شيرين عبد الوهاب: ابنتي فاجأتني بهذا الطلب... وهذا ما أفعله في الخفاء لأرتاح نفسياً
عندما سألناها عن تأخر صدور ألبومها الجديد، أجابت «هذا ما أعد به جمهوري من خلالكم»، وباحت بأسرار اختيارها لأغنياتها، ومتى تحسم قرارها بتقديم أغنية ما.
النجمة شيرين عبدالوهاب تكشف لنا عن مفاجأة ابنتها مريم لها، وكيف تعيش في منزلها، وتقول رأيها في منّة شلبي ونيللي كريم، والنجم الذي حرصت على الاتصال به وتهنئته، كما تتكلم عن سرقة أغنياتها، والدويتو الذي قدمته مع حسام حبيب، والأغنية التي أعادتها الى عمر فتحي، وسر اصطحابها ابنتيها الى مستشفى سرطان الأطفال.
- ما سبب مغادرتك برنامج « The Voice »؟
لديَّ ارتباطات أخرى، منها العمل على ألبومي الجديد، ولدي أيضاً فيلم سينمائي أحضّر له حالياً، وكان من الصعب أن أستمر في البرنامج هذا الموسم في ظل تلك الارتباطات.
- أخبرينا عن فيلمك السينمائي؟
لا أستطيع الإدلاء بأي تفاصيل عنه إلا بعد اكتمال المشروع والبدء في تصويره، لكنني أعد جمهوري بأنه سيكون عملاً فنياً مميزاً ومحترماً، وأعمل عليه حالياً ليخرج بالشكل الذي يرضيني ويرضي جمهوري، وهو من الخطوات التي أدرسها بعناية، خصوصاً أنه يمثل عودتي الى التمثيل بعد التجربة المميزة في مسلسل «طريقي».
- ماذا نتوقع في ألبومك الجديد؟
سيتضمن العديد من المفاجآت التي تتعلق بالموسيقى والألحان والكلمات، وأعد جمهوري بأنهم سيستمعون إلى ألبوم مميز ومختلف في كل شيء، كما أنني لم أستقر بعد على العنوان النهائي الذي سيحمله الألبوم.
- متى بدأت التحضير له؟
قد يندهش البعض حين يعلم أنني بدأت التحضير لألبومي الجديد بالتزامن مع تصويري لمسلسل «طريقي»، أي منذ أكثر من عامين تقريباً، لكن هذا لا يدهشني شخصياً، لأن العمل على ألبوم غنائي جديد بالنسبة إليّ يمثل مجهوداً كبيراً ووقتاً طويلاً، وقد اعتدت على عدم سماع الأغنية مرة واحدة فقط، وإنما آخذها إذا نالت إعجابي، وأحتفظ بها لفترة طويلة، أكرر خلالها الاستماع الى كلماتها، حتى أقتنع بها ومن ثم أعمد الى تسجيلها.
- لكنكِ تغيبت عن جمهورك لأكثر من عامين، ألا يقلقك ذلك؟
أعتقد أنه بعد طرح الألبوم لن يشعر الجمهور بغيابي الطويل عنه، لأنني حاولت أن أقدم له ألبوماً متكاملاً ومتنوعاً في كل شيء، لأعوّضه عن فترة الغياب، وتأخّري يرجع إلى أسباب عدة، منها انشغالي بتصوير مسلسل «طريقي»، وارتباطي ببرنامج «شيري استوديو»، ومع ذلك حرصت على أن أكون موجودة على الساحة الفنية بأغنيات منفردة جديدة، إلى جانب أغاني المسلسل التي حققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور.
- هل تم تحديد موعد نهائي لطرحه؟
لم يتم تحديد موعد نهائي لطرح الألبوم بعد، ولن أحدد موعداً معيناً إلا بعد الانتهاء من تسجيل كل أغنياته، لأنني لا أرغب الالتزام بموعد ما يجبرني على استكماله بسرعة، خصوصاً أن هذا الألبوم يحتاج إلى وقت طويل لاحتوائه على شكل جديد ومختلف، سواء في الكلمات أو الألحان أو الآلات الموسيقية المستخدمة في الأغنيات، وهناك كثر يعملون في هذا الألبوم وهم ليسوا مصريين، فالألبوم يجمع بين المصريين والأجانب، كلٌ في تخصصه.
- ما حقيقة سرقة بعض أغنيات ألبومك الجديد من سيارة مستشارك الفني ومدير أعمالك ياسر خليل؟
حدث ذلك بالفعل، وكان مستشاري الفني ياسر خليل وقتها مع الموزع توما، وركن سيارته هناك، وفي أثناء غيابه سرق أحد الأشخاص بعض الأشياء من السيارة، وكان من ضمنها «الهارد والفلاش» المحمّلة عليهما بعض الأغنيات، والتي لم تكن قد اكتملت بعد، باستثناء أغنية واحدة فقط عمدت الى طرحها بعد حادث السرقة مباشرة، لئلا يتم تسريبها، وأؤكد أن السرقة لم تؤثر في الألبوم أبداً، ولم تلزمنا بتغيير أي شيء في خطتنا المتفق عليها.
- ما الذي جذبك لإعادة تقديم أغنية «على إيدك» للمطرب الراحل عمر فتحي؟
هناك مطربون كثرو أذكياء جداً في عالم الفن والغناء والإبداع، والعملاق عمر فتحي يعتبر من أهم هؤلاء المطربين، ورغم أنه لم يعش طويلاً، إلا أنه كان سابقاً لعصره، وهذا يظهر جلياً في نوعية الأغنيات التي قدمها طوال حياته، وكان يعتبر الأول في فترته، وقد تحمست لإعادة تقديم تلك الأغنية لعشقي الشديد لها، كذلك أحب أغنيته «ابسط يا عم»، لكنني شعرت بإحساس كبير نحو أغنية «على إيدك»، ووجدت أنني قادرة على تقديمها بشكل أفضل.
- كيف استقبلت ردود الفعل على تلك التجربة؟
لا أستطيع تحديد ردود فعل الجمهور عليها، خصوصاً أنني منذ طرحها لم أقدم حفلات غنائية جديدة، ولذلك لم أغنّها حتى الآن أمام الجمهور، وسأحرص في حفلاتي المقبلة على ضمها إلى أغنياتي التي سأقدمها للجمهور.
- قدمت أغنية مقدمة مسلسل «حلاوة الدنيا»، كيف استقبلت ردود الفعل عليها؟
جاءني العديد من التعليقات الإيجابية من جمهوري في مختلف الدول العربية، ولم أكن أتوقع أنها ستحقق هذا الصدى الكبير بمجرد عرضها، وكانت تجربة مميزة استمتعت بها كثيراً، ولم أكن أخطط للمشاركة في «تتر غنائي» في رمضان الماضي، ولكن عندما طلب مني صديقي المنتج محمد مشيش أن أغنّي مقدمة مسلسله «حلاوة الدنيا»، بطولة النجمة هند صبري وظافر العابدين وأنوشكا، تحمست للفكرة، وتشجعت أكثر عندما سمعت كلمات الأغنية التي كتبها المؤلف أمير طعيمة ولحّنها ووزّعها خالد عز.
- ما هي المسلسلات التي نالت إعجابك في رمضان؟
لم أتمكن من متابعة كل المسلسلات خلال الشهر الكريم، بسبب انشغالي طوال تلك الفترة بالتحضير لأغاني ألبومي الجديد، بالإضافة إلى البروفات التي أقوم بها استعداداً للمشاركة في عدد من المهرجانات الغنائية، كما أن شهر رمضان بالنسبة إليّ يكون عائلياً للغاية، وأمضي معظم وقتي فيه مع ابنتيَّ أو مع أصدقائي المقرّبين، وأحرص على عاداته في العبادة والتقرب من الله بالصلاة والصوم، لكنني سعيدة جداً بالمستوى الذي وصلت اليه الدراما المصرية هذا العام، فقد بُذل فيها جهد كبير، سواء في الموضوعات والسيناريوات المقدّمة، أو الإخراج والتصوير وأداء الممثلين، وكانت هناك منافسة كبيرة بين الأعمال الدرامية، لأن المستوى الفني الرفيع يزيد من قوة المنافسة دائماً.
- من هم الفنانون الذين لفتوا نظرك في الدراما هذا العام؟
مسلسل «حلاوة الدنيا» كان حالة خاصة بالنسبة إليّ، خصوصاً أنني أغنّي مقدمته، لكن في المطلق أجد نجوماً كثيرين حققوا نجاحاً وتميّزوا بأدائهم هذا العام في مسلسلاتهم، وأبرزهم الفنان ياسر جلال في مسلسله «ظل الرئيس»، وقد حرصت على الاتصال به وتهنئته على هذا العمل المميز.
كذلك أُعجبت بمسلسل «واحة الغروب» من بطولة النجمة منّة شلبي وخالد النبوي، وهو من الأعمال التي استمتعت بها كثيراً. أيضاً مسلسل «لأعلى سعر» من بطولة نيللي كريم وزينة وأحمد فهمي، كان من المسلسلات الرائعة في دراما رمضان هذا العام.
- ما الذي حمّسك لتقديم إعلانين في رمضان دفعة واحدة لإحدى شركات الاتصالات؟
الإعلان الأول الذي يجمع عدداً من النجوم والنجمات، من بينهم أصدقائي تامر حسني وغادة عادل وعمرو يوسف وزوجته كندة علوش، شجعني على تقديمه الفكرة الجديدة والمختلفة التي يحملها، أما الإعلان الثاني فهو إعلان خيري ولم أتقاض عنه أجراً، وسعدت جداً بتقديمه، خصوصاً في الشهر الكريم.
- تشاركين في عدد من المهرجانات الدولية، ماذا عنها؟
شاركت أخيراً في عدد من المهرجانات الدولية، منها «ضبية» في لبنان، و«إفران» في المغرب، وفي آخر هذا الشهر سأشارك في مهرجان «قرطاج» في تونس، وهناك مهرجان «القبيات» في لبنان يوم 13 آب/أغسطس، ومهرجان beasts في لبنان أيضاً وسيكون في نهاية آب/أغسطس وسيجمعني بـ«السوبر ستار» راغب علامة، والمهرجان الأخير سيكون في لبنان أيضاً وهو مهرجان صيدا، وسيقام في 6 أيلول/سبتمبر، كما سأُحيي حفلة بالتعاون مع المطرب ماجد المهندس في لندن في 8 آب/أغسطس.
- كيف تصفين مشاركاتك المتكررة في العديد من المهرجانات الفنية؟
أسعد بها كثيراً، وأفتخر بكل مشاركة لي في مهرجان دولي، لأنني أمثل من خلاله بلدي مصر، مما يجعلني حريصة على التواجد في المهرجانات العربية.
أيضاً من الأمور المهمة بالنسبة إليّ، الوقوف على خشبة المسرح ومقابلة جمهوري من مختلف أنحاء الدول العربية وجهاً لوجه، ولا يمكن أن أنسى أبداً لحظات وقوفي على مسرح لبنان، والجميع يعرف مدى عشقي للبنان وشعبه الذي وقف الى جانبي منذ أن ظهرت على الساحة الغنائية، ولا يزال مستمراً في دعمه لي حتى الآن، كذلك ستظل محفورة في ذاكرتي لحظات وقوفي على خشبة مسرح «بعلبك»، وأؤكد أنني في ذلك اليوم شعرت وكأنني وُلدت من جديد، لأن هذا المسرح شهد إطلالات العديد من عمالقة الفن على مدار تاريخه، وأبرزهم «كوكب الشرق» أم كلثوم، وأن تأتيني فرصة الوقوف بعدها على خشبة هذا المسرح، فهو بالتأكيد شرف لي ويحمّلني مسؤولية كبيرة جداً، فأحسن في اختياراتي المقبلة، حتى أحافظ على ما وصلت اليه، وأبقى عند حسن ظن الجمهور بي.
- وما سبب قلّة حفلاتك في مصر رغم مشاركاتك الجيدة عربياً؟
في الماضي كانت مصر تستقطب النجوم العرب في حفلات ضخمة مثل «زمن ليالي التلفزيون» و»أضواء المدينة»، وأتمنى أن تعود الى سابق عهدها، وأطالب الدولة بضرورة تنظيم مهرجان سنوي غنائي دولي في الأقصر وأسوان يحضره كل المطربين، وأن تفتح حديقة الأندلس لتستضيف مهرجانات أو أعراساً ضخمة، وهو ما يحتاج الى دعم الدولة، وأن تهتم بالأهرامات التي تحتاج إلى رعاية، ذلك بإنشاء مجموعة من الفنادق الفخمة بغية استقطاب الحضور من مختلف أنحاء العالم.
- ماذا تمثل لك الجوائز عامة؟
أعتبر أن الجوائز والتكريمات موجهّة لجمهورى أكثر مني، فهم أصحاب الفضل في حصولي عليها، ولولا حبّهم وتقديرهم ودعمهم وخوفهم عليَّ لما كنت قد وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، وفي الكثير من الأحيان أستمد طاقتي منهم، وأعمل بكل نشاط وحيوية من أجل إسعادهم فقط، وأشكرهم على وقوفهم الدائم الى جانبي، أما بالنسبة الى حصولي على أكثر من جائزة في الفترة الأخيرة، ومنها على سبيل المثال جائزة «الموركس دور»، فأشعر بأنني أجني حالياً ثمار مجهود كل الأعوام السابقة التي أمضيتها في الغناء.
- ماذا عن جائزة «الموركس دور» التي حصلت عليها أخيراً عن فئة أفضل مطربة عربية؟
صرت أُجيّر أي تكريم أناله أو جائزة أحصل عليها الى جمهوري ومحبيّ في كل أنحاء الوطن العربي، فلهؤلاء الحصة الأكبر في كل تقدير أحظى به، لأن دعمهم لي ومحبّتهم الصادقة وخوفهم عليّ تمدّني بطاقة إيجابية تحفّزني على الاستمرار، واليوم بدأت أشعر أنني أقطف ثمار تعب السنوات الماضية.
- معروفٌ عنك عفويتك، وقد قلت على خشبة المسرح أثناء تسلّمك الجائزة: «أُكرّم الليلة رغم عدم تقديمي أي عمل جديد»، ماذا قصدت بهذا الكلام؟
ما قلته كان مجرد «مزحة» لأنني في السنة الماضية قدمت «دويتو» مع المطرب حسام حبيب، وقد نلنا عنه أكثر من جائزة، مما يدل على بحثي الدائم عن الجديد في أعمالي الفنية.
على الفنان أن يكون جريئاً فى عمله واختياراته، وبالتالي يعتمد أسلوب التجدد، وألاّ يتبع قاعدة «أن هذا الفنان دوني شهرة، فلا أخوض معه تجربة الدويتو»... وبالنسبة إليّ، كانت تجربتي مع حسام حبيب جميلة، ونجحت بعدما توافرت لنا كل إمكانيات النجاح من كلام ولحن وتوزيع موسيقي، لذا فإن الجائزة التي حصلت عليها مردّها الى نسبة تصويت الجمهور لي، وأنا ممتنة لهم كثيراً.
- هل تعتبرين أن جمهورك مختلف عن جمهور أي مطرب آخر؟
ذلك هو إحساسي الدائم، وأعتبر أن محبّة الجمهور من أفضل النعم الذي وهبها الله لي، لأنه حب منزّه عن الأهداف والمصالح، ونابع من الإحاسيس والمشاعر الصادقة فقط، وأدعو الله دائماً أن يُبقي لي على هذه النعمة، وأكون في غاية الفرح عندما أتقابل في أحد الأماكن العامة مع جمهوري، سواء كان من مصر أو من مختلف البلدان العربية، أو حين يطلب مني أحد الأشقاء العرب أن أزورهم في بلدهم، العراق أو فلسطين أو سوريا أو الأردن، فأجد نفسي راغبة في تلبية الدعوة في اللحظة نفسها، كما لا أشعر بأي خوف أو رهبة من بعض الدول التي تشهد حالياً أحداثاً أمنية، وأتمنى من كل قلبي أن يعم السلام والاستقرار كل الدول العربية لتنعم الشعوب بالأمان.
- كيف تفسرين هذا الكم من الأغنيات في تاريخك الفني والتي لا تزال تحتفظ بتأثيرها نفسه في الجمهور؟
أعتقد أن السبب في ذلك هو أنني أتعامل مع كل أغنية بمشاعري وأحاسيسي، وأتطلع دائماً في اختياراتي إلى المستقبل، ولا أنظر إلى الموضة الرائجة حالياً، سواء في الكلمات أو الألحان، بل أنتقي دائماً ما أميل إليه، وأحياناً في أثناء اختياراتي لأغنية جديدة، أسمعها مراراً، حتى أقيّم مدى حبي لها، وهل يمكن أن أملَّ منها مع التكرار، أم سأظل بنفس الاشتياق الذي انتابني في المرة الأولى، وعندما أتأكد من أنني لا أشعر بالملل منها، أثق بأنها ستعيش مع الجمهور لسنوات طويلة، ولي أغانٍ كثيرة لا يزال الجمهور يرغب في سماعها الى اليوم، ولم تتأثر بمرور الزمن، كأغنيتَي «جرح تاني» و«كده يا قلبي» من مسلسل «طريقي»، وغيرهما الكثير.
- تخطّى الدويتو الذي جمعك بالمطرب حسام حبيب بأغنية «كل ما أغني» 22 مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، كيف تقيّمين تلك التجربة؟
نسب المشاهدة الكبيرة أقوى دليل على نجاح الأغنية، وهي تجربة ممتعة وسعدت بها كثيراً، خصوصاً بعدما استقبلت ردود فعل الجمهور عليها، ووجدت أنهم سعداء جداً بها، وحصلت من خلالها على العديد من الجوائز الفنية، والنجاح الذي حققته الأغنية منذ طرحها وحتى الآن يؤكد لي أنني كنت على صواب عندما قررت تقديمها، والتعاون من خلالها مع المطرب حسام حبيب، وأثبت أنه لا يشترط على الإطلاق أنني عندما أتعاون مع أحد المطربين في دويتو غنائي، لا بد من أن يكون هذا المطرب قد بلغ مستواي الفني نفسه، أو يفوقني بالنجومية، بل بالعكس، فالفنان يجب أن يكون جريئاً في اختياراته، ومستمراً في البحث عن المختلف والجديد، وهذا ما أسعى اليه في كل خطواتي الفنية، ويمكن أن أكرر هذه التجربة مراراً لو توافرت كل الإمكانيات في عمل فني جديد، مثل الكلمات والألحان والتوزيع والصوت الجيد أيضاً لمن يشاركني في «الدويتو».
- كيف تقيّمين تجربتك في تقديم البرامج من خلال برنامج «شيري استوديو»؟
لا أستطيع تقييم نفسي، ودائماً أترك تلك المسألة للجمهور في أي عمل جديد أقدمه، كما لا يمكنني الجزم بمدى نجاح البرنامج من عدمه، خصوصاً أنني لست مذيعة في الأساس، وتعتبر هذه تجربتي الأولى في عالم تقديم البرامج التلفزيونية، لكنها كانت تجربة جديدة بالنسبة إليّ، فضّلت أن أخوضها لمعرفة نتائجها، ووجدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور معها، بل إن الكثيرين كانوا متشوقين في كل حلقة لمعرفة ما سيعلنه الضيوف من جديد لهم، كذلك لمست تفاعلاً مع الأغنيات التي قُدّمت في البرنامج، سواء التي غنّيتها أنا أو التي أدّاها المطربون الآخرون الذين تمت استضافتهم، وأعتقد أن هذا البرنامج عكس حالة مختلفة عن باقي البرامج الأخرى من هذه النوعية، وهذا ما كنت أطمح إليه من تلك التجربة.
- هل من موسم ثانٍ له؟
لم يتم الاتفاق على تلك المسألة حتى الآن، لكنني لا أعتقد أن هناك موسماً ثانياً له، لأن الفكرة حققت الهدف منها، وتكرارها في مواسم أخرى لن يضيف أي جديد.
- حرصت على زيارة أحد أطفال مرضى السرطان بمجرد أن طلب رؤيتك...
قاطعتني قائلة: وصلني أنه يريد مقابلتي، وكنت وقتها في أميركا، وبمجرد عودتي الى القاهرة، نسّقت مع المستشفى لزيارته، وحرصت على اصطحاب ابنتيَّ مريم وهنا معي خلال الزيارة، لتشاركاني تلك اللحظات، ولأغرس فيهما قيمة العمل الإنساني وأهميته، وضرورة دعمهما لأي إنسان يطلب منهما المساعدة. وأعتبر أن دوري في الأعمال الإنسانية لا يقل أهميةً عن دوري الفني والاجتماعي، والفنان الحقيقي يجب أن يشارك في الأعمال الخيرية والإنسانية بقدر استطاعته، لأنه عندما يفعل ذلك فهو يبعث برسالة الى الجميع، وهذا الأمر واجب على كل فنان نحو المرضى أو أي إنسان يحتاج إلى المساعدة، وخاصة الأطفال، فلا يمكنني تحمل شيء يخصهم، أو التقصير نحو الأطفال أو المسنين إطلاقاً.
- لك العديد من المشاركات الإنسانية لكنكِ تفضلين عدم الإفصاح عنها، فما السبب؟
أعتبر أن هذا من واجبي، ولا يشترط على الإطلاق الإعلان عن كل عمل إنساني أو خيري أقوم به، فأنا أفعل ذلك لوجه الله، وعندما أقوم بذلك في الخفاء أشعر بارتياح نفسي كبير، فأجدني أنعم بالخير والبركة، وتغمر السعادة عائلتي.
- هل ندمت على إعلانك خبر الاعتزال قبل سنة؟
ذلك القرار جاء عقب انتهائي من تصوير مسلسل «طريقي» حيث كنت قد عشت الشخصية التي قدّمتها بكل بتفاصيلها الصعبة والمتعبة، كما كانت مشاركتي في لجنة تحكيم برنامج «ذا فويس» سبباً في ابتعادي عن ابنتيّ، فحينها شعرت بإرهاق شديد، وازدادت الضغوط عليّ فقررت الاعتزال. لكن الآن «حرّمت»، ولن أتفوّه بكلمة اعتزال ثانيةً، خصوصاً بعدما لمست محبّة الناس الكبيرة لي، والتي لا يمكنني أن أرفضها.
- منذ سنتين أديتِ أغنية «كده يا قلبي» في مسلسل «طريقي» وحققت نجاحاً في مصر، لكن في الفترة الأخيرة انتشرت بقوة، ما سر نجاح هذه الاغنية؟
نجاحها يؤكد أن على الفنان أن ينظر الى الأغنية بأنها ستُخلّد في تاريخه الفني، لا أن يتعامل معها على أساس أنها موضة وتزول، أي إذا كان اللحن الرومانسي أو السريع موضة رائجة، عليه ألا يحسر اختياراته الفنية في هذه الأجواء فقط .لذا يجب أن تكون لدى المطرب نظرة مستقبلية، وأن يشعر بالأغنية عندما يستمع إلى كلماتها وألحانها، فيتأكد من أن الناس ستحبها.
- كيف ترين المنافسة الحالية في الوسط الغنائي في مصر، خاصة بين المطربات؟
أسمّيها منافسة «باردة»، فلم تعد السوق كما كانت في السابق، اذ كنا نجد في الموسم نفسه عدداً كبيراً من النجوم الذين يصدرون ألبوماتهم، مثل محمد فؤاد ومحمد منير وفارس وهشام عباس ومصطفى قمر وإيهاب توفيق، ونستطيع التمييز بين مَن يطرح ألبوماته في الصيف ومَن يُصدرها في الشتاء، على عكس ما يحدث اليوم إذ يظهر ألبوم كل فترة ويكون مختلفاً تماماً عن غيره، وقد يعود ذلك الى تراجع في سوق الألبومات.
لذا، أطالب الدولة بضرورة احترام قانون الملكية الفكرية، حتى تنجلي الأمور ويحقق الجميع الربح.
مريم وهنا
- بمَ تصفين ابنتيك مريم وهنا؟
هما كل شيء في حياتي، ومصدر سعادتي الحقيقية، فكل ما تفعلانه يشعرني بإحساس لا يمكن وصفه، ولا يأتي إلا من طريقهما هما فقط، فمثلاً كنت في غاية الفرح في رمضان هذا العام لأن ابنتي مريم صامت بعض الأيام حتى موعد الإفطار، وقد فاجأتني عندما طلبت مني ذلك بنفسها من دون أن أضغط عليها، وتعتبر هذه السنة الأولى التي تصوم فيها أياماً كاملة حتى موعد أذان المغرب، وفي باقي الأيام كانت تفعل مثلما عودتها في الأعوام الماضية، فتصوم حتى أذان الظهر أو العصر، بقدر استطاعتها.
- كيف أصبحت تتعاملين معهما بعدما كبرتا في السن؟
علاقتي بهما لا تزال كما هي منذ إنجابي لهما، هما صديقتاي، وأقرب من لي في الدنيا، لكنني اليوم أصبحت مثل أي أم أوجّه لهما بعض النصائح لما فيه مصلحتهما، كما أحاول أن أغرس فيهما العادات والتقاليد والسلوكيات التي تربيت عليها وتعلمتها من أمي وأبي، وأتمنى أن أراهما في أحسن حال.
- بمَ تنصحينهما؟
أنصحهما بأن تختارا كل شيء بنفسيهما، وألا تحتاجا إلى شخص آخر يحدّد لهما مستقبلهما، كما لا أفرض عليهما رأيي، ودائماً أترك لهما حرية الاختيار، وأجدهما تتعلمان من كل موقف تمران به، وتحاولان تفادي الخطأ في المرات المقبلة.
- ما الصفات المتقاربة بينك وبين ابنتيك مريم وهنا؟
هما تشبهانني كثيراً، ليس على مستوى الشكل فقط، لكن في الحركات وطريقة الكلام والمشي أيضاً، وتأخذان مني صفات شخصية كثيرة. مثلاً، تتمتع مريم بالهدوء والحكمة والتعقّل، وتذكّرني بنفسي عندما أكون مركِّزة وعقلانية، بينما هنا على العكس تماماً، إذ تذكرني بنفسي عندما أكون «مش فارق معايا حاجة في الدنيا».
- ما أكثر موقف محرج تعرضتِ له في التعامل مع ابنتيك؟
مواقف كثيرة، إذ تحاولان دائماً أن تسألا عن أمور تكون أحياناً أكبر من سنّهما، لكنني أرد على كل أسئلتهما بكل صراحة، ولا أحب تفكير البعض في التعامل مع الأطفال على أنهم ما زالوا صغاراً، فلا أضع أي حواجز بيني وبين ابنتيَّ، خصوصاً أن التكنولوجيا الحديثة والإنترنت جعلتا كل شيء متاحاً، لذا من الأفضل أن تتعرفا على كل شيء عن طريقي. وفي إحدى المرات، وجدت مريم تسألني عن معنى الولادة القيصرية، فأجبتها وأحضرت لها فيديو لإحدى العمليات.
- ما المواهب التي تنمّيها فيهما؟
الاثنتان تحبان الموسيقى وتتعلمان العزف على البيانو، وتمتلكان صوتين جميلين جداً، ولديهما العديد من النشاطات الرياضية أيضاً، فهما تمارسان رياضة التنس والسباحة والباليه، وأحرص على تنمية العديد من المواهب في داخلهما حتى تكبرا في العمر وتختارا بنفسيهما الأقرب إليهما لتستمرا فيه.
هواياتي
- هل أنت طبّاخة ماهرة؟
أنا امرأة عادية جداً، أدبّر شؤون منزلي بنفسي، وليس الطبخ فقط، وأربّي ابنتيَّ وأرعاهما، وأنظف منزلي، وأحضّر الطعام مثل أي امرأة في العالم.
- أين تذهبين عندما تودّين الاستجمام؟
أي مكان ترافقني فيه ابنتاي، ففي الفترة الأخيرة سافرت إلى أميركا للاستجمام هناك، ولم أمكث فيها طويلاً، لأنني أشتاق كثيراً الى بلدي مصر عندما أبتعد عنها، وأشعر بالرغبة في العودة إليها سريعاً.
- تظهرين دائماً بإطلالات جذابة ومميزة، فما علاقتك بالموضة والأزياء والماكياج؟
أهوى التغيير في إطلالاتي، وأظن أنني لو لم أكن مطربة، لأصبحت فنانة في مجال التجميل، وأهتم بمتابعة خطوط الموضة العالمية والأزياء، وتسريحات الشعر والماكياج، وأصدقائي المقربون في غالبيتهم يأخذون رأيي في كل التفاصيل الخاصة بالأزياء والماكياج، وأعتبر أن اهتمامي بهما من هواياتي القريبة الى قلبي.
- كيف تمضين أوقات فراغك؟
في المنزل مع ابنتيَّ، فإما أذهب الى العمل أو أجلس في المنزل، ونادراً ما أحضر المناسبات، سواء الخاصة أو العامة، ولا أعتبر نفسي انطوائية، بالعكس، أحب الناس والجلوس معهم، لكنني اعتدت على الجلوس في منزلي في أوقات فراغي، لأنني أشعر بالراحة فيه أكثر من أي مكان آخر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024