تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

غيرة ورغبة في النجاح الفردي وخلافات: الفرق الفنية تنهار

شهدت السنوات الماضية انهيار بعض الفرق الفنية، سواء الغنائية أو التمثيلية، وانفصال أعضائها رغم ما حققوه من نجاح، والأسباب مختلفة ما بين غيرة وخلافات ورغبة في النجاح الفردي.


تحوّل الفرقة إلى دويتو
كان فريق «8%» يضم ثلاثة أعضاء، هم: أوكا وأورتيغا وشحتة كاريكا، لكن بعد دخول أوكا وأورتيغا السجن في قضية التهرب من التجنيد، قرر شحتة كاريكا الانفصال عنهما والغناء بشكل فردي.
وبعد حصول أوكا وأورتيغا على البراءة، اتهما كاريكا بخيانتهما، حتى أن الفنانة مي كساب، زوجة أوكا، كتبت عبر حسابها على «فايسبوك»: «مفيش صاحب بيتصاحب، ما فيش راجل بقى راجل، والنبي يا ولاد أنتو بتقولوا حكم، بس ربنا كبير يمهل ولا يهمل، والدنيا دوارة ما تقلقش الدور جاي عليك، وساعتها مش هتلاقي أي حد جنبك فرجه قريب».
وأضافت: «كلمتين من القلب، أوكا وأورتيغا روح واحدة في جسدين بيكملوا بعض في كل حاجة، في الحياة وفي الشغل من أول ما عرفتهم، حتى قبل ما أحب محمد شفت طيبة عمري ما شفتها في حياتي، وسذاجة وثقة في الناس، وكل واحد حقير كان ييجي يدخل بينهم ويضحك عليهم، ويستغل طيبتهم لمصلحته، وكانوا يا عيني يبقوا عارفين أنه مش راجل ومش جدع ومش أخوهم ولا ضهرهم وأنه كلام بس، فعل مفيش، ومع ذلك كانوا سايبينه، وبيقولوا معلش قطع الأرزاق وحش عشان خاطر أهله وعياله، وعمرهم ما غدروا بحد ولا خانوا حد، لكن للأسف المحنة والشدة بتبين كل واحد على أصله، بتجيب الحقيقة اللي في قلب كل واحد، الجعان وقليل الأصل والخاين، الحمد لله بان على حقيقته وربنا بعده عننا».
أما أوكا فيؤكد أن فريقهم مستمر حتى بعد انفصال شحتة، وأنه وأورتيغا سيقدمان أغاني جديدة قريباً، وربما يضمّان إليهما مطرباً ثالثاً.

غياب غير مُبرّر
«الفوركاتس»، فرقة لبنانيّة شغلت العالم العربي مطلع العام ألفين، مع إطلاق المنتج غسّان الرحباني فكرة الفريق الغنائي، بحيث قامت أغنياتها في بادئ الأمر على تجديد أغنيات خفيفة وشعبية، وقد شهدت الفرقة منذ العام 1998 وحتى السنوات الماضية تبديلاً كبيراً في نجمات الفرقة، اللواتي أصبحن في غالبيتهن فنانات مستقلّات، ومن بينهنّ نيكول سابا ومايا دياب وحتى نسرين زريق التي شقّت طريقها الى انتخابات ملكة جمال لبنان ومن ثمّ احترفت الغناء وحالياً التمثيل. «الفوركاتس» كانت إحدى أبرز الفِرق الشابة في تلك المرحلة، وحتى العام 2011 الذي شهد عودة الفريق بتركيبة جديدة مع مغادرة داليدا الرحباني زوجة غسّان، مؤسس الفريق، الذي سبق واتهمته زينة ليون- عضو سابق في الفرقة، بأنّه كان ديكتاتوريّاً ويفرض رأيه على شتّى قرارات الفرقة، ما تسبّب في انفصالها عن الفرقة، حالها حال عدد من زميلاتها. اليوم، غابت فرقة «الفوركاتس» عن الساحة من دون أي مبرّر، كما طرح غياب تصريحات الأعضاء عدداً من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لهذا الغياب.

مشاكل إنتاجية
«يا غالي» ما زالت إحدى الأغنيات التي يُردّدها الكثيرون، وقد لا يتذكّرون أنّها لفرقة كويتية تُدعى «غيتارا»، تتألّف من 4 أعضاء هم: رهف، فهد، خالد ورناد، وقد بدأوا في المعهد العالي للفنون الموسيقية حيث اجتمعوا وتدرّبوا معاً لتكوين فرقة تبنّتها شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات، لكن سرعان ما اختفت الفرقة عن الساحة الفنية منذ حوالى سبع سنوات، ليكشف أعضاؤها في حديثٍ صحافي أنّ التقصير أدى الى غياب الفرقة عن الساحة الفنية، التي تشتّت أعضاؤها، فمنهم من سافر، وآخر تفرّغ لعمله، والباقيان فضّلا التفرّغ للأسرة، رغم أنّ الاتصال لم ينقطع طوال تلك الفترة في ما بينهم. ورغم تصريح الفرقة بأنّ لديها ميزانية لإنتاج ألبوم غنائي، ووعدهم بأنّهم سيستمرّون في الغناء، إلّا أنّ هذه الوعود تبدّدت مع غياب الفرقة.

إعتراف
رغم النجاح الذي حققه الثلاثي شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمي في بعض الأفلام، بدءاً من الفيلم القصير «رجال لا تعرف المستحيل»، مروراً بفيلم «ورقة شفرة»، وانتهاء بفيلم «الحرب العالمية الثالثة» الذي حقق إيرادات ضخمة، بالإضافة الى نجاحهم في برنامج «الفرنجة»، قرر الفنان أحمد فهمي الانفصال عن شيكو وماجد، وقدم بمفرده فيلم «كلب بلدي»، بينما قدّما بدورهما فيلم «حملة فريزر».
ويقول أحمد فهمي: «لا أنكر أن سبب الانفصال هو خلافات في العمل، لكن على المستوى الشخصي ما زلنا أصدقاء، وبصراحة استمرارنا فنياً كان صعباً جداً، ويحتاج الى مجهود ضخم حتى نجد ما يُقنعنا معاً، لذلك حدثت بعض الخلافات بيننا، ولم يكن أمامنا سوى الانفصال».

نية الانفصال
رغم أن أعضاء فريق «واما»، أحمد فهمي ومحمد نور ونادر حمدي وأحمد الشامي، يؤكدون دائماً أنهم مستمرون معاً، لكن عدم تقديمهم أي جديد جعل البعض يؤكد أن الفريق في طريقه الى النهاية، خاصة مع النجاح الذي حققه فهمي بمفرده، غناءً وتمثيلاً، وكذلك تقديم محمد نور بعض الأعمال الخاصة به، لكن فهمي يؤكد أن لا نية لديه بالانفصال، وأن نجاح كل منهم بمفرده أمر يُحسب للفريق، وليس دليلاً على وجود خلافات في ما بينهم.
وأضافوا: «تتكرر شائعات انفصالنا كلّما قدّم أحدنا عملاً بمفرده، رغم أن هذا أمر طبيعي جداً، ونجاح كل منا في مجاله الخاص لا يعني أننا قررنا وقف عملنا كفريق، فعلاقتنا قوية وجيدة، أما غيابنا عن الساحة لفترة فيعود الى أننا نبحث فقط عن أغانٍ جيدة ومختلفة عمّا قدّمناه للجمهور من قبل».

المصلحة الخاصة
ويعلّق الموسيقار حلمي بكر على ظاهرة انهيار الفرق الغنائية، قائلاً: «لطالما قلنا إن معظم تلك الفرق موضة وستزول، وهناك فرق كثيرة كانت موجودة وناجحة واختفت، مثل «الفور إم» و«المصريين» وغيرهما، فانهيار الفرق الغنائية ليس وليد الساعة، وغالباً ما يكون السبب رغبة كل عضو في أن يحقق نجومية خاصة به، فالفرق تكون أحياناً مجرد طريق الى الشهرة، وبعدها يبحث كل عضو عن مصلحته الخاصة».

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078