منزل بألوان جريئة
بالتعاون مع زوجته، صمّم المالك الفنان نبيل حلو منزلهما، الذي استغرق بناؤه حوالى 8 سنوات من العمل المتواصل، مُحققين بذلك حلمهما في العيش في منزل يسكنه الهدوء والفرح .
بعد أن أنهى نبيل دراسته في جامعة الـ«ألبا»، ذهب الى فرنسا للتخصص في الدراسات العليا، ومن ثم عاد الى لبنان نحّاتاً رفيع المستوى، أغنى بأعمال النحت منزله، في الداخل والخارج على حد سواء.
وعبر قنطرة بتصميم عصري وخطوط برتقالية اللون ندخل الى المنزل لتستقبلنا ثلاثة صالونات بألوانها الزاهية التي تعكس شخصيتي المالكين وذوقهما المترف.
ثمة لوحات فنية عصرية مميزة بألوانها المشرقة، تقول عنها المالكة: «لا أهتم بتناغم اللوحات مع الأثاث بقدر ما تأسرني اللوحة بجمالها وروعة ألوانها. لطالما أحببت الألوان الموزعة في منزلي»
في الصالون الأول تطغى تدرّجات اللونين البني والبيج، بما يتناسق مع الأرائك الملونة، وتحلو الجلسة أمام المدفأة المرصوفة بالحجر الأحمر الناري من الداخل، والمغطّاة بالحصى البحري، مما يفرض تناقضاً ما بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء.
تتوسط هذا الصالون طاولة صمّم قاعدتها الفنان العالمي ألفريد بصبوص، وتتميز بسهولة تحويلها الى طاولة يحلو تناول الطعام عليها شتاءً... كما تنتشر اللوحات التي غلب عليها اللون الأزرق، وهي أيضاً من إبداعات الفنان بصبوص نفسه.
أما الصالونان الآخران فيزدحمان بالألوان لكن بتناغم مع قطع الأثاث وباقي اللوحات التي رسمتها ريشة المالكة.
في غرفة الطعام خُصصت مساحة تخللتها طاولة ضخمة مع رف حجري متصل بنافذه مفتوحة على المطبخ لتسهيل الخدمة. وتقول المالكة: «لا نهتم كثيراً بغرفة الطعام، لأننا نفضّل الجلوس في حديقة منزلنا طوال أشهر الصيف، أما شتاءً فنتحلّق حول الطاولة التي في غرفة المدفأة».
الصعود الى قسم المنامة يكون عبر سلالم لولبية. هنا الجناح الخاص بالمالكين رحب وهادئ. سرير ضخم اختار له المالكان غطاءً مخططاً بألوان نارية لبثّ الدفء في الأجواء، وتعلوه ثلاث لوحات عصرية، وإلى جانبه جلسة مريحة هادئة.
دائرة مفرغة توسطت السقف الذي تتدلى منه ثريات توزّع الإضاءة بشكل متناغم مع المنحوتات، كما اختبأت النوافذ خلف ستائرعصرية منسدلة تسمح للنور بالتسلل عبرها لكي ينعم المنزل بالضوء الطبيعي.
يدخل الزائر الى المنزل عبر باب بتصميم عصري مزدان بـ«الفيرفورجية» ومطلي باللون البني المائل الى الحُمرة ليتناغم مع لون القرميد الذي يحتضن سطح المنزل، اضافة الى بعض الخطوط من اللون نفسه، المترامية في الحديقة. كما استُخدم في بناء المنزل الحجر الأبيض «التستا» ليجمع الطرازين اللبناني والإيطالي معاً.
حديقة غنّاء تزنّر المنزل، وتفخر بأشجارها المثمرة وورودها الملوّنة التي أبرزها «الجيرانيوم»، وشتولها التي تسلّقت النوافذ، إلا أن أعمال النحت التي برع بها المالك، فقد نجحت في جذب انتباهنا أكثر من تلك اللوحة الطبيعية، ذلك لغنى المنحوتات الحجرية الفنية بالأشكال الدائرية والهندسية الرائعة.
وفي الحديقة جلسات مختلفة، منها ما تظلّلها «برغولا»، وأخرى في الهواء الطلق للتمتع بسحر الطبيعة. وتثير الفضول منحوتات حجرية نافرة من جدار منخفض عند إحدى الجلسات، هي عبارة عن أعضاء في جسم الإنسان في تموضعات مختلفة، أكدت المالكة أن عملية نحتها استمرت حوالى سنتين.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024