لمسات عصرية ضمن كلاسيكية ساحرة
عادة ما يضفي البحر على المنازل التي تقع في جواره سحراً وألقاً، إلا أن المهندس وائل فران المتخصص في الهندسة المعمارية الداخلية قد أخذ هذا المنزل إلى أبعد من ذلك بكثير، بحيث استطاع أن يجعله موئلاً للاسترخاء الذي تولّده أمواج البحر المتلاعبة بالأضواء والأشكال في الداخل والخارج على حدّ سواء... فلو دخل الجمال الى هذا المنزل ولمس تفوّقه فيه لكان غار من نفسه!
منذ لحظة دخولنا الى هذا المنزل الفريد من نوعه، يمكننا أن نتوقع مسبقاً ما قد يحتضنه من لمسات فنية ساحرة تتجلّى في اللوحات الخشبية المرسومة باليد ترافقها خطوط منحنية، أو تبرز في إطارات الأبواب المصنوعة من الرخام المصقول الذي تتخلله إضاءات خفية أو هي مزيج من ورق الفضة والذهب مع الكتابة (كاليغرافية) على الجدران.
باب المنزل الرئيس فخم ومصنوع من خشب الإبنوس، ويتميز بمقبض صمِّم وفق الطلب ليمثل أفراد العائلة الخمسة.
يعكس تصميم الردهة الداخلية الفسيحة جوّاً هادئاً بواسطة الألواح الخشبية المؤطرة بورق الفضة. وقد تم تنسيق الإضاءة غير المباشرة مع المصابيح التي اختيرت بدقة متناهية لتتناغم التصاميم في المنزل مع بعضها البعض. كما ويُعتبر هذا المنزل مثالاً رائعاً للمزج بين الجماليات الكلاسيكية والحديثة.
ويستمر الانتباه مشدوداً إلى أدق التفاصيل في تصميم المساحة الداخلية المفتوحة، فيشمل كل قطعة من قطع الأثاث، وكل عنصر موزّع ما بين الأرض والسقف، بما في ذلك من ثريات ولوحات فنية، وصولاً إلى الخطوط المنحنية التي تحاكي الأمواج المتكسرة على الشاطئ على بعد خطوات قليلة.
قطع الأثاث تمّ اختيارها بعناية، فبدت فخمة وأنيقة وتبعث في الوقت نفسه على الشعور بالارتياح. ففي المساحة المخصصة للاستقبال تستوقفنا أطقم مميزة للجلوس وُزّعت بشكل مدروس على عدد من الصالونات، فتحلو الجلسات العائلية واللقاءات الحميمة في أجواء يسودها الهدوء والسكينة.
وإلى أحد الجدران تستند مكتبة ضخمة من ابتكار المهندس وائل فران، وقد أرادها متعددة الوظائف والاستخدام فاحتضنت الى جانب المخطوطات النفيسة والمؤلفات المتنوعة، جهاز تلفاز وعدداً من الطاولات المختلفة الأحجام. في هذا القسم من المنزل، الإطلالة على البحر والتأمل في مياهه الزرقاء تشكّلان مصدراً للإلهام.
في الانتقال الى غرفة الطعام يصبح المشهد زخرفياً بامتياز، إذ غلب فن النحت على التصاميم في هذه الغرفة، واتّخذ سقفها شكل موجة ليحاكي الطراز النيوكلاسيكي.
في الوسط تستريح طاولة طعام على قاعدة مؤلفة من عدد من الدوائر المبتكرة، وتتحلّق حولها عشرة كراسٍ منجّدة بأقمشة أنيقة ومطبّعة بالورود، ويكتمل المشهد بثريا من الكريستال تتدلى من السقف وتفخر بلونها العسلي الذي يرمز الى الدفء.
أما غرفة الجلوس فتتميز بعصريتها وألوانها الزاهية المنبثقة من تدرّجات الرمادي والزهري، وتزيّن أحد أركانها أريكة على شكل حرف U، ومكتبة لعرض التحف والقطع الفنية. كما عُلّقت على الجدران لوحات طبيعية لينعم المالكون بأجواء رومانسية.
غرفة النوم الرئيسة أبقت على الطراز النيوكلاسيكي لكن بطريقة عصرية، كما استُخدمت فيها الألوان الفاتحة والخشب، هذا فضلاً عن الستائر المنسدلة، الناعمة والشفافة.
وفي هذه الغرفة، لعب المهندس على التناقضات، فمزج ما بين الحركة والجمود، النور والظلام لخلق أجواء رائعة.
في المنزل خمس غرف للنوم تتنافس في ما بينها في الجمال والأناقة، ولكل منها طابع خاص يعكس شخصية صاحبها وذوقه.
ورغم أنها تتميز بالطابع العصري، لكنّ كلاً منها تتفرد بتصميم معين وخزائن ثلاثية الأبعاد تحتوي في داخلها على مرايا لتزيد المساحات رحابةً.
أما المطبخ فيمتاز بمساحته الكبيرة وطابعه العصري وقد استُخدم فيه طلاء اللاكيه الأبيض اللون والزجاج الأخضر اللامع، فعكس هذا التجانس جوّاً من الهدوء والرقي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024