تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

يسرا اللوزي: كشفت مرض ابنتي لئلا يجرحها أحد


غيّرت جلدها الفني وتمردت على أدوارها السابقة؛ عندما قدمت دور فتاة شعبية في مسلسل «الحلال»، لكن البعض صدمه هذا الدور، حتى أنه وصفه بالأسوأ بين أدوارها.
النجمة يسرا اللوزي تكشف كواليس هذا العمل، وكيف استعدت له، وتتكلم أيضاً عن السينما وعلاقتها بالسوشال ميديا، وسبب حرصها على أن تكشف للجميع مرض ابنتها، وتعترف بكل جرأة أنها تفتقد الثقة في النفس.


- فاجأتِ الكثيرين بدور الفتاة الشعبية في مسلسل «الحلال»، كيف أتقنت الشخصية؟
في البداية حدّثني المخرج أحمد شفيق والمنتج صادق الصباح بأن الدور لفتاة تعيش في حارة شعبية، فخطرت في بالي الصورة الفلكلورية للحارة والتي يعرفها الجميع، ولم أتمكن في البداية من كشف تفاصيل الشخصية والإمساك بها، حتى أنني لم أستطع تخيّلها، فهذا الدور بُنيت تفاصيله تدريجاً، واستغرق عدداً من الجلسات مع الكاتبة سماح الحريري، كما ساعدتني «الاستايلست» الخاصة بالعمل كثيراً في تصور الشخصية وترسيخ ملامحها في ذهني، فتعايشت معها.

- هذا الدور بعيد تماماً من شخصيتك وأدوارك السابقة، فهل تطلب منك وقتاً طويلاً في التحضير؟
استغرق التدرّب على الدور شهرين، ذلك حتى أجيد طريقة كلام الفتاة وارتداء ملابسها؛ وأتمكن من دراسة تفاصيل أخرى كثيرة حتى يصدقني المشاهد، وهناك أشخاص ساعدوني كثيراً في ذلك، وأهمهم أستاذة في معهد السينما لجأت إليها فعلّمتني أسلوب كلام الفتاة الشعبية، حتى كيفية الحصول على شكل شعرها وأظافرها، وطريقة تناولها الطعام.

- ألم تقلقك المجازفة في الظهور بهذا الدور بعد أن اعتاد عليك الجمهور في الأدوار الرومانسية؟
لا أخفي عليكِ، طوال تصويري الدور لم أكن أعلم هل ما أقدمه جيد أم لا؟ وهل أتّبع الطريقة الصحيحة في تقديمه؟ وهل سيقنع الجمهور؟ وهل سيتقبل الدور أم يرفضه ويسخر من أدائي؟ لم أكن أعرف شيئاً من هذه الأمور، إلى أن تم عرض المسلسل... كان كل ما يهمني أن يرى الجمهور الكوميديا الموجودة في الشخصية، وأن يتعاطفوا معها في أزمتها؛ أي بحثها عن الزواج في الوقت نفسه، وهذه كانت بالنسبة إليّ المعادلة الصعبة: مشاهدة الجانب الكوميدي وكذلك تعاطفهم معها.

- هل كانت هناك استعدادات خاصة لها؟
 بالفعل تطلبت الشخصية بعض الاستعدادات الخاصة للدخول في عالمها، فعلى سبيل المثال قصدتُ صالوناً للتجميل في إحدى المناطق الشعبية لكي أطّلع على طريقة عملهم وكيفية تعاملهم مع الناس، حتى تكون هناك صدقية في تقديم الدور.

- ماذا عن ردود الفعل التي تلقّيتها؟
ردود الفعل كانت رائعة، لكنني كنت أصور أعمالي طوال شهر رمضان، فلم أستطع متابعة كل الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي كما يجب، ومع ذلك كل ما وصلني من انتقاد كان جيداً باستثناء شخص واحد كتب: «هذا الدور هو أسوأ أدوار يسرا اللوزي».
وأعتقد أن تقديمي دوراً مختلفاً تماماً عما قدمته من قبل، من حيث الشكل قد صدم البعض، وهناك من يعتبر أن ما يظهره الفنان على الشاشة يعكس حقيقته وليس تمثيلاً، وثمة من لا يستطيع رسم خط فاصل بيني وبين كوني ممثلة أجسد أي شخصية، فصورتي اهتزت في أعينهم في هذا الدور، لكنني متأكدة من أنهم سيتقبلون هذا الأمر مع مرور الوقت.

- ما أكثر صعوبة واجهتك في هذا الدور؟
كان هناك أمر في غاية الصعوبة، وهو محاولتي الحفاظ على تفاصيل الشخصية وتقمصها؛ بسبب سفري المتكرر أثناء التصوير، الذي تم على فترات متباعدة، فكان هذا يفصلني قليلاً عن الشخصية بحكم الظروف التي تعرضت لها، وكنت أواجه صعوبة في العودة إليها، هذا بالإضافة الى تزامن تصوير المسلسل مع مسلسل آخر.

- شاركت أيضاً في مسلسل «طاقة القدر» وهي المرة الأولى التي تصوّرين فيها عملين في الوقت نفسه!
أنا لم أصوّر عملين في وقت واحد، لكنْ هناك سببان: الأول، إن تباعد الشخصيتين عن بعضهما البعض جعلني أوافق على المشاركة كضيفة شرف في «خطوط حمراء» و«فرتيغو» منذ أربعة أعوام، فاختلاف الأدوار يساعد الجمهور على التفريق بين العملين، ولا مشكلة في تداخل الأعمال، وهو ما حدث بالفعل هذا العام.
أما السبب الثاني فيتعلق بمسلسلَي «الحلال»، وهو من بطولة سمية الخشاب وبيومي فؤاد، و«طاقة القدر» وهو من بطولتي مع حمادة هلال، فقد قبلت في المشاركة فيهما بعدما وجدت دوري في كلّ منهما مختلفاً ومؤثراً في الأحداث، وكنت على يقين بأنه سيخطف الأنظار، ويشكل إضافة إليّ.

- ألا تهمّك مساحة الدور؟
أنا بالتحديد لا يهمني هذا الأمر، فأتذكر في مسلسل «خطوط حمراء» أن فنانات كثيرات رفضن الدور بسبب صغر مساحته، لكن كانت لي وجهة نظر مختلفة وتحققت بالفعل، فرغم مشاهدي القليلة في المسلسل كانت الشخصية المحرك الرئيس للأحداث، فبسبب مقتلها خطفت أنظار الجمهور وكانت مثار حديثهم رغم ضآلة المشاهد، وهو ما حدث مع شخصية «فاطيمة» في «الحلال»، فالعمل ليس من بطولتي؛ لكن الشخصية خطفت الأنظار لابتعادها عني تماماً، وفوجئ الجميع بإمكانية تجسيدي لمثل هذه الأدوار.

- تشاركين أيضاً في مسلسل إذاعي «فرحات والتلات ورقات»، لماذا وافقت عليه رغم انشغالك؟
أحب أعمال الدبلجة والإذاعة، وأحرص على المشاركة فيها إذا كان هناك عمل جيد يستحق ذلك، وهذا الدور جديد تماماً عليَّ، وهو لفتاة تعمل في صيانة السيارات وتتعامل مع الرجال، فتتنكر في زي رجل حتى تتمكن من التعامل معهم ولئلا يستهينوا بها، وأجسد ذلك في الإذاعة من خلال التحكم في نبرات صوتي، وأستمر في ذلك إلى أن يُكشف الأمر.

- توجه أخيراً الكثير من النجوم الى الأعمال الإذاعية، فهل تحقق أي نجاح يُذكر؟
دائماً ما تتعرض الأعمال الإذاعية للظلم، ولا تثير أي ضجة، ففي السابق كانت لها قيمة كبيرة عند الجمهور ويحرصون على متابعتها طوال الوقت، أما اليوم فالإقبال عليها تراجع كثيراً، وأصبح الناس مثلاً يستمعون إليها أثناء تنقلّهم في السيارات، ومن هنا نجد أن ردود الفعل عليها محدودة، وتقتصر على مستمعين قلائل.

- عرض لك أخيراً فيلما «أخلاق العبيد» و«ممنوع الاقتراب أو التصوير»، هل حققا ما تطمحين إليه في السينما؟
لا يمكنني الحكم على فيلم «أخلاق العبيد» إذا كان قد حقق ما أطمح إليه أم لا، لأنني لم أستطع مشاهدته بسبب انشغالي الشديد خلال الفترة الماضية.
أما «ممنوع الاقتراب أو التصوير» فقد أحببت السيناريو والدور كثيراً، لكنني أعتقد أن التوزيع ظلم العمل؛ كذلك لم تنفّذ له دعاية جيدة، لدرجة أن الجمهور لم يكن على علم بأن هناك فيلماً يُعرض في السينما... فكيف سيحقق العمل نجاحاً! وأنا شخصياً لو لم أكن مُشاركة في الفيلم لما عرفت بتوقيت عرضه.

- وما السبب في ذلك؟
 أعتقد أن السبب يعود الى أن هذا العمل هو التجربة الإنتاجية الأولى لمنتجه، فاتّخذ قرارات ألحقت بعض الضرر بالفيلم، كما أنه التجربة الإخراجية الأولى لمخرجه، لذا كان من الممكن أن يتم تنفيذه بشكل أفضل، ومع ذلك كان الفيلم جيداً.

- هل ندمت على المشاركة فيه؟
لم أندم على التجربة، بل حزنت قليلاً لعدم إقبال الجمهور على مشاهدته بشكل كبير، لأن فكرته كانت جديدة ولم تُقدم من قبل، وكذلك السيناريو كان جيداً، وأتمنى أن يتم عرضه على القنوات الفضائية خلال الفترة المقبلة، حتى يستطيع الجمهور مشاهدته والحكم عليه بالشكل الصحيح، لأن الإيرادات واختيار مواعيد طرحه في دور السينما ليسا مقياساً لنجاحه أو فشله.

- هل تحضّرين لعمل سينمائي جديد؟
أستعد حالياً للبدء بتصوير فيلم «شنطة حمزة»، وعقب انتهاء تصويره سأحرص على الحصول على إجازة أمضيها مع ابنتي وعائلتي، نظراً لانشغالي الدائم عنهم طوال الأشهر الماضية، كما سأدرس خلالها ما يمكنني تقديمه من أعمال جديدة، ذلك أنني أرغب في تحديد خطواتي المقبلة.

- دائماً تفرضين السرّية التامة على حياتك الخاصة، ومع ذلك تحدثت عن تفاصيل تتعلق بضعف سمع ابنتك «دليلة»؟
كنت أعلم جيداً أنه سيأتي يوم ويعرف الجميع بمرض ابنتي، فحرصاً مني على مشاعرها، وعدم إحراجها لدى معرفتها بما يكتب عنها في الصحافة الصفراء، تداركت الأمر وقطعت الطريق على أي معلومات خاطئة، فكشفت حقيقة مرضها في الوقت المناسب، ذلك بعدما انتظرت نتيجة الفحوص التي خضعت لها وتأكدت من تقارير الأطباء، كما رغبت في أن يستفيد من تجربتي الأهل الذين لديهم طفل يعاني ضعفاً في السمع، وحاولت أن أؤكد لهم أن الطفل الضعيف السمع ليس غبياً، بل يتمتع بقدرات مثل أي شخص سليم، لذا يجب ألا يضيعوا الوقت في الحزن والاكتئاب، بل عليهم أن يبذلوا جهداً مضاعفاً ليتعايشوا مع المشكلة ويتغلبوا عليها بما يعود بالنفع على الطفل، فيصبح منتجاً وليس عبئاً على أحد، كما حرصت على الظهور آملةً في أن تجعل الحكومة المسح السمعي إجبارياً لكل الأطفال، حتى يتم اكتشاف الأمر باكراً.

- وهل لاقت صرختك صدىً؟
للأسف، كانوا يسعون الى جعل المسح السمعي إجبارياً، لكن تعاقب الحكومات حال دون تنفيذ الفكرة، فكل وزارة جديدة تقرر البدء من نقطة الصفر وتتجاهل ما أنجزته الوزارات السابقة، لذا يجب أن يكون أفراد المجتمع على علم بهذه المشكلة حتى يدركوا كيفية التعامل معها، وهذا بالضبط ما أردت تسليط الضوء عليه.

- وهل تعافت «دليلة» تماماً؟
ما لا يعلمه كثر أن الطفل الأصم سيستمر يعاني ضعفاً في السمع حتى بعد زراعة القوقعة، فما نقوم به هو تحايل على الأمر لا أكثر ولا أقل، واعتمادنا على الطرق التكنولوجية وتركيب جهاز للسمع هما مجرد محاولة لإيصال الذبذبات والإشارات الى المخ، حتى تتمكن «دليلة» من السمع، حتى وإن كان الصوت ضعيفاً.

- ما الذي يقلقك على «دليلة»؟
ما يقلقني هو افتقارنا الى مدارس متخصصة بعلاج ضعف السمع، فالطفل الأصم بحاجة الى مدرسة مجهّزة بأحدث التقنيات حتى ينمو بصورة سليمة كباقي الأطفال الأصحّاء، ففي دول العالم يخصصون لكل طفل أصم مدرّساً يهتم به، هذا بالإضافة إلى نظرة المجتمع الدونية للطفل الذي يعاني أي عاهة جسدية، مما يزيد من معاناته النفسية.

- مصدر قوتك...                                    
عائلتي ووالدي وزوجي وابنتي، وهي دائماً ما تحدّثني عن ذهابي لتصوير أعمالي، كما أنها لا تميّز الأمور جيداً ولا تشعر بأي اختلاف، حتى بعد مشاهدتها لي على شاشة التلفزيون.

- صفة تضايقك...
النفاق.

- صفة تحاولين التخلص منها...
عدم الثقة في النفس، ولا أعلم سبباً لذلك.


روتينك اليومي...
 في يومي العادي، إذا لم أكن مرتبطة بمواعيد تصوير، آخذ ابنتي الى الحضانة، ومن ثم أقوم بالأعمال المنزلية التي أبتعد عنها طوال فترة التصوير، لكن حالياً أستعد للانتقال الى منزلي الجديد، وأهتم بأدق التفاصيل الخاصة به.

السوشيال ميديا...
أحاول أن أمضي أطول وقت ممكن مع عائلتي، لكن اليوم أصبح الجميع يدمنون السوشيال ميديا، فلم يعودوا يتحدثون مع بعضهن البعض كالسابق، بل صاروا ينشغلون بالأخبار والموضوعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثّر سلباً في العلاقات الاجتماعية والأسرية، وأنا شخصياً لست مدمنة «فايسبوك» أو «إنستغرام»، مع أنهما أصبحا مصدراً مهماً لاستقاء المعلومات.        

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078