البدانة تسبب أمراض الكلى المزمنة أيضاً!
في مجتمعاتنا، يفخر الأهل بالطفل السمين لاعتباره يتمتع بصحة جيدة، وكأن هذه السمنة التي يعانيها دليل صحة وعافية ويمكن تشجيعه للحفاظ عليها.
ويجهل الاهل هنا أن هذه السمنة، تعتبر مسببة للعديد من الأمراض المزمنة، منها أمراض الكلى التي ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً، كما أثبتت الدراسات. عن مخاطر السمنة على الكلى تحدّث رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى وضغط الدم د. روبير نجم.
لطالما اعتُبرت السمنة لدى الطفل دليل صحة، ما المشاكل التي يمكن أن تؤدي إليها؟
بعكس ما يتصور الكثير من الأهل في مجتمعاتنا، ليست السمنة دليل صحة، بل هي دليل خطر. تعتبر البدانة اليوم مرضاً مزمناً وهي في ازدياد في مختلف أنحاء العالم، لكن تُظهر الأرقام تراجعاً في النسبة في لبنان.
تؤدي السمنة إلى اشتراكات مهمة على صعيد الشرايين الصغيرة وتلك الكبيرة.
متى يعتبر الطفل سميناً؟
من المفترض أن يكون مؤشر كتلة الجسم دون الثلاثين، فيما تبين وفقاً لأرقام منظمة الصحة العالمية في عام 2014، أن مؤشر كتلة الجسم لدى أكثر من 600 مليون شخص قد تخطّى الـ30، أي أنهم يعانون السمنة.
علماً أن معدلات السمنة قد تضاعفت في العالم ما بين الثمانينات وعام 2014.
بشكل عام، ما سبب انتشار السمنة إلى هذا الحد في أيامنا هذه؟
عوامل عدة لعبت دوراً في زيادة معدلات السمنة في أيامنا هذه نتيجة تغيّر نمط الأكل واتباع عادات غذائية سيئة والميل إلى تناول الأطعمة السريعة التحضير والغنية بالدهون والوحدات الحرارية وقلة الحركة والجلوس لساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون أو الوسائل الالكترونية المختلفة وعدم ممارسة الرياضة.
وقد أظهرت الأرقام عام 2005 أن نسبة 55 في المئة من اللبنانيين على حافة السمنة يعانون زيادة في الوزن، ونسبة 18 في المئة منهم هم في خانة السمنة المفرطة، ومعظمهم من الرجال.
ما الاشتراكات الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن السمنة؟
من المشاكل الصحية الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن السمنة، ارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان وأمراض الكلى المزمنة.
هل صحيح أن امراض الكلى المزمنة ترتبط مباشرةً بالسمنة؟
في السابق، كنا نعتبر أن البدانة تؤثر في الكلية بطريقة غير مباشرة، وكانت أمراض الكلى غير المزمنة على علاقة غير مباشرة بالسمنة من الناحية الطبية، حيث تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري، مما يؤثر سلباً في عمل الكلية.
لكن الدراسات الأخيرة أثبتت أن البدانة وأمراض الكلى ترتبطان ارتباطاً وثيقاً، وأن للبدانة تأثيراً مباشراً في الكلى. فالبدانة ليست مشكلة سكري وأمراض قلب فحسب، فقد كشفت الدراسات الحديثة أن السمنة وزيادة الوزن من العوامل التي تنذر بخطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة تماماً كالسكري وارتفاع ضغط الدم. نسبة 10 في المئة من سكان العالم اليوم يعانون أمراض الكلى المزمنة.
عملياً، كيف يمكن العمل على الحد من مشكلة البدانة؟
يتم اليوم وضع استراتيجيات صحية تهدف الى الحد من زيادة الوزن ومنع تطوّر السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية بغية الحد من خطر الإصابة بأمراض الكلى التي تنتشر أكثر فأكثر.
لا بد من التشجيع على الحركة واتباع نمط حياة صحي حفاظاً على الكليتين. البدانة تبقى قابلة للمعالجة بإحداث تغيّرات في نمط الحياة واتباع توجيهات وإرشادات حول نمط حياة صحي.
وفي الحالات التي تستدعي ذلك، يمكن اللجوء إلى الجراحة. لكن في كل الأحوال، يبقى للإرادة دور اساسي لتحقيق ذلك، علماً أنها ترتبط بعوامل هورمونية في كثير من الأحيان.
كيف يمكن حماية الكليتين؟
الكليتان من أعضاء الجسم الحيوية، ولا بد من العناية بهما وحمايتهما، سواء من خلال الامتناع عن التدخين، أو اتباع نظام غذائي صحي، أو الإكثار من شرب الماء، أو ممارسة الرياضة بانتظام.
هل ثمة نوع معين من البدانة هو الأكثر خطورة؟
البدانة الأكثر خطورة هي تلك التي تكون في محيط الخصر، إذ تعتبر من المؤشرات للإصابة لاحقاً بالسكري وبأمراض القلب التي قد تؤدي إلى الوفاة. أما البدانة في الوركين فهي أقل خطورة. مع الإشارة إلى أن البدانة في محيط الخصر تعزز من ظهور العوامل المسببة للالتهابات ومن اضطرابات الخلايا الأخرى.
7 أسرار للحفاظ على صحة الكليتين
1 ترطيب الجسم ولكن... من دون مبالغة: يعتقد كثر أن الإفراط في شرب الماء يعتبر عاملاً إيجابياً لصحة الجسم والكليتين بشكل خاص. لكن في الواقع، فيما يبقى ترطيب الجسم بمعدلات كافية أمراً اساسياً لصحة الجسم والكلى، إلا أن الإكثار منه قد يؤثر سلباً.
2 تناول اطعمة صحية: صحيح أن الجسم قادر على التأقلم مع عاداتنا الغذائية على اختلافها، لكن نظراً للتأثير السلبي لارتفاع الضغط والسكري في صحة الكليتين، يُنصح باتباع نظام غذائي صحي والتركيز على اطعمة صحية بما ان هاتين المشكلتين ترتبطان إلى حد كبير بالنظام الغذائي غير الصحي.
3 ممارسة الرياضة بانتظام: تعتبر ممارسة الرياضة بانتظام جزءاً لا يتجزأ من نمط الحياة الصحي تماماً كالعادات الغذائية الصحية بهدف محاربة مشكلات صحية عديدة يمكن التعرض لها، هذا شرط عدم المبالغة والتجاوب مع قدرة الجسم.
4 استخدام المكمّلات الغذائية والعلاجات بالأعشاب بتأنٍ: للمبالغة في تناول المكمّلات الغذائية والعلاجات بالأعشاب أثر سلبي في صحة الكلى. من الضروري استشارة الطبيب قبل تناولها.
5 الإقلاع عن التدخين: بما أن التدخين يضر بالشرايين مما يؤثر في دفق الدم إلى الكليتين، من الطبيعي أن تتراجع وظيفتهما. كما يزيد التدخين من احتمال الإصابة بسرطان الكلى وارتفاع ضغط الدم.
6 الحد من تناول الأدوية: بعض الأدوية الشائعة التي يتم تناولها بطريقة عشوائية من دون وصفة طبية تسبب أضراراً في الكليتين عند تناولها لفترات طويلة وبانتظام. يمكن تناولها لكن فقط في حال مواجهة أي مشكلة بشكل استثنائي فلا تشكّل أي خطر عندها.
7 إذا كنتِ عُرضة، الفحوص المنتظمة ضرورية: إذا كنت عرضة للإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، من الضروري إجراء فحوص منتظمة للكليتين لكشف أي مشاكل فيهما في مرحلة مبكرة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024