حتى لا يبقى التعليم حلماً...
في هذه الفترة من السنة التي يتحضر فيها الأطفال للعودة إلى مدارسهم، وفيما تجهز أمهات حقائب أطفالهن الجديدة وملابسهم وكل حاجياتهم، تمر هذه الفترة التي تعني الكثير للبعض، كأي وقت آخر من السنة لآخرين، فلا مدرسة ولا كتب ولا دراسة، وما من تحضيرات لليوم الأول في المدرسة، الذي تنتظره الأمهات عادة بحماسة كبرى. أطفال لا يعيشون هذه المرحلة الجميلة، لأن ظروفهم لا تسمح لهم فيحرمون من الدراسة ويمضون أجمل سنوات في حياتهم بطريقة مختلفة عن باقي الأطفال الذين في مثل سنّهم. وغالباً ما تكون الظروف المادية السبب الأساسي لهذا الحرمان، وأحياناً ثمة أسباب أخرى مفاجئة يصعب تصوّرها. لكن مهما كانت الظروف، تبقى يد العون موجودة تمدها جمعيات ومنظمات تعمل جاهدة لحماية حقوق هؤلاء الأطفال الذين يعتبر التعليم حقاً أساسياً لهم.
لينا عساف رئيسة لجنة التعليم في جمعية Teach a Child: نرافق الأطفال من أولى السنوات الدراسية حتى الجامعة
- هل تُعتبر الظروف المادية السبب الوحيد الذي يقف عائقاً بين الأطفال والتعليم؟
في نسبة تصل إلى 90 في المئة، تكون لدى الأهل رغبة قوية في تعليم أطفالهم، لا بل يكون هذا حلماً لديهم ويسعون جاهدين إلى تحقيق ذلك لتتحسن أوضاع أطفالهم ويتطوروا في المجتمع، إلا أن ظروفاً مادية تعيق ذلك، فلا يجدون سبيلاً لتعليمهم. هم راغبون في تعليم أطفالهم، لكن ليست لديهم القدرة على ذلك. لكن، لا يمكن أن ننكر أن نسبة 10 في المية من الأهل ليس لديهم الوعي الكافي ولا يدركون أهمية التعليم لأطفالهم.
- تُعتبر المدارس الرسمية متاحة لمن لا يملكون الإمكانات المادية، ما الذي يمنع الأهل من تعليمهم فيها؟
من يعيشون ظروفاً مادية صعبة يعجزون حتى عن تعليم أطفالهم في المدارس الرسمية، بسبب تكاليف التسجيل والملابس والكتب وغيرها من حاجيات المدرسة. ومن لديه مثلاً 4 أطفال في المدرسة لا يستطيع حتى تأمين تكاليف نقلهم إلى المدرسة، خصوصاً إذا كانوا يقيمون في أماكن بعيدة.
- ما الذي تقدمونه كجمعية Teach A child إلى الأهل الذين يعجزون عن تعليم أطفالهم؟
دورنا هنا تأمين كل لوازم المدرسة للأطفال الذين يعجز أهلهم عن تعليمهم. إذ تبقى المدارس مكلفة بعيداً عن الأقساط المرتفعة في المدارس الخاص. فلا يمكن أن ننسى تكاليف التسجيل والقرطاسية والكتب ومختلف لوازم الدراسة والملابس والحقائب. كلّها حاجيات أساسية للتلميذ نعمل على تأمينها ليتمكن من دخول المدرسة، ولا يبقى إلا أن يركز على دراسته.
- هل ترافقون الأطفال في مختلف السنوات الدراسية؟
نرافقهم من أولى السنوات الدراسية حتى الجامعة. حتى أننا نساعد أولئك الذين يتوجهون إلى المدرسة المهنية في مختلف الصفوف.
- كيف تختارون العائلات الذين هم فعلاً في حاجة إلى المساعدة للتعليم؟
ثمة طرق مختلفة لنعرف عن عائلات محتاجة لنساعد أطفالهم في التعليم، لكن بشكل عام يدلنا أحدهم على عائلة فندرس وضعها مع مساعدة اجتماعية، وتتم تعبئة استمارات مشابهة لتلك التي لدى وزارة الشؤون الاجتماعية. وبعد أن ندرس وضع العائلة جيداً، نتشاور مع مدارس. قد يكون الأطفال أحياناً قد تركوا المدرسة لأسباب مادية، فندرس الوضع مع مراكز الشؤون الاجتماعية.
- هل تجدون تجاوباً من الأطفال في التعليم والمثابرة على العلم؟
يتابع معظم الأطفال الذين نساعدهم التعليم، ويثابرون، ونادراً ما نجد منهم من يختارون عدم المتابعة أو يفشلون. بشكل عام، نرى أنه عندما تسنح لهم الفرصة، يجدون في العلم سلاحاً بيدهم ليتابعوا حياتهم.
- ما نوع المساعدة التي تقدمونها؟
نشتري الكتب للأطفال وندفع مصاريف التسجيل والنقل وكل لوازم المدرسة.
- هل يمكن أن ترفضوا حالات معينة؟
نرفض من لا تُعتبر معايير الحاجة لديه كافية. نأخذ عادة حالات دون الحد الأدنى أو قد يكون الأب متوفياً أو مريضاً ولديهم مصاريف كبيرة.
- هل معدل النجاح في هذه الفئات في التعليم يكون أفضل أم يكون دون المستوى المطلوب؟
لا ينقص الأطفال المحتاجين الذكاء بل نجدهم راغبين في العلم وأذكياء، لكن المشكلة أحياناً في أن المحيط الملائم للدرس لا يكون متوافراً أحياناً في البيت. فلا يجدون الأجواء المناسبة للدرس، لأن البيت صغير مثلاً والعائلة كبيرة كلها في غرفة واحدة أو أنه ما من كهرباء أو غيرها من المشاكل التي يمكن أن تصادف عائلة محتاجة. لكن عند الرغبة في الدرس، نجد منهم من يدرس على ضوء الشمعة وإن كانت الظروف صعبة.
- هل من معدلات نجاح مطلوبة منكم عندما تساعدون أطفالاً محتاجين؟
معدل الذكاء والنجاح ليس من المعايير التي نطلبها لنساعد هؤلاء الأطفال، بل نستند فقط إلى مدى احتياجهم. نسعى إلى أن يصل الطفل على الأقل إلى «البروفيه» (الشهادة المتوسطة) ليتمكن بعدها من متابعة حياته. بعدها، يصبح الأطفال قادرين على الاتكال على ذواتهم. لهذا، نساعد كثراً على الوصول إلى المدارس المهنية لأننا في حاجة إليهم في لبنان.
- ما مصادر التمويل لديكم؟
التمويل هو من أصدقاء الجمعية ومن شركات اقتنعت بالقضية. إضافة إلى العشاء السنوي الذي يعود ريعه الى دعم قضيتنا.
السيدة إليان ناكوزي: تعليم أطفالي كان حلماً استطعت أن أحققه حتى لا يعيشوا الحرمان الذي عشته
لدى السيدة إليان ناكوزي ابنة هي سارة – لونا (19 سنة)، وولدان هما إسبر (16 سنة) ورامي (9 سنوات). وعلى رغم ظروفها الصعبة والقاسية التي مرت بها، استطاعت أن تعلّمهم بمساعدة جمعية Teach A child لتتمكن بذلك من تحقيق حلم لديها، فلا يعيش أطفالها التجارب الصعبة التي مرت بها في حياتها. وتقول السيدة ناكوزي: «حرمت من التعليم وكانت حياتي صعبة للغاية، كنت أعمل في التنظيفات في المدرسة إلى أن أخبرتني المديرة في المدرسة عن وجود جمعية Teach A child التي تساعد في تعليم الأطفال. فكانت هنا الفرصة التي أتمناها. بدأ أولادي التعليم في المدرسة التي كنت أعمل فيها، ثم بدأت أعمل في مجال آخر أيضاً حتى أؤمن كل طلباتهم ولا أحرمهم من شيء. استطعت أن أحقق حلم حياتي وأنا فخورة بذلك. أما المال فلا يهمني، وقد استطعت أن أربيهم بتعبي، خصوصاً أن زوجي مريض وليس قادراً على العمل باستمرار . كما أني سعيدة بنجاحهم، خصوصاً ابنتي الكبرى التي أجدها متفوقة وفي غاية الذكاء. وقد بدأت بدراسة التمريض بعد أن حصلت على منحة للدراسة». وعلى رغم مشاكلها الصحية العديدة، فهي تعاني مشكلات في القلب وربو، إلا أن الضحكة لا تفارق ثغرها وتتابع حياتها بكل اندفاع وحماسة وإيمان، سعيدة بما استطاع أطفالها أن يحققوه. وهي تشعر بالفخر بشكل خاص من قناعة أولادها ورضاهم بحياتهم كما هي.
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024