البشرة البرونزية أجمل... لكن احذري المخاطر
ما إن يحلّ فصل الصيف حتى يسعى الجميع للحصول على لون برونزي جميل بأسرع وقت ممكن، خصوصاً أنه يُكسب البشرة مظهراً نضراً أكثر شباباً.
لكن في الواقع، مع زوال هذا اللون البرونزي تبدأ الآثار السلبية في الظهور والتي يصعب التخلص منها.
علماً أن بينها ما يظهر بسرعة نتيجة التعرض المفرط والمتكرر لأشعة الشمس، أو بعد سنوات كعلامات التقدم في السنّ والنمش والكلف، إضافة إلى سرطان الجلد الذي يعتبر أهم آثارها وأكثرها خطورة.
الطبيب اللبناني الاختصاصي في الأمراض الجلدية رامي عبادي يعرّفك على أضرار التعرض الزائد لأشعة الشمس، وتلك الناتجة من أسرّة التسمير التي تجذب كثيرات على الرغم من أضرارها، كما يعلّمك أسرار الحصول على لون برونزي بشكل آمن وصحي.
ثمة وسائل مختلفة تؤمّن اللون البرونزي، ما هي؟
صحيح أن وسائل عدة تتوافر اليوم بهدف تأمين اللون البرونزي، لكن منها ما يعطي نتيجة موقتة كالمسمّر الذاتي وما يتبعه من وسائل كجلسات رذاذ التسمير الذاتي والكريمات وغيرها.
أما الوسائل التي تحقق نتيجة طويلة الأمد، فهي طبعاً التعرض لأشعة الشمس، والاستلقاء على أسرّة التسمير التي تعطي النتيجة نفسها التي تؤمّنها أشعة الشمس في فترة قصيرة.
يعتبر التعرض لأشعة الشمس صحياً لكن في الوقت نفسه يكثر الحديث عن أضرارها، متى تعتبر مفيدة ومتى يكون الحذر مطلوباً؟
عندما نتحدث عن فوائد التعرض لأشعة الشمس، نقصد بذلك التعرض بمعدل 10 أو 15 دقيقة تقريباً في اليوم لا أكثر بهدف تأمين حاجة الجسم من الفيتامين «د». هذا إضافة إلى فوائد عدة أخرى أُثبتت علمياً كتحسين المزاج حيث تحفز أشعة الشمس على إفراز هورمون السعادة وتساهم في الحد من الاكتئاب. لكن في الوقت نفسه تبدو مخاطرها جمّة، ولا يمكن التغاضي عنها عند التعرض لها بكثرة.
ما الأضرار التي يمكن أن تنجم عن التعرض المفرط لأشعة الشمس؟
الأضرار كثيرة، منها ما يظهر مباشرة وثمة نتائج أيضاً تظهر في المدى البعيد. فالحروق هي مثلاً من الآثار المباشرة الناتجة من التعرض بكثرة لأشعة الشمس، وتكون بدرجات مختلفة من بسيطة إلى حادة، إضافة إلى الحساسية التي قد يعانيها البعض.
لكن الآثار التي تظهر في المدى البعيد عديدة، وكثر لا يدركونها لأنها لا تظهر بسرعة، وأبرزها سرطان الجلد والنمش والكلف والتجاعيد وغيرها من علامات التقدم في السنّ وجفاف البشرة.
النتائج كثيرة ولا بد من تجنبها والتفكير بها، وإن كانت لا تظهر مباشرةً، إلا أن هذا لا يقلّل من خطورتها.
هل يمكن أن يحصل الأذى الناتج من التعرض لأشعة الشمس لفترة معينة ويشكل خطراً وإن لم يستمر لسنوات؟
يختلف ذلك باختلاف الحالات، ومما لا شك فيه أن التعرض المستمر لأشعة الشمس يبقى أسوأ والأضرار تكون أكثر حدة وخطورة، لكن ثمة حالات بين الأوروبيين ظهرت نتيجة احتراق بشرتهم خلال أيام العطل، وبالتالي ليس ضرورياً التعرض لأشعة الشمس لسنوات حتى يكون الخطر فعلياً.
هل يمكن تصحيح الأضرار الناتجة من التعرض لأشعة الشمس بعد حصولها؟
تبقى كل الأضرار قابلة للتصحيح إذ تتوافر اليوم العلاجات بالليزر لإخفاء الآثار الناتجة من التعرض لأشعة الشمس، والكريمات التي تساعد على تجدد الخلايا فتعطي إشراقاً ونضارة من دون أن تـُلحق أضراراً بالبشرة أو تؤذيها، فبهذا الشكل يمكن أن نتجنب الأذى ونعيد إلى البشرة شبابها ورونقها.
كما يعتبر الفيتامين C والريتينول من الوسائل الفاعلة لتنشيط البشرة إلى جانب الـGlycolic Acid الذي يجدد خلايا البشرة أيضاً ويساعد على تنظيفها بشكل أسرع. لكن في الوقت نفسه تبقى الوقاية ضرورية وأفضل من أن تتأذى البشرة ونصحّح الضرر.
هل ثمة أنواع معينة من البشرة تتأذى أكثر من غيرها؟
إذا كانت لون البشرة فاتحاً تتأذى أكثر من تلك السمراء لأن عامل الوقاية فيها أضعف من أن يتصدى لأشعة الشمس، لذا من الطبيعي أن يكون الخطر أكبر في هذه الحالة.
أما البشرة السمراء ففيها حماية فعالة من الشمس، كما أنها لا تتجعّد بسرعة بل يتأخر ظهور التجاعيد عليها.
ما المؤشرات الأولى التي تدل على أن البشرة بدأت تتأذى من أشعة الشمس؟
الحروق هي العلامات الأولى، إضافة إلى النمش المنتشر في الوجه والجسم وظهور الشرايين الدقيقة والكلف... فكلها تدل على التعرض الزائد لأشعة الشمس.
وأسرّة التسمير ... هل يعتبر ضررها أخف أو أقوى من ذاك الناتج من التعرض لأشعة الشمس؟
تعتبر أسرّة التسمير وسيلة سيئة للحصول على لون برونزي على الرغم من أنها تجذب كثيرات لأنها تؤمن اللون البرونزي بسرعة كبيرة من خلال الجلسات المكثفة.
غير أنه ثبُت علمياً أنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، خصوصاً أن الأشعة مركزة وتعتبر أسوأ من أشعة الشمس.
إلى أي درجة يمكن اللجوء إلى أسرّة التسمير من دون التعرض للخطر؟
يمكن اللجوء إليها من وقت إلى آخر وبشكل غير منتظم، مما يساعد على الحد من الخطر الناتج من الاستلقاء المتكرر عليها.
وبالتالي يُنصح باللجوء إلى أسرّة التسمير بمعدل أقل من التعرض لأشعة الشمس، هل هذا صحيح؟
لا يمكن سؤال طبيب عن إمكان اللجوء إلى أسرّة التسمير، فمن الناحية الطبية هي مرفوضة لأضرارها ولا يُنصح بها أبداً. أما الأضرار الناتجة منها فهي نفسها الناجمة عن التعرض المفرط لأشعة الشمس، لكن الفارق أن التعرض فيها يكون مكثفاً.
ألا يزال صحيحاً أن التعرض لأشعة الشمس يتم في ساعات معينة من النهار؟
من الأفضل دائماً تجنب التعرض لأشعة الشمس بين الساعة الحادية عشرة والثانية او الثالثة بعد الظهر. ففي الصباح يكون الضرر أقل، وكذلك في المساء حيث يخف تأثير الشمس.
ما الوسائل الفضلى لتأمين الحماية من أشعة الشمس والحد من أضرارها وتأثيرها في البشرة؟
ثمة إجراءات عدة لا بد من التقيد بها، أبرزها كريم الوقاية من الشمس على أن يتم اختياره بحماية UVA أيضاً. مع الإشارة إلى أنه بعكس ما يتصوّر كثر، يمكن ان يكون كريم الوقاية ملوّناً ويؤمّن الحماية التامة، وأن يكون ملوّناً لا يعني أن يحمي بدرجة أقل... فالنتيجة تبقى هي نفسها.
ماذا عن تركيبته؟ هل لها تأثير في درجة الحماية؟
لا تأثير للتركيبة في درجة الحماية. المهم أن تكون مناسبة لطبيعة البشرة. فإذا كانت البشرة دهنية يجب أن يكون كريم الوقاية أكثر سيولة وخالياً من المواد الدهنية. أما إذا كانت جافة فيكون مستحضر الوقاية كريمياً.
كيف يستخدم كريم الوقاية بالطريقة الصحيحة ليؤمّن درجة حماية قصوى؟
يجب استخدام كريم الوقاية كل 4 ساعات كحد أقصى. أما في حال السباحة فيجب التجديد كل ساعتين. هذا على أن يوضع قبل الخروج من المنزل وينصح حتى بوضعه في المنزل لأن الأشعة ما فوق البنفسجية يمكن أن تدخل إليه وحتى في الأيام التي يكون فيها الطقس غائماً.
في حال السباحة، هل يجب وضع كريم الوقاية مجدداً؟
يختلف الأمر باختلاف الكريمات، لكن اليوم أصبح معظمها مقاوماً للماء.
الكل يرغب في الحصول على لون برونزي في فصل الصيف، كيف يمكن تحقيق ذلك بطريقة آمنة؟
يمكن الحصول على لون برونزي وهذا ليس ممنوعاً بشكل تام، لكن يمكن تحقيق ذلك بشكل آمن بالتعرض التدريجي للشمس والحصول على هذا اللون من خلال التعرض المتكرر لا في مرة واحدة. فبدلاً من الحصول على لون برونزي في يوم واحد، يمكن خلال فترة معينة التعرض لأشعة الشمس بشكل متتالٍ.
كما لا بد من التوضيح أنه حتى في حال استخدام كريم الوقاية من الشمس، يمكن الحصول على هذا اللون البرونزي المرغوب فيه. ومن المهم أيضاً عدم استخدام الزيوت عند التعرض لأشعة الشمس، لأنها تؤذي البشرة وتسبب حروقاً فيها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024