تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

شذى حسون: الفنّ خدّاع وزواجي سيكون عراقياً مغربياً

شذى حسون: الفنّ خدّاع وزواجي سيكون عراقياً مغربياً

للقائها في بيروت متعةٌ مختلفة، فهي دائماً ما تحمل معها الجديد من هذه المدينة التي شهدت ولادتها نجمةً على الساحة الفنّية. تتحدّث بطلاقة، بصراحة وبدون «لفّ ودوران»، فهي تعرف حتماً متى تختفي ومتى تعود إلى الساحة، وكيف تحبّ وتُعذّب في الحب فتغنّي «الدنيا ما سيباش... في الحب ما كانتفلاش». شذى حسون التي طال غيابها عن الساحة الفنّية، قرّرت أن تكون العودة القويّة في أكتوبر/تشرين الأول بألبوم غنائي منوّع، وتتحدّث في هذا الحوار مع «لها» عن جديدها، حبّ لندن، خطّة زفافها وغيرها من المواضيع في الأسطر الآتية.

 

- عدتِ مؤخراً من ميكونوس، حيث تعرّضتِ للسرقة؛ كيف تعاملتِ مع كلّ ما قيل وكُتِب عن السرقة؟ وأين أصبحت التحقيقات؟
أصبتُ بالصدمة والذهول  مما حدث، لأنّها المرة الأولى التي أتعرّض فيها للسرقة، وكنتُ حينها متواجدة مع صديقاتي في الفيلا عندما دخل السارقون وأخذوا صندوق الأمانات الوحيد والذي يحتوي على جميع أغراضنا ومجوهراتنا وجوازات سفري الثلاثة، والتي يبلغ مجموعها مليون دولار. وفي الوقتِ عينه، صُدِمتُ بردّة فعل بعض الأقلام الصحفية التي لم تتعامل مع الموضوع بصدقٍ وأمانة، عشتُ أياماً مرعبة حيث أنّني لم أكن أعرف أحداً في اليونان، وهنا أريد أن أشكر متابعيني الذين أعطوني دعماً كبيراً. أمّا التحقيقات فلا زالت جارية من قبل الشرطة اليونانيّة، وأودّ أن أشكر السفارة المغربية والإماراتية على التسهيلات التي قُدِّمَت لي خلال تواجدي هناك.

- التقيتكِ في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، ووعدتِ بإطلاق أغنية مغربية ولكنّكِ تأخرتِ... لماذا كلّ هذا الوقت؟
في الحقيقة، تطلّب تحضير أغنية «الدنيا ما سيباش» مع الشاعر سمير المجاري والملحن المهدي مزين فترة طويلة، إذ إنّ فريق عمل الأغنية موجود في المغرب وأنا خارجها، وقد وضعتُ صوتي على العمل في أحد استوديوات البحرين حيث تمّت عملية الميكساج أيضاً، لذا تطلّب ذلك حوالى الشهرين. ولا تنسَ شهر رمضان الذي نعلّق خلاله نشاطاتنا الفنّية. وخلال تلك الفترة، أصدرت أغنية وفيديو كليب «فرعون». وعموماً، عندما أطلق أي عمل مصوّر، أحبّ أن أفيه حقّه في الانتشار، وأن يصل إلى أكبر عدد من المستمعين والمتابعين. إجمالاً، أحبّ فترة الصيف لإصدار أعمالي، وأغنيتي الأخيرة «مودها» تُناسب هذا الموسم.

- ألا تظنّين أنّكِ تأخرت لتركبي موجة الأغنية المغربية، رغم أنّكِ أوْلى بهذه الأغنية من الفنانين غير المتحدّرين من أصول مغربية مثلكِ...
(ممازحةً) «أنا ما بلحق الموجة... بطلع فوقها»... لستُ من الذين يرضخون لموجة معيّنة، سواء في الأغنيات أو الموضة أو أي مجال آخر، مع العلم أنّني قدّمتُ في ألبومي الماضي أغنية مغربية بعنوان «فين هو» تنتمي إلى تيمة الأغنيات الشعبية، ولكنّ ملحّنها كويتي الأصل وليس مغربيّاً، وكانت ضمن ألبوم غنائي ولم تأخذ حقّها في الانتشار.

- هذا يعني أنّكِ حاولتِ الانخراط في الموجة...
حاولتُ أن أقدّم مختلف أنماط الأغنيات وبلهجات منوّعة، وعندما عدتُ وبحثتُ لأقدّم أغنية جديدة، وجدتُ أنّ جميع الملحنين والموزّعين كانوا يقدمون لي «ستايل» الأغاني الموجود في الأسواق نفسه، ألا وهو اللحن المغربي ولكن بإيقاعات خليجيّة، فهذا في رأيهم من الأنماط الضاربة ويصل إلى الناس بسرعة، ولكن في الحقيقة لم أجد فيها ما يُناسبني، إلى أن اجتمعتُ بالملحن المهدي مزين، وأخبرته بما أريده من كلام جريء وجديد في الأغنية المغربية ولحن غير متداول، وهذا ما لفتني في «الدنيا ما سيباش» والتي تحقّق صدى مميّزاً وجميلاً.

- علمتُ أنّكِ ستصوّرين الأغنية قريباً...
في زيارتي الثانية إلى بيروت، سأصوّر الأغنية على طريقة الفيديو كليب تحت إدارة المخرج حسن غدّار... الكليب يُعزّز الأغنية ويُرسّخها في أذهان الجمهور، ويجب أن أدعم هذه الأغنية بالطريقة الفضلى.

- بعد أكثر من عشرين فيديو كليب، عمَّ تبحث شذى حسون في جديد الأفكار؟
أبحث عن شذى جديدة. لاحظ، حتى في جلسة التصوير الخاصة بالأغنية، أطللتُ بلوك جديد وشخصية مختلفة. أريد أن تكون شخصيتي في الكليب تُشبهني... أكثر تمرّداً بطريقة شبابية. وكما قلتَ، لقد قدّمت أكثر من عشرين أغنية مصوّرة بين الكوميديا، الرقص والتراجيديا. أبحث اليوم عن «ستايل» جديد في الأزياء والقصّة، لتكون شذى الجديدة أكثر شباباً.

- ومع من ستكون «العلقة الساخنة» هذه المرّة بعد الكليب؟
(تضحك)... «ما بعلق مع حدا»... مشكلتي أنّني دائماً أقول كلّ ما يجول في خاطري، ولا أظنّ أنّ من يريد أن «يعلق معي» يملك الجرأة نفسها في الأفكار وطريقة الظهور، أو حتى الانفتاح الموجود لديّ، لأنّ ثقافتي منفتحة ومختلفة عنهم، فأنا أتحدّر من أصول مغربية، تخرّجتُ فنّياً في لبنان، درستُ وعشتُ في الخارج، ولدي انفتاح كبير على غرار بعض فناني جيلي المعقّدين من بعض الأمور، لكنّني لا ألومهم لأنّ الإنسان ابن بيئته، وحتى في أغنيتي الجديدة هناك تمرّد في طريقة تحدّث المرأة إلى الرجل، وفكرة الكليب ستسير على هذا النحو أيضاً.

- إذاً، سنشهد حلبة ملاكمة في الكليب!
Wait and See... «خلّينا نشوف»! قلتُ لكَ إنّني أتحضّر لعودة قويّة ومختلفة على كل الصعد.

- بكلّ صراحة، هل ترين أنّ «فرعون» حقّقت نجاح أغنياتكِ السابقة نفسه، أم أنّ نجاحها بدا خافتاً بعض الشيء؟
عندما أحييتُ مهرجان «إفران» في المغرب، كان الحاضرون يُردّدون الأغنية معي، وقد سررتُ لأنها حقّقت أصداء إيجابية ورائعة على «يوتيوب»، فكلماتها بسيطة ولكنّها قويّة وجريئة أيضاً، كما أنّ الكليب ترك أثراً في نفوس الناس، وكان تعاملي مع المخرج الرائع علاء الأنصاري موفّقاً في كليب حقق نجاحاً فاق التوقعات. ليس من الضروري أنّ يُحب الجميع الأعمال التي نقدّمها، ولكنّني سعيدة بنجاح العمل.

- تريدين ألّا يلوّعكِ الحبيب ويعذّبك؟
ومن قال إنّ العذاب في الحب أمر سيّئ؟ على العكس، فهو جميل أحياناً، وأنا من الذين لا يحبّون العلاقات «المسطّرة»، أي الموضوعة في قالب محدّد «بالنقطة والفاصلة». أُفضّل أن يكون هناك شغف في الحب، وأن يكون هناك عذاب وهجران وفراق، فهذا يجعل الحب أقوى... «البهارات» جميلة في العلاقة.

- لنبقَ في أجواء الحب... مبارك عليكِ خطوبة شقيقكِ...
شكراً جزيلاً... الله يتمّم على خير.

- «عقبالك»... كيف ستكون حفلة الزفاف؛ مغربية أم عراقية؟
وفق جنسية العريس طبعاً... لا أستطيع الإجابة عن السؤال الآن!

- أيُعقل أنّكِ لم تفكّري بالأمر بعد؟
أحبّ أن يكون حفل زفافي «ميكس» بين العراقي والمغربي. أعشق التقاليد والعادات المغربية في اللباس، ومراسم حفل الزفاف، ولكن العرس العراقي يُشبه الأعراس الأخرى. أحبّ أن يكون زفافي مزيجاً من الاثنين، وأن يرى المدعوون أموراً جديداً. لكن لا تقلق، فاللمسات العراقية ستكون حاضرة في الزفاف من خلال الفنان الذي سيُحيي الحفل... أختاره عراقيّاً!

- صحيح أنّ بعض الفنانات يتأخرن في الزواج أو يعشن تجارب حب فاشلة، لأنّ الزوج يغار من نجاحهنّ؟َ!
علاقة الفنان بامرأة عادية أمر سهل وطبيعي، ولكن علاقة رجل عادي بفنانة أمر في غاية الصعوبة والتعقيد. قد يكون في بداية العلاقة طيّباً، متعاوناً وداعماً، ولكن سيأتي الوقت الذي ينفجر فيه ويكشف عن وجهه الآخر، ويقوم بردود فعل عدة لأمور يضمرها. بالطبع هو يغار من كلّ شيء تقوم به، وهذا الرجل يكون فاقداً للثقة في نفسه. ولكن على العكس، هناك رجال واثقون في أنفسهم ويدعمون زوجاتهم ويرافقونهن في مسيرة الشهرة. ولكن لا تنسَ أنّ الشهرة هي حلم الكثيرين، وتعادل السلطة وأموراً كثيرة، وقد يكون هذا الزواج بمثابة مكيدة وانتقام، أي أنّ الزوج وصل إلى نجمة أو شخصية يصعب على عامة الشعب الوصول إليها، وهنا تكمن المشكلة.

- هل صحيح أنّك مللتِ من الظهور الدائم فأصبحتِ أكثر انتقائية وإطلالاتك نادرة؟ أم أن هذا دليل نضج ووعي؟
بالفعل، مللتُ من كلّ شيء وتعبتُ، لذلك ابتعدتُ في الفترة الماضية. قرّرتُ أخيراً العودة، فهذا بالنسبة إليّ هو عملي، والناس تحب أن تعرف من أنت وكيف تمضي يومك وتعيش حياتك. ولا تنسَ أنّني خرّيجة برنامج تلفزيون الواقع، وهو الأول من نوعه في العالم العربي، وقد اعتادوا عليّ هكذا، ولكنّني لم أعد أحتمل هذا التدخّل فابتعدتُ طوال العام الفائت إذ شعرتُ أنّني أريد الهرب من هذه الأجواء.

- تضجّ السوشيال ميديا بالفنانين العراقيين والمغاربة الشباب؛ هل كسروا الأحادية في السوقَين العراقية والمغربية، والاستئثار بأسماء معيّنة في سوق الإنتاج والحفلات؟
طبعاً، عرفوا كيف يدخلون اللعبة ويخرجون منها رابحين. حصلوا على الأدوات، وباتت الصحافة تتحدّث اليوم عن معادلة الأرقام، وهذا ما ساعدهم كثيراً للبروز على الساحة الفنية، بقدر ما برز نجوم الأغنية «التقليدية» إذا صح التعبير، وأعني هنا النجوم الذين ينتجون أغنياتهم ويسوّقونها بالطرق المعروفة ولا يعتمدون على السوشيال ميديا.

- ما كانت آخر أغنية على اليوتيوب سمعتها ورسخت في ذهنك؟
لا أخفي عليك بأنّني لا أذكر أبداً... ولكنّني أستغرب كيف أنّ أغنيات وائل كفوري «مكسّرة الأرض» وعلى «اليوتيوب» تحظى بمليونين وثلاث مشاهدة فقط، بينما هناك أغنيات حققت 15 مليون مشاهدة... هناك خطأ لا أعرف له تفسيراً.

- لننتقل إلى جانب آخر من النجومية الحديثة؛ حفلات الزفاف! كيف كان حفل صلالة... سمعتُ أنّه زفاف ضخم.
كان حفلاً رائعاً. أهل العروسين أحبّوا الأجواء والأغنيات، وكانت سهرة لا تُنسى.

- هل تلمسين صدقاً أكبر وأقرب عندما تغنّين في الأعراس؟
لا، الأمر ليس كذلك...

- ما يعني أن المهرجانات أصدق؟
في المهرجانات هناك من يشتري التذاكر ويقطع مسافات طويلة ليشاهدكَ ويتابعكَ في ظروف مختلفة، ولكن في حفل الزفاف وجود الجمهور هو تحصيل حاصل، وأنت فإمّا أن تكون من اختيار أهل العروسين أو من اختيار المتعهد. المسرح مكاني، وأحب الحفلات الكبيرة، وفي «إفران» تأثرتُ كثيراً عندما رأيت الحضور وقد فاق عددهم المئة ألف شخص.

- بعيدة أم مستبعدة من الحفلات في لبنان والخارج؟
في ما يخص مهرجانات لبنان، لاحظتُ هذا العام أنّ الفنانين نفسهم تكرّروا في معظم الحفلات. وأنا كنتُ بعيدة من اللبنانيين والسوق اللبنانية. خلال السنوات الماضية كانت وطأة المهرجانات خفيفة، ولكن هذا لن يمنعني من المشاركة في الأعوام المقبلة في مهرجانات كثيرة، وعيني على بعلبك وبيت الدين.

- وماذا عن المهرجانات العربية؟ ألا تعرف شذى من أين تؤكل الكتف في المعادلات والمحسوبيات بين المتعهدين والفنانين؟
أهم المهرجانات التي أحييتها خلال مسيرتي كانت في موازين وجرش وإفران، وهناك جدول زمني لتكرار دعوة الفنان إلى المهرجانات العربية، ناهيك عن أنّ هناك متعهدين يراهنون على فنانين يؤمّنون لهم النِسب من الأرباح، وأنا ليس لدي أي شخص يقف إلى جانبي ويدعمني في ذلك. نحن اليوم نحاول تصحيح هذه الأخطاء، وقد وعدتكَ بعودة قويّة جدّاً.

- هذه العودة المنتظرة ستكون من خلال ألبومين؛ صحيح؟
ألبوم منوّع يتضمّن حوالى 12 أغنية من إنتاج شركة «روتانا»، وألبوم آخر من إنتاجي الخاص، وهو عبارة عن جلسة غنائية «لايف» لإحياء التراث العراقي.

- هل بدأتِ العمل على الألبوم؟
أعمل حالياً على «سينغل» باللهجة الخليجية سأصوّره قريباً على طريقة الفيديو كليب، ولكنّني أجّلتُ العمل على الألبوم قليلاً، إلى شهر تشرين الأول/أكتوبر.

- اختارتكِ مجلة «فوربس» ضمن قائمة المشاهير العرب المئة...
(تقاطعني) وهناك البعض ممن تركوا الأسماء الـ 99 وتوقّفوا عند شذى حسون ولماذا اسمها مدرج ضمن القائمة! لا أفهم أسلوب البعض في التعامل معي. «يا جماعة، هذه فوربس. وهي ليست كما تظنّون... تُشرى وتُباع». هناك من علّق على الأمر بطريقة سيئة، وهؤلاء مرتزقة يعملون عند بعض الفنانين ويُريدون إثارة الضجة، وقد قرّرت الرد عليهم على طريقتي... أنا طيبة ولكنني لستُ ضعيفة.

- بعيداً من الغناء، فوجئنا بتصريحكِ أنّ لا أحد تابع مسلسلك الذي قدّمتهِ منذ سنوات...
كان هذا على سبيل المُزاح مع المذيع في أحد اللقاءات، ولم أرد منه أن يدخل في تفاصيل حول الموضوع. أنهيت السؤال بهذه الطريقة: أنا فنانة أحب الغناء، وهذا لا يحول دون أن أكون ممثلة، ولكن ذلك يتطلّب تفرّغاً كبيراً للتصوير وإنجاز المسلسلات.

- تزورين لندن على الدوام... مما يطرح علامات استفهام كثيرة؛ ماذا تعني لكِ المدينة؟
أحبها كثيراً، لأنها تُشعرني بالراحة. أزورها على الدوام، وعندما أحبّ بلداً معّيناً، بطبعي «أُهنّك» فيه... ناهيك عن أنّني أشتاق إلى البط في الهايد بارك، وقد بات الجميع يعرف قصّتي مع هذه الحيوانات اللطيفة التي أحبّها... حتى أنّ بعض صديقاتي من الفنانات يسألنني عن علاقتي بالبط مثل لطيفة وفيفي عبده.

- هل قد تحرميننا من متعة مرافقتكِ في رحلاتكِ وتعتزلين السوشيال ميديا؟ لا سيما بعد كل الأخبار التي طالتك عقب حادثة السرقة في ميكونوس؟
كلّ شيءٍ وارد... ولاحظ انني ابتعدت عن السناب شات والإنستغرام بعد الحادثة. شعرتُ بالإزعاج من كم التعليقات السلبية التي وصلتني.

- في الختام، وبعد هذه السنوات من الخبرة والعيش في دبي والغناء في عدد من دول الخليج؛ هل ترين أن وجود الفنانات المغربيات هناك ونجاحهنّ قد عوّضا عن الغياب والنقص في الوجوه النسائية الغنائية الخليجيّة؟
المغربيّات مشهورات بجمالهنّ الطبيعي، ومعروفات بأنّهن ذوات أصوات أصيلة، والدليل أنّ مشاركة الأصوات المغربية كبيرة جدّاً في برامج الهواة، ناهيك عن أنّنا في المغرب نعيش نوعاً من الانفتاح الثقافي، وهذا يجعل من المغرب وجهةً لتصدير الوجوه الفنية.


النجومية للجميع

- فلنطلق على هذا الغياب اسم «ديجيتال ديتوكس» Digital Detox...
تماماً... هذا نوع من الحمية!

- ولكن هل شعرتِ أنّ وهج النجومية والنجاح قد خفّ بعد هذا الغياب؟
بالتأكيد خفّ الوهج، فالفنّ خدّاع، وإن لم تعتنِ به وتُطعمه فهو حتماً سيغدر بكَ، والناس بطبعهم ينسون كثيراً، واليوم قرّرت أن أغذّي هذا الفن لأعود إلى أذهان الناس وأحافظ على المستوى الذي عهدوني به.

- في رأيكِ، هل تطوّر ذوق الجمهور العام؟
نعم، الناس باتوا يعرفون ما يسمعون ويُميّزون بين الفن الجيّد والهابط. باتوا يدركون ماذا يريدون وكيف ينظّمون حياتهم... أصبح الجميع «بلوغر» و«فاشونيستا»... «كلّو صار كلّ شي».

- هل أصبح الجميع نجوماً؟
من دون استثناء. ما رأيكَ بأنّ «فاشونيستا» عمر نجوميتها عام واحد، توازي بشهرتها فناناً مضى على انطلاقته أربعون عاماً، والناس إن التقوا بهما في الشارع، يهرعون إليها لالتقاط الصور معها أكثر منه... الأمر قد يكون محزناً، فبعد كلّ هذا التعب، هناك من يقطف ثمار النجاح بسهولة.

- هذه لعنة السوشيال ميديا!
هي ليست لعنة، ولكن يجب أن تعرف كيف تتعامل معها وكيف تُظهر نفسكَ من خلالها.

- بما أنّنا نتحدّث عن التواصل الاجتماعي؛ ما رأيكِ بسياسة الأرقام وهذه المعادلة الحديثة؟
يُمكن اليوم أي فتاة أن تشتري الملايين وتُصبح نجمة. المسألة باتت استثماراً، وقد ظهرت حديثاً شركات متخصّصة في الـ Celebrity Endorsement وكيفية تطوير وجود المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي. باتوا اليوم ينتجون كليباً واحداً ويعرضونه عبر «اليوتيوب» مع استراتيجية إعلانات واضحة وشراء للمشاهدات. هذه حقيقة وأمر واقع يجب أن نتعامل معه بشفافية. السوشيال ميديا أصبحت لعبة الشاطر، والناس يصدّقون ويدفعهم فضولهم لاكتشاف الجديد دائماً.


بيروت ووائل كفوري

- إنّها المرّة الأولى التي تغيبين فيها عن بيروت لأكثر من 8 أشهر... لماذا كل هذه القطيعة؟
ليست قطيعة، وها أنا اليوم أحضّر لكليبي الجديد. فرحتُ كثيراً بزيارتي السابقة إلى بيروت، لا سيّما أنّه في السنوات الماضية عاش لبنان سلسلة من المشاكل التي عطّلت عجلة النشاط الفنّي، ولكن هذا العام عادت بيروت إلى سابق عهدها في النشاطات والمهرجانات، وهذا ما حمّسني على أن تكون العودة إلى لبنان بعمل لبناني قوي.

- ولكنّكِ لم تعثري بعد على الأغنية اللبنانية التي خطفت انتباهكِ...
لم أجد في الحقيقة ما يلفتني من أغنيات، فكلّ الأعمال متشابهة تقريباً. ورغم أنّ الجميع يُطالبني بأغنية لبنانية، أحاول أن تكون عودتي بأغنية مميّزة، وعندما أقدّم هذه الأغنية اللبنانية، من الضروري أن أكون هنا حتى أقوم بتسويقها كما يجب، فعلاقاتي جيّدة مع الجميع في الإعلام، وحتى مع الشعراء والملحنين، ولكن العملية تتطلّب بعض الوقت.

- هذا التصريح يأخذنا إلى فكرة أنّ شذى ليست معجبة بأي أغنية لبنانية تصدر؛ هل هذا صحيح؟
في الحقيقة «ما كتير عم يعجبني»... ولكن أكثر فنان أنتظره وأنتظر إصداراته باللهجة اللبنانية، هو النجم وائل كفوري، والذي في كلّ جديد يُقدّمه يستطيع أن يستقطب انتباه الجميع، فهو الوحيد الذي حين يُقدّم عملاً يكون النجاح حليفه. ألبومه الجديد رائع وأغنياته مميّزة، ولكنّه لا يُطلق ألبوماً كلّ عام، لأنه يأخذ وقته الكافي في التحضير، ويتعامل مع أشخاص وزملاء يتعايشون معه، وهم في الوقت نفسه مقرّبون منه، يعطونه أفضل ما لديهم ويترجمون حالاته المتعدّدة. الحال بالنسبة إليّ مختلف، فعندما خرجتُ من لبنان وانتقلت إلى دبي، ركّزت على الأغنيتين العراقية والخليجية، فخسرتُ هذا الرابط مع الأصدقاء الفنانين في لبنان، ولكنّني عائدة والمسألة تتطلّب بعض الوقت.

- في الحديث عن أغنيات وائل كفوري... من أحبّها فإمّا هو مغرم، أو معذّب أو هجره الحبيب...
(تقاطعني)... «أنا ما بتعذّب... بعذِّب»... أغنيات وائل جميلة جدّاً، مواضيعها مختلفة ومميّزة، فمن منّا لم يُحبّ أو عاش قصّة حب أو سيعيشها! حتى الذي قلبه حجر يعشق عندما يسمع أغنيات وائل، وإن لم يكن له حبيب، فليس من الضروري أن يكون هناك غرام لنعيش قصة حب.

 

مزيد من الصور والتفاصيل في عدد مجلة لها في الأسواق


تصوير: شربل بو منصور

ستايلست: مايا حداد

ماكياج: بسام فتوح

شعر: أسعد

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078