تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

ميريام عطالله: لو عاد بي الزمن الى الوراء، لما أعدت تجربة «ستار أكاديمي»

ما نعرفه عن الفنانة ميريام عطالله، أنها مطربة من الجيل الجديد سطع نجمها مع الموسم الأول من برنامج المواهب «ستار أكاديمي»، لكن ما لا يعرفه الكثيرون عنها، أنها درست التمثيل أكاديمياً في سورية، وقدمت العديد من العروض المسرحية، والأعمال الدرامية المعروفة.
ميريام التي تحتفل بصدور ألبومها الجديد «الله بيعلم»، تصرّح بأن الغناء أبعدها عن التمثيل، وأنه لو عاد بها الزمن الى الوراء، لما خاضت تجربة «ستار أكاديمي»، الذي كان سبب شهرتها. وهي اليوم تعود إلى الدراما من خلال مشاركتها في مسلسل «قناديل العشاق»... ميريام عطالله في حوار.


- بعد انقطاع عن الدراما تعودين بـ«ضرسانة»... ما خصوصية هذا الدور؟
من الجميل أن أعود للعمل في الدراما بعد انقطاع طويل عنها، و«ضرسانة» في مسلسل «قناديل العشاق»، هي فتاة تعمل في منزل «أيف» وهي الأكثر شغباً بين الفتيات.

- هل شاركتِ في العمل لكون الدور يتطلب ممثلة تجيد الغناء؟
مشاركتي في العمل جاءت بمحض الصدفة، فقد طلبني المخرج سيف الدين سبيعي للعمل بعدما علم أنني أريد العمل في الدراما من جديد، ومساحة الغناء في دوري أصغر بكثير من باقي الأدوار النسائية الأخرى، لكن المخرج رأى أنني مناسبة لهذا الدور.

- تؤدين دوراً ثانياً بعد دور البطولة إلى جانب الفنانة سيرين عبدالنور، هل يزعجك ألا تكون بطلة العمل إحداكما؟
سيرين عبدالنور نجمة وتستحق النجومية، كما أن لها جمهورها واسمها، والعمل يحوي عدداً من الخطوط المهمة، ويتقاسم بطولته أيضاً كلٌ من الفنانَين ديمة قندلفت وخالد القيش، ومن الطبيعي أن تكون هناك شخصيات ثانوية، إلا في حال أردنا جميعاً القيام بأدوار البطولة، وبالنسبة إليّ لا أفكر بأنانية، بل كفنانة تريد أن تثبت نفسها في الدور الصغير قبل الكبير.

- هل ساد التوتر أجواء العمل بعد منع سيرين عبدالنور من العمل في سورية؟
على العكس، هناك تفاهم كبير في ما بيننا، وسيرين لطيفة ومتواضعة، كما يسود جو من التعاون بين المخرج وفريق العمل.

- لولا انشغالك بالغناء، لكنت من أهم نجمات الدراما السورية اليوم...
بالفعل، الغناء أبعدني عن التمثيل، ولا أنكر أن برنامج «ستار أكاديمي» أطلقني وحفر لي اسماً في الوسط الغنائي العربي، لكن لو استمررت في التمثيل، لكنت اليوم أملك أرشيفاً درامياً مهماً، فعندما كنت في السنة الرابعة في المعهد العالي للفنون المسرحية، طُلبت للقيام ببطولة ثلاثة أعمال درامية من أهم المخرجين السوريين... ولو عاد بي الزمن الى الوراء، لما أعدت تجربة «ستار أكاديمي»، لكن الدراما لم تكن في تلك الايام قد حظيت بالشهرة عربياً كما هو الحال اليوم، فلدينا نجوم سوريون ليسوا معروفين خارج سورية، ونجوم آخرون انطلقوا منذ سنوات وأصبحوا نجوماً عرباً.

- هل تندمين على تجربة «ستار أكاديمي»؟
ليس بمعنى الندم، «ستار أكاديمي» كان همّاً كبيراً، وأنا لم أكن مستعدة لخوض تلك التجربة، فقد غيّر البرنامج حياتي وحوّلني من إنسانة بسيطة تمشي خطوة خطوة إلى أخرى مشهورة أمامها مسؤوليات كبيرة، فيومها لم أكن أُخطط لحياتي المهنية، كما لم أكن أملك أدوات لهذه الشهرة، فالصعوبة برزت بعد «ستار أكاديمي» لأنني لم أكن مستعدة كما يجب ولضعف خبرتي في الحياة.

- هل كونك منتجة أعمالك، جعلك تصدرين ألبومك الجديد «الله بيعلم» بأغنية جديدة مع أغانيك السابقة؟
ضم الألبوم أغنيات قديمة جديدة، مثل «الشب الشبابكلي، بتسترجي، بولاد»، من إصدار عام 2016، و«حاكيني، داع» من الألبوم القديم، حيث أصدرت الأغنية تلو الأخرى بطريقة الفيديو كليب، والجمهور طالبني بـ«سي دي»، فجمعت أعمالي في ألبوم كرمى لعيون المحبّين، وقلت إنه حصيلة أعمالي، وهناك أغنية «الحليوة» التي تتحدث عن الشاب السوري، و«الله بيعلم» وهي أغنية جديدة من كلماتي وألحاني، لكنني لم أصوّرها فيديو كليب، وقد أهديت الألبوم الى كل من يحب ميريام عطالله.

- «الشب الشبابكلي» تصدّرت لفترة قائمة أفضل أغنية، هل هي الأغنية الأهم في رصيدك الفني؟
الأغنية من نوع السهل الممتنع، لأنها بسيطة وقريبة من الناس، وتعلمت خلال تلك السنوات ألاّ آخذ برأي كاتب أو موزع، بل أهتم برأي الشارع العفوي، فقد وصلت مشاهدات الكليب إلى حوالى ثلاثة ملايين وسبعمئة ألف مشاهدة على «يوتيوب».
وعندما قدّم لي الفنان وسام الأمير الأغنية، قال لي هل تريدين أغنية تُنهكين بها حبال صوتك، أم أغنية يحبها الشارع العربي؟ فاسمعني «الشب الشبابكلي»، وسألني البعض يومها ما إذا كنت حقاً سأُغنّي هذه الأغنية، فقلت لهم نعم، وبالفعل كانت الأغنية خفيفة وقريبة من القلوب.

- هل تعتبرين دورك زوجةً لباسم ياخور في مسلسل «خالد بن الوليد»، أهم مشاركاتك الدرامية؟
دور «خزامى» في الجزء الأول من العمل كان عابراً، وكان من المفترض أن يكون محورياً في الجزء الثاني الذي لم يبصر النور، لكن بالنسبة إليّ أرى أن دوري في مسلسل «ليل ورجال» هو الأهم فنياً، لأنه دور مركب يتناول حياة فتاة تعاني تخلّفاً عقلياً وعجزاً في قدراتها، وفي مسلسل «صبايا» حاولت أن أخلق «كاركتراً» بين مجموعة الصبايا، وكذلك دوري في مسلسل «يوميات مدير عام».

- هل تعكس أغنية «الله بيعلم» التي كتبتها ولحنتها واقعك الشخصي؟
بالطبع، تحاكي الأغنية واقعاً عشته، وكما تقول كلماتها: «الله بيعلم بروحي لما إيدك بتلمسني توقف الغصة بقلبي»، فكل فتاة تتمنى أن تقع في الغرام، لكنها للأسف تصطدم بعادات المجتمع والتقاليد البالية، فتكبت مشاعرها، وتعيش صراعاً دفيناً مع من تحب خوفاً من أن يُسيء فهمها.

- حصولك على جائرة أفضل مطربة صاعدة 2010، ماذا عنى لك؟
الجوائز أمر نفسي أكثر منها تحولات فنية، خاصة إذا كنا نتحدث عن جائزة منحني إياها الملحن والموسيقي المهم خالد بكر، عن فئة أفضل صوت. هذه الجائزة أعطتني حافزاً جديداً للتقدم فنياً.

- ما مدى تأثير مدير الأعمال الناجح في الفنان؟
مدير الأعمال الناجح يؤثر كثيراً في مسيرة الفنان، فهو يشكّل ضمانة للفنانة ودرع أمان لها، إذ ينسق الحفلات بطريقة لبقة، ويلمّع صورتها في عيون الجمهور والمنتجين، وبالنسبة إليّ أُجيد الغناء والتمثيل، لكنني لا أعرف كيف أخطط وأجلب المال، بل أحقق حالة فنية فقط.

- غناؤك بعدد من اللهجات، هل هو نوع من التسويق الفني؟
لطالما كان الفنان السوري متعطشاً للغناء بكل اللهجات، فمنذ صغرنا ونحن نسمع اللهجة المصرية في الأعمال الدرامية، ثم ظهر لون الغناء اللبناني، وبعد اندلاع الحرب العراقية، سمعنا اللون العراقي في مختلف أنحاء سوريا، كما كان أهل قريتي يذهبون للعمل في الخليج، ويسمعون الغناء الخليجي، فغنائي بعدد من اللهجات هو حالة تعبير أكثر منه تسويقاً، لأنني لست انتهازية، وبالنسبة إليّ ليس خطأً أن يغنّي الفنان باللهجات العربية المختلفة، بل أرى ذلك حباً بتلك اللهجات.

- ما سبب تعاونك المتكرر مع المخرجة رندلى قديح في كليباتك؟
رندلى مخرجة مجنونة وأفكارها جميلة، وهي مريحة في التعامل، وأجدها تشبهني وتحقق لي كل ما أتمناه منذ تجربتنا الأولى معاً. في «ستار أكاديمي» كانت تتابعني باهتمام، فهي تفهمني جيداً، تحب عملها ولا تضيّع وقتها.

- هل ترينها جرأة أن تغني «حبلى» من كلمات نزار قباني بعد رفض فنانتين غناءها؟
كل ما حصل أن مدير الأعمال الذي ادّعى ملكيته للأغنية كان قد عرضها على الفنانة الجزائرية فلّة، وبالفعل أخرج سيف الدين سبيعي الكليب، لكن الأغنية والكليب لم يبصرا النور، ثم عاود الشخص نفسه عرضها على الفنانة سارة الهاني، التي رفضت عائلتها الفكرة لكون كلمات الأغنية جريئة.
وسمعت أن الفنانة رولا سعد أرادت أن تغنيها ولا أدري ماذا حدث بعدها، وعندما تسلّم هذا الشخص إدارة أعمالي عرضها عليّ وسجّلتها، وبعدما فسخت عقدي معه، عرفت بأمر العروض التي سبقت غنائي لتلك الأغنية.
أما بالنسبة الى ما تتضمنه الأغنية من جرأة، فلكوني ممثلة درامية، من المفترض أن ألعب أي دور، بما في ذلك الدور الذي اشتملت عليه الأغنية، وثمة من حصر جرأة الأغنية فقط في عنوانها «حبلى».

- هل صحيح أن الأغنية وصلتك من طريق المنتج أيمن الدهبي؟
هذا الكلام صحيح، حينها كنت أنوي الانضمام إلى شركة «نينار» التي كان يديرها المنتج أيمن الدهبي، ولم ينجح الاتفاق بيني وبين الشركة، وكان أيمن الدهبي قد انفصل عن الشركة أيضاً.

- كنت أول مشتركة سورية في برنامج «ستار أكاديمي»، وبدوت تلك الفتاة الطيبة، علامَ تندمين في مشاركتك في البرنامج؟
كنت عفوية جداً، وكان يجب أن أكون أكثر خبثاً، وأخفف من طيبتي التي كانت تظهر بوضوح أمام الكاميرا، فبساطتي وردود فعلي البريئة كانت تثير استفزاز الناس.

- هل كانت لك الأحقية بأن تكوني «ستار أكاديمي» الموسم الأول؟
كنت أرغب في البقاء أطول مدة في البرنامج لأتعلم أكثر فنون الغناء والرقص واللوحات، وبالتالي أجيد تقديمها على المسرح. كان كل همي أن أركز على الدروس واكتساب الخبرات، أما الإعلام فقد اعتمد دائماً على عنصر التشويق لجذب الجمهور واللعب على مشاعرهم، لذا أرى أن البرنامج «حرقني» في أماكن معينة، كما أوهم القيّمون عليه الناس بمشاهد تدل على وجود قصة حب تجمعني بأحدهم، وهذا ليس صحيحاً.

- متسابقات سوريات شاركن بعدك في البرنامج وأثرن الجدل، هل قدّمت لهن النصيحة؟
بصراحة لا، لأنه في الوسط الفني عندما تعطي النصيحة لأحدهم يفهمها على طريقته، لكنْ كلٌ منا قدمت نفسها على حقيقتها، ومن خلال مسلسل «قناديل العشاق»، تعرفت إلى المشتركة سارة فرح عن قرب، وهي من الأصوات السورية المميزة.

- هل تعتقدين أن وصول ناصيف زيتون نجم «ستار أكاديمي» الى النجومية، حظ أم استحقاق؟
ناصيف زيتون يمتلك الموهبة، والحضور الجميل، والصبايا أحببنه، وهو يستحق ما وصل إليه، والحظ بلا شك موجود، والله أكرم ناصيف بمحبة الناس وبإحاطة المخلصين به في العمل.

- ماذا عن الجائزة التي حصلت عليها مناصفةً مع المطربة شذى حسون؟
بعد تجربة «ستار أكاديمي» حصلنا على هذه الجائزة مناصفةً، وكنا لا نزال جديدتين في الوسط الفني. أنا وشذى حسون لا نشبه بعضنا البعض ونختلف باللون والطابع الفني، وهي فنانة قدمت مجموعة من الأغاني التي حققت النجاح والجماهيرية.

- ما الذي أخّرك فنياً؟                               
ما يؤخّرنا دوماً هو الإنتاج، فالفنان هو من يشتري الكلمات واللحن ويدفع للمحطات التلفزيونية والراديو لإذاعة أغنياته، على عكس ما كانت عليه الأمور منذ عشر سنوات، فاليوم أثّرت الأوضاع السياسية المتأزمة والتراجع الاقتصادي في الفن، بحيث أًصبحت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تحصّل مردودها من الفنان نفسه، فمن يستطيع أن يدفع أكثر، يروّج لأغنيته في أي محطة، فيظنّ الناس أنها أغنية ضاربة، بينما الأمر كله مادي بحت.

- أعلنت عن عمل يجمعك بالفنان مروان خوري، ماذا عنه؟
كان هناك منتج يعمل على تلك الأغنية بعدما سمعها من مروان خوري وأحبّها، لكنه انسحب في ما بعد، ليتوقف المشروع.

- من يساند ميريام عطالله؟
كل الناس من حولي يحبونني ويساندونني، فأنا لا أتلقّى الدعم من أي سلطة، أو شركة كبيرة، أو حتى يساعدني مدير أعمال، بل إن أهلي وإخوتي هم سندي الأول والأخير في الحياة.

- انتقدك الناس بعد خضوعك أخيراً لجلسة تصوير بملابس جريئة، هل تقصّدت ذلك؟
لم أتقصّد الظهور بأسلوب جريء، وكل ما في الأمر أن المصوّرة طلبت مني أن أفتح السحاب قليلاً، وبدوري لم أجد في طلبها أي جرأة، وفي ذلك اليوم بالتحديد لم أرَ الصور، حتى نشرتها المصوّرة.

- حبّك للعمل مع المخرج حاتم علي، هل يعود الى أنه كان أستاذك في المعهد العالي للفنون المسرحية؟
كان حاتم علي أستاذي، وكان صارماً في التعامل مع الآخرين، وأنا أحب العمل مع هذا النوع من المخرجين، لأنهم يرشدون الفنان إلى الطريق الصحيح، وأعتقد أن ذهني تشتت بعد مشاركتي في «ستار أكاديمي»، وعانت هويتي الفنية ضياعاً.
مثلاً، سألني المخرج سامر البرقاوي: لماذا أنت بعيدة عن الدراما؟ فأجبته بأن الدراما هي البعيدة عني وليس أنا، فالمخرجون يحارون في أمري، هل أود التمثيل أم الغناء؟ كما أن لشركات الإنتاج حساباتها الخاصة، خاصة في ظل كثرة الممثلين والمطربين.

- الفنان جمال سليمان كان أستاذك أيضاً، لكن من هو المعلم الذي أثر فيكِ فنياً؟
على الصعيد الانساني لم يؤثر أحد فيّ، لكن جمال سليمان وضع بصمته المهمة فنياً خلال سنتنا الأولى في المعهد، ودلّنا على أولى خطوات الطريق، واستفدت منه كثيراً في التمثيل، وعندما وصلنا إلى السنة الرابعة، وهي مرحلة النضج الفني، جاء دور حاتم علي الذي نظّم لنا أمورنا.

- ماذا عن الحب في حياتك؟
الحب بكل أنواعه موجود في حياتي، فهناك حب أمي وإخوتي، وفي حياتي اليوم حبيب، وهو لبناني ساعدني كثيراً في العودة إلى طبيعتي، كما يشجعني دوماً على الوقوف من جديد...

- معروفة بتعلّقك الشديد بوالدك، إلى أي مدى أثّرت وفاته فيك؟
كان أبي وأخي وصديقي، وأقرب إليّ من أمي في التعاطي، فلكل منهما محبته ومكانته الخاصة في قلبي. كان أبي مدرّساّ، حنوناّ وصارماّ في الوقت نفسه، يعرف كيف يدير عائلته ويحتويها، ولم أتردد يوماً في إخباره بكل ما يحدث معي ليرشدني الى طريق الصواب، رحمه الله...


الاعتزال...

- ما سبب تصريحاتك المتكررة بالاعتزال، ثم العدول عنه؟
أنا بطبعي مزاجية، والوسط الفني متعب ويحتاج الى طاقة دائمة، وما حصل أنني تأثرت كثيراً بالأوضاع في سورية، فما إن نشغّل التلفزيون حتى نجد على شاشته صور القتل والدمار والحرب التي أنهكت البشرية، وقد حاولت مراراً أن أحارب الموت بالأغاني، لكنني كنت أصل الى مرحلة احتاج فيها إلى الراحة، فأنا لم أقصد الاعتزال النهائي بالمعنى الحرفي للكلمة، إنما بقيت لفترة في منزلي، ورفضت الحفلات التي كانت تُعرض عليّ، لكنني عدت أخيراً الى العمل.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080