ابتهال الصريطي: مرض والدتي ليس عيباً
خطفت الأنظار منذ ظهورها الأول على شاشة السينما بفيلم «فتاة المصنع»، في تجربة المخرج الكبير محمد خان، التي جسدت خلالها دور «نصرة»، وتساءل الجميع من هي تلك الفتاة التي أقنعت وأبدعت؟ لنكتشف بعدها أنها تنحدر من عائلة فنية بامتياز، فوالداها هما الفنانان سامح الصريطي ونادية فهمي.
هي الفنانة ابتهال الصريطي التي قدمت أخيراً أكثر من دور مميز على الشاشة الصغيرة، قبل أن تبالغ الصحافة في نشر أنباء عن مرض والدتها... حول مشاركتها في مسلسل «وضع أمني»، ومشروعاتها المقبلة، وحياتها الخاصة، كان لنا معها هذا الحوار.
- من جديد عدت الى دراما رمضان من خلال مسلسل «وضع أمني»، فكيف كانت كواليس العمل؟
سعيدة جداً بالعودة مرة أخرى إلى الموسم الدرامي الرمضاني عقب غيابي العام الماضي، ذلك رغم تقديمي أكثر من عمل مميز خلال الفترة الماضية، أما المشاركة في مسلسل «وضع أمني» فجاءت من طريق المخرج مجدي أحمد علي الذي رشّحني إليه، واحتجت الى بعض الوقت لقراءة سيناريو العمل، وبعدها جرى التصوير في أجواء يسودها التعاون والود، والمسلسل من بطولة عمرو سعد وريهام حجاج وصلاح عبدالله، تأليف مصطفى حمدي وإنتاج تامر مرسي.
- كيف كانت ردود الفعل على مسلسلك الجديد «وضع أمني»؟
الجميع أخلص في تقديم أفضل ما لديه، وبذل فريق العمل مجهوداً كبيراً، سواء خلف الكامير أو أمامها، وقد تلقيت الكثير من ردود الفعل الإيجابية منذ عرض الحلقة الأولى.
- وكيف انضممت الى مسلسل «سابع جار»؟
تربطني علاقة جيدة بمخرجات العمل نادين خان وآيتن أمين وهبة يسري، ومتفائلة بمشاركتي في هذا المسلسل مع مجموعة من المبدعين أمام الكاميرا وخلفها، وهو من نوعية المسلسلات الطويلة حيث يصل عدد حلقاته إلى 60 حلقة، ويقوم ببطولته كلٌ من دلال عبدالعزيز، شيرين، هاني عادل، وأسامة عباس، وهيدي كرم، وأتمنى أن أوفّق في تقديم دور مختلف وجديد.
- وماذا عن قصة العمل؟
لا أستطيع البوح بالكثير من تفاصيله، لكن الأحداث تدور في إطار درامي اجتماعي، وتحديداً في أحد المباني السكنية في مصر الجديدة، ليرصد قصص ساكنيها، وما تحمله حياتهم من أسرار ومشاكل خلف الأبواب الموصدة، ذلك على عكس ما يُظهرونه من سعادة غامرة.
- وماذا عن ردود الفعل التي وصلتك عقب عرض مسلسل «ليلة»؟
المسلسل تأجّل مراراً قبل أن يتم عرضه على إحدى القنوات المشفّرة، ورغم أن نسب مشاهدته كانت كبيرة، فقد فوجئت وبمجرد عرضه على قناة مفتوحة للمشاهدين بردود فعل إيجابية، فشخصية «نهى» التي جسّدتها خلال الأحداث كانت أكثر من رائعة.
- هل أحزنك عرضه قبل موسم رمضان؟
في العادة لا أخطط لأشياء لا تخصّني، وعرض أي عمل فني هو مسؤولية جهة الإنتاج وحدها، ورُبّ ضارة نافعة، فقد خرج العمل من موسم الدراما الرمضاني ليعرض في توقيت أعتقد أنه مثالي، وحصد نسب مشاهدة جيدة، في ظل وجود رانيا يوسف ومكسيم خليل، وهو قصة وسيناريو وحوار هاني كمال، ومن إخراج محمد بكير.
- هل أصبح العرض خارج رمضان مغرياً؟
المطالب كانت متواصلة خلال السنوات الماضية، بضرورة وجود موسم درامي موازٍ يستوعب المسلسلات، ويعيد الأسرة للالتفاف حول الشاشة الصغيرة بعيداً من شهر رمضان، وما يشهده من زحام كبير بسبب المنافسة بين ما يُقارب الـ 30 عملاً، الكثير منها يكون ذا مستوى فني عالٍ، لكن ربما تظلمه مواعيد العرض.
- وماذا عن مسلسل «الكبريت الأحمر»؟
المسلسل تم عرضه خارج الموسم الرمضاني أيضاً، على أكثر من شاشة خلال الفترة الماضية، ونسب مشاهدته فاقت توقعاتنا جميعاً، وأعتقد أن عرضه خارج موسم الدراما الرمضاني أتاح له فرصة الوصول الى أكبر عدد من المشاهدين.
- كيف واجهت تدخل الصحافة في حياتك العائلية أخيراً؟
فجأة قرر عدد من المواقع الإلكترونية نشر خبر مرض والدتي نادية فهمي، والخوض في تفاصيل غير صحيحة تتحدث عن إيداعنا لها في إحدى دور المسنين، مما أثار استياء العائلة بأكملها، وتم تسريب الخبر الى الرأي العام بأن ثمة تقصيراً جسيماً من جانبنا نحوها، ولذلك عندما قررت الرد عبر صفحتي الخاصة في «فايسبوك»، بدأت القول بالآية الكريمة: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن، إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه، واتقوا الله إن الله توّاب رحيم».
- البعض توقّع رداً عنيفاً، لكنك أخرست الألسنة بشكل هادئ!
الكثير من المقرّبين مني يعلمون جيداً مدى قربي من والدتي، لذلك حاولت امتصاص الغضب أولاً ومن ثم توضيح الأمر، وأكدت أن أبي وأمي منفصلان منذ حوالى ثلاثة وعشرين عاماً، وطوال هذه المدة علاقتهما كانت جيدة وشبه مثالية حرصاً منهما على مصلحتي ومصلحة أختي، ولم يتخلّ والدي لحظة عنا، وبالأخص في السنوات الأخيرة، بعد إصابة أمي ببعض الجلطات الدماغية وتصلب الشرايين وألزهايمر، وقد أُدخلت مراراً الى أفضل المستشفيات والمراكز الطبية في القاهرة، وأشرف على علاجها أمهر الأطباء، وطوال تلك الفترة كنت أنا وأبي وأختي ندعم بعضنا البعض لمواجهة هذا الاختبار القاسي، وقد نصحنا الأطباء المعالجون بضرورة تحويلها الى مركز مجهز بأحدث التقنيات، ومخصص للعناية بمرضى ألزهايمر الكبار في السن، ونحن عملنا بنصيحته.
- ولماذا أخفيت حقيقة مرضها في البداية؟ وكيف هي حالتها الصحية اليوم؟
نحن أسرتها وبعض المقربين منها نلازمها طوال اليوم، والحمد لله بدأت حالتها الصحية في التحسن تدريجاً منذ الأيام الأولى لتلقيها العلاج في المركز. لم أكن أود أن أهزّ صورة أمي، المرأة القوية، التي لطالما كانت رمزاً للبهجة في حياتنا كأسرة وجمهور ومحبين، لكن ربما أراد الله أن يكون مرضها سبباً لتسليط الضوء على ضرورة التوعية بمرض ألزهايمر وتقبّل المجتمع له. لكن اليوم وبعدما مررت بأقسى التجارب لأتفهم طبيعة هذا المرض، الذي أصاب أمي، أغلى إنسانة على قلبي، ومصدر قوتي وإلهامي في الحياة، وبعد فترات من الإحباط والاكتئاب والألم الدائم، أود أن أقول لأي شخص يعاني أحد أفراد عائلته هذا المرض، لا تخجل، فالمرض من عند الله، ودورنا أن نساعد بعضنا البعض لنشر التوعية وتبادل الخبرات في التعامل مع أحبائنا الذين يتألمون، ويحتاجوننا أقوياء الى جانبهم.
- هل أصدقاؤك من داخل الوسط الفني؟
لديَّ الكثير من الأصدقاء من داخل الوسط الفني وخارجه، وأنا إنسانة محظوظة بكم المخلصين من حولي، وأكثرهم من المؤلفين والمخرجين الشباب.
- وهل يتدخل والدك في عملك؟
لا يمكنني الاستغناء عن نصائحه، ودعمه المتواصل لي هو الذي يجعلني أكثر قوة، ولا أنكر أن حديثه معي عن التعاقدات وطريقة التفاوض على الأعمال التي أشارك فيها قد أفادتني كثيراً.
- رغم بدايتك القوية في السينما نراكِ ابتعدت عنها في ما بعد؟
بالفعل، قدّم لي المخرج الراحل محمد خان فرصة ذهبية من خلال تجسيدي الدور الثاني في فيلم «فتاة المصنع»، وهو أحد الأعمال التي أعتقد أنها ستُخلّد في تاريخ الفن، وبعدها انطلقت في الدراما التلفزيونية بأكثر من دور، كان أولها في مسلسل «السبع وصايا» مع فريق يضم عدداً كبيراً من النجوم، وبمشاركة السيناريست الموهوب محمد أمين راضي، والمخرج المبدع خالد مرعي. ورغم حرصي على العودة إلى السينما مجدداً، لم تكن الأعمال التي عُرضت عليَّ في الفترة الماضية بالمستوى المطلوب، لذلك قررت الابتعاد عن السينما قليلاً حتى أجد العمل المناسب.
- وما هي شروطك للعودة إلى السينما من جديد؟
لا يمكنني أن أسمّيها شروطاً، بل أمنيات في أن أجد العمل المناسب الذي تتوافر فيه شروط النجاح، وفريق عمل ناجح بغرض تقديم سينما مختلفة وأفكار جديدة، فقد تركت عملي في الأمم المتحدة وتفرغت للفن تماماً، ولن أقدم أي تنازلات في مقابل الحصول على حفنة من الأموال.
- وماذا عن مشروعك الغنائي؟
مشروعي الغنائي لا يزال قائماً رغم عدم تفرّغي له خلال الفترات السابقة، لكنني أحضّر مع بعض الزملاء لتقديم تجربة جديدة، لا نزال في صدد التفاوض عليها وتحديد ملامحها، وأتمنى أن أعود بعمل جديد وقوي يعوّض الوقت الذي مضى.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024