استعدّوا... إنها العودة الى المدرسة
مع انتهاء فصل الصيف يبدأ موسم الاستعداد للعودة إلى المدرسة، والذي لا يخلو من بعض الصعوبات التي يواجهها الأهل مع أبنائهم، فمن جهة يجد الأهل أنه لزامًا عليهم إعادة التأسيس لروتين يومي تخلّى عنه أبناؤهم التلامذة لفترة تقارب الأشهر الثلاثة. وهذا لا يمكن القيام به بين ليلة وضحاها، فيما التلميذ بعدما عاش فترة من «الفوضى»، إذا صح التعبير، خلال الصيف سوف يواجه بعض الصعوبة في التعوّد على إيقاع النظام المدرسي من جديد.
وهذه نصائح التربويين التي يمكن الآباء العمل بها للتخفيف من الصعاب التي واجهوها مع أبنائهم في إلزامهم بالروتين المدرسي من جديد.
الاستعداد النفسي والفكري:
· إعادة تحديد مواعيد نوم الأبناء قبل أسبوعين من موعد العودة إلى المدرسة.
· زيارة المعالم الثقافية مثل المتاحف لتنشيط ذاكرتهم وإعادة تفكيرهم إلى وضع «الباحث العلمي».
· محاولة الحصول على أرقام هواتف أترابهم الذين سيكونون معهم في الصف، والتعرف إلى ذويهم والالتقاء بهم لتعزيز الألفة بين أبنائهم وزملاء الصف.
· تشجيع الأبناء على قراءة كتاب واحد على الأقل قبل بدء العام الدراسي.
· تحديث القواعد الخاصة بوقت الجلوس إلى الشاشة خلال العام الدراسي. ما هو المسموح به ومتى؟ ويمكن الأهل إبرام اتفاق مع أبنائهم من خلال عقد مكتوب يُلزمهم بالتقيد به، بعد أن يكونوا قد شاركوا في كتابة بنوده. فهذا العقد يجعلهم يدركون أهمية الالتزام بما وافقوا عليه اختياريًا.
· مناقشة الأبناء حول ما يتوقّعونه في اليوم المدرسي الأول حتى يشعروا بأنهم أكثر استعدادًا.
· زيارة المدرسة مع الأبناء حتى يعتادوا على فكرة العودة إلى المدرسة، ويألفوا المبنى المدرسي من جديد.
· الحصول على لوائح اللوازم المدرسية والكتب التي يحتاج إليها الأبناء خلال العام المدرسي.
· محاولة تخليص الأبناء من قلق العودة إلى المدرسة. فشعور الأهل بالقلق ينتقل إلى أبنائهم، لذا عليهم أن يكونوا نموذج التفاؤل والثقة في النفس بالنسبة إليهم. ومن الضروري أن يعرف الأبناء أن من الطبيعي أن يكونوا متوترين بعض الشيء عندما يبدأون القيام بشيء جديد، ولكن هذا القلق سيزول عندما يتآلف كل واحد منهم مع زملاء الصف والمعلمة وروتين المدرسة.
· إعادة روتين المطالعة قبل النوم والمشاركة في الأعمال المنزلية إذا كان هذان الأمران قد توقفا خلال الصيف.
· فتح قنوات تواصل مع إدارة المدرسة.
استعدادت في الديكور المنزلي:
· إنشاء مساحة خاصة لتخزين اللوازم المدرسية والتكنولوجية.
· تحديد مساحة في المنزل، واعتبارها منطقة الواجبات المدرسية الرسمية.
· إخلاء منطقة الدرس من كل ما يشتت فكر الأبناء أثناء قيامهم بواجباتهم المدرسية مثل التلفاز وأجهزة ألعاب الفيديو والألواح الرقمية.
· إعادة ترتيب رفوف المكتبة وتنظيم الصناديق التي توضع فيها كل اللوازم المدرسية.
· مساعدة الأبناء على تطوير نظام الملفات الخاصة بهم لتنظيم وثائقهم لكل فئة.
· تغيير ديكور غرفة النوم بحيث يصبح موضوع التصميم الجديد المدرسة، ولكن بأسلوب طريف ومتفائل، على أن يشارك الأبناء في التصميم الجديد، كأن تشتري الأم مثلاً لافتات مكتوب عليها «يُرجى عدم الإزعاج أنا أدرس»، أو «يرجى عدم الإزعاج أنا نائم، فغدًا يوم مدرسي».
· من الضروري أن يسأل الأهل أبناءهم المراهقين عما إذا كانوا يرغبون في تغيير ألوان الغرفة، وإضافة بعض التعديلات عليها، التي تعزز الانطلاقة المدرسية وتبدّد الرتابة التي ربما يشعر بها المراهق. مثلاً تغيير موقع المكتب الذي يجلس إليه لإنجاز فروضه، تعليق لوحات تشير إلى أهمية الإنجاز وتحدي الصعاب، وضع لوحة على باب الغرفة تشير إلى أنها ساعة إنجاز الفروض المدرسية. فتعديلات بسيطة في غرفة التلميذ تجعله يشعر بانطلاقة مدرسية جديدة ومرحة وجدية في الوقت نفسه.
التسوّق المدرسي
· التأكد من مخزون القرطاسية المدرسية من العام الماضي قبل الخروج لشراء المزيد.
· اصطحاب الأبناء إلى المكتبة أثناء شراء الكتب والسماح لهم باختيار القرطاسية، فهذا يُشعرهم بالفرح ويحضّرهم نفسيًا للعودة إلى المدرسة في شكل إيجابي. كما أن العبارات الإيجابية التي يردّدها الأهل حول المدرسة وأهمية العلم، مثلاً: «من الجميل أن نلتقي بأصدقائنا بعد العطلة، أليس كذلك!»، أو «كم هو مفيد العلم لنا، فلولاه لا نستطيع أن نحقق ما نحلم به»... يكون وقعها إيجابيًا على الأبناء وتحمّسهم على العودة إلى المدرسة.
· السماح للأبناء باختيار ملابسهم وأحذيتهم المدرسية وغيرها من المواد التي يحتاجون إليها، وتشجيعهم في المقابل على التبرع بملابسهم وحقائبهم المدرسية لأقران معوزين.
تجديد التسجيل في النشاطات اللاصفية
قبل تجديد تسجيل الأبناء في النشاطات اللاصفية المتوافرة في المدرسة، من الضروري أن تسأل الأم أبناءها عما إذا كانوا يرغبون فيها هذا العام، أو يريدون البدء في تعلم نشاطات جديدة، لضمان أنهم لن يتذمروا خلال العام من القيام بها، وإذا تذمّروا تذكّرهم بأنها كانت اختيارهم وعليهم الالتزام بها.
وفي حال رغب الأبناء في نشاطات جديدة، عليها التأكد من أن الرسوم المتوجبة مناسبة للميزانية، وكذلك مواقيتها.
الطفل الذي يدخل إلى المدرسة للمرة الأولى ونوبات البكاء
إن نوبات البكاء التي يصاب بها التلميذ الذي يدخل المدرسة للمرة الأولى سببها قلق الانفصال عن أمه، خصوصًا إذا لم يسبق له الذهاب إلى الحضانة.
وخوفه من الانفصال ناتج من خوف الأم التي ربما لا تظهر ذلك لكن الطفل يشعر به. لذا من الضروري أن تتهيأ الأم لهذه الخطوة وتحاول ما في وسعها أن تخفف من حدة قلقها وتطمئن الى أن ابنها لن يحدث له أي مكروه في غيابها. فمشاعر الأم تنتقل إلى الطفل وإن لم يظهر ذلك في شكل مباشر.
ومن الطبيعي أن يشعر الطفل ببعض الرهبة لأن ليس لديه تجربة كافية كي يتفاعل مع الانفصال. ويبرز خوفه في شكل واضح في نوبات البكاء التي تصيبه، وتمسكه بوالدته لأنه لا يريدها أن تبتعد عنه.
ويبدو مشهد وداعه لأمه من أصعب المواقف. من أجل ذلك، يجب أن يكون الانتقال محضّرًا له، وقبل التحضير يجب أن تستعد الأم نفسيًا لهذا الانفصال.
ويكون ذلك باتباع النصائح الآتية:
· أن تكون مشاعر الأم إيجابية، لأنها إذا لم تكن كذلك فسيشعر بها الطفل ويلاحظها في تصرفاتها، فإذا كانت خائفة فهذا يعني أن الطفل خائف أيضًا والعكس صحيح.
· أن تثق الأم بالمؤسسة التربوية التي ترسل إليها طفلها، ويمكنها أن تطلع على المنهج التربوي المتبع فيها والوسائل المتاحة، وما إذا كانت مناسبة لطفلها أم لا. وهذا لا يتعلق فقط بالطفل الذي يذهب للمرة الأولى إلى المدرسة، بل وبالتلميذ الذي ينتقل من مدرسة إلى أخرى.
· التحدث مع أهل خاضوا التجربة، وسؤالهم عن التدابير التي اتخذوها ليجعلوا من هذه التجربة ناجحة.
· زيارة المدرسة قبل ذهاب الطفل إليها والتأكد من أن لديها نشاطات تعلّمية تساعده على تخطي مشكلة الانفصال، مثلاً وجود ركن خاص تعلَّق فيه صور التلامذة وذويهم.
· أن يطلع الأهل على الكتب التي تعالج موضوع الذهاب إلى المدرسة للمرة الأولى وتتناول مسألة الانفصال.
· ألا تقلق الأم من نوبات البكاء، فقلق الانفصال هو أمر يساعد في نمو الطفل وتجربة مهمة لتطوّره النفسي. فالانفصال يعلّم الطفل الاستقلالية.
أما الطفل فهذه هي النصائح التي يمكن الأم اتباعها:
· التحدث عن معلّمة الصف في شكل إيجابي كأن تقول له مثلاً: «كم هي رقيقة معلمة صفك، من المؤكد أنك ستحبها!». وإذا كان في إمكان الأم إحضار صورتها فلتفعل ذلك كي يألف طفلها شكلها.
· تحضير الطفل نفسيًا من خلال ربط المدرسة بتغير أحوال الطقس. فمثلاً تقول له أمه: «لن نذهب اليوم إلى البحر لأن الخريف بدأ، وهذا يعني أنك قريبًا سوف تذهب إلى المدرسة، ألست متحمسًا لذلك؟». وتسمع رد فعله لتعرف مخاوفه وتناقشه في شكل إيجابي.
· زيارة المدرسة قبل الموعد الرسمي لفتحها. فمن المعروف أن المدرسة تفتح أبوابها للطاقم التعليمي قبل دخول التلامذة، ويمكن الأم أن تصحب طفلها ليستكشف المكان، كأن يزور الملعب أو تأخذ له أمه صورة وتضعها في كتيب تدوّن فيه ملاحظاته وما يشعر به.
· محاولة الحصول على أرقام هواتف أترابه الذين سيكونون معه في الصف، والتعرف إلى ذويهم والالتقاء بهم لتعزيز الألفة بين طفلها وزملاء الصف.
· اصطحاب الطفل إلى مكان عمل الأهل ليعرف أين يكونون أثناء وجوده في المدرسة.
· الالتزام بنظام يومي كالقراءة للطفل قبل النوم.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024