«لها» عايشت قصتها المأساوية- أمٌّ تبحث عن ابنها على فايسبوك: «محدش شاف ابني؟»
«محدش شاف ابني»، عنوان صفحة على «فايسبوك» تحمل مأساة أم محرومة تسع سنوات من رؤية طفلها، بعد أن خطفه منها زوجها السابق وتزوج صديقتها، وضرب بكل الأحكام القضائية عرض الحائط، ونزع الرحمة من قلبه.
فما هي قصة هذه الأم المكلومة؟ وما هي تطورات قضيتها، بعد أن أصبحت تحمل أحكاماً قضائية مصرية وكويتية لم يتم تنفيذها، وتخشى أن تتحول إلى حبر على ورق؟
- كيف بدأت قصتك المأساوية؟
اسمي منى السيد مجاهد، تزوجت ابن خالي بعد قصة حب، رغم رفض أمه الشديد لهذه الزيجة، لأنها لا تحب أسرتي لخلافات ماضية، ولهذا رأت الفرصة أمامها سانحة للانتقام مني، مستغلة انصياع ابنها الوحيد لها وتنفيذه ما تأمر به من دون تردد، بخاصة أنها كانت تعيش معنا في الشقة نفسها طوال فترة الزواج، وتحمّلت مكائدها ضدي، لأني «بنت أصول» تعرف أن أم الزوج هي بمثابة الأم الثانية، لكنها لم تقدّر ذلك، وراحت تدبر لي المكائد الواحدة تلو الأخرى، حتى وصل الأمر بجعل زوجي يتزوج صديقتي ويخطف ابني الصغير، وعمره ثلاث سنوات ونصف السنة.
- كيف تم هذا الزواج الذي أدى إلى تلك المأساة؟
طليقي اسمه نبيل المتولي الدمرداش، من مواليد 1974، تزوجته في 30 كانون الثاني/يناير 2004، وأنجبت منه طفلي في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2004، وانتقلت للعيش معه في الكويت حيث يمتلك محلاً لخياطة الملابس، وعشنا معاً حياة شبه مستقرة كأي زوجين بدأت حياتهما بحب، ولم يعكر صفوها إلا أمه التي كانت ترتدي عباءة الماضي الأليم لعلاقتها مع أسرتي، إلا أنه تم التعجيل بالزواج وعدم الالتفات إلى رفض أمه للزيجة، لأنه كان يحبني وكان والده في حالة مرضية صعبة، فأراد الجميع الإسراع بالزواج لإدخال الفرحة الى قلبه بزواج ابنه الوحيد، وتم الزواج في أسرع وقت، علماً أنني أنا من اخترت اسم ابني «متولي» على اسم خالي، الذي كان إنساناً طيباً يتعاطف معي، فأردت أن أجعل ذكراه حية بعد وفاته.
ملابسات الخطف
- ما التطور الذي جعل زوجك السابق يخطف ابنك ويصرّ على منعه عنك؟
كانت لزوجي «ابن أمه» طقوس غريبة معي، فرغم أننا كنا نعيش في الكويت منذ زواجنا، إلا أننا عندما كنا نزور مصر للإجازة الصيفية كان يمنعني من اصطحاب ابني عند زيارتي أهلي، وكان هو وأمه أيضاً لا يزورانهم، الى درجة أن إحدى شقيقاتي لم تر ابني نهائياً، وفي بعض الأحيان كان بعض أفراد أسرتي يرون ابني سريعاً عند وداعنا وقت مغادرتنا مصر إلى الكويت. وكانت إحدى الفتيات من عائلتنا صديقة لي، وأبوح لها بكل أسراري ومشكلاتي مع «حماتي»، وغيرتها الشديدة مني وتعمّدها إذلالي، لكني انخدعت بها بشكل لم أكن أتصوره، لأنها استغلت ذلك للتقرّب من زوجي وأمه، وفوجئت بها تتزوجه سراً في مصر ثم يستخرج لها جواز سفر ويصطحبها معه ويخطف ابني معه ويسافر إلى الكويت، بعد أن تركني لفترة طويلة عند أهلي – للمرة الأولى – ولم أعرف بزواجه وسفره إلا عن طريق السفارة الكويتية بالقاهرة، فحاولت التواصل معه لأخذ ابني الصغير، الذي كان عمره آنذاك ثلاث سنوات ونصف السنة، لكنه ماطل وتهرب من أي اتفاقات، سواء معي شخصياً أو مع أسرتي، ورفض أي أحكام للمجالس العرفية لعائلتنا أو وساطة أي قريب، ولم يحترم صلة الرحم بيننا، حصلت على الطلاق، ووعدتني والدته بأن أرى ابني مرتين في السنة، وكل مرة لمدة ساعة واحدة في مكان عام بعيداً عن منزل أسرتي، المرة الأولى تكون عند رجوعهم من الكويت إلى مصر، والثانية قبيل سفرهم، فوافقت مضطرة، ولم يتم الوفاء بذلك إطلاقاً، حيث تعمدوا المجيء إلى مصر سراً وترك ابني مع «شقيقة زوجي» في عناوين غير معروفة، سواء في مصر أو الكويت، وتم استخراج جواز سفر خاص بابني لتسهيل تنقّله مع جدته أو عمته، بعد أن قام زوجي بالحصول على حكم قضائي كويتي بحضانة ابني لأمه وشقيقته، بعد أن زعم أنني تزوجت عرفياً في مصر، وأنه لا يؤمّن على ابنه معي. بعد ذلك، قمت بإبطال هذا الحكم، بعد أن حصلت على حكم قضائي مصري عن الدعوى رقم 509 لسنة 2010، وصدر الحكم لصالحي في 26 أيار/مايو 2011، بأنني لم أتزوج رسمياً أو عرفياً، وأنني أعيش مع أهلي، مما يثبت حقي في حضانة ابني الوحيد الذي ليس لي في الدنيا غيره، وليس له في الدنيا غيري، ومع هذا تم حرماني منه وحرمانه مني، واعترف القضاء الكويتي بذلك وصدر حكم باسترداد ابني والقبض على طليقي إذا لم ينفذ الحكم، لكنه للأسف لم ينفّذ لأنه دائم الإخفاء له، ويدعي أن ابني يعيش في حضانة عمته ولا يعرف مكانهما، لهذا أصبح تنفيذ الأحكام بإحضاره حبراً على ورق، بدليل أنه دائم السفر من الكويت إلى الخارج، وعندي وثائق بتحركاته الخارجية رغم صدور حكم قضائي لصالحي.
صفحة على «فايسبوك»
- ما الذي جعلك تفكرين في إنشاء صفحة على فايسبوك كوسيلة للبحث عن ابنك؟
بعد أن فشلت كل الوسائل التقليدية في الوصول الى ابني، فكرت في اللجوء الى مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعد إحدى الوسائل الجيدة للتواصل بين البشر مهما كانت أماكنهم، ولهذا قررت إنشاء صفحة بعنوان «محدش شاف ابني» وباسم «منى فضالي»، رغم أن «فضالي» هو اسم عائلة طليقي، لكنني وجدتها وسيلة للتقارب بيني وبين ابني بسبب تشابه الأسماء ووجود اسم «فضالي» عنده وعندي، بخاصة بعد أن حاول طليقي تشويه صورتي لديه بالأكاذيب ليجعله ينساني، ولا أملك إلا أن أقول «حسبي الله ونعم الوكيل». وأتعجب أنه يدعي التدين لدرجة أنه كثير الحج والعمرة، وقد وبّخه قاضٍ كويتي في إحدى جلسات التقاضي بيننا قائلاً له: «هل أنت تعرف الله وتصلي وتصوم وتحج وتعتمر ثم تحرم أمّاً من ابنها طوال هذه السنوات؟»، لكن للأسف، لم يغير ذلك من الواقع المرير شيئاً.
- ما هي ردود الفعل على «فايسبوك»؟
عرف بها طليقي وتواصل مع إدارة «فايسبوك» وحاول تشويه صورتي، الى درجة أنه اتهمني بأنني إرهابية، فتوقفت الصفحة فعلاً لفترة قصيرة، ثم عادت بعد أن تواصلت مع إدارة الموقع الشهير وعرضت عليها الحقيقة بالمستندات وفندت أكاذيبه. ثم كانت المرحلة الثانية، حيث حاول الهجوم على الصفحة من خلال زملائه، وهم - الحمد لله – قلة قليلة جداً مقارنة بمن تجاوبوا معي ووقفوا بجانبي وتعاطفوا معي وأيدوا مطلبي العادل، لكن يظل الأمل في الله أولاً وأخيراً أن يتواصل ابني معي على «فايسبوك»، فهذا هو الأمل الوحيد بعد أن ضاقت بي الدنيا ولم تنفعني الأحكام القضائية المصرية والكويتية، وبعد أن ابتلاني الله بزوج قلبه أقسى من الحجر، ولم يرحم أمومتي ولا العشرة التي كانت بيننا. ومطلبي الوحيد أن أرى ابني وأطمئن عليه، حتى لو كان يعيش معه، وهو يحاول المماطلة حتى يصل سن ابني إلى خمس عشرة سنة، ووقتها يصبح من حقه هو شخصياً الحضانة، وأنا سأحاول المدة الباقية الوصول إلى ابني بكل الوسائل، ولن يدخل اليأس قلبي أبداً.
تطورات
- هل تواصل معك أحد وأعطاك معلومات عن ابنك؟
نعم، وللأسف كلها تواصلات غير مباشرة، فمثلاً الصورة الموجودة على صفحة «فايسبوك» أرسلها لي أحد مدرسي ابني منذ فترة طويلة، وأخبرني أن ابني غير متزن نفسياً وانطوائي، ويعاني من حالة صرع بسبب ابتعادي عنه ونشأته في أسرة غير مستقرة، وحزنت كثيراً بسبب هذه الأخبار، والغريب أن هذا المدرس رفض أن يدلّني على المدرسة التي يدرس فيها ابني، بسبب تشديد والده على إدارة المدرسة بعدم إعطاء معلومات لأحد عنه.
- وما هي أحدث التطورات في قضيتك؟
عرفت أن طليقي نقل ابني أخيراً إلى إحدى المدارس الأجنبية الدولية في مصر، ويعيش فيها إقامة كاملة، ولا يسمح له بالخروج منها أو أن يلتقي به أحد، وقد تعهدت له المدرسة بذلك، هذه آخر معلوماتي التي لا أدري إن كانت صحيحة، لكن المؤكد عندي أنه موجود في مصر منذ عام تقريباً مع عمته وفي مكان غير معلوم، وقد عرفت ذلك من تصاريح الوصول في المطار.
- لماذا لم تذهبي إلى الشرطة المصرية لإبلاغها بهذه المعلومات لتقوم بعمل التحريات اللازمة لكشف الحقيقة؟
ذهبت بالفعل إلى الشرطة وقدمت لها الحكم القضائي بحقي في حضانة ابني، إضافة إلى ما عندي من معلومات، لكن بصراحة لم أجد تعاوناً.
- ما هي الكلمة التي تقولينها في النهاية؟
أخاف أن أموت قبل أن أرى ابني، ويصعب عليَّ أن يُحرم من حضني طوال هذه السنوات، ويعيش مشرداً من دولة الى أخرى لمدة تسع سنوات عجاف بالنسبة لي وله، ودموعي لا تتوقف وقلبي يتمزق كل ثانية، وابني بعيد عني، فهل من حقي أن أحلم بعودة ابني إلى حضني مثل بقية الأمهات.
تصوير: أحمد الشايب
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024