مريم الحمراني: حرفية أنا وعملي نابع من قلبي
من التسويق وإدارة الأعمال إلى صناعة مشروعها المخصص للأطفال لحمايتهم من الأذى، بمساعدة ابنة عمها سارة الحمراني، ولأن اهتمامها مركّز على الأطفال كان لزاماً عليها أن تنطلق إلى لندن وبعدها الى الولايات المتحدة الأميركية لتدرس فن «Quilting Design»، تصميم اللحف للأطفال، لتقدم منتجاً وطنياً رائعاً وبمواصفات عالمية وجودة عالية.
مريم الحمراني درست الـ Graphic Design والـ Visual communication في الجامعة الأميركية في دبي. التقتها «لها» لتكتشف روعة ما تقدمه للأطفال بيديها من مفارش طفولية بصناعة يدوية وطنية من خلال جمال الألوان وجودة الصناعة والخامة بجميع ألوانها.
- ما هو فن الـ «Quilting Design»؟
عبارة عن قصاصات من القماش بألوان مختلفة وبقطع هندسية جميلة على شكل مربعات يتم حشوها بالديباج، وخياطتها بمنظومة عصرية تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
- من الـ«غرافيك ديزاين» والاتصال المرئي إلى فن تصميم اللحف والمفارش للأطفال وخياطتها، كيف تمت تلك النقلة النوعية والصعبة؟
أحببت أن أبدأ مشروعاً جديداً مختلفاً، وكان لدى ابنة عمي سارة أطفال وتسعى الى البدء بمشروع، فاقترحت والدتها علينا تلك الفكرة كونها كانت تعرفها منذ زمن بعيد وتتقنها، ودفعت بنا لنتعلم، فأخذنا دورة في مدينة جدة وبعدها انتقلنا إلى لندن وحصلنا على دورتين، وبحثنا على النت لنرى فيديو يشرح تلك المهنة بطريقة جميلة. بعدها، غادرنا إلى الولايات المتحدة لزيارة المصنع الذي ينتج لحف ومفارش الأطفال لنتعلم ونرى بأم العين تلك الصناعة الجميلة، والتي تضم عدداً هائلاً من اليد العاملة لإنتاج تلك النوعية من اللحف، فاشترينا المواد الخام من هناك، وسعينا إلى تعلّم المهنة من خلال نوافذ عدة، وكانت نقلة كبيرة وصعبة وتقنية في حاجة إلى صبر كبير في التنفيذ، لكن ما يخفف تعبنا رؤية اللحف تخرج من أيدينا منجزاً فنياً رائعاً وجميلاً، تصميماً وحشواً وخياطة بمواصفات عالمية وبجودة عالية.
- لماذا أميركا تحديداً؟
متجر اللحف في أميركا مميز ويضم عدداً هائلاً من الرسامين والمصممين الذين يقومون بذاك الفن الجميل، وهناك مصممون خاصون لتقديم خط إنتاج للحف الأطفال «Quilting Design». وقد رأينا الدقة في العمل والتقنية العالية، وأهم ما يميز القماش القطني المستخدم في تلك التقنية كثافته الجميلة ونوعيته الرائعة، يتماسك معنا بالخياطة، كوننا نعمل بأيدينا كل واحدة منا على مكنتها، ويمكن استخدام أي مكنة خياطة لصناعة تلك المفروشات.
- ما أهمية تلك المفارش للأطفال؟
حين يبدأ الطفل بالحبو، يبقى في مأمن من الخطر حين يصل إلى الأرض، ويستطيع أن يتمسك بالمربعات حين يتحرك وتشغله الألوان.
- ما هي المفروشات التي تنتجينها بنفسك؟
أنتج لحف ومفارش الأطفال، ولحف الكبار التي تُستخدم في السفر، أما اللحف الإثيوبية فتلك حكاية أخرى، إذ أشتري القماش الإثيوبي بلون أبيض وأقوم بصباغته يدوياً بصبغة نباتية مخصصة لتلك التقنية، وأعمل قطعتين من كل لون لكن بتصميمين مختلفين، وأحب أن تكون لكل منتج بصمة خاصة متفردة بالصناعة.
- كيف تتم الصباغة؟
أضع في وعاء ماءً حاراً وأضيف الصبغة النباتية، ومن ثم أغطّ القماش فيه لمدة معينة، وبعدها أقوم بغسل القماش جيداً مرات عدة لأتأكد من ثبات الصبغة، ومن ثم أقوم بكي القماش استعداداً للعمل فيه.
- كيف تتم الطلبات؟
من خلال الـ «إنستغرام» نتلقى طلبات الأمهات، وما اللون الذي يردن استخدامه، وعندما ينتهي اللحاف ينتابنا شعور بالفخر كوننا نقوم بإنتاج محلي بجودة عالية وجميلة، فتغمرنا السعادة حين نرى صورة كل طفل مع لحافه متأبطاً به، منقوشاً عليه اسمه.
- كيف تختار مريم وسارة أقمشتهما كي تكون آمنة للأطفال؟
نختار أقمشة قطنية مئة في المئة، ناعمة وآمنة على الأطفال، لأن تلك المفارش تساعد الطفل على الحبو من دون أن يجرح نفسه، ويتمسك بها جيداً في الأرض، فراحة الطفل تهمنا جداً ورأي الأم يعنينا. وحين يكبر الأطفال، بإمكان الأمهات استخدام تلك المفارش كمرتبة في السرير فتبدو جميلة ورائعة في غرف الأطفال.
- لحف الأطفال في حاجة إلى تنظيف دائم، هل هي عملية؟
كل منتج يخرج من عندنا قابل للغسيل والتنشيف العادي في البيت ولا يحتاج إلى تنظيف خارج المنزل، كونه مصنوعاً من القطن الجيد والعملي وألوان القماش ثابتة لا تتغير في الغسيل.
- من أين لكما تلك المهارات لكي تحققا هذا النجاح في فترة قصيرة؟
التعلم المستمر يبقي الفكر والتفكير متقدين، والتدريب يصنع المعجزات ويجعل الفرد يصنع بصمة تميزه عن غيره، بخاصة في الحرف اليدوية، وهذا ما قمنا به، فالتعلم فتح لنا آفاقاً كبيرة، والتدريب علمنا الصبر وكيفية الجلوس خلف المكنة لنتعلم الخياطة وننجز منتجاتنا بأيدينا، لنكون من صنّاع الحرف اليدوية التي ننتج منها مفروشاتنا الجميلة من اللحف إلى مفارش الأطفال، إضافة إلى اللحف الإثيوبية، ما جعلنا في تواصل مستمر مع الأمهات.
- ما أهمية اللحاف الإثيوبي؟
في عائلتنا كل شخص يملك لحافاً إثيوبياً نظراً الى جماله ورقته، واسمه منقوش عليه، فهو يدفئ في الشتاء ويرطب في الصيف، نظراً الى نوعية قماشه الجميل، وقد كان يُستخدم سابقاً في الصحراء كملابس ليعطي تهوئة للجسم.
- من وراء هذا النجاح؟
أهلنا وأقرباؤنا وأصدقاؤنا، وكان والدي رحمه الله يدفعني ويدعمني لأقوم بمشروع جميل، ووالدة سارة فتحت أعيننا على تعلم حرفة جميلة ولها الفضل الأول والأخير. أما والدتي، فقد لعبت دوراً كبيراً في نجاحي.
- هل تستمع مريم وسارة الى نصائح الأمهات؟
أستمع الى كل الأمهات، وأسعى دائماً الى تحقيق ما يطلبنه مني، وهذا العام قدمت إنتاجاً كبيراً ورائعاً عُرض في بساط الريح.
- ما الذي يدور في فكر مريم؟
حين أريد شراء أقمشة جديدة، عليّ التفكير بمنتج وتصميم جديدين مختلفين عما قدمت، وأسأل من حولي لتبقى منتجاتي الرقم الصعب في السوق السعودية، وأبقى على تواصل مستمر مع المحيطين بي، مع التدريب المستمر والدائم.
- لحاف الأرضي كم يستغرق إنتاجه؟
مدة أسبوعين على الأقل.
- ما نصيحتك للشابات الطامحات الى إدارة مشاريع جديدة؟
إن كنت تؤمنين بالعمل الذي تقدمينه، تابعي التعلّم وثابري على التدريب ولا تسمحي أن يثنيك عن عملك أحد.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024