تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

صفاء رقماني: لمن سرق دوري أقول «صحتين وهنا»

كثيرة هي هواياتها، إلى جانب التمثيل الذي تعشقه، فبعد مجموعة من الأدوار المميزة، عُرفت بصوتها الجميل، وحبّها لتصميم الأكسسوارات، لكنّ حدثاً طرأ على حياتها قلبها رأساً على عقب، وغيّر من أولوياتها.
هي الفنانة السورية صفاء رقماني، العائدة الى الوسط الفني بعد غياب بسبب ابنتها «روح»، وفي لقائنا معها تحدثت صفاء عن غيابها وأعمالها وتفضيل عائلتها على عملها الفني، وقصة استقرارها في أميركا، وعودتها إلى الشام، كما كشفت عن سر استقرارها العائلي، وأحلامها وطموحاتها...


- تعودين الى العمل الفني بعد غياب، هل «روح» هي سبب هذا الغياب؟
بالفعل، غبت حتى أتمّت ابنتي «روح» السنة ونصف السنة من عمرها. فضّلت أن أبقى معها في هذا العمر الحرج، وكي لا أندم في ما بعد إذا قصّرت في حقّها، فعشت أمومتي بكل تفاصيلها، وقد عاهدت نفسي على التفرّغ لتربيتها حتى تستطيع الأكل والتحرك من تلقاء نفسها.
ورغم أن عملي مهم بالنسبة إليّ، فضلت ابنتي على عملي، والآن أستطيع تركها عند أمي أو أي أحد غيرها، لأعود الى عملي الذي أعشقه، فالتمثيل يسري في دمي ولا يمكنني الابتعاد عنه أكثر.

- لماذا سمّيتها «روح»؟
لهذا الاسم سبب، فلم أختر وزوجي هذا الاسم، ولم يخطر في بالي أبداً، بل كنت أنوي تسميتها «ليا» تيمناً بصديقتي العزيزة التي تعيش في أميركا.
لكن ما حصل، أن والدي رأى في منامه رجلاً مسنّاً أيقظه من نومه ليقول له إن ابنتك ولدت فتاة وسمّتها «روح». وعندما روى لي والدي تفاصيل الحلم، أعجبني الاسم وخاصة لما يحمله من معنى عميق، وحين ولدت شعرت أن الاسم يليق بابنتي فسمّيتها «روح».

- ألم تخافي من أن ينساك المخرجون في أعمالهم؟
كثيراً ما ينسى المخرجون والمنتجون الفنانين اليوم، ويعتمدون على قلّة قليلة منهم، ولا يبدلونهم إلا في حال اعتذر الفنان، فيأتون ببديل من باقي الفنانين، لذلك لا أفكر في الأمر من هذه الناحية، بل لكل منا مكانه المحفوظ مهما غاب عن الوسط، وأنا لن أشارك إلا في عمل مناسب، وخلال فترة انقطاعي عن العمل بقيت ضمن نطاق ضيق من الدبلجة والإذاعة ولم أبتعد كلياً عن العمل الفني، واعتذرت عن باقي الأعمال الفنية بسبب الوقت الطويل الذي تتطلبه، أما اليوم فهناك أمي تساعدني وكذلك زوجي.

- هل تقيدت حرّيتك بعد الأمومة، وهل تغير أسلوب حياتك اليوم عن الماضي؟
لم أعد حرّة، وكل ما كنت أعمله سابقاً لم يعد في إمكاني القيام به اليوم، فأصبحت لدي حساباتي الخاصة، وابنتي من ضمنها وأهمها.
وبالطبع تغير أسلوب حياتي اليوم، وأنا سعيدة برجل وطفلة كنت أحلم بوجودهما في حياتي، وبالتالي أعيش في جو عائلي دافئ وهادئ، وبالتأكيد لدي طموحات لم أحققها في ما يتعلق بعملي الفني، وأتمنى أن أحظى بالفرصة التي أنتظرها.

- وما هي الفرصة التي تنتظرينها؟
أنتظر دوراً يُظهر جانباً مختلفاً في شخصيتي، بعيداً من أدوار الفتاة المسالمة والطيبة، وفي كل مرحلة يحتاج الفنان الى أدوار مختلفة.

- هل ما زلت تبحثين عن فرصة لإظهار موهبتك الغنائية؟
لا أفكر في الغناء حالياً، لكن إن أتاني دور جميل يحتاج الى صوت وغناء، فلمَ لا! ولكن الفكرة لم تعد تشغلني كالسابق.

- من هو الممثل السوري الذي استطاع أن يظهر موهبة غنائية استثنائية في الوسط الفني؟
أمل عرفة من أهم الفنانين الذين استخدموا صوتهم في أعمالهم.

- الجرأة في أعمالنا الفنية، هل اختلفت اليوم عن السابق؟
الجرأة في العمل الفني تزيده تشويقاً وتساهم في تسويقه. وبالنسبة إليّ، لا مشكلة لدي مع أدوار الجرأة الهادفة، لكنني أرفض الجرأة المجانية التي تهدف الى شد الناس والتقليل من شأني، وسبق لي أن قدمت دور «راحيل» في مسلسل «سفر الحجارة»، وكان يتضمن جرأة من حيث تقديم شخصية اسرائيلية مركبة، وهذا هو نوع الجرأة الذي أحبّه.

- تألقت في أعمال المخرج يوسف رزق، وهو اليوم يعيش صراعاً مع المرض، هل تواصلت معه؟
بصراحة، فوجئت بمرض المخرج يوسف رزق، وهو صديق العائلة، وعندما تزوجت هنّأني، ولم يقل يوماً إنه مريض، وفور علمي بمرضه حزنت كثيراً، ومن واجبي أن أزوره لأنني أحبّه، وهذا ما سأفعله قريباً.

- تهوين تصميم الأكسسوارات، لمَ لا نجد ماركة خاصة بتصاميمك؟
أحب الأكسسوارات كثيراً ولطالما رغبت في تصميمها، ومع تغير حياة الإنسان تتبدل أولوياته ويختلف ذوقه، وحتى الموضة أعتبرها أمراً خاصاً، فالمعروف عني أنني أتبع الموضة التي تناسبني، وكثيراً ما سُئلت عن عدم تغيير شكل حاجبيّ لمجاراة الموضة الحالية، وكنت أُجيب بأنني أختار ما يعجبني أنا وليس ما تفرضه عليّ الموضة السائدة.

- من هي الفنانة التي تعجبك إطلالتها عربياً؟
ميريام فارس... تعجبني إطلالتها وأزياؤها.

- وماذا عن استقرارك في أميركا، هل ما زلت تفكرين في الأمر؟
ما حدث أنني سُئلت سابقاً عن سفري إلى أميركا وتم تحريف الكلام، فأنا قلت إنني أحب أن أمضي شبابي في سورية، وبعد أن أتقدّم في السن سأعيش في أميركا، بسبب الاهتمام الفائق بتلك الفئة العمرية والمساعدة المقدّمة لهم، لكنني مرتبطة بأرض سورية، ومن الصعب أن أبتعد عنها في مرحلة شبابي، وأما عن سفري المتكرر إليها سابقاً، فكان بسبب العروض التي قُدّمت لي هناك للعمل في مجال الأزياء، ورغم كل تلك العروض المغرية عدت الى الشام، ولا أقول هذا الكلام كنوع من الاستعراض.

- كيف تعرفت إلى زوجك؟
تعرفت إلى زوجي «غالب» خلال أحد الأعمال الفنية، فهو يعمل مصوراً، ومن ثم أصبحنا صديقين، يرافقني دوماً وأطلب كل ما أحتاجه منه، واكتشفت في ما بعد أنه لعب معي لعبة الصداقة، حتى تطورت العلاقة لتصبح إعجاباَ فحباً تكلّل بالزواج.

- هل كان يصورك أكثر قبل الزواج أم بعده؟
لم يصوّرني، لا قبل الزواج ولا بعده. زوجي مصوّر لكنه مقصّر بالصور في حقّنا كعائلة. أطلب منه دوماً أن يصوّرني، لكنه كثير الانشغال بأعماله، ولطالما وعدني بجلسة تصوير، وما زلت في الانتظار.

- لم يكتمل حلمك بتقديم الاستعراض، واليوم تعود الفنانة شيريهان الى الوسط الفني، فما رأيك؟
شيريهان حالة خاصة، فقد خُلقت للمسرح والفوازير والاستعراض، وأنا لا أستطيع أن أباريها، فنحن جيل كامل نشأ على أعمالها، فهي رائعة وكالفراشة تطير، وعودتها مهمة حتى وإن تقدمت في السن قليلاً. لا يمكنني أن أُقارن نفسي بها.

- بعض الفنانات يبعدن أولادهن عن الأضواء، أما ابنتك فهي تحت الأضواء؟
أحب أن أشارك الناس قصصي، ودائماً أنشر صوراً لابنتي، فأنا أرفض أن يُبعد الفنان أولاده عن الأضواء، ففي النهاية سيعرفهم الناس، وبالنسبة الى ما يقال من أن البعض يخافون الحسد، فأؤكد أن الحامي هو الله.

- هل عُرض عليك عمل مشترك؟
بالفعل، تلقيت عرضاً للمشاركة في أحد الأعمال المشتركة، لكن بعدما عرفوا أنني حامل ألغوا الاتفاق، لأن دوري كان «راكور» ولا يتناسب مع ظهور أعراض الحمل مع مرور الوقت.

- علامَ تندمين؟
كلنا نندم... فالإنسان عبارة عن مجموعة من التجارب المتراكمة، ومهما سمع الشخص من نصائح واطّلع على تجارب الآخرين، لا يقتنع إلا من تجاربه الخاصة والتي يخرج منها أحياناً بعِبر، ولذلك أرى أن لا داعي للندم، وحتى التجارب السيئة التي نعيشها قد تعود علينا بالنفع في ما بعد.

- وماذا عن نقاط ضعفك؟
كثيراً ما نقف أمام المرآة ونستعرض نقاط ضعفنا وقوّتنا، وإيجابياتنا وسلبياتنا، لكنني لا أتحدث عنها إلا مع نفسي.

- من هم أصدقاؤك في العمل؟
لي العديد من الأصدقاء الفنانين، منهم الفنانة عبير شمس الدين، ودائماً نلتقي في أوقات فراغنا، والفنان رائد مشرف صديقي وأحترمه كثيراً، وكذلك الفنانة لمى إبراهيم.

- وماذا عن الرياضة في حياتك؟
أحب الرياضة كثيراً لكنني مقصّرة في هذا المجال، فأنا لا أمارس الرياضة بانتظام. حاولت لفترة التدرّب في نادٍ خاص، ومن ثم انشغلت بالزواج والحمل وتبدّدت الفكرة، وبطبعي آكل كثيراً وأُبالغ في تناول الحلويات، ورغم ذلك أحافظ على شكلي... فهذه طبيعتي.

- تعرضت لسرقة الأدوار خلال عملك، كيف تتعاملين مع هذا الموقف؟
هي ليست مرة أو مرتين بل مرات عدة، وكل ما أفعله أنني أقلب الصفحة ببساطة، وأقول لمن سرق دوراً مني «صحتين وهنا»، فالدور إذاً ليس لي، لكن يزعجني هذا التصرف المعيب الذي نصدفه في عملنا، فالمعروف عن العمل الفني أنه عمل حضاري ويجب أن نتصرف بما يتناسب مع مهنتنا.

- شهد الوسط الفني العديد من حالات الطلاق، ما سر انتشار هذه الظاهرة؟
لكل منزل أسراره، ولا يمكنني الإجابة عن سبب تكرار حالات الطلاق في الوسط الفني، فنحن لا نعرف كيف تسير الأمور في منازلهم، وأنا مسؤولة عن منزلي وزوجي فقط، ولا علاقة لي بما يحدث في المجتمع، وأستغرب كيف يؤكدون على الود الذي يسود علاقاتهم، لنتفاجأ بعدها بوقوع الطلاق.

- كيف يمكن أن تحافظ المرأة عموماً والفنانة خصوصاً على حياتها الأسرية؟
هي معادلة، فأولاً يجب أن تكون هناك ثقة بين الزوجين، وتعاون مشترك واحترام متبادل بين الطرفين، وتفهّم لمهنة كل منهما، وعندما تتوافر هذه الظروف في منزل الزوجية سيرتاح كلا الطرفين خارج المنزل أيضاً، لذا غبت عن العمل لسنة ونصف السنة، لأن عائلتي كانت في أمسّ الحاجة إليّ، وبالطبع كل ذلك يحتاج الى شريك متفهم لطبيعة عملي.

- أصبحت من أهم الأًصوات في الدبلجة، هل هي عمل ثانوي بالنسبة إليك؟
الدبلجة فن قائم بحد ذاته، أنا ممثلة لكنني أهوى العمل في هذا المجال، وفي بداية عملي في الدبلجة، وجدتها صعبة جداً، فنحن هنا نمثّل بصوتنا فقط ويجب أن نكون مقنعين وصادقين، وفي ما بعد عشقت الدبلجة وأتقنتها...        

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078