ولاء عزام: أيزيدية تقع أسيرة لدى «داعش»
هي من أبرز النجوم الشباب لهذا الموسم، أثبتت أن الدراسة الأكاديمية ترفد الموهبة، حيث استطاعت من خلال دورها في مسلسل «غرابيب سود» أن تجسد شخصية الفتاة الأيزيدية المخطوفة، وأن تجيد اللهجة، حتى ظنّ من لا يعرفها أنها بالفعل عراقية.
وفي «باب الحارة» لهذا الموسم، شاركت بدور جديد ومختلف مع «أبو عصام»، مما أضفى تنوعاً على العمل.
وهي أيضاً الفنانة التي أثارت ضجة برفضها دوراً في مسلسل «خاتون»، لأنه طُلب منها التخلّي عن شعرها... عن سبب رفضها هذا، وعن أعمالها، وظهورها، وحلمها الذي تسعى الى تحقيقه، كان لنا هذا الحوار مع الفنانة السورية الشابة ولاء عزام.
- لماذا تحدثت باللهجة الخليجية في مسلسل «غرابيب سود»، رغم وجود فنانين من الخليج؟
اللهجة التي تحدثت بها هي لهجة عراقية وليست خليجية، وهناك من درّبني على اللهجة أثناء التصوير، وجسدت في العمل شخصية فتاة أيزيدية ومعاناتها خلال الأسر، بدءاً باغتصابها والتنكيل بها، وصولاً إلى المتاجرة بأعضائها، كما تناول الدور الجانب الإنساني للشخصية عندما تقع في حب الطبيب، وهو الحق الذي تُحرم منه أيضاً.
- ما هي الصعوبات التي واجهتها حتى أتقنت اللهجة؟
عملي الفني يحتّم عليّ أن أتقن لهجة أي دور أقدمه، وهذه الشخصية بعيدة عني تماماً، وهي المرة الأولى التي أتحدث فيها بلهجة غير لهجتي الشامية.
لذا، كنت خلال العمل أتكلم طوال الوقت باللهجة العراقية، حتى أبقى ضمن أجواء الشخصية، ونوعاً ما قاربت اللهجة، وهذا ما جعلني أؤدي الدور بشغف، فالشخصية جديدة، وتتناول قصة العمل وشخصيتي بشكل أساس الواقع الذي نعيشه، فرغم أن «قمر» أيزيدية، لكنني كنت أتحدث من خلال هذا الدور عن كل فتاة سورية تعرّضت للأذى.
- من هو المخرج الذي عملت معه في «غرابيب سود»، ولماذا اختاركِ دون غيرك من الفنانات لتكوني «قمر»؟
عملت تحت إدارة المخرج عادل أديب، ولم أصادف باقي مخرجي العمل، وعندما رآني المخرج نظر إليّ وقال: «أنت تشبهين الأيزيديات، لون العينين والبشرة والشعر... وكل تفصيل فيكِ يشبه الفتاة الأيزيدية»، واختارني على الفور لدور «قمر»... وكان عملي مع المخرج عادل أديب من أمتع وأجمل التجارب الفنية التي خضتها، فهو مخرج متمكن ويعرف كيف يخرج الطاقات الكامنة في داخل كل فنان، كما يعطي الفنان كامل الحرية في العمل، ويشرح له حالة الشخصية قبل كل مشهد وبعده، وكان يقول لي: «أنت الآن فتاة أيزيدية مخطوفة، يجب أن تفكري بهذه الفتاة وبكونك سورية وما يحدث في بلدك في الواقع»، وهذا الأمر مسّني كثيراً، وأخرج ما في داخلي من مشاعر تخدم الشخصية، وهذه هي بالتحديد النقطة الحساسة التي استطاع أن يحرّكها في داخلي.
- ما سبب التعتيم الإعلامي الذي رافق تصوير العمل؟
السبب يعود إلى أن القضية التي يناقشها المسلسل حساسة جداً، فكانت ورشات العمل تُقام في السر خوفاً على طاقم العمل من التهديد بالقتل، لأن العمل يتناول تنظيم «داعش» والفكر المتطرف، وكل ما تم طرحه حقيقي وواقعي.
- هل تلقيتِ تهديدات؟
لم أتلقَّ أي تهديد، ربما بسبب ضياع هويتي بحيث اعتقدوا أنني عراقية من خلال لهجتي وشخصيتي في العمل.
- ماذا أضافت إليك المشاركة في عمل عربي مشترك، وما الاختلاف بين ظروف العمل المحلي والعربي؟
المشاركة في مسلسل «غرابيب سود» كعمل عربي أضافت إليّ الكثير على المستوى الشخصي، بحيث تعرفت إلى عدد من الفنانين والنجوم العرب، أما على المستوى الفني فقد اطّلعت عن قرب على طريقة عملهم وتفكيرهم وتعاطيهم مع الشخصيات.
وبالطبع، ثمة اختلاف كبير بين ظروف العمل العربي والمحلي، فهنا نتعاطى مع أشخاص مختلفين ومن بيئات مختلفة، وهذا أمر ممتع بالنسبة إليّ، فكان طاقم العمل يضم فنانين من مصر ولبنان وسورية، وبدا العمل أشبه بورشة عمل عربية، وفي النهاية تبقى لكل عمل، سواء كان محلياً أو عربياً نكهته الخاصة.
- هل من شخصية أخرى في العمل أعجبتك، وتمنيت لو جسّدتها بدل شخصية «قمر»؟
لم أفكر ولو للحظة بأن أجسد دوراً مغايراً لدور «قمر»، فهذا الدور عرّف عني فنياً، وكنت يومها قد تخرّجت للتو في المعهد العالي للفنون المسرحية، فهذا الدور كان بداية انطلاقتي الفنية، وأفسح لي المجال لقول ما أريده كفنانة سورية صاعدة يراودها حلم فني تسعى الى تحقيقه.
- دورك في «باب الحارة» لهذا الموسم كان مختلفاً وجديداً، ماذا أضافت إليك هذه المشاركة؟
بغض النظر عن النقد الذي طاول العمل في هذا الموسم، شعرت عندما عرض عليّ الدور بأنه جديد ومختلف، خاصة أن غالبية مشاهدي كانت مع الفنان القدير عباس النوري، الذي أضاف إليّ الكثير من خبرته ومعرفته، وكان هناك تناغم كبير بيننا في العمل، فاستمتعت بالدور كثيراً، وهذا النوع من القصص يستهوي المُشاهد دائماً... الأم التي تترك وليدها أمام بيت أحدهم، وفي داخلها حزن كبير وصراع بين حبها لابنها، وبين تفكيرها في زوجها ودفاعها عن شرفها وتأكيدها أنها لم ترتكب أي معصية، فهذا الخط في العمل عنى لي الكثير، وعلى الرغم مما قيل عن هذا الجزء، تعاطف الناس مع الشخصية بشكل كبير.
- قصة الأم التي تترك طفلها لينمو ويكبر عند عائلة أبو عصام، هل أضاف تنوعاً الى هذا الجزء من «باب الحارة»؟
بالطبع، هذا الخط أضاف تنوعاً الى هذا الجزء، وبالتالي أعطى قيمة للشخصية التي أدّيتُها، فكانت أحداث العمل تتمحور حول هذه القصة، والتناقض الذي تعيشه الشخصية، فبدت الأحداث مشوقة وجميلة.
- هل ستستمرين في تقديم شخصيتك في الموسم المقبل؟
في الحقيقة، لا أعرف ما إذا كانت شخصيتي ستستمر في الجزء الجديد.
- سبق وعُرضت عليك شخصية زوجة عصام الثانية في «باب الحارة»، لكنك رفضتِها، لماذا؟
لأنني لم أشعر أن الدور قد مسّني بشيء، أو أنه يتحدث عني، فلا تهمني المشاركة في أي عمل مهما كان ضارباً، بقدر ما تهمني الشخصية وما تضيفه إليّ فنياً، لكن عندما عرض عليّ فريق العمل الشخصية الجديدة قبلت على الفور، لأن الدور جميل ويحمل الكثير من المشاعر والعواطف.
- في هذا الموسم الدرامي ظهرتِ مع مجموعة من النجوم الشباب، هل يمكن أن نعتبر هذا الموسم موسم النجوم الشباب؟
لا أريد التحدّث عن الموسم الحالي، بل عن مرحلة فنية، فقد أصبح لزاماً علينا أن نرفد الدراما بدم جديد، فأنا بعمري وبموهبتي لدي شيء أقوله من خلال عملي.
- هل وصلت الى مرحلة الاختيار بعيداً من أدوار الانتشار؟
منذ انطلاقتي الفنية وأنا أرفض أي دور لا يقدمني بالشكل الصحيح، فالنجومية لا تهمني بقدر ما يهمني أن أقول كلمتي من خلال أي عمل أشارك فيه، وأنا اليوم تخطيت مرحلة الانتشار وأصبح الجمهور يعرف من هي ولاء عزام.
- بشرتك بيضاء وعيناك ملونتان... هل يمكن أن يؤطرك شكلك بنوع معين من الأدوار؟
أبداً، فكل ما قدمته كان بعيداً عن التقيد بالشكل، فمرة أجسد دور الأم، وأخرى دور المخطوفة، ولم أتقيد بنوع معين من الشخصيات كالفتاة الرومانسية أو الجامعية، وغيرها من الأدوار النمطية.
- بدأت مع الفنان أيمن زيدان، هل هو من اكتشف ولاء عزام؟
بدايتي كانت مع الفنان أيمن زيدان من خلال مسرحية «دائرة الطباشير القوقازية»، وهو أستاذي في المعهد العالي للفنون المسرحية، واستطاع أن يكتشف موهبتي، وبعد المسرحية عرض عليّ دوراً في مسلسله «أيام لا تُنسى»، وسأردّد حتى آخر يوم في عمري، أن أيمن زيدان هو من قدّمني إلى الوسط الفني، وأنا أُدين له ولكل من علّمني في المعهد المسرحي، فالدراسة في المعهد أضافت إليّ الكثير وصقلت موهبتي الفنية.
- ظهرت في عمل كوميدي وحيد، بشخصية «روضة» في مسلسل «دنيا»، فهل هو أحد أسباب انتشارك فنياً؟
ما من عمل قدّمته إلا وكان سبباً في انتشاري، ومسلسل «دنيا» أظهر الجانب الكوميدي فيّ، ومجرد العمل مع نجمتين كبيرتين كالفنانتين أمل عرفة وشكران مرتجى يعتبر إضافة فنية مهمة بالنسبة إليّ، كما تعاطف معي الجميع لكونه عملي الأول بعد التخرّج، فكان جو العمل ممتعاً، خاصة أن شخصية «روضة» حملت مجموعة من التناقضات التي شكلت لدي هاجساً لاكتشافها.
- ملامحك الطفولية، هل تجعلك مناسبة لأدوار الفتاة الطيبة بعيداً من أدوار الجرأة؟
أستطيع أن أقدم أي نوع درامي، فأنا في النهاية ممثلة، أمثّل من خلال موهبتي وليس بعرض مفاتني، كما لا تستهويني الأدوار التي تعتمد على الاستعراض. فالجرأة هي كيفية انتقاء الدور بغض النظر عما يحمل في طياته، والفنان الجريء هو الذي يستخرج من أي دور شيئاً مهماً يمسّه شخصيته.
- هل من خريطة ترسمينها للموسم المقبل؟
انتهيت منذ فترة قصيرة من تصوير دوري في مسلسل «ترجمان الأشواق» مع المخرج محمد عبدالعزيز، كما أنهيت مشاهدي في مسلسل «الغريب» من إخراج محمد زهير رجب، ورغم أن أيّاً من العملين لم يعرض في الموسم الماضي، أرى أن مسلسل «ترجمان الأشواق» سيضيف الى الدراما السورية.
- هل ما زلت متأثرة بحادث السير الذي تعرضت له وشقيقك؟
لقد أثر فيّ الحادث كثيراً، وصرت أرتعب من القيادة، وأحمد الله أنني استطعت أن أتخطى هذه المحنة، فالتجربة التي مررت بها كانت بمثابة امتحان، ورسالة تنبهني بأن أحسب خطواتي جيداً.
- أين تجدين نفسك بعد عدد من المواسم الدرامية؟
أتمنى أن أكون فنانة مهمة وليس نجمة، ففي إمكان أي شخص أن يكون نجماً، ولكن لا يمكنه أن يكون مهماً. وليس شرطاً أن أكون ناجحة في مجال التمثيل، بل يجب أن أؤثر في الناس، فالشهرة طريقها قصير وسهل، أما التأثير في الآخرين فيلزمه طريق طويل وشاق.
- من ينافس ولاء عزام من الفنانات والفنانين الشباب؟
كل من لديه شيء ليقوله هو حتماً ينافسني.
- ماذا أعجبك من الأعمال العربية لهذا الموسم، ومن هو نجم العام بالنسبة إليك؟
أحببت مسلسل «حلاوة الدنيا» للفنانة هند صبري، فهو عمل جميل من كل النواحي. أما نجم العام بالنسبة إليّ فهو الفنان باسل خياط.
- أخبرينا عن حياتك الخاصة؟
أنا مشروع فنانة سورية، وخريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، وأطمح لأن أكون شيئاً مهماً في المستقبل. أعيش في كنف عائلة جميلة، والداي هم صديقاي في الحياة، ولي أخ وأخت، وهذه العائلة هي التي تدعمني في كل ما أُقوم به في الحياة. لدي الكثير من الأصدقاء والمعارف، وأحاول أن أكون شخصاً محبوباً في محيطي، لكنني لا أحب أن أكون مقرّبة من شخص معين.
- طموحك الكبير هل يمكن أن يدخلك عالم الكتابة أو الإخراج؟
الكتابة هي عمل بحد ذاته، وليس في إمكان أي كان أن يكتب، فأنا أحب أن يكون كل شخص في مكانه الصحيح، ولديّ الكثير من الأفكار، لكن إذا أردت أن أحوّلها الى مجال معين فبالطبع سأحولها الى المسرح، فالمسرح هو شغفي الأول وفيه أقدّم نفسي بامتياز.
- كيف تمضين يومك؟
في الصيف أمضي معظم أوقاتي في السباحة، كما أحب القراءة كثيراً، فالقراءة تقوّي شخصيتي، وتعطي زخماً لكلماتي وأدواتي وإحاسيسي ومشاعري، وهذا كله يفيدني فنياً.
- ما هو الروتين الذي تحبين الحفاظ عليه في حياتك؟
أنا من مواليد برج الجوزاء، والمعروف عن أصحاب هذا البرج أنهم هوائيون ومزاجيون، فمن المستحيل أن أتّبع روتيناً يومياً في حياتي، لذلك أصبحت أؤمن بمواصفات برج الجوزاء، لأنني من النوع المتقلّب، وكل ما أريده أضعه نصب عينيّ وأحصل عليه في النهاية...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024