المدير التنفيذي لموقع أرتيستيا لولوة السديري: المنتج الوطني هو الأعلى جودة
مع التقدم التكنولوجي السريع، تطورت أساليب الحياة وتعددت طرق العيش فيها، حتى غدا هناك عالم يُشار إليه بالإصبع، ألا وهو التسوّق عبر الانترنت، والذي ساهم في اختصار الوقت بعيداً من زحمة الأسواق، واستطاع أن يواكب آخر الصيحات العالمية وبأسعار مناسبة، بعدما كان الترويج للسلع وتسويقها يحدثان على أرض الواقع، لكن شبكات الانترنت حول العالم تمكنت من أن توسّع دائرتها وتأخذ مكانها على الساحة التجارية من خلال مواقع عدة تهتم بالترويج للسلع والمنتجات على شبكة الانترنت والأجهزة الرقمية والهواتف المحمولة من دون الحاجة إلى أوراق، حتى تعددت مواقع التسوّق وكبرت.
«لها» قصدت مكتب المدير التنفيذي لموقع «أرتيستيا» لولوة السديري لتكتشف أسرار هذا العالم ومدى حاجة الناس إليه، وتتبين طرق التسوّق ومدى اعتماد نجاحها، والنصيحة التي تسديها للمرأة.
- متى تأسس موقع «أرتيستيا»، وما الهدف منه؟
تأسس الموقع قبل سنة ونصف السنة تقريباً، حين كنت أحضّر في جامعة بوسطن للماجستير في إدارة الأعمال، ودفعتني لعرض أفكاري لكونها كلية ريادية، فعرضت فكرة «أرتيستيا»، وأُعجبت الكلية بالفكرة واحتضنتني، وبدأت في مسرّعة الأعمال أؤسس لفريق العمل، فالتقيت زميلتي لينا العوفي وهي متخصصة في علوم الحاسوب الآلي، والعلوم الأمنية التقنية، كما التقيت الزميل مروان شقني وهو مجاز في المصرفية المالية، وأسّسنا الموقع الذي يُعتبر مركزاً لأي مبدع يبيع منتجات مصنّعة أو مصمّمة محلياً حيث يستطيع بيعها من خلال المنصة بهدف دعم الإنتاج الوطني في كل دولة بصفة عامة، وبدأنا من أميركا لنجد أكثر العملاء والمنتجين قد جاؤوا من الشرق الأوسط.
- ما هي خاصية الموقع؟
أن تكون للمُنْتَج علاقة بالبائع، والبائع ليس تاجراً وإنما هو جزء من عملية التصميم أو الإنتاج ويملك علامة فيه، تلك هي خاصيتنا، كما أن منتجاتنا محلية في كل دولة عربية وخليجية، وهدفنا الإكثار من الصناعة المحلية والإبداع، ودعم اقتصاد الوطن.
- كيف يتم دعم اقتصاد الوطن؟
حين ندعم أي منتج مصنّع محلياً، نكون قد استثمرنا بالمنتجات الوطنية فتبقى الصناعة متواصلة والمبدع مستمراً في إنتاجه وإبداعه الذي يعود بالنفع على الوطن.
- ما هي الآلية التي يتم من خلالها دعم المُنتج؟
نحن شركة إلكترونية عبارة عن سوق إلكتروني يحتضن سلسلة من المتاجر التي يملكها عدد من البائعين المحليين لدعم المنتج الوطني. سوق «أرتيستيا» هو منفذ للبيع السهل عبر منصة متكاملة إلكترونياً.
- ما هي أدوات التسويق الإلكتروني، ومدى نجاحها؟
لكل تخصص طريقة في التسويق، وبما أن مجال عملنا يحتاج إلى ثقة كبيرة، لكوننا ندعم منتجات محلية لا أحد يعرفها أو حتى سمع بها، فمن الواجب تعزيز الثقة في منتجاتهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أحد جهودنا في بناء الثقة كان سلسلة من الحلقات قمنا بإنتاجها تحت عنوان «ريشتي»، بحيث يروي كل مبدع قصص نجاحه عن المنتج المصنوع بجودة عالية وما الدافع وراءه.
هذا بالإضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي والتي تُعتبر من أهم أدوات التسويق لتكوين الثقة، وتمثّل نافذة تسويقية قوية، خصوصاً في الشرق الأوسط نظراً لاستخدامها الواسع. كما ننظّم أو نشارك في معارض لعرض منتجات المبدعين والفنانين الموهوبين.
- هل التسويق الالكتروني للمنتجات يخلق فرص عمل أكبر من التسويق العادي؟
نعم، لأن المنطقة غير محدودة، و»أون لاين» حول العالم لأي مبدع يقدم منتجاته للموقع، وبضغطة زر يدخل إلى موقع «أرتيستيا» كل من يريد الشراء ليجد منتجات المبدعين المحليين في العالم العربي.
- ماذا يقدّم الموقع من تسهيلات؟
كوننا شركة إلكترونية، نوفر التسويق وتسهيلات الشحن وتحويل الدفعات والمنصة الالكترونية، فنحن «مول» إلكتروني يحتضن متاجر غير محدودة.
- يتسم كل مجال بأنه سلاح ذو حدين... فما هي إيجابيات التسوق الإلكتروني وسلبياته؟
من إيجابيات التسوق الإلكتروني أنه بضغطة زر يتم التسوّق بدلاً من الذهاب إلى السوق والتضايق من الزحام، كما أنه يُغني عن السائق أو البحث عن مكان لركن السيارة، ويسهّل التفاعل السريع مع الناس من خلال تقييم المنتج. ورغم أن إيصال المنتج يستغرق وقتاً أطول من التسوّق العادي، فإن عملية الدفع سهلة وميسّرة من خلال الفيزا كارد، أو بطاقة التعبئة، أو من طريق الدفع المباشر فور وصول البضاعة، أو عبر التقسيط المريح... لكن من سلبيات هذا النوع من التسوق، أننا لا نستطيع لمس الخامة مباشرة والتعرف عليها عن قرب، ومع ذلك يمكن المتسوّق إبدالها أو إرجاعها بسهولة.
- هل من مميزات للتسوق الإلكتروني؟
يسهّل التسوق الإلكتروني الحصول على أي منتج، خصوصاً إذا كان الموقع يحظى بسمعة جيدة ويتعامل بثقة كبيرة ويريح من عملية التسوق الحقيقية التي تتطلب المزيد من الوقت والجهد.
- هناك تحديات أمام التسوّق والتسويق الإلكتروني، أخبرينا كيف تتماشين معها؟
ثمة تحديات كبيرة تواجهنا في التسوق والتسويق الإلكتروني، ولا نستطيع مقارنة أنفسنا بالدول المتطورة في الغرب، فلم نملك الهيكلية المتكاملة بعد، وخصوصاً في ما يتعلق بشركات الشحن، فهي ليست تكنولوجية ونجد صعوبة كبيرة معها في إيصال البضاعة.
- ما هي الشروط القانونية لتسهيل عملية البيع والشراء في مواقع التسويق الإلكترونية؟
هناك قوانين إلكترونية يجب على كل شركة إلكترونية الالتزام بها، وشهادات تؤكد أن الموقع موثوق وآمن، وحين يراها العميل يشعر بالأمان، مع التقييم المستمر من المواقع الأخرى، بأن هذا الموقع أو ذاك أكثر أمناً.
- هل يحتاج تأسيس الموقع إلى سجل تجاري؟
بالتأكيد، فلا يمكن تأسيس أي شركة تجارية إلكترونية بدون سجل تجاري، والتجارة الإلكترونية اليوم أصبحت من الأساسيات في المجتمعات المتطورة، ويكفي أننا فزنا بعدد من المسابقات، منها MIT بالتعاون مع شركة عبداللطيف جميل، وحصلنا على مبلغ مالي ضخم ساعدنا كثيراً في بداية التأسيس لأننا حصدنا المركز الثاني.
- كيف تتم حماية معلومات الزبائن وحساباتهم، وهل لهم حق في الوصول إلى معلوماتهم لتعديلها وحذفها؟
هناك حماية كبيرة من خلال الدفع بواسطة الفيزا كارد أو الماستر كارد، وإذا شعر أحد العملاء بأي خلل، يمكنه التواصل معنا فنحلّ المشكلة، ولكل عميل حساب عندنا ويتضمن كل المعلومات عنه، وله الحق في الحذف أو التعديل، كما يمكن إلغاء أي طلبية قبل الشحن، وإن تمّ ذلك بعد الشحن، يستطيع العميل استرجاع تكاليف الشحن وهو مبلغ رمزي جداً، نظراً للشفافية التي نتعامل بها من خلال موقع «أرتيستيا».
- من الأكثر تسوقاً في السعودية: المرأة أم الرجل؟
من ناحية الواجهة المالية، الرجل هو الأبرز، لأن بطاقات التسوق تحمل اسم الزوج أو الأخ أو الأب، لكن المتسوقة امرأة تشتري ببطاقة رجل.
- الأكثر مبيعاً للمرأة؟
الأزياء تأتي في الدرجة الأولى، تليها أدوات التجميل ومن ثمّ القرطاسية، وكلها صناعة محلية ومنتج وطني.
- هل البضاعة متوافرة في مخازنك أم وفق الطلب تأخذينها من مواقع أخرى؟
نحن شركة إلكترونية ولسنا متجراً إلكترونياً، ولنا استراتيجية مختلفة، فالمتجر الإلكتروني يخزّن، والسوق الإلكتروني يحتضن، ونتعامل مع متاجر مختلفة وشركات متعددة لشحن الطلبيات وإيصالها الى مختلف دول العالم.
- تكلفة آليات التسوق الإلكتروني هل هي منخفضة أم مرتفعة أمام السوق العادي؟
طبعاً، التسوق الالكتروني هو الأعلى على عكس السوق العادي، لأننا نبذل مجهوداً كبيراً لجلب الزبائن من الوطن العربي، كون الثقة في «أون لاين» ضعيفة بالمقارنة مع بعض الشركات الالكترونية التي استغلت ثقة الناس، لكن الناس بدأوا يلتفتون الى التقييم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومعرفة المواقع الموثوقة من غيرها.
- كيف تجدين القدرة على تحديد نقاط القوة والضعف في عمليات التسوق؟
لكل عمل نقاط قوة ونقاط ضعف، لكن نستطيع تحديدها من خلال الخبرة في التسوق واستخدام الموقع، ونقاط قوتنا تكمن في تعاملنا مع متاجر عدة، والتفاعل السريع على وسائل التواصل الاجتماعي، وخدمة العملاء السريعة، والصدقية العالية، ومن خلال التجربة نستطيع أن نحدد نقاط الضعف والقوة.
- كيف تسعين لكسب ثقة العميلة؟
من خلال قصص جميلة نرويها، وكل عميلة ترى قصتها في هذا المنتج أو ذاك، فالمبدعون كثر والقصص لها ألف معنى ومعنى لجذب العملاء مع توافر الكثير من الإعلاميات لرواية القصص، ولديهن صفحة خاصة في الموقع لعرض مختاراتهن على الموقع، وهذه أكبر ثقة للعميلة.
- ما نصيحتك للمرأة في التسوق الالكتروني لضمان حقوقها؟
أن تكون واعية في اختيار السوق الالكتروني الذي تتعامل معه، وتستطيع معرفة مدى اجتهاد الموقع والثقة العالية التي يتمتع بها، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. فالتسوق الالكتروني مفيد جداً للمرأة ويحقق لها تسهيلات كثيرة، لكن عليها أن تنتبه الى المنتج الذي تشتريه، وتسعى جاهدة لشراء المنتج الوطني لدعم الصناعة الوطنية واليد العاملة الوطنية، فكلما ارتفع سعر المنتج يكون أكثر جودة.
أين هي مكانة السعودية في التسوق الإلكتروني؟
كون التسوق جديداً على العالم العربي فحصته قليلة في التسوق الالكتروني أمام سوق الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، فإذا عقدنا مقارنة نجد أن السوق الالكتروني في العالم العربي لا يتعدى الـ 30 إلى 40 ملياراً، بينما السوق الأميركي يصل إلى 300 مليار، مع العلم أننا نستطيع بلوغ تلك المرحلة بتعداد سكان العالم العربي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024