تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

Gucci Cruise Resort 2018 عرين العصور القديمة The Den of Antiquity

ها هو أليساندرو ميشيل يكشف لنا عن مفاجأة جديدة في مجموعة ريزورت لربيع وصيف 2018، التي قدّم فيها التحية لفن النهضة والعصور القديمة من خلال رؤيته الفاخرة.

بعد تعيين أليساندرو ميشيل مديراً إبداعياً لدار غوتشي، قدّم لنا مجموعته الأولى الممكن وصفها بالانتقائية والمتطرفة. يعرف ميشيل تماماً كيف يترجم مفهومه الشخصي للأناقة العفوية في سوق الأزياء الفاخرة، وقد حقق أصلاً شهرة كبيرة في أكسسوارات غوتشي (Gucci Accessories)، لا سيما بفضل انتباهه الكبير إلى التفاصيل. بالفعل، استفاد ميشيل من خبرته الطويلة في انتقاء المواد والأنماط والتركيبات لضخ حياة جديدة (وثورية نوعاً ما) في شركة المنتجات الجلدية التي تأسست قبل 100 عام تقريباً.

المجموعة الأخيرة، المؤلفة من 119 تصميماً، اشتملت على كل التفاصيل التي عبر عنها ميشيل بالرقع الفولكلورية، بالأحذية المرصّعة بالمجوهرات، ونسخاً من رواية «إيما» للمؤلفة جاين أوستن داخل كل واحدة من الحقائب اليدوية. والآن، بعدما ازدادت المبيعات بشكل مطرد بعد تسلّمه مهامه، اتضح جلياً أن أليساندرو ميشيل يعرف تماماً ما تريده المرأة.

في مجموعة غوتشي ريزورت الأخيرة، التي جرى تقديمها في قصر بيتي في فلورنسا، جعلنا ميشيل نغوص أكثر فأكثر في عالمه السوريالي. التصاميم الأولى، التي جرى عرضها أمام 500 لوحة فنية تقريباً من عصر النهضة، ولّدت فينا فوراً مشاعر الحنين، ودفعتنا إلى احترام تلك القطع المعتّقة التي صمدت في وجه الزمن. وتبين أن الموقع الذي جرى اختياره هو بالفعل مثالي لمجموعة متجذّرة في التاريخ، ولماركة مرادفة للفخامة. قال أليساندرو: «جئنا إلى فلورنسا، مدينة الماضي المذهلة، المكان الغني عن التعريف».

وكما هو متوقع، بدا جلياً الانتباه إلى كل التفاصيل، إذ جرى تطريز أسماء الضيوف على الدعوات الموجهة إليهم، وتمت طباعة كلمات من شعر لورينزو دي ميديتشي على الكراسي المخصصة للمدعوين.

افتُتح العرض بتصميم من قطعتين باللونين الأخضر والأزرق، مزموم عند الخصر بحزام من الحرير الوردي، بأسلوب بذلة التانغ الصينية التقليدية، كما لو أنه يمهّد الأجواء للتصاميم التالية، والتي ستأخذنا في رحلة عبر عصور الموضة، من اليونان القديمة إلى حقبة الثمانينيات من القرن الماضي وكل ما بينهما.

باستثناء قميص الحرير الوردي، والمعطف الثنائي اللون (الأصفر وأخضر النعناع)، والفستان الأزرق الفاتح مع الوشاح المتناغم، كانت ألوان الباستيل نادرة في تصاميم ميشيل. بالفعل، وجدنا أنفسنا أمام ألوان حمضية ساطعة مع الكاميل والبنفسجي، والبرتقالي المحروق والأخضر الزيتوني على شكل سراويل وسترات مخرّمة، ومخمل خردلي متناسق مع سروال بني ضيق، في إشارة إلى ألوان الخريف والشتاء وأقمشتهما. ثمة تفصيل آخر غير متوقع مبدئياً في مجموعة الربيع والصيف، وهو استخدام ميشيل للطبقات المتعددة في المعاطف، التي كانت كثيرة في المجموعة غير آبهة بشمس الصيف. إنه تذكير بالمفهوم الجديد عند غوتشي، حيث يمكن توقع ما ليس متوقعاً.

من جهة أخرى، طغت الفخامة الرياضية على الملابس بحيث لاحظنا استعمال أقمشة الليكرا المريحة، وبرزت طلة السبعينيات الرياضية على شكل معاطف مضرّبة فوق البذلات الرياضية والسترات الصوفية الناعمة مع الجوارب المغطية لربلات السيقان.

أما سترات الكاشمير فتنوعت بشكل ملحوظ إذ تم تنسيقها مع السراويل المخططة، وجرى استبدال عصابات الرأس القطنية والقبّعات الصوفية التي رأيناها في الموسم الماضي بعصابات رأس على شكل أوراق ذهبية وتيجان لؤلؤية. ورغم ظهور حذاء رياضي واحد فقط في المجموعة، طغت أحذية «ماري جاينز» للنساء، وأحذية الموكاسان للرجال بالترافق مع جوارب صوفية.

بالإضافة إلى ذلك، برزت بعض التصاميم الرسمية، مثل فستان من المخمل الأسود مربوط حول العنق مع ذيل من البرق اللمّاع (مناسب جداً للسجادة الحمراء). ثمة رداء من البرق الذهبي اللمّاع مع حاشية من الفرو، وفستان وردي بياقة عالية تم عرضه مع عمامة مزخرفة، ذكّرنا بملابس السهرة في حقبة عشرينيات القرن الماضي.

لا شك في أن النقوش المطبّعة جزء من أسلوب ميشيل، ولا سيما النقوش المتناقضة جداً، وإنما الجميلة مع بعضها. نقوش الأزهار من مجموعة خريف وشتاء 2015 كانت حاضرة، وتم اعتمادها في السترات المبطنة بالصوف، والفساتين القصيرة والتنانير الطويلة، والمعاطف المزودة بأحزمة، والبذلات المقولبة. إلا أنها ترافقت هذه المرة مع القمصان القطنية الحمراء المطبّعة بالمربعات والمطرزة على الأكتاف، والسترات الضيقة مع التنانير الغجرية المرقعة ومعاطف الفرو ذات أكمام الفينيل. والواقع أن هذه الأخيرة هي واحدة من التصاميم الـ13 المشتملة على شعار GG الشهير والتي يسعى ميشيل إلى إحيائها. لفتتنا أيضاً في المجموعة الفساتين والقمصان القطنية المزينة بكلمة Guccy أو عبارة Guccify yourself.

يتضح جلياً أن نجاح ميشيل يُعزى جزئياً إلى قدرته على جعل الأزياء الراقية ثورية وفي متناول الجميع، بحيث يرضي زبائن غوتشي والجيل الجديد من عشاق الموضة (الذين باتت النظّارات الكبيرة الحجم أكسسواراً لا بد من اقتنائه في الوقت الحاضر).

نحن أمام مرحلة جديدة في تاريخ غوتشي تُنذر بثورة حقيقية في الألوان والأقمشة والموضة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079