طفلي يختار ملابسه... فهل عليّ قبول ذوقه!
«لساعة أحاول أن أقنع نبيل بارتداء القميص الأزرق، ولكنه لم يرتدِ إلا التيشرت البيضاء». «أصرّ رامي على ارتداء ملابس كرة القدم الشتوية في عز الصيف، وحين كنت أسأله ألا تشعر بالحرّ، كان يجيب لا أبدًا رغم العرق الذي يتصبّب منه».
تصرّفات طريفة ترويها الأمهات، تعبّر عن رغبة الطفل في تحديد مظهره كما يحلو له وكما يرغب. فملابس الطفل جزء لا يتجزأ من حياته اليومية، وأصبح الطفل يتبع الموضة كما الراشد ويعرف ما الذي يتماشى معها، لذا صار الاهتمام بمظهره شكلاً من أشكال التعبير عن هويته.
والملاحظ أن الطفل المعاصر بدءًا من عمر الثلاث سنوات، يرفض في كثير من الأحيان الملابس التي تختارها له والدته، والقرار النهائي في غالب الأحيان يكون له.
عن حرية الطفل في اختيار ملابسه وألوانها وأنماطها... الأمهات يسألن والاختصاصيون يجيبون:
متى يبدأ طفلي بتمييز مظهره الخارجي؟
عندما ينظر الطفل إلى صورته في المرآة، قبل عمر الثلاث سنوات، لا يعرفها ويظن أنه شخص غريب عنه، ولكن بعد هذه السن يدرك أنها صورته، ويتعرّف إليها وإلى مظاهرها باختلاف الملابس وتسريحة الشعر. ويبدأ في عمر السبع سنوات تقويم مظهره، فيعرف ما إذا كان يريد أن يلبس على هذا النحو أم لا، وما إذا كان هذا الهندام يناسبه أم لا...
إلى أي مدى عليّ تقبّل ذوق طفلي في اختيار ملابسه؟
على الأم ألا تنسى أن الطفل يتأثر بأترابه في كل شيء، والموضة من الأمور التي يحب أن يقلّدهم فيها لأنه يحب أن يتماشى مع أسلوبهم في اللباس، تمامًا كالراشد، لذا على الأم أن تتركه يجرّب الزيّ الذي يرغب فيه وإن كان لا يعجبها، فحرمان الطفل من هذا الأمر قد يسبب له عقدة في المستقبل.
فكم من مرّة نسمع راشدين يلومون، ولو بحس فكاهي، أمهاتهم لأنهن لم يسمحن لهم بارتداء أنواع من الملابس أحبّوها حين كانوا صغارًا، حتى ولو أدركوا في ما بعد أنها لم تكن جميلة.
ابني يحبّ الألوان الداكنة فيختارها دائمًا أثناء التسوّق، هل صحيح أن ألوان الملابس تؤثّر في شخصية الطفل؟
عمومًا، تؤثر الألوان في نفسية الطفل ومزاجه. مثلاً الألوان الداكنة تؤثر سلبًا في مزاجه، والألوان الزاهية تُشعره بالارتياح والفرح.
ولكن يحدث أحيانًا أن الطفل يتأثر بوالده أو والدته إذا كانت الألوان الداكنة غالبة على أزيائهما. وعمومًا، يمكن الاقتراح عليه مزجها بالألوان الفرحة، وهكذا يُحدث توازنًا بين الألوان، وربّما يعتاد على الألوان الزاهية، وبالتالي يعتمدها في لباسه.
هل صحيح أن اختيار الطفل للألوان يعبّر عن شخصيته؟
ينتقي الطفل الألوان التي اعتادت والدته اختيارها له. فالطفل يكتسب ذوقه في الألوان من أهله، فإذا عوّدت الأم طفلها على ارتداء اللون الأزرق مثلاً فسوف يصبح مع الوقت لونه المفضّل.
أيهما أفضل، أن تختار الأم ملابس الطفل عوضًا عنه أم تترك له حرية الاختيار؟
يعود هذا إلى المناسبات، ففي الأيام العادية يمكن الطفل أن يختار الملابس التي يريدها، شرط أن يكون اختياره مناسبًا للمناخ، فمثلاً أحيانًا نجد طفلاً يرغب في ارتداء ثياب شتوية في عزّ الصيف، في هذه الحالة تدخل الأم ضروري، في شكل إيجابي، ومن الطبيعي أن تناقشه في الأمر وتشرح له لماذا هذه الثياب غير مناسبة في هذا الوقت.
عمومًا، عندما تترك الأم لطفلها حرية اختيار الملابس التي تُشعره بالراحة، فإنها تعزّز عنده تكوين شخصية مستقلّة، ولكن في الوقت نفسه عليها مراقبة اختياراته ونُصحه من دون أن يشعر بأنها تفرض عليه رأيها وذوقها.
هل صحيح أن الثياب الفضفاضة، أي التي يكون مقاسها أكبر من حجم الطفل تؤثر سلبًا في نفسيته؟
هناك بعض الأمهات ممن يفضلن شراء ملابس أكبر بمقاس أو بمقاسين من مقاس الطفل، لأن الأم ترى أن طفلها ينمو بسرعة فتظن أنها في ذلك تقتصد في المصروف، وهذا خطأ.
لأن الطفل، في عمر الثلاث سنوات مثلاً، عندما يرتدي ثيابًا ذات مقاس كبير فذلك يؤثر في صورته، فهو حين ينظر إليها في المرآة لن يعرفها. لذا من الأفضل اختيار الملابس المناسبة لمقاسه.
هل يحدّد اختيار الطفل للملابس معالم شخصيته في المستقبل؟
قد نعرف من خلال اختيار الطفل لملابسه ما إذا كان سيصبح في المستقبل شابًا أنيقًا تهمّه نظرة المجتمع إليه، فاللباس شأن متداخل في العادات الاجتماعية والتكيف الاجتماعي. ويشير اهتمام الطفل بمظهره إلى اهتمامه بنظرة المحيطين به إليه.
هل من الجائز أن تُفرط الأم في تنبيه طفلها إلى ضرورة المحافظة على نظافة ثيابه؟
من غير الجائز أن تبالغ الأم في ذلك، لأن الطفل سيشعر بأن الملابس تحدّ من حركته والتمتع بطفولته. المهم بالنسبة إليه أن يلعب ويكتشف العالم من حوله، ونظافة ثيابه لا تعني له شيئًا. المهم أن يلعب. لذا فإذا كانت الأم تهتم كثيرًا بنظافة الثياب، يمكنها أن تجعله يرتدي ملابس خاصة باللعب كي لا تتشاجر معه طوال الوقت.
لماذا تفضّل بعض الفتيات الصغيرات ارتداء ملابس الصبيان؟
قد يشير هذا إلى ميل البنت إلى تقليد الصبيان، أو أنها تشعر بالراحة في اللعب إذا ارتدت سروالاً أو أن أمها عوّدتها على ذلك. مثلاً، إذا اعتادت الفتاة اللعب مع الصبيان فمن الطبيعي أن تميل إلى ارتداء سروال، وإذا كانت تلعب مع الفتيات فإنها حتماً ستفضل الفستان.
من الملاحظ أن أزياء الفتيات الصغيرات شبيهة بأزياء الراشدات. هل يؤثر ذلك في شخصية الفتاة الصغيرة؟
عمومًا، الفتاة الصغيرة تحب أن تقلّد أمها في كل شيء، والثياب مظهر من مظاهر تماهي البنت بأمها. فمثلاً، كثيرًا ما نرى البنت الصغيرة تنتعل حذاء أمها ذا الكعب العالي محاولةً تقليدها في طريقة المشي... لذا لا يمكن الجزم بأن موضة الفتيات الصغيرات التي تعتبر نسخة من أزياء الراشدات تؤثر سلبًا في شخصية البنت. والأمر السلبي الوحيد هو أنها تسرّع في تخطي مراحل السن التي ينبغي أن تمر بها الطفلة.
ماذا ينتج من انتقاد ذوق الطفل في اختيار ملابسه؟
انتقاد الطفل على ذوقه هو أمر سلبي يؤثر في شخصيته ويزعزع ثقته في نفسه. على الأم أن تقوّم اختياره في شكل إيجابي، سواء أُعجبت باختياره أو لا.
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
رانيا يوسف تتحدث بصراحة عن زيجاتها وابنتيها...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024