تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

حكيم: أبي كان قاسياً معي وأتعامل مع أولادي كإخوتي

حكيم: أبي كان قاسياً معي وأتعامل مع أولادي كإخوتي

يعترف بأن والده كان قاسياً معه، لذلك قرر أن يربي أولاده الأربعة بطريقة مختلفة عن تربية والده له.
النجم حكيم، الذي عاد بأغنية «على وضعك» بعد فترة غياب، يكشف لنا كواليس صناعة تلك الأغنية، ولماذا أنتجها لنفسه، ويتكلم عن سفره الى أربع دول لتصويرها، وحقيقة اقتباسه اسم الأغنية من إحدى أغاني أحمد سعد.
كما يتحدث حكيم عن اعتزاله الألبومات الغنائية، والسر وراء حفاظه على نجوميته، وهوايته التي لا يعرفها كثيرون عنه.


- لماذا قررت العودة الى الغناء بأغنية «على وضعك» بعد فترة غياب طويلة؟
حينما استمعت الى أغنية «على وضعك» للمرة الأولى، شعرت بأنني أستمع الى أول أغنية في حياتي، فهي من أحلى الأغنيات التي استمعت إليها عبر مشواري الفني الطويل، وعلى الفور قررت أن أبدأ بتسجيلها، وعقب التسجيل فكرت في تصويرها.
لكن من أجل تقديم عمل فني جيد ومحترم، استغرقت ما يقرب من عام ونصف العام لكي أنتهي من تصويرها، والحمد لله، بعد المجهود الشاق والمبالغ الطائلة التي دفعتها في إنتاج الأغنية، حققت خلال الأيام الماضية ملايين المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وهنا لا يسعني إلا أن أشكر كلاً من الشاعر ياسر عليم والملحن تامر حجاج والموزعين إسلام شيبسي وميدو مزيكا، على كل ما قدموه من أجل إنجاح الأغنية.

- لماذا سافرت إلى أنغولا والمكسيك والبرازيل وإسبانيا لتصوير الأغنية؟
أحببت من البداية أن تكون فكرة الكليب جديدة، لذلك قررت السفر الى معظم قارات العالم واختيار كل ما هو جديد ومختلف لكي أقدمه، ففي البداية سافرت إلى دولة أنغولا في القارة السمراء، وهناك أعجبت برقصة الكيزومبا، ثم أحببت أن أشاهد أحدث الرقصات وأهمها في المكسيك والبرازيل، لكنني وجدت أن طبيعة التصوير هناك ستكون صعبة.
وفي النهاية قررت أن يكون التصوير في دولة إسبانيا، وبالفعل تم التصوير في مدريد، وقمت بنقل الأفكار الفنية كافة التي أعجبتني في أنغولا والمكسيك والبرازيل لكي أقدمها في الكليب.

- ما هي رقصة «كيزومبا» التي استعرضتها في الأغنية؟
«كيزومبا» رقصة أنغولية أفريقية شهيرة، استطاع الراقصون الأنغوليون أن يصدّروها الى العالم أجمع، حيث بدأت في الانتشار من أفريقيا، ثم انتقلت إلى بلاد أميركا الجنوبية ومنها إلى القارة الأوروبية، وقد أصبحت إسبانيا أكثر الدول المهتمة بتلك الرقصة، فقررت أن أُدخلها إلى مصر، وللعلم فإن «كيزومبا» مختلفة تماماً عن رقصة «الزومبا».

- كم كلّفك تصوير الأغنية؟
الأغنية من إنتاجي الشخصي، وإجمالي التكلفة تجاوز مائة ألف دولار أميركي، وهذا المبلغ يعود إلى عدد الشخصيات والأدوات والمعدات التي تم استخدامها في التصوير.

- ما حقيقة اقتباسك اسم أغنيتك من أغنية الفنان أحمد سعد التي طرحت قبل أشهر بالاسم نفسه؟
إنها المرة الأولى التي أعرف فيها أن هناك أغنية طُرحت سابقاً بالاسم نفسه. على العموم، أغنيتي تم تسجيل اسمها في المصنفات الفنية بمصر منذ أكثر من عام ونصف العام، وطيلة هذه الفترة، كما قلت لك سابقاً، كنت أعمل على تصويرها، كما أن اسم الأغنية دارج وقريب من لغة الشارع، وفي إمكان أي شخص أن يقدم أغنية بالاسم نفسه، فهناك مليون شخص قدموا أغنيات فيها كلمة «الحب» و«القلب»، لأنها كلمات دارجة.
وبالتالي، أي شخص يغني اللون الشعبي تكون كلمة «على وضعك» دارجة على لسانه، لأن هذا الأمر يميز الأغنية الشعبية. فحينما يقدم لي شاعر أغنية، وأجد أن كلماتها ليست قريبة بالقدر الكافي من لغة الشارع، أحاول أن أصيغ كلمات جديدة لكي تتماشى مع اللغة السائدة في المجتمع.

- لماذا لم تسعَ الى تغيير اسمها؟
كما قلت، لم أسمع قبل طرح أغنيتي بأن هناك أغنية بهذا الاسم، ولو أراد كل فنان أن يغير اسم أغنيته لأنه يتشابه مع اسم أغنية أخرى فلن نجد أسماء أغنيات.

- ما سبب سعيك الدائم إلى تغيير شكل الأغنية الشعبية من خلال الاستعانة بالأشكال العالمية؟
منذ أن قررت الاتجاه الى الغناء، وضعت على عاتقي مسؤولية إعلاء شأن الأغنية الشعبية، ومنذ بدايتي سعيت جاهداً الى أن أطوف العالم بها، وأن أغني في دول العالم ومسارحه كافة. خلال تلك الفترة استطعت أن أقدم ديوهات غنائية مع أهم مطربي العالم وأشهرهم، مثل البورتوريكي دون عمر في «تيجي تيجي»، وأغنية «ليلة» مع المطرب العالمي جيمس براون، وأغنيتي الشهيرة «آه يا قلبي» مع الكولومبية أولغا تانون.
وللعلم، ما زلت أحلم بأمور عديدة، إذ لم أنجح بعد في تحقيق كل أحلامي، وما زالت هناك أحلام أسعى الى تحقيقها خلال الفترة المقبلة، ستكون نقلة قوية للأغنية المصرية.

- كيف حافظت على نجوميتك طيلة السنوات الماضية؟
طيلة الـ27 عاماً التي عملت فيها كمطرب فإن أهم عامل سعيت لأن أحافظ عليه هو التجديد، ولولاه لما كان هناك أي نجاح.
فالفنان إذا لم يقم بتجديد شكله ونفسه لن يكون له دور مع الجمهور. لذلك منذ بدايتي، أحرص دائماً على التجديد، فلكل زمن كلماته وأغنياته وشكل وطريقة أداء.
والأعمال التي أقدمها الآن لم أقدمها في التسعينات مثلاً، كما على الفنان ألا يفكر فقط في النجومية ببلده والمنطقة التي يعيش فيها، بل عليه أن يخرج في هذا الإطار، ويفكر في العالمية والوصول الى الجماهير كافة في أنحاء العالم.

- ما أكثر صعوبة واجهتك في محاولتك الوصول الى العالمية؟
عدم نجاح المطربين العرب عالمياً يتوقف على اللغة. فاللغة العربية ليست عالمية ولا يسهل على الغرب فهمها أو الغناء بها. وهذا الأمر لا يقتصر على اللغة العربية بل يشمل اللغة الألمانية أيضاً، فعلى رغم أن الأخيرة قوية وجيدة، إلا أنها ليست لغة عالمية.
لكن ما علينا فعله لكي نحاول إيصال أغنيتنا الى العالمية، أن نعمل مزجاً بين الموسيقى المصرية الشعبية والموسيقى العالمية، ونحاول أن نخاطب وجدان الغرب بموسيقانا وموسيقاهم في الوقت نفسه.
لذلك تجدني أقدّم أنواع الموسيقى العالمية كافة ممزوجة بالإيقاع الشعبي المصري، إذ سبق وقدمت موسيقى السالسا والريجاتون في أغنياتي، وخلال الفترة المقبلة سأعمل على تقديم أشكال الموسيقى الغربية كافة في أغنياتي الشعبية.

- من ينافس حكيم على عرش الأغنية الشعبية؟
ما زلت أنافس نفسي على قمة الأغنية الشعبية. فأنا لا أرى أن هناك من يستطيع أن ينافسني عليها، ربما لكوني أعمل ليلاً ونهاراً من أجل تقديم أفضل ما لديَّ، وأتمنى بعد ذلك كله أن يكون الجمهور راضياً عن كل ما أقدمه له.

- ما الأغنية الشعبية التي أعجبتك أخيراً؟
هناك أغانٍ جيدة قدمت خلال الفترة الماضية، ربما أفضلها من وجهة نظري أغنية الفنان أحمد شيبة «آه لو لعبت يا زهر»، فهي مليئة بالشجن والأحاسيس، وأحمد كان مبدعاً فيها واستطاع أن يصل بها الى الناس بسهولة.

- متى ستطرح ألبومك الجديد؟
اعتمدت طيلة العامين الماضيين، على فكرة الأغنيات السينغل، حيث طرحت خلال تلك الفترة أربع أغنيات، هي: «حلاوة روح» في فيلم الفنانة هيفاء وهبي، و«عم سلامة» و«رمضان كريم»، وأخيراً «على وضعك».
فكرة الألبومات حالياً سيئة ولا تحقق أي نفع للفنان، بل تجلب الضرر له. فتلك الصناعة دُمرت تماماً، وتحديداً في مصر، فأي شخص لديه شبكة إنترنت في منزله قادر على تحميل الأغنيات والأفلام كافة وقرصنتها، وهو أمر أدى إلى اعتزال المنتجين المهنة وإغلاق شركاتهم، كما أن الألبومات الكاملة الآن لم تعد تحقق أرباحاً مالية.

- لماذا لا يتحدث حكيم كثيراً عن أسرته وزوجته؟
لا أحب الحديث عن أسرتي كثيراً، فهذه أمور شخصية، ومن حقّ أفرادها الاستمتاع بحياتهم مثلما أستمتع بحياتي.

- كيف تمضي حياتك مع أولادك؟
رزقني الله بأربعة أولاد، أحمد ومريم وعمر وعلي، هم أكبر فرحة في حياتي، ودائماً ما أتعامل معهم على إنهم إخوتي وليسوا أبنائي.
كما أن أهم شيء أعلمهم إياه هو أن يعتمدوا على أنفسهم ولا يتعاملوا مع الناس على أنهم أبناء الفنان حكيم، لأنهم في النهاية سيواجهون العالم بأنفسهم وليس من خلالي، ولذلك أحاول أن أجعل لكل فرد فيهم شخصيته الخاصة.

- هل تتعامل مع أولادك مثلما تعامل معك والدك؟
إطلاقاً، والدي كان قوياً وحازماً للغاية، وظلت علاقتنا لفترة طويلة غير جيدة، فقد كان قاسياً عليّ لأنه رفض في البداية فكرة أن يكون ابنه مطرباً وأن يترك أرضه لكي يذهب للغناء.
لذلك كانت العلاقة بيننا شبه مقطوعة لفترة طويلة. أما علاقتي بأمي فكانت رائعة، وكانت تخاف عليَّ للغاية، لكنها لم تكن قادرة على توطيد العلاقة بيني وبين أبي. أما بالنسبة إلي، فأتعامل مع أولادي مثل إخوتي، وأجعلهم يفعلون كل ما يحلو لهم ما داموا لم يقوموا بأمر خاطئ.

- بعيداً عن الفن، ما هي هواياتك الخاصة؟
هوايتي الأساسية هي تربية الخيول، فأنا عاشق لها وأمتلك مزرعة واسطبلاً للخيل، وكلما أشعر بالملل والتعب أذهب إلى هناك.

- ما المدن التي تحب زيارتها دائماً؟
أحب فرنسا كثيراً، وأيضاً أميركا. وخلال مسيرتي الفنية طفت كل دول العالم، ومن أجمل الأشياء أن يطوف الإنسان العالم ويتعرف على ثقافات الغير.        

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078