تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

المصمم العالمي ستيفان رولان Stephane Rolland المصمّمون العرب الجدد غارقون في القسوة والصراعات

زياراتهُ المتكرّرة إلى بيروت، جعلته واحداً من أكثر المصمّمين قُرباً وإدراكاً للثقافة العربيّة، فرغم الروح الفرنسية التي تطغى على تصاميمه، لا يزال يستعين بالخطوط الشرقية العريضة والهندسة المعمارية العربية... يزور ستيفان رولان لبنان مرّةً جديدة، حيث يرأس لجنة تحكيم معهد ESMOD، والذي يُخرّج دفعةً جديدة من طلّاب تصميم الأزياء، وقد أُتيحت لـ«لها» فرصة لقائه فخصّها بحوار في هذا اليوم الماراثوني الذي أمضاه إلى جانب الطلاب.

- هذه ليست زيارتكَ الأولى إلى بيروت...
طبعاً لا... إنّها العشرون أظنّ (ضاحكاً)... أحبّ هذه المدينة كثيراً، لما فيها من جمال وأناقة وشغف بالموضة، وكذلك أشخاص يعشقون الموضة ويتابعون أحدث صيحاتها. بات لديّ أصدقاء كُثُر في بيروت، وأصبحتُ أحبّ البقاء فيها.

- بمناسبة الحديث عن بيروت... ما هي أجمل الذكريات التي تحملها من زياراتكَ المتكرّرة إليها؟
ذكريات كثيرة نابعة من جمال الأماكن، الهندسة المعمارية، خطوط الموضة، لقاءاتي مع الناس، سواء أصحاب الاختصاص، المارّة وحتى طلّاب تصميم الأزياء.

- وماذا عن زيارتكَ إلى ESMOD ؟
في الحقيقة، ألبّي دعوة رئيس المعهد هنا لأكون رئيس لجنة التحكيم على مشاريع تخرّج دفعة جديدة من مصمّمي الأزياء الشباب، الذين يدرسون في ESMOD بيروت. هذه فرصة جميلة جدّاً للعودة إلى لبنان والخوض أكثر في مجال الموضة المحلّية وصناعتها وكيفية تطوّر الرؤية إليها.

- نرى اليوم جيلاً جديداً من المصمّمين...
(مقاطعاً)... نحن نعرف مصمّمين لبنانيين كثراً ذاع صيتهم في العالم أجمع، وزيارتي إلى هنا كان من شأنها أيضاً التعرّف إلى جيل المصمّمين الصاعد... بأي طريقة يُفكّرون، ما هو أسلوب عملهم، وما هي خططهم المستقبلية للوصول إلى عواصم الموضة حول العالم.

- ما رأيكَ في تصاميم الطلاب؟
أدهشني أسلوب العمل، هناك جهد كبير وتركيز على التسويق والترويج وحتى خلق المناخات المناسبة لبيع التصاميم. بذل الجميع مجهوداً كبيراً على الصعيدين التقني والإبداعي، وأذهلتني فعلاً الطاقة الموجودة لدى المصمّمين، وكذلك نوعية التصاميم والقطع المعروضة.

- عندما نتحدّث عن نوعية التصاميم؛ هل هذه أولوية بالنسبة إليكَ؟
بالنسبة إليّ، الإبداع والابتكار في المقدّمة ومن أهمّ الأمور التي يجب أن تتوافر في عمل كلّ مصمّم. وبعد ذلك، يجب أن تكون هناك خطط واضحة المعالم للتسويق والترويج. الابتكار جميل، ولكن التسويق أهم، ناهيك عن أنّ التصاميم يجب أن تكون Wearable، أي يسهل ارتداؤها وتحقّق مبيعاً، فتخيّل أن يكون هناك مصمّم مبدع ولكن تصاميمه لا تعرف سوقاً للمبيع.

- وماذا عن الراحة في ارتداء التصاميم؟
هي أيضاً في مرتبة متقدّمة على سلّم الأولويات، فلا يُمكن المرأة أن ترتدي تصميماً ليس مريحاً، ستكون منزعجة ولن تبدو أنيقة أو في غاية التألّق... ولكن هناك نساء كثيرات يفضّلن التصاميم غير المريحة مثل الكورسيه!

- شاهدنا على منصّات عروض الأزياء العالمية تداخل الموضة مع التكنولوجيا والطبيعة؛ هل هذا المبدأ معتمد في تصاميم المصمّمين الشباب؟
هناك تركيز كبير على الأمور المتعلّقة بالـ Organic والـ Ecology- مبدأ الموضة الصديقة للبيئة، ولكن هناك أيضاً حديث عن الحروب والصراعات والسواد الحاضر في ألوان التصاميم والأقمشة القاسية مثل الجلد ودخول المعادن إليه، أنصح المصمّمين دائماً في البحث عن الإيجابية.

- بذلك لا توافق مبدأ انعكاس الذوق العام والشارع في الموضة...
البحث عن الإيجابية رغم كلّ ما يظهرونه من سلبية قد يكون في الألوان أو بعض القصّات وحتى الأكسسوارات التي يتم إدخالها إلى القطع، فهم غارقون في القسوة والصراعات. أتفق معك في أنّ الموضة هي انعكاس لما نعيشه ويتم ترجمته بنواحٍ عدة من الابتكار، ولكن هذا غير كافٍ. يجب أن تكون الموضة مخرجاً من المشاكل وليس مرآةً عاكسةً لها، وهنا يُثبت العمل الجيّد، والذي تتكامل فيه عناصر الإبداع والتميّز والتسوّيق والترويج الجيّد.

- ماذا وجدتَ لدى المصمّمين الجدد؟
هؤلاء المصمّمون عارفون بالموضة ومدركون لخطوطها العريضة ومبادئها، ومتأكدون تماماً من قوّة الموضة وتأثيرها عالميّاً، وبالتالي يعلمون كيف يترجمون أفكارهم ويستوحون ممّا حولهم. يتابعون ويترقّبون، وقد لفتني أيضاً أنّ لديهم ما يكفي من التواضع، فلا يُفكّرون بنجومية الغد ولا بالغرور.

- ما السر الذي يمكن أن تنقله إليهم بعد خبرتك الطويلة في عالم الموضة؟
ليس هناك سرّ في الحقيقة... ولكنّني أحضّهم على المتابعة والتعلّم والإصرار وتسجيل كلّ ما يحيط بهم ويرونه جميلاً... أقول لهم تعلّموا كثيراً، افهموا أنفسكم لابتكار أمور كثيرة، لأنّ فهم الذات يُساعد في فهم المجتمع وتلبية حاجاته وسدّ فراغات إبداعية فيه.

- هل تفكّر في افتتاح مدرسة «ستيفان رولان» لتعليم الموضة؟
(يضحك)... لا أفكّر بذلك الآن... قد يكون مشروعاً مؤجلاً إلى سنوات الشيخوخة!

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080