تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

شريف منير: أرفض إهانتي ولو كان المقابل مليون دولار

تألق في شخصية ضابط المخابرات المصري «خالد صبري» في مسلسل «الزيبق»، الذي عرض رمضان الماضي، حتى أن جهاز المخابرات أشاد بأدائه. النجم شريف منير يتحدث لـ«لها» عن كواليس العمل بينه وبين كريم عبد العزيز في هذا المسلسل، والاختلاف عن تعاونهما سابقاً في فيلم «ولاد العم»، والصعوبات التي واجهته في تقديم هذا العمل، وحقيقة المشروع السينمائي الذي سيجمعهما الفترة المقبلة، إضافة الى تفاصيل الجزء الثاني من «الزيبق».
كما يكشف عن رأيه في برامج المقالب والزعيم عادل إمام، و يرد على من يهاجمونه بسبب مواقفه السياسية.

- مسلسل «الزيبق» الذي عرض في رمضان، هو التعاون الفني الثاني بينك وبين الفنان كريم عبد العزيز، كيف تم ذلك؟
بعد أن قدمنا معاً فيلم «ولاد العم» وحقق نجاحاً كبيراً، كنا نفكر في تقديم عمل مخابراتي جديد يجمعنا نغير به جلدنا الفني نوعاً ما، فقد قدمت دور ضابط إسرائيلي في مسلسل «الصفعة» وفيلم «ولاد العم»، وأردت أن أقدم شخصية ضابط مخابرات مصري، وبالفعل طلبنا من جهاز المخابرات العامة أن يعطينا سيناريو مناسباً لنقدم قصة درامية مميزة، وهو طلب أن نعطيه بعض الوقت، ثم اجتمعنا به مرة أخرى أنا والمخرج وائل عبدالله وكريم عبد العزيز، وكنا نطلب منه عملية استخباراتية جديدة وليست قديمة، لأننا ندرك أن هناك عمليات لا يمكن أن يعرف عنها أحد شيئاً، ويجب أن تمر عليها 16 سنة تقريباً، وقد قام الجهاز بتحضير أربع قصص «عمليات» فقرأنا كل واحدة منها، واجتمعنا نحن الثلاثة على «الزيبق»، لأنها مليئة ودسمة وتكشف كيف يتم اللعب بعقول الشباب وجرّهم إلى أمور تودي بهم الى مستنقع الخيانة ليصبحوا عملاء وخونة لوطنهم.
من ثم، بدأ المؤلف وليد يوسف بكتابة السيناريو، وأرسلنا الى الجهاز أول خمس حلقات فسُعد بها، لكن كان له تعليق بأن العمل سيظهر جانباً إنسانياً واجتماعياً من حياة ضابط المخابرات «خالد صبري»، الذي قمت بدوره في المسلسل، وذلك غير مصرّح به.

- وماذا فعلتم لإقناع جهاز المخابرات؟
كان رد وائل عبدالله أن ضابط المخابرات مواطن مصري في النهاية، ويعاني من مشاكل في حياته، والاجتماعيات في المسلسل من خيال وليد يوسف بالتعاون مع وائل عبدالله، لأن القصة الحقيقية فيها شغل للمخابرات فقط.

- وما الذي حمسك لتقديم مسلسل مخابراتي في موسم رمضان؟
لأنه عمل درامي مختلف عن الموجود، ومر وقت طويل لم نقدم فيه توعية للشباب في عمل فني بألا ينجروا وراء نزواتهم فتكون نهايتها مظلمة، مثل «سالم» الذي عانى مشاكل اجتماعية في حياته. وقد بدأنا قبل رمضان بثمانية أشهر التحضير للمسلسل، لأننا كنا نريد أن يظهر العمل بشكل مشرف.

- ما حقيقة وجود جزء ثانٍ من هذا المسلسل؟
بالفعل، هناك جزء ثان للمسلسل سيتم تصويره خلال الفترة المقبلة، سيظهر فيه الجانب المخابراتي بدرجة أكبر، وسيعرض في 2018، لذلك أردنا التركيز على الجانب الإنساني والاجتماعي في الجزء الأول.

- ألم تقلق من مقارنة «الزيبق» بمسلسل «رأفت الهجان» وغيره من الأعمال التي تناولت قصص المخابرات العامة وحققت نجاحاً جماهيرياً غير مسبوق؟
كنا نتوقع ذلك ونحن نقدم مسلسل «الزيبق»، لكن منذ فترة لم تكن هناك أعمال تنقل الحس الوطني وتنمي الانتماء لدى الشباب الى بلدهم، لذلك كان يجب أن نحيي هذا الحس، رغم المصاعب التي تمر بها البلاد، وذلك من ضمن مهام جهاز المخابرات. التوعية بالانتماء الى البلد والجزء الخاص به تنبع من العملية الاستخباراتية والجزء الاجتماعي أيضاً في المسلسل.

- كيف تصف الكواليس بينك وبين جهاز المخابرات العامة في التحضير لشخصية الضابط خالد صبري؟
درست شخصيته جيداً قبل تصويرها، وهناك ضباط أعرفهم لا يستطيعون أن يروا أبناءهم لمدة شهر وأكثر، وحبهم لوطنهم وعملهم يطغى على أي شيء في حياتهم، وحينما تواصلت مع جهاز المخابرات العامة وجدت هؤلاء الأشخاص يتعبون كثيراً في عملهم، وأحياناً لا يدخلون منازلهم مثل أي أشخاص عاديين، لذلك أردنا أن نوجه رسالة للجمهور مفادها أن من حمى بلادنا خلال الفترة الماضية هم هؤلاء الوطنيون ويجب أن نشكرهم.

- كيف استطعت التوصل الى شكل ضابط المخابرات الذي ظهرت به في المسلسل؟
حينما قرأت شخصية الضابط وضباط آخرين، قلت لوائل عبدالله إنني سأطيل شاربي بشكل معين، ثم قمت بتهذيبه نوعاً ما، وعشت مع الشخصية التي سأقدمها على الورق حتى استقررت على شكل معين لها، وأؤكد أن ضباط المخابرات هادئون جداً، حتى مزاحهم له حدود، ولديهم ثبات انفعالي، ويدققون في كل تفاصيل حياتهم.

- هل كانت هناك قيود لدى جهاز المخابرات على أمور معينة تخص المسلسل؟
لم تكن هناك قيود أبداً، بل كانوا يتابعوننا بشكل مستمر، ويطمئنون على كل التفاصيل أولاً بأول.

- ألم تكن لهم أي اعتراضات على مشاهد معينة في المسلسل؟
أذكر أنهم في فيلم «ولاد العم» منذ سنوات، اعترضوا على قفز كريم عبدالعزيز بطريقة معينة، ودخوله جهاز الموساد الإسرائيلي، وقالوا لنا أنه لا يمكن أن يحدث ذلك أبداً في الواقع، لكننا أكدنا لهم ضرورة أن نقدم الفيلم بطريقة مشوقة للجمهور، لكن في مسلسل «الزيبق» لم تحدث أي اعتراضات.

- ماذا عن الكواليس بينك وبين كريم عبد العزيز في المسلسل، وما الفرق بينها وبين تلك التي كانت موجودة في «ولاد العم»؟
كريم صديق عزيز لي، وفي الحقيقة لم أر نجماً يتعامل بهذه اللطافة والكياسة مع زملائه والعاملين في المسلسل مثله، وهو ملتزم جداً في مواعيده ومجتهد كثيراً.

- ألم يضايقك عرض المسلسل حصرياً على قناة واحدة مقارنة بمسلسلات أخرى؟
لا أستطيع التدخل في هذا الأمر أبداً، لأنه يخص وائل عبدالله فقط، فهذه أمور إنتاجية، وعلى رغم خبرتي الطويلة في الوسط الفني، لكن لا أتدخل في ذلك. وأذكر أنني أحسست بالضيق كثيراً حينما عرض مسلسل «ألف ليلة وليلة» على قناة إم بي سي فقط، لأنه كان مكلفاً ومجهداً كثيراً.

- هل تأثرت بشخصية الضابط خالد في حياتك الخاصة؟
بالفعل تأثرت بها كثيراً، وجاءتني مكالمات من جهاز المخابرات تشيد بأدائي للشخصية، وقالوا لي أنني ظهرت كأنني ضابط بالفعل في الجهاز منذ سنوات، وهذه الإشادة وسام على صدري.

- البعض كان يرى أن هناك بطئاً في إيقاع المسلسل، ما ردك؟
هذه وجهة نظر أحترمها، لكن كان المقصود أن يعيش المشاهدون مع أحداث العمل ككل، بداية من علاقة عمر (كريم عبد العزيز) بأسرته، وعلاقة الضابط خالد بأسرته وزوجته وعمله، لا أن يكون الإيقاع بطيئاً.

- هل أنت راضٍ على نجاح المسلسل في رمضان؟
أعتقد أن المسلسل حقق نسبة مشاهدة جيدة في رمضان، وبعد رمضان سيعرض مرة أخرى وسيحظى بنسبة أكبر من المشاهدة.

- كيف كانت الكواليس أثناء تصوير المشاهد في اليونان؟
كانت أكثر من رائعة، وأصبحنا والفريق اليوناني أصدقاء، وكان آباؤهم في غالبيتهم يعيشون في الإسكندرية، فحدثت حالة من الود بيننا.

- انتقد البعض وجود بعض الأخطاء في المسلسل، ما ردك؟
لا يمكن أن يحدث خطأ في هذا العمل أبداً، لأنه مأخوذ من جهاز المخابرات العامة وملفاتها، لكن قد يحدث شك لدى بعض الأشخاص حول أمور معينة.

- هل واجهتك صعوبات معينة في تصوير المسلسل؟
الوقت كان أصعب شيء واجهنا، إذ كنا نصور أحياناً من العاشرة صباحاً حتى السادسة من صباح اليوم التالي، إضافة إلى أننا توقفنا شهراً عن التصوير لظروف خارجة عن إرادتنا، ولولا ذلك لكنا انتهينا من المسلسل قبل بدء رمضان.

- هل يمكن أن يجمعك بكريم عبد العزيز مشروع فني جديد بعد «الزيبق»؟
الحمد لله، بفضل دعم الجمهور لنا والكيمياء الموجودة بيننا، قد يحدث مشروع فني يجمعنا في السينما، ومعنا وائل عبدالله.

- كيف ترى مسلسل «الزيبق» في مشوارك الفني؟
أقولها بكل صدق، إن شخصية خالد صبري في «الزيبق» من أجمل الشخصيات التي قدمتها في مشواري الفني حتى الآن، وأحببتها كثيراً.

- ما الذي استفدت منه خلال تقديم شخصية ضابط المخابرات المصري للمرة الأولى؟
أن أفكر في أي مشكلة بهدوء وأعالجها بطريقة معينة، وأن أكون صبوراً في الحياة، وأن أحب وطني. إضافة الى أنني تعرفت عن قرب الى الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، فهم يحرقون أعصابهم طيلة الوقت، وثمة بينهم ضباط يكونون مسؤولين عن أكثر من عملية مخابراتية، وذلك ليس سهلاً أبداً، وعلى رغم ذلك يجب أن يكون الضابط على درجة عالية من التركيز، وأن تتفهم زوجته طبيعة عمله جيداً.

- تتعرض للهجوم على السوشال ميديا بسبب وقوفك بجانب جهاز الدولة، ما ردك؟
لا يهمني أبداً الهجوم عليَّ وخسارة جمهور بسبب مواقفي الوطنية تجاه الدولة ورئيسها عبد الفتاح السيسي، لأنني أثق فيه كثيراً وفي مواقفه، وكان يمكن أن يفعل كل ما يحبه الناس ليكونوا راضين عنه، لكنه جازف بشعبيته واتخذ قرارات صعبة مطلوبة حتى لو تضرر منها الشعب لفترة موقتة.

- كيف ترى الأعمال الفنية التي تؤرخ ما حدث في مصر سياسياً خلال السنوات الماضية؟
أنا ضد تقديم أي أعمال تؤرخ هذه الفترة، ففيلم «رد قلبي» حين تحدث عن ثورة 23 يوليو، لم يقدمها بتفاصيلها لأنه ما زالت هناك قضايا وأمور لم يتم كشفها حتى الآن لنا، فهناك نشطاء سافروا ثم خانوا بلادهم، ولا أعرف لماذا فعلوا ذلك، لا سيما أن مصر فيها خيرات كثيرة.

- كيف ترى ظهور بعض الفنانين في برامج المقالب؟
لا يمكن أن أقبل بالظهور فيها أبداً حتى لو دُفع لي مليون دولار في الحلقة، لأن ذلك إهانة للفنان، وأنا لست مع أي فنان يظهر في هذه البرامج، وقد عُرض عليَّ أن أقدم هذه النوعية وأكون ضيفاً فيها فرفضت تماماً.

- ماذا تمثل الصداقة في حياتك؟
الصداقة أساسية في حياة أي شخص، سواء كان فناناً مشهوراً أو شخصاً عادياً، ولا بد أن يكون للإنسان صديق يرتاح إليه ويشاركه همومه ويستفيد من رأيه، وأنا لي صداقات داخل الوسط الفني وخارجه.

- من هم أقرب أصدقائك في الوسط الفني؟
أحمد السقا وأشرف عبد الباقي وكريم عبد العزيز ومنى زكي وغيرهم.

- ألا تفكر في التعاون مرة ثانية مع صديق عمرك مدحت صالح، بخاصة أنكما قدمتما أغنية «المليونيرات» قبل عشرين عاماً وما زالت في الذاكرة حتى الآن؟
أسعد كثيراً بكلامك عن الأغنية لأنها قديمة، والحمد لله أن الكبار والصغار يعرفونها ويحبونها، وهذه طبيعة الأعمال التي أحب تقديمها، لأنها تعيش في وجدان الجمهور حتى لو مرت عليها سنوات طويلة. أشتاق كثيراً الى مدحت صالح وأتوق الى العمل معه، وسعيد بأنه تغير فنياً بشكل إيجابي، وزوجته كان لها دور مهم في حياته في الفترة الماضية، وبدأ يستعيد نجوميته بشكل أكبر، لأنه قصّر في فترة معينة، وبالفعل «وراء كل عظيم امرأة»، وأشكرها كثيراً على ما فعلته معه.

- ماذا عن أبنائك فؤاد وكاميليا وفريدة؟
يحبون الرسم والموسيقى، وكاميليا تحب الجمباز، وفريدة تعشق التنس والآيروبكس، وأحاول أن أقوم بواجباتي ومسؤولياتي كأب كما يجب.

- ما الذي دفعك الى تقديم البرنامج الإذاعي «كلمتين وبس»؟
ثمة سببان، الأول حبي الشديد للراحل الأستاذ فؤاد المهندس، والثاني اهتمامي بمشاكل الناس، والحمد لله أنه نال إعجاب كثيرين.

- هل تستهويك موسيقى معينة؟
أحب سماع الموسيقى اللاتينية كثيراً، والجاز والكلاسيك، إضافة إلى الطرب، كأغنية «الأحلام» لعلي الحجار، وقد تعاونت معه فيها، كذلك أحب ألبومات مدحت صالح كافة، وأحب أيضاً سماع شيرين عبد الوهاب والموسيقى التصويرية للأفلام، وهي موجودة على «الآي باد» الخاص بي.

- ما سبب تأجيل عرض برنامجك الجديد «السهرة»؟
كان مفترضاً تصوير حلقاته قبل رمضان وعرضها، لكن طلبت من القناة أن أبدأ فيه بعد شهر رمضان. أريد أن أقدم برنامجاً فيه تسلية ومتعة للناس، وسيتم عرضه في أيلول/سبتمبر المقبل.

- خرج الزعيم عادل إمام الأيام الماضية بتصريح مستنكراً فيه ما يردده بعض نجوم رمضان بأنهم جميعاً رقم واحد، ما تعليقك؟
هم يدافعون عن أعمالهم أمام جمهورهم، وأنا لا أستطيع أن أفعل مثلهم أبداً.

- هل ترى أن الزعيم لم يعد قادراً على العطاء ويجب أن يكتفي بذلك في مشواره الفني كما يردد البعض؟
لا يمكن أن أقول ذلك، لأن الفيصل في ذلك احتفاظه بكيانه ونجوميته وتهافت المنتجين وراءه ونجاحه المستمر، فهو ظاهرة فنية لن تتكرر مرة ثانية، إذ مرت عليه أجيال كثيرة وما زال هو الزعيم والرقم واحد في الوطن العربي حتى الآن.

- هل صحيح أنك تهوى دخول المطبخ؟
في أوقات فراغي أدخل المطبخ أحياناً، لأعدّ بنفسي بعض الأكلات البسيطة، ولا أدّعي أنني ماهر في الطبخ؛ لكنني أعتبره هواية أحب ممارستها إذا سمح الوقت بذلك، ولا أجد أي عيب في أن يساعد الزوج زوجته أحياناً في تدبير شؤون البيت أو الطهو.

- كيف تسير علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
علاقة حقيقية، لأنني أدخل «فايسبوك» وأقوم بنشر أخباري وما يروق لي في أوقات الفراغ، وأراه وسيلة تواصل اجتماعي قوية جداً، وله إيجابيات قد تساعد على النهضة والتطور، كما أن له سلبيات لا بد من التخلص منها.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080