تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

رزان جمال ومواهبها المتعدّدة

لا تعرف رزان جمال الراحة أبداً. فجدول مواعيدها المزدحم مقسم بين التلفزيون والأفلام القصيرة (لا سيما فيلم Cruel Summer لكانييه ويست)، والظهور المنتظم في مهرجان «كان» السينمائي. تصف رزان نمط حياتها بالفوضى المنظمة، لكنها تتعاطى مع الأمور بهدوء مهيب مثل المحترفين المخضرمين. «لم أعد أخشى الظهور على السجادة الحمراء، لأني أصبحت معتادة على الأمر». حققت رزان الشهرة بسرعة كبيرة، ففي الأعوام الثمانية التي مضت على ظهورها للمرة الأولى في فيلم «كارلوس» للمخرج أوليفييه أساياس، شاركت في العديد من الأفلام المنوعة (التي راوحت من أفلام الرعب إلى الكوميديا). تعمل رزان بين لبنان ولندن، واكتشفنا في هذا الحوار أين تشعر بالارتياح، وما هي القضايا الأقرب إلى قلبها، ولماذا نحتاج إلى المزيد من الأدوار للنساء المستقلات في الصناعة.


-  ما هي المشاريع التي أنجزتها منذ لقائنا الأخير؟
شاركت في تصوير فيلم Bad Buzz، كوميديا فرنسية تم إطلاقها في الصالات الفرنسية في 21 حزيران /يونيو.

-  أصبحت معتادة على «كان»، لكن كيف تقارنين حضورك هذه المرة بالحضور الأول لك فيه؟
دعيني أقول لك إن أول مرة كانت فوضى حقيقية، فيما الفوضى هذه المرة منظمة. لكن عليّ الاعتراف بأن أشخاصاً وجهوني وأرشدوني في المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى «كان». لا شك في أن الأمور باتت أسهل الآن لأني أعرف كيف أنظم نفسي.

-  كيف تختارين إطلالاتك على السجادة الحمراء؟
الأمر سهل جداً. لا أخشى أبداً الوقوف على السجادة الحمراء لأني أصبحت معتادة. أكتفي بتجربة بعض الملابس قبل يوم واحد من موعد ظهوري، وأختار الطلات التي تناسبني.

-  هل التقيت بأي من المشاركين العرب هذا العام؟
يصعب كثيراً ترتيب اللقاءات لأن الجميع مشغولون. إلا أني التقيت برامي قديح، مخرج Maki & Zorro، فيلم قصير صورناه العام الماضي ويفترض أن يشارك في بعض المهرجانات خلال السنة المقبلة.

-  زرت جناح إيلي صعب أثناء وجودك هناك... ما رأيك في نجاحه العالمي؟
لا أجد الكلمات لوصف روعة تصاميم إيلي صعب، لكن الأمر ليس مستغرباً لأن اللبنانيين يستطيعون تقدير الجمال بطريقة مميزة جداً. وكل تصميم من تصاميم صعب تحفة فنية حقيقية تجعل المرأة العصرية مذهلة. ولا عجب أن تلقى تصاميمه إعجاب النساء في كل أنحاء العالم.

-  ما أكبر تحدٍّ في صناعة الأفلام برأيك؟
قد يكون اختيار الممثلين المهمة الأصعب، تماماً مثل إيجاد الوقت لتنسيق كل الأمور. فحين يزدحم جدول المواعيد، يصبح الوضع مقلقاً وأتمنى لو توجد رزانات عدة لمساعدتي في إنهاء مهامي!

-  ما هي مواهبك الأخرى المخبأة؟ هل يمكنك الغناء أو التقليد؟
أعتقد أني أستطيع الغناء، لكني لست واثقة من أن الآخرين يوافقونني الرأي. كما أستمتع كثيراً بتقليد الآخرين. أود الإشارة إلى أني بدأت بتقليد الآخرين لإضحاك أمي، ووجدت أني موهوبة فعلاً في ذلك.

-  من هي الشخصية التي تجيدين تقليدها كثيراً؟
أجيد تقليد شاكيرا.

-  هل يختلف التمثيل في مسلسل تلفزيوني عن التمثيل في فيلم؟
هناك الكثير من الاختلافات، لكن باختصار أستطيع القول إن تصوير فيلم أشبه بالانخراط في علاقة قصيرة الأمد، فيما تصوير مسلسل أشبه بالانخراط في علاقة طويلة الأمد.

-  أين تشعرين بالارتياح؟
أركز على عملي وأحاول تخطي كل الحدود.

-  ما هو البرنامج الذي ترعرعت عليه؟ وهل أثر في أسلوبك بطريقة معينة؟
ترعرعت في بيروت، وذهبت إلى مدرسة فرنسية وشاهدت برامج أميركية. أعتقد أن أسلوبي عالمي ولا يعرف الحدود الجغرافية.

-  ما أبرز ذكرى من طفولتك؟
كنت محظوظة جداً بالذهاب إلى مخيمات صيفية في مناطق مختلفة من العالم في كل موسم صيف. علمني ذلك كيف أكون مستقلة ومنضبطة وأفتح عينيّ على مختلف الثقافات الموجودة.

-  ما الذي تطمحين إليه في الحياة؟
أريد كل شيء!

-  عندما يطلب منك شخص التعاون معه، هل يفعل ذلك بسبب ما حققته منذ ثلاثة أعوام ولغاية الآن؟
الشخص الذي تعاون معي في الماضي أو يتعاون معي الآن أو في المستقبل، إنما يفعل ذلك للسبب نفسه: الموهبة والشغف والمهنية.

-  هل تعتبرين أن الحظ أم العزيمة حليفك؟
الاثنان.

-  هل تؤمنين بالحظ؟
ما من شيء اسمه الحظ المطلق. الحظ بالنسبة إليّ هو التقاء الاستعداد مع الصدفة.

-  أديت أدواراً بالإنكليزية والعربية والفرنسية. هل تعتمدين طريقة أو أسلوباً مختلفاً في أداء كل دور؟
يبقى الأسلوب والعمل اللذين أعتمدهما على حالهما مهما كانت اللغة التي أتحدثها. فاللغة مثل الصلصة التي نضيفها أخيراً بعد الانتهاء من كل شيء.

-   في أية لغة تشعرين بالارتياح؟
في لكنتي الخاصة.

-  أنت معروفة بالتعبير الصريح عن آرائك. ما القضية الأقرب إلى قلبك؟
التقيت أخيراً بصديقة لي من أيام الطفولة. شربنا القهوة معاً وناقشنا الانتخابات البريطانية وازدياد نسبة الإناث في الإنتخابات. قالت لي صديقتي: «لطالما كنت مدافعة عن حقوق المرأة». أعتقد أني آمنت بهذه القضية منذ سن مبكرة جداً.

-  ما هو أكبر إنجاز حققته لغاية الآن؟
الابتعاد عن الأنانية في صناعة تستلزم منك الأنانية!

-  ما أكبر انتقاد تلقيته؟ وهل أثر فيك بطريقة إيجابية أم سلبية؟
أنجذب فقط إلى النقد البناء، ويكون التأثير دوماً إيجابياً. لا أكترث أبداً لأي نقد آخر.

-  ما رأيك في طريقة تقديم النساء أنفسهن في الأفلام هذه الأيام؟
لا شك في أنه يتوجب على النساء المشاركة أكثر فأكثر في الأفلام. لهذا السبب، استمتعت كثيراً بمشاهدة برنامج big little lies وكل البرامج الأخرى التي تصور مختلف النساء.

-  هل بات للنساء صوت في هذه الصناعة؟
نحن على وشك تحقيق ذلك.

-  كيف تحددين الممثل أو الممثلة الموهوب(ة)؟
يستطيع الممثل الموهوب أداء كل الأدوار، والكشف في الوقت نفسه عن وجهة نظره، والتحلي بالواقعية في الظروف الخيالية، واحترام نوع الفيلم وأسلوبه، وأداء الدور في شكل مقنع. يرتبط ذلك كله بالنص الجيد.

-  هل تشعرين بأن صناعة الأفلام مناهضة للتقدم في العمر؟ وكيف يمكن معالجة هذه المشكلة؟
السينما هي نوع من الفنون. والفن لا يعرف الحدود. لا بل إن تقدير الفن يزداد يوماً بعد يوم. لهذا السبب، أعتقد أن مهنة التمثيل تتحسن مع التقدم في العمر. ولا بد أن تتخطى السينما مسألة تقدم الممثلين في العمر.

-  بماذا تشعرين حين ترين نفسك على الشاشة؟
أراقب نفسي بعين ناقدة.

-  بكم تدينين للناس المحيطين بك في النجاح الذي حققته؟
أودّ شكر كل أصدقائي وأفراد عائلتي الذين دعموني، والذين لولاهم لما كنت موجودة هنا اليوم.

-  متى شعرت أنه حان الوقت لاتخاذ القرارات المهنية بنفسك؟
أتبع دوماً قلبي. لكن كلما تقدمت في العمر، تزداد ثقتي في الخيارات التي أتخذها.

-  ما الشيء الأكثر شجاعة الذي قمت به لغاية الآن؟
عدم التنازل عن أي شيء لأي كان.

-  متى يجب التخلي عن الحلم ومواجهة الحقيقة؟
التقيت بالعديد من الأشخاص الذين يحلمون بأن يصبحوا ممثلين. لكنهم لا يدركون عموماً مقدار العمل اللازم، ويرغبون فقط في تحقيق الشهرة. إذا كان الشخص مستعداً للتخلي عن حلمه أمام أول عقبة أو لحق بحلمه لأسباب خاطئة، أقترح عليه حينها التخلي عن الحلم والعودة إلى الحقيقة.

-  هل شعرت يوماً بأن الوقت قد حان للاستسلام؟
عشت الكثير من الظروف التي جعلتني أرغب في الاستسلام، ليس لأني أتقدم في العمر أو لأن الوقت قد حان للاستراحة، وإنما لأن المهنة تؤثر أحياناً في صحتي. عانيت من بعض المشكلات في الماضي لأني عملت بوتيرة سريعة جداً وبات جسمي عاجزاً عن التحمل. لهذا السبب تأتي صحتي الآن في أولوية اهتماماتي.

-  ما العقبات التي اعترضتك؟
أحب مهنتي كثيراً، لكن هذه المهنة تسيطر على حياتي وتجبرني دوماً على التخلي عن المتعات الصغيرة في الحياة. فخلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، مثلاً، وبدل التواجد في الخارج أستمتع مع أصدقائي بالطقس الجميل والنادر في لندن، كنت أعمل في المنزل وأجيب عن هذه المقابلة. التحدي يكمن إذاً في القول لا للعمل والاستفادة من الوقت للاسترخاء والتواجد مع الأشخاص المهمين في حياتك.

-  هل نظرت يوماً إلى صورك أو تجارب الأداء القديمة واعتبرت أنها لا تمثلك؟
لا أنظر أبداً إلى صوري أو تجارب الأداء القديمة، وأعتبرها أنها أصبحت من الماضي البعيد. لكن كما هي حال كل شيء آخر، أعتبر تجارب الأداء مثل العضلات الواجب تمديدها. فكلما جرى تمديد العضلة، تحسن عملها.

-  من هو المخرج الذي استمتعت بالعمل معه أكثر من غيره؟
لقد علموني جميعاً دروساً مختلفة، لذلك لا أستطيع تسمية أحد من دون الآخر.

-  متى ذهبت إلى السينما آخر مرة؟ وماذا شاهدت؟ وما كان رأيك؟
لا أملك الوقت للذهاب إلى السينما، لكني ملتصقة دوماً بكمبيوتري المحمول. شاهدت أخيراً فيلم yesterday, today and tomorrow لصوفيا لورين ومارسيلو ماتروياني. إنه عمل رائع فعلاً.

-  تجسست عليك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولاحظت أنك معجبة بالمسلسل الأميركي THE LEFTOVERS . لم أشاهد هذا المسلسل لكني أريد أن أعرف تأثيره فيك.
ذات يوم، يختفي 2 في المئة من الكوكب وتصبح بقيته غارقة في الفوضى. يتحدث المسلسل عن كيفية التأقلم مع الحزن، ومحاربة الأشرار، وتعزيز الحب. إنها قصة رائعة مع ممثلين رائعين وأداء رائع. أوصي الجميع بمشاهدة هذا البرنامج.

-  ما رأيك في صورة الجسم؟ هل من ضغوطات لتكون المرأة نحيفة؟
لقد تعلمت أمراً مهماً، وهو أنه سيتم انتقاد وزنك أياً كان. ليس فقط عند اكتساب الوزن وإنما أيضاً عند خسارته. في الوقت الحاضر، خسرت بعض الوزن لأني أتناول الأطعمة الصحيحة وأمارس التمارين الرياضية وأعتمد أسلوب العيش الصحي. يسألني الناس إذا كنت على ما يرام، على رغم أني في غاية السعادة.
لم أسمح يوماً لأي كان بالضغط عليّ في هذا الشأن. أنت وحدك المسؤولة عن جسمك، لذلك عليك اتخاذ الخيارات التي تناسبك. يحتاج العالم إلى القليل من كل شيء. لذا، اهتمي بنفسك!

-  يتضح جلياً أنك امرأة صاحبة أسلوب قوي. كيف تحافظين على صورتك؟
أحب تجربة مختلف أنواع الملابس، ويرتبط الأمر بمزاجي والمناسبة التي سأشارك فيها. لكني أركز في الوقت الحاضر على شعار يقول: هل أرى نفسي فعلاً في هذا الشيء؟ إذا كان الجواب نعم، أمضي قدماً فيه. لم أعد أسمح للأشخاص بالضغط عليّ لارتداء تصميم معين لمجرد أنه رائج.

-  هل يزداد صعوبة إيجاد الحب في هذه الصناعة؟
الحب موجود في كل مكان. لكن المسألة مرتبطة بما إذا كنت تبحث عنه أم لا. التحدي يكمن في إيجاد الشريك الذي يدعمني ويتفهم تماماً متطلبات عملي. ولا أعتقد أنه يستحيل الدمج بين الاثنين بل أجد الأمر ممكناً.

-  من يعطيك أفضل نصيحة؟
أشخاص مختلفون في أمور مختلفة.

-  أذكري لنا ثلاثة الأشياء تحبين القيام بها ولم تجربيها أبداً من قبل.
تأليف وتمثيل وإخراج مشروعي الخاص. أود أيضاً إنتاجه. تصبح إذاً أربعة أمور!

-  شكراً لك على وقتك. إلى أين تتوجهين الآن؟
سأوقع على مشروع مهم قريباً جداً. لا أستطيع البوح بالكثير، لكنه مغامرة مشوقة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079