المخرجة السينمائية ريم سمير البيات: «أيقظني» سيشارك في مهرجان مدريد السينمائي
تمتلك أدواتها، وتسير بخطى ثابتة وجريئة نحو مستقبل زاهر، متوقدة بالعطاء لتقديم الأفضل لجمهورها الذي ينتظر منها الكثير في مجال الإخراج السينمائي الذي اقتحمته بقوة بدءاً بفيلم «دمية»، مروراً بفيلم «ظلال» وفيلمين وثائقيين مع وزارة الخارجية السعودية، وصولاً الى الفيلم الروائي القصير «أيقظني».
المخرجة السينمائية ريم البيات الحاصلة على الشهادة الوطنية في التصوير من معهد الفنون في بريطانيا عام 2005، ودورة في الإخراج السينمائي من المعهد نفسه في عام 2008 تهتم بقضايا المرأة السعودية وتطرحها بجرأة في أفلامها، وتسعى جاهدة لتحقيق المزيد من النجاحات، من خلال مشاركتها في المهرجانات العربية والدولية.
«لها» التقت ريم البيات فدار بينهما حوار عن الإخراج والإنتاج، والتحديات التي واجهتها، والمشاكل التي يتعرض لها المخرجون بعامة، فما بالنا إذا كانت امرأة سعودية تمتلك الكثير من الجرأة والعطاء؟
- دخلت عالماً لطالما كان حكراً على الرجال، من الذي دفعك لخوض تجربة الإخراج السينمائي؟
لم أنظر إلى عالم الإخراج على أنه حكر على الرجال، ولِمَ يكون حكراً على الرجال وهو صناعة فنية وثقافية في المطلق؟ وما دفعني لخوض التجربة هو حب المغامرة مع زوجي الشاعر والسيناريست أحمد الملا.
كان ثمة ضوء أنار لي الطريق فتعلمت من صنّاع السينما في بريطانيا، وكنت محظوظة حين تتلمذت على أيديهم وخبرت طرقهم الرائعة في التدريس، واكتشفت إبداعاتهم.
- كيف تقيّم ريم تلك التجربة التي أعقبت 3 أفلام وفيلمين وثائقيين؟
فيلم «أيقظني» اسم على مسمّى. تلك التجربة أيقظتني من غفوتي واستثارت أحاسيسي كلها لأقدّم الأفضل، فرغم صعوبتها تمت كما أريدَ لها بنجاح وبفريق عمل سعودي 99% حيث عكس الفيلم واقع المرأة السعودية ولامس جزئية مهمة وطرح قضية صعبة استطعت إيصالها الى المتلقي بمدة زمنية لم تتجاوز الـ 24 دقيقة.
- هل كانت التجربة مع فريق سعودي سهلة؟
أدركت أن الفريق السعودي ما زال في بداية الطريق في هذا المجال، ولم يدخل التجربة بعد كصناعة سينمائية، لكنني اكتشفت مواهب ملهمة، وتأكدت من خلال تلك التجربة، أن الفيلم الطويل يحتاج الى فريق محترف 100% بغض النظر عن جنسيته، وها أنا اليوم أحضّر لفيلمي الرابع وسأعلن عنه لاحقاً.
- ما هي التحديات التي واجهتك كمخرجة سينمائية في مجتمع محافظ؟
للأمانة، في فيلمي الأخير لم أواجه تحديات ولا مشاكل في التصوير، بفضل المساعدة الكبيرة التي حظيت بها من جميع أفراد العائلة، فقد قدموا لي أماكن التصوير بكل أريحية من فيلا إلى عيادة وغير ذلك، وكل شيء كان خصوصياً بدعم كبير من الأهل والأصدقاء.
- من تحمّل تكاليف إنتاج فيلم «أيقظني»؟
برنامج «إنجاز»، ومعه برنامج أبو ظبي التابع لـ«إنجاز»، بالإضافة الى مهرجان أفلام السعودية، مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، لكنني لم أستطع المشاركة في مهرجان الأفلام السعودية لأن زوجي هو مدير المهرجان.
- للإنتاج السينمائي مشاكله وصعوباته، ما هي المشاكل التي اعترضت طريقك؟
هناك الكثير من المشاكل التي تقف حجر عثرة في الإنتاج، ولكل تجربة مشاكلها الخاصة، ولا أستطيع بناء مشاكل تجربة على أخرى.
- في فيلم «ظلال» تعاونتِ مع فريق أجنبي، ما الفارق بين التعاونين: الأجنبي والسعودي؟
لكل منهما صعوباته ومشاكله. فريق العمل الأجنبي تكون لغة التواصل هي العائق الأكبر أمامه، أما الفريق السعودي فلا يزال في بداية الطريق في صناعة السينما.
لذا سيكون العمل في المرة المقبلة مع محترفين في عمل سينمائي قوي بغض النظر عن جنسيته أو هويته، المهم أن يكون مخضرماً في صناعة السينما.
- ما الرسالة التي توجّهينها الى المجتمع من خلال فيلم «أيقظني»؟
«أيقظني» فيلم يدور في فلك امرأة وحيدة في بداية الأربعينات ولها أولاد مستقلون وبعيدون. تعاني من الوحدة والعزلة ونظرة المجتمع اليها، وتعمل مدربة رقص في الخفاء، لأنها لا تستطيع مواجهة مجتمع سلبها حقوقها، لذلك جاء الفيلم ليجسد معاناة المرأة السعودية وما يدور حولها من نفاق اجتماعي، مما أدخلها في حالة ذهانية صعبة زادت حدّتها مع تعاطيها الأدوية المهدئة.
- هل استعنتِ بطبيب نفساني لكي يشرح للممثلة كيفية القيام بالدور؟
لم أحتج الى طبيب نفساني، لأن الشخصية كانت واضحة بالنسبة إليّ، من خلال قراءاتي المتعددة حول حالات الذهان، ومشاهدة أفلام في هذا الخصوص.
لذلك فضّلت شرح الفكرة للممثلين بطريقتي الخاصة، وقامت ببطولة الفيلم شقيقتي سميرة البيات، والفنان القدير ابراهيم الحساوي، والمخرجة السينمائية والممثلة عهد كامل.
- كيف وجدت تلك التجربة مع امرأتين سعوديتين؟
كانت تجربة عظيمة وأكثر من رائعة، تخوضها أختي مع الفنانة القديرة عهد كامل التي أعطتني الكثير من الأشياء الجميلة، وكان التواصل رائعاً، والموسيقى التعبيرية أروع. أيضاً كان ظهور العارضة سماح زيدان في الفيلم معبراً.
- أين كان العرض الأول لفيلم «أيقظني»؟
عُرض الفيلم للمرة الأولى في العالم في «مهرجان دبي السينمائي»، وتم اختياره في المسابقة الرسمية.
- متى سيُعرض على شاشات التلفزة؟
في السنوات الثلاث الأولى، يجب أن يأخذ الفيلم حقه في المهرجانات، ومن ثم يمكنه أن يشق طريقه إلى العرض على الشاشة الصغيرة أو السينمائية.
- هل حصد جائزة في المهرجان؟
لا، لم يحصل على جوائز بعد، ولكنني آمل أن يشارك في أكبر عدد ممكن من المهرجانات العربية والعالمية، لأنه يستحق ذلك.
- دائماً يكون الطرح حول المرأة، لكن أين الطفل من اهتماماتك؟
عبّرت عن ذلك في فيلمي القصير «دمية» عام 2010 وتحدّثت عن زواج القاصرات لأنني لم أكن أعرف أن ليس هناك قانون يحمي الطفولة البريئة من هذا الانتهاك اللاإنساني. وحالياً أعمل على كتابة سلسلة من حكايات الأطفال.
- هل استطعتِ أن ترسمي صورة جميلة للمرأة السعودية؟
بعد مسيرتي المتواضعة، تم اختياري في دبي لأكون حَكَماً في مهرجان أفلام الطلاب في المدارس الفرنسية على مستوى الخليج les petits cinéastes Golfe ، وهذا شرف كبير لي، فقد شعرت أن صوت المرأة السعودية وصل بشكل مختلف وجميل واستُقبل بالود والاحترام والتقدير لكل الجهود المبذولة. وأخيراً Madrid International Film Festival في إسبانيا.
- كانت هناك مشاركة موسيقية بينك وبين الفنان مرسيل خليفة، لكن لماذا اقتصرت هذه المشاركة على القراءات الشعرية فقط؟
لأن الوقت لم يسعفنا، وكم كنت توّاقة للقاء الفنان مرسيل خليفة ليقدّم موسيقاه الجميلة! لكنني حظيت بشرف قراءاته الشعرية لقصائد الشاعر أحمد الملا في الفيلم، وهذا بحد ذاته أضاف الى العمل الكثير من الإبداع الفني.
- هوجمت من جانب الصحافة في فيلم «أيقظني»... منهم من عارض الفيلم، وآخرون أيّدوا طرحك، ما السبب؟
هاجمني أحدهم لأنه لم يفهم مسار الفيلم ولا حتى الطرح، لكن هجومه العنيف والبعيد كل البعد عن التهذيب لم يؤثر فيّ ولا في المتلقي أبداً، لأن النقد يجب أن يكون بنّاءً ويستدعي الحوار ويقدّم بعضاً من ثقافة فنية واعية، وليس نقداً ذكورياً عنيفاً.
- ماذا يضيف الناقد الى الفنان؟
إذا كان الناقد مثقفاً ومدركاً لكل صغيرة وكبيرة في العمل الفني، فهو يقدم الكثير للفنان ويتيح له حواراً ثقافياً واعياً يجعله يلتفت بشكل أو بآخر للكثير من الأمور الفنية، ويدرك قيمة النقد الفني حين يأخذه إلى مسار يحقق فيه المزيد من النجاحات.
- من أين تستمدين قوّتك؟
من الحب الكبير الذي يحيط بي.
- ماذا تعني لك الموسيقى؟
الموسيقى هي حياتي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لذلك أعبّر عن نفسي من خلال العزف على البيانو، وأخيراً على آلة السنسولا.
- تعددت مواهبك بين الرسم والموسيقى وتصميم الأزياء، لكن بمَ تحلمين؟
أعشق الفن بكل أنواعه، وأحلامي لا حدود لها، وأتمنى أن تتحقق، وها أنا أعمل اليوم على تصميم مجموعة جديدة من الملابس، وأكتب الفيلم الطويل، وأغذّي روحي بالقراءات العالمية المتنوعة، وأهتم بأسرتي الصغيرة والكبيرة وبكل أصدقائي، لأنني أحب الحياة.
- ماذا يعني لك الأمل؟
الفن هو كنز من كنوز الأمل.
- هل تم ترشيح فيلم «أيقظني» للمشاركة في مهرجانات أخرى؟
تم ترشيح الفيلم في عدد من البلدان والمهرجانات، منها:
Cine Pobre Film Festival في المكسيك.
Female Filmmakers Film Festival في أميركا.
Digital Griffix Online Film Festival في كندا.
The Monkey Bread Tree Film Awards
Equality Festival في أوكرانيا.
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024