تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

عندما يكون التوتر وغيره سبب زيادة الوزن...

عندما يكون التوتر وغيره سبب زيادة الوزن...

عندما نلاحظ زيادة في وزننا، نميل إلى التخفيف من كمية الطعام المستهلكة لتخفيض عدد الوحدات الحرارية. لكننا لا ننجح دوماً في التخلص من الكيلوغرامات الفائضة لأن سبب زيادة الوزن ليس دوماً الطعام المستهلك، وإنما مشكلات صحية أخرى... إليك التفاصيل.

القصور في عمل الغدة الدرقية
يحصل أحياناً ألا تنتج الغدة الدرقية كمية كافية من الهرمونات، علماً أن هذه الغدة تؤدي دوراً أساسياً في تنظيم الأيض. وفي حال إفراز كميات ضئيلة جداً من الهرمونات الدرقية، يصبح إنفاق الجسم للطاقة ضئيلاً جداً، ولا يحرق الجسم الكثير من الوحدات الحرارية.
هكذا، حتى لو تناولنا الأطباق الصحية بكميات معتدلة، سوف تحصل زيادة في الوزن. والسبب ببساطة حرق وحدات حرارية أقل بكثير من تلك التي نحصل عليها. في حال وجود هذه المشكلة، لا بد أولاً من إجراء تحليل دم لقياس مستوى هرمون TSH ، الذي يشير إلى حسن عمل الغدة الدرقية.
وفي حال تشخيص قصور في عمل الغدة الدرقية، لا بد من التعويض عن ذلك النقص بتناول الهرمونات اليومية. ويفترض أن يظهر التحسن خلال 15 إلى 30 يوماً على الأكثر، من دون أية تأثيرات جانبية مبدئياً.
وإذا رأى الطبيب أنه لا حاجة أبداً لتناول الأدوية، يمكن تعزيز نشاط الغدة الدرقية من خلال تغذيتها باليود، الموجود أساساً في ثمار البحر والملح الميوّد.

الخلل في الهرمونات
في القسم الثاني من الدورة الشهرية، أي بعد الإباضة، يحصل خلل في مستويات الاستروجين والبروجسترون، فترتفع حرارة الجسم، ويحصل احتباس للماء في الأنسجة، وتزداد الشهية. وفي سن اليأس، يختلف الأمر إذ يتقلب كثيراً إنتاج الهرمونات الجنسية قبل أن يتوقف نهائياً.
إلا أن تلك الهرمونات تسهم في توزيع الدهون بشكل صحيح في الجسم وتضبط حرارة الجسم.. لذا، عند حصول خلل فيها، يحرق الجسم عدداً أقل من الوحدات الحرارية، وتتضاءل الكتلة العضلية، علماً أن العضلات هي المستهلك الأكبر للطاقة. كما يتبدل نشاط أنزيم الليباز، المسؤول عن تكوّن النسيج الدهني، مما يسبب توزيعاً جديداً للدهون، ولاسيما في أعلى الجسم.
في حال المعاناة من خلل في الهرمونات، لا بد من زيارة الطبيب النسائي الذي يجري تحليلاً شاملاً يحدد فيه كل مستويات الهرمونات، ويصف الأدوية المناسبة. وتبرز الحاجة أحياناً إلى حبة دواء واحدة لإعادة التوازن إلى مستويات الهرمونات.
وبالنسبة إلى الأطعمة، لا بد من تناول البروتينات (الموجودة في اللحم والسمك والبيض) وممارسة التمارين الرياضية لتقوية العضلات.

التوتر
يؤثر التوتر بشكل سلبي في الجسم، ويمكن للتوتر المزمن أن يسبب احتباس الماء في الجسم، وزيادة الإحساس بالجوع، وتضاؤل حرق الوحدات الحرارية. لذا، في حال المعاناة من التوتر لا بد أولاً من ممارسة التمارين الرياضية التي تعزز القدرة على الاحتمال (مثل الركض، والركوب على الدراجة الهوائية، والسباحة، والمشي السريع).
من شأن هذه النشاطات الجسدية أن تحفز إفراز الأندورفينات، تلك الجزيئات التي تخفف الإحساس بالجوع ، الناجم مبدئياً عن التوتر.
لا بد أيضاً من ممارسة تمارين الاسترخاء (مثل اليوغا والتدليك...) لإخراج كل أشكال التوتر والأحاسيس السلبية من الجسم، علماً أن ساعة كاملة من تمارين الاسترخاء كفيلة بتخفيض إنتاج الكورتيزول بنسبة 20 إلى 25 في المئة.
وبالنسبة إلى الأطعمة، يجب التركيز على الأسماك الدهنية والبيض والحبوب الكاملة لأنها تحفز إنتاج السيروتونين، الناقل العصبي الضابط للعواطف والمسؤول عن الاستقرار العاطفي.

اضطرابات النوم         
هل تعلمين أن قلة النوم المتكررة يمكن أن تحدث خللاً في الهرمونات المسؤولة عن إبلاغ الدماغ باحتياجاتنا إلى الطاقة؟ نتيجة ذلك، لا نشعر بالشبع، ويزداد الإحساس بالجوع، ونستهلك المزيد من الأطعمة، ويزداد بالتالي وزننا.
في المقابل، تؤدي اضطرابات النوم إلى زيادة ميلنا لاستهلاك الأطعمة التافهة (Junk Food)، كما لو أن الدماغ يريد التعويض عن قلة النوم بهذه الأطعمة التي تمنحنا إحساساً جميلاً عند تناولها.
وكشفت الدراسات الميدانية أن تضاؤل النوم لمدة ساعة ونصف الساعة كل ليلة يمكن أن يؤدي إلى استهلاك نحو 550 وحدة حرارية إضافية في اليوم التالي.
لا بد إذاً من معالجة مشكلة اضطراب النوم من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، وتناول أنواع الشاي المساعدة على النوم، وتجنب استعمال الأجهزة الخلوية أثناء الخلود في السرير لأنها تعرقل النوم وتحدث خللاً في إفراز الميلاتونين. لا بد أيضاً من توفير البيئة المثالية للنوم من خلال جعل غرفة النوم جيدة التهوئة وبحرارة معتدلة، مع إنارة خفيفة.

خلل في الأمعاء
يكفي أن يحصل خلل في بكتيريا الأمعاء لسبب أو لآخر (التهابات في الجهاز الهضمي، أو عدم القدرة على تحمل طعام معين، أو التوتر، أو تناول أدوية معينة...) حتى تتوقف تلك البكتيريا عن أداء عملها الصحيح. هكذا، يصبح الجسم أكثر ميلاً لاكتساب الوزن الزائد حتى لو بقيت كميات الطعام المستهلكة على حالها. كما يزداد احتمال التعرض لالتهابات في الأنسجة الدهنية، مما يسبب احتباساً في الماء وبالتالي زيادة في الوزن.
لا بد إذاً من إعادة التوازن إلى بكتيريا الأمعاء من خلال استهلاك الأطعمة المناسبة، ولاسيما اللبن الطبيعي. كما يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية التي تعيد التوزان إلى بكتيريا الأمعاء.
وفي حال ترافقت زيادة الوزن مع آلام في البطن أو اضطرابات في عمل الجهاز الهضمي، لا بد من مراجعة الطبيب الاختصاصي بأسرع ما يمكن.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080