً في تربية أبنائها، أو في البحث عن عمل يناسبها، وإن لم تجده تختار عملاً بعيداً من تخصصها فتضيع الفرص منها، وبالتالي تقل إنتاجيتها بانخفاض مهاراتها.
وحين تعمل المرأة في تخصصها، تحرص على تبادل التجارب والخبرات العلمية والعملية مع من يعملن معها، ساعيةً للمشاركة في قصص نجاحهن، مما يؤدي إلى تطوير إمكانياتها وازدياد إنتاجيتها.
- أهذا ما دعيت إليه في مؤتمر كوالالمبور؟
أجل، دعوت كثيراً لتمكين المرأة وما زلت من خلال التدريب المتواصل لتكون جزءاً من صناعة السلام في العالم، ولا سيما في العالم الإسلامي، خصوصاً في المناطق التي تكثر فيها النزاعات والحروب، التي يتشرّد بسببها النساء والأطفال.
- إلى أي حد يجب أن تكون المرأة مشاركة في صنع القرار؟
على المرأة أن تكون عنصراً مهماً ومؤثراً في صنع القرار جنباً إلى جنب الرجل، وأن تشارك في عملية بناء السلام بنسبة لا تقل عن ٣٠ في المئة لإنجاح العملية، لأن المرأة قد تمتلك أفكاراً إبداعية جميلة.
- ما أهم ما تحدثتِ به في مؤتمر "تيد إكس البحر الميت"؟
تحدثتُ عن النظم التي قهرت المرأة، وهي القيادة الدائمة للرجل، فناقشتُ نظريتي المتعلقة بسُبل وإمكانية تغيير النُظُم والأساليب غير الملائمة من أجل رؤية المرأة في المراكز المهمة، والمشاركة في صنع القرار، لأن تغيير أوضاع المرأة الى الأفضل وتمكينها، سيؤثران في أحوال الأسرة بأكملها بعدما أثبت الكثير من الدراسات، أنه إذا كان هناك مشكلة ما، وتم حلّها من جانب المرأة أو الرجل، دائماً يتم تفضيل حلول الرجل على حلول المرأة، وهذا ظلم بحد ذاته. ومثال على ذلك، إذا طلبنا من الأطفال في المدارس تعيين قائد لهم، نجدهم يصرّون على اختيار الرجل قائداً أو رئيساً للمؤسسة، ويحصرون دور المرأة في التعليم.
- تحدثتِ في المؤتمر أيضاً عن سبل تغيير النظم والأساليب غير الملائمة، ما هي النماذج النسائية التي تريدينها؟
كلما كانت المرأة قوية الشخصية وتمتلك مقومات القيادة لإبراز النموذج الناجح الذي يستطيع التغيير، شعر الرجل بالخطر، وكلما كانت مثالاً لصنع القرار يشعر أيضاً بالخوف، ويتذمّر من المرأة القوية نظراً لامتلاكها رؤية صائبة لأنه يعاني مشكلة في فهم المرأة ونوعية إدارتها. لذا يجب مساعدتها لإثبات وجودها.
- ما هو السبيل لذلك؟
يلعب الإعلام دوراً مهماً في تغيير الصورة النمطية عن المرأة، فيحدث تعاون بين المرأة والرجل لإنجاح الشركات وتحقيق الأهداف، وبالتالي لمضاعفة الإنتاجية.
- أطلقتِ عدداً من المبادرات نسائية، ما أهمها وماذا حققت؟
أطلقتُ مبادرات كثيرة، لكن أهمها تلك التي أعمل فيها مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي على ترجمة الدوريات العلمية من اللغة الإنكليزية إلى العربية، وهي مبادرة كبيرة تساهم في إثراء المعرفة واللغة العربية وستتم ترجمتها مجاناً للدول النامية وفق تعريف البنك الدولي.
- تتمتعين بكاريزما جميلة، لكن ما هو عدد متابعيكِ على السوشيل ميديا؟
لكل نافذة خصوصيتها، ولكل موقع استخدامه وأهميته. «الفايسبوك» أستخدمه للمعلومات الأكاديمية والمعرفية وأتفاعل مع المتابعين بكل أريحية، وقد بلغ عددهم مليوناً ونصف المليون. أما «تويتر» فأتفاعل من خلاله مع المتابعين الذين وصل عددهم إلى المليون، ونناقش الأفكار الإبداعية والمشاكل التي تصادفهم. لكن «سناب» يختلف لكونه وسيلة للتواصل اليومي وليس التنموي، فأتحدث من خلاله عن حياتي اليومية ولا أُحاضر في الناس. لكن إذا كنت أقرأ كتاباً وأعجبني، أحكي للناس عنه وأتابع التعليقات.
- دخلتِ قائمة الـ 500 مسلم الأكثر تفاعلاً في العالم الإسلامي، ما الاستراتيجية التي اتّبعتها في ذلك؟
لم أتّبع أي استراتيجية في ذلك، وتحقيقي هذا الرقم لأكون الأكثر تفاعلاً في العالم الإسلامي يعود الى عملي في الإعلام. وخير مثال على ذلك برنامج «كلام نواعم» الذي أثّر في العائلة العربية، بحيث تمكّنا من خلاله من مناقشة الأفكار والمواضيع التي تهم المجتمع العربي، واستطعنا مواكبة التغيرات التي تحدث فيه وتوجيهه نحو الأفضل.
- ما أهمية الجمال بالنسبة إلى المذيعة؟
على المذيعة أن تتمتع بكاريزما مقبولة وجاذبية قوية، لأن التلفزيون مرئي واسمه بالعربية «الرائي». لكن الجمال وحده لا يكفي إلا في البرامج الترفيهية أو الموسيقية، أما البرامج الأخرى فتتطلب من المذيعة فكراً واعياً وثقافة عالية لكي تحقق النجاح في برنامجها.
- رسالة توجهينها الى فتيات المجتمع.
يجب على الفتيات أن يدركن ويتأكدن من أن لا سقف لطموحاتهن وقدراتهن، وأن في إمكانهن العمل بجد من أجل تحقيق الرضا والسعادة وبناء حياة زوجية وإنجاب الأطفال وتنشئتهم على المبادئ والأخلاق الحميدة.
- ما الأسلوب الذي تتبعينه في عالم الموضة والأزياء لتقديم ملابس عصرية لمختلف الأطياف في مجموعتك؟
أنا شريكة في تلك المجموعة التي تقدّم ملابس عصرية وأنيقة تنال إعجاب العميلات بمختلف أطيافهن وشرائحهن على المستوى العالمي، وخاصة الملابس العصرية المخصصة للنساء المسلمات، لأنهن يتمعن بقدر كبير من الثقة بأنفسهن ويَجُبْن دول العالم ويعرفن ما يُفَضِلن. عند تصميم هذه المجموعة، حَرِصْتُ على إرضاء كل الأذواق، لكوني أراعي أدق التفاصيل والمقاسات المختلفة لتكون ملائمة أكثر. وفي ما يتعلق بالعميلات الأساسيات، أي السيدات المسلمات، أحرص على تقديم مجموعة متنوعة من الأوشحة التي تركز على جمال المظهر ورونقه.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024