أخت شيخ الجبل...روزينا لاذقاني: 2017... سنة حظي وموسم الضوء على روزينا
«منى» أخت شيخ الجبل، من أكثر الشخصيات التي اكتسبت شهرة هذا العام، بخاصة بعد أن جسّدت دور الابنة للقديرة منى واصف، في عملين ضخمين لهذا الموسم. فهي «سلاف» ابنة منى واصف في «شوق»، و«منى» ابنة منى واصف في «الهيبة».
لكنها استطاعت أن تخرج من نمطية التشابه ما بين الشخصيتين، لتثبت وجودها في الساحة الفنية، ولترشح كأفضل فنانة شابة لهذا العام.
هي الفنانة روزينا لاذقاني، التي حدثتنا من خلال لقائنا بها عن تفاصيل «الهيبة»، وعن سر نجاح العمل وشهرته، وعما تعرفه من تفاصيل الجزء الثاني من العمل. وعن حياتها اليومية والعملية والعاطفية، وعن روتينها الجمالي، وخططها المستقبلية...
- على رغم وجودك الفني سنوات، هل يمكن أن نعتبر روزينا اكتشاف هذا الموسم؟
كنت موجودة قبلاً في الوسط الفني، ولا أعتبر نفسي ظُلمت لأني لم أظهر سابقاً بهذا الشكل، فأنا في الوسط الفني منذ ثلاث سنوات فقط، وهذا الموسم هو موسم الضوء على روزينا.
- هل تدينين بالفضل للمخرج سامر برقاوي لأنه اختارك معه في «الهيبة»؟
هذا صحيح، فالظروف كلها كانت في صفي، من الخطوة الأولى عندما اختارني المخرج سامر برقاوي لهذا الدور، إلى الدور نفسه الذي كان إحدى الشخصيات الأساسية في العمل، أخت جبل شيخ الجبل، وكانت مشاهدي كثيرة، فهو دور كبير وليس بصغير، يحتاج الى جهد من الفنان، وكان علي أن أظهر بحجم المسؤولية التي أوكلها إلي المخرج برقاوي، ورهانه علي في هذه الشخصية.
- شاركت في عملين مهمين لهذا الموسم: «الهيبة» و«شوق»، لو اقتصرت مشاركتك على «شوق» فقط، هل كنت لتلمعي بهذا الشكل اليوم؟
بالطبع لا، فمسلسل «شوق» عمل مهم جداً، وأوجه تحية الى المخرجة رشا شربتجي، وهذا العمل من التجارب الفنية التي استمتعت بها واستفدت منها، لكنه يبقى عملاً محلياً أكثر منه عربياً، ونحن دائماً في درامانا السورية لدينا مشكلة في العرض، ففي كل موسم، هناك أعمال سورية مهمة تظلم ولا تأخذ حقها بالعرض، بينما مسلسل «الهيبة» عمل ناجح على مستوى عربي، وهو من أكثر الأعمال نجاحاً ومشاهدة لهذا العام، فحقق لي انتشاراً عربياً، بخاصة مع توافر كل عناصر النجاح، من المخرج إلى السيناريو، إلى عرضه على أهم محطة عربية، «إم بي سي»، والتي تعتبر المنبر الأهم في رمضان، وبصراحة دهشت من كم المتابعة التي حظي بها العمل.
- هل تفوّق هذا العمل على بقية أعمال سامر برقاوي؟
ليس من ناحية الإخراج، لأن برقاوي يقدم دائماً أفضل ما لديه، لكن هذا العمل فاق التوقّع، فقد كنت أتوقع نجاح العمل خلال التصوير وكنت أخبر الجميع بذلك، لكن ما لم أتوقعه هذا النجاح الكبير والانتشار الواسع، وبالطبع الأسباب متعددة، أهمها، أن العمل بعيد عن جو الحرب والقتل والأزمة، وهو عمل اجتماعي يتناول قصة حقيقية لشخصية موجودة هي «نوح زعيتر»، وكذلك وجود العائلة السورية أعطى تنوعاً للعمل، بخاصة علاقة أفراد العائلة مع بعضهم والحب الذي يجمعهم، وردود أفعالهم التي تظهر أنهم عائلة حقيقية فعلاً، والفنانين الكبار الذين شاركوا في العمل، من القديرة منى واصف، إلى تيم حسن، ونادين نجيم، وأويس مخللاتي، والأهم التشويق والإثارة التي رافقت العمل في كل حلقاته، كل هذه الأسباب جعلت من «الهيبة» العمل الأهم عربياً.
- أنت ابنة منى واصف في «شوق» و«الهيبة»، كيف استطعت الخروج من نمطية التشابه بين عملين يعرضان في وقت واحد؟
بصراحة، كان الأمر صعباً جداً عليّ، البداية كانت من «شوق» حيث جسّدت دور ابنة الفنانة منى واصف، وكنت متخوفة من الوقوف أمام قامة فنية كالفنانة منى واصف، وهي كبيرة بفنها وبأخلاقها أيضاً، لكن عندما بدأت العمل ارتحت كثيراً، وكان من حظي الجيد أن دوري كان متصلاً مباشرة بدورها، وعندما اختارني المخرج سامر برقاوي للعمل في «الهيبة» كان دوري أيضاً ابنة الفنانة منى واصف، وهنا تشكّل لدي تحدٍّ كبيرٍ بأن أخرج من تكرار شخصية البنت والأم في العملين اللذين سيعرضان في الوقت ذاته. لكن المريح في الأمر أنه تولدت في ما بيننا كيمياء، وعلاقة انسجام في العمل، وبدأت أبحث عن مفاتيح الشخصية، فهنا لا مجال للخطأ، عمل مهم ونجوم مشاركون، فكانت مسؤوليتي أن أخرج بصورة جديدة وممتعة للمشاهد، وكان للمخرج دور كبير في ذلك، فقد ساعدني من خلال الجلسات الخاصة قبل التصوير ووضع الخطوط العريضة لكل شخصية والاتفاق على بقية التفاصيل، مما أراحني وأخرجني من حالة التوتر. والحمد لله كانت النتيجة جيدة، فأنا في النهاية ليست لدي تلك الخبرة الفنية الكافية، وفي حاجة الى من يوجهني ومخرج يضعني على برّ الأمان، مع سعيي الدائم الى الاجتهاد أكثر وأكثر.
- هل كانت الفنانة منى واصف ملتزمة بدورها، أم كانت تقترح عليك وتوجّهك؟
كانت ملتزمة بدورها، لكن مع ذلك، عندما كانت ترى أي شيء تستطيع التدخل به وتوجيهي، لم تكن تبخل علي أبداً بالنصحية.
- «منى» أخت تيم حسن، وقريبة من نادين نجيم، كيف أثر أداؤهما في أدائك؟
علاقة الفنانين مع بعضهم أثناء التصوير مهمة جداً، فنحن نتآلف مع بعضنا، وتيم حسن ونادين نجيم من الأشخاص الإيجابيين، ويتعاملان بطريقة محترفة، فتيم فنان كبير، وأصبح له تاريخ، وكنت خائفة من العمل أمامه، لكنه كان دوماً بحالة استرخاء أمامي، وكان هو ونادين في منتهى الحرفية، وهذا الأمر ساعدني كثيراً، إضافة إلى توافر بقية الشروط التي أدت إلى نجاح الشخصية.
- هل تعتبرين 2017 سنة حظك؟
بالطبع مئة في المئة.
- هل قاربت نجومية الفنانة نادين نجيم في مسلسل «الهيبة»؟
لا أعرف، لكن ما يهمني أن الناس أحبوني، وأني استطعت أن أقدم دوراً جميلاً، لكن في النهاية الفنانة نادين نجيم هي بمستوى متقدم أكثر مني، وتجربتها أكبر من تجربتي.
- هل أنت موجودة في الجزء الثاني من الهيبة، ومتى سيبدأ التصوير؟
نعم، أنا موجودة في الجزء الثاني من الهيبة، وعلى الأغلب سيبدأ التصوير مع بداية العام الجديد.
- ما أصعب المواقف التي عشتها أثناء تصوير العمل؟
بالطبع البرد، فأنا لا أحب البرد ولا الشتاء، وكنا نصور في أكثر الأيام برودة، إضافة إلى الاستيقاظ باكراً جداً والتصوير مدة 12 ساعة، ومع ذلك لم نكن نشعر بالتعب، بل بالتعب الجميل، فطاقتي في أول يوم كآخر يوم، وعندما انتهى دوري حزنت أني سأترك كل من عملت معهم.
- هل يناديك الناس في الشارع «منى»، أو «أخت جبل»؟
نعم ينادونني هكذا، حتى عندما أتصور معهم في الشارع يقولون لي «إن رآنا جبل الآن نتصور معك سيعمل لنا مشكلة»، وهذا دليل على حب الناس للشخصية.
- ما هو الخط الذي رسمته لنفسك؟
أن أخرج من إطار الفتاة الجميلة والفتاة الجيدة، بل أن يحبني الناس لأنني أمثل جيداً بغض النظر عن الشكل، وهذا ما رسمته لنفسي، ولا أمانع أن يتغير شكلي على الشاشة من خلال المكياج بسبب شخصية معينة.
- «سلاف» في «شوق» هي الفتاة الرافضة الحياة الاجتماعية والشغوفة برجل لمجرد أنه غني، هل من تقارب بشيء مع شخصية روزينا الحقيقية؟
هناك شيء قريب من ناحية التمرّد، فمجرد اختياري هذه المهنة الصعبة في مجتمعنا هو تمرد، لكن من ناحية المشاعر والإحساس فالشخصية لا تشبهني، فعندما أحب هذا الأمر سيكون أكبر من قضية عادات أو نظرة مجتمع، فأحاول أن يكون هناك توافق ولو بالحد الأدنى بين ما أريده والمجتمع الذي نعيشه وأنتمي إليه.
- هل كنت تتمنين لو قدمت إحدى شخصيات السبايا في «شوق» بدلاً من دورك؟
على الإطلاق، فبمجرد قراءة النص تألمت كون هذه الأحداث على أرض بلدي، فلو كان الأمر تمثيلاً، سأضع نفسي بدلاً من المخطوفات لكي أعيش الحالة، وهذا ما سيتعبني نفسياً، لكن إذا طلب مني هذا الدور في المستقبل بشرط توافر النص الجيد، فمن الممكن أن أقدم شخصية كهذه، وهذا تقريباً ما قدمته في مسلسل «غرابيب سود».
- بعد أن تابعت أدوارك، هل انتقدت نفسك؟
بالطبع، أنا ناقدة قاسية جداً على نفسي، وعندما يكون العمل المشاركة فيه عرضاً أول أتابعه وحدي، حتى لا أحرج أمام أحد إن كان المشهد ليس جيداً من ناحية الأداء، وأعرف أين كنت جيدة وأين لا، وهذا الموسم لم أنتقد نفسي كثيراً، لأني عملت مع أناس ومخرجين كانوا بمثابة مراقبين جيدين.
- ماذا تابعت من أعمال؟
تابعت «شوق، والهيبة»، وتابعت أيضاً المسلسل المصري «لا تطفئ الشمس»، فقد أعجبني العمل، ولم اتفاجأ، فعادة ما يقدم المصريون أعمالاً مهمة وبمستوى عالٍ جداً.
وأنا ضد أن نقارن الدراما السورية بالدراما المصرية، لأننا نمر بظروف صعبة جداً، ولا أتخيل أن الظرف الذي نعمل به يمكن أن يقارن بأي دراما أخرى، فشروط الإنتاج المطلوبة للعمل الجيد غير متوافرة حالياً لدينا، لكنها متوافرة في الدراما المصرية.
- أصبح الجمهور يهتم بأخبارك الشخصية، هل أنت مرتبطة؟
لا، لست مرتبطة، وإن وصلت الى درجة معينة من الاتفاق سأعلن ارتباطي، ولا يوجد لديّ أمر أخافه أو أخجل منه، لكن الآن تركيزي كله على العمل، وليس من المنطقي أن أدخل بعلاقة وأنا أعيش فترة حساسة في عملي، إذ يجب أن أثبت وجودي في الوسط الفني، وفي ما بعد يأتي الارتباط ليؤمّن الاستقرار النفسي والدافع المهم.
- هل تفضلين شريكك من الوسط الفني؟
ليست لديّ مشكلة، لكن في النهاية هي طريقة تفكير الشخص، بأن يكون متفهماً ويحترمني ويحترم عملي، وأن يقف معي ويدعمني، بغض النظر إن كان من الوسط الفني أو لم يكن، فالحب في النهاية خارج القواعد والقوانين.
- هل كان لجمالك دور في عملك؟
نعم كان له دور كبير، بخاصة في البدايات، وكان شكلي كجواز سفر لي في العمل، وساعدني كثيراً، لكني متوازنة من هذه الناحية، ولا يعنيني الأمر شخصياً، فأنا مستعدة لتجسيد دور الفتاة البشعة، أو الفتاة المعاكسة لطبيعتي الشخصية.
- هل ارتفع أجرك بعد هذا الموسم؟
نعم، ارتفع منذ الموسم الأول بنسبة خمسين في المئة، لكن إن أحببت الدور فلا أمانع تجسيد الشخصية ولو بأجر قليل، لكن لا يمكن أن اتغاضى عن الموضوع إلى حد كبير، فالتمثيل مهنتي ومصدر دخلي الوحيد، ومن المهم أن يكون الفنان مستقراً مادياً، كي لا نضطر إلى العمل بمستوى أقل حتى وإن كان عملاً واحداً.
- رأيناك بإطلالة مختلفة في هذا الموسم من ناحية الشكل، ما سرك؟
المختلف في هذا الموسم، أني أخذت أدواراً بحجم أكبر، وأصبح هناك تبنٍّ لي كممثلة، وصار القائمون على هذه المهنة يرون أن لدي شيئاً مهماً على الصعيد الفني، فأصبحوا يهتمون بي أكثر.
- كيف تهتمين بجمالك؟
أمارس الرياضة بانتظام، على رغم أني لا أحبها، لكن أمارسها في شكل إجباري، وعلى رغم أني مدخنة، لكن الرياضة تنظف البشرة من الشوائب التي يمكن أن يخلفها التدخين والأمور التي تتعب البشرة، كما أني أحب الأكل كثيراً، لكن لا أتناول وجبة العشاء حفاظًا على شكلي، ولست من الأشخاص المهووسين بالماسكات، حتى أني قليلاً ما أضع المكياج، وسبق أن نشرت فيديو على إنستغرام، ظهرت فيه من دون مكياج وشعري على طبيعته.
- هل ترفضين عمليات التجميل؟
عملية التجميل حرية شخصية، لكن بالنسبة إليّ أنا ضد عملية التجميل التي تغيّر الشكل، فالناس عرفوني بشكلي الطبيعي، وأي تغيير جذري في الشكل ممكن أن يؤثر في أدائي في تجسيد بقية الشخصيات، لكن لا أمانع الرتوش التي تعيد الحيوية الى الوجه المتعب.
- هل هذا شعرك الطبيعي؟
نعم، شعري طبيعي وبسيط، وفي مسلسل «الهيبة» كنت على طبيعتي تماماً، أما في مسلسل «شوق» فاقترحت عليّ المخرجة رشا شربتجي أن يكون شعري كيرلي وهو يناسب الشخصية التي جسّدتها، وأحببته كثيراً بهذا الشكل.
- هل صحيح أنك طباخة ماهرة؟
الطبخ أحدى هواياتي، فأنا أعيش حياتي الطبيعية، لكن غالبية وقتي أمضيها في البيت، أنظفه وأطبخ كل شيء، بخاصة الملوخية والباستا وجبتيّ المفضلتين، ولا آكل اللحم كثيراً، إلا إذا كان مشوياً، فطعامي صحي جداً، حتى أني لا أتناول الوجبات السريعة، ومن هواياتي أيضاً التسوّق والموسيقى ومتابعة الأفلام.
- هل أنت خريجة معهد التمثيل؟
حصل التباس في هذا الموضوع، فأنا لم أقل يوماً أني درست التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، بل درست سينوغرافيا في المعهد ذاته، وهذا ما ساعدني في عملي، وما زلت أتعلم حتى اليوم في كل عمل جديد، والسينوغرافيا هو دراسة الديكور المسرحي والأزياء وكل ما يخص الفضاء المسرحي.
الخطوط الحمر...
- ما هي الخطوط الحمر في عملك؟
الدور الجريء من الخطوط الحمر في عملي، بخاصة الدور الجريء بطريقة مبتذلة، من ناحية اللباس أو المشاهد الحميمة، فنحن لسنا في هوليوود، ويجب أن نراعي المجتمع الذي نعيش فيه، فليس من المعقول أن أظهر على الشاشة بلباس جريء، بينما أستطيع أن أوصل الفكرة المطلوبة من الشخصية عن طريق النظرات أو الكلام، ففي النهاية أنا ممثلة وهذا عملي الذي يجب أن أجتهد كي أوضح الأفكار التي نطرحها من خلال الشخصيات التي نؤديها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024