داوود حسين: أنا أب ديمقراطي وأستعين بأولادي لأدخل عالم السوشال ميديا
يعترف بندمه على بعض الأعمال التي قدمها، لكنه يرفض الكشف عنها احتراماً للمشاركين فيها، كما يرفض تصنيفه كنجم كوميدي، ويؤكد أنه فنان شامل كاشفاً عن سبب ابتعاده عن الدراما الكويتية، وعلاقته بالنجوم المصريين.
النجم الكويتي داوود حسين يتكلم معنا عن مسرحيته الجديدة، والنجم الكبير الذي يتمنى العمل معه، ورأيه في محمد هنيدي وأشرف عبدالباقي، وسر ابتعاده عن التقليد، وعلاقته بأولاده.
- لماذا ابتعدت في الفترة الأخيرة عن الدراما الكويتية؟
لم يُعرض علي حتى الآن العمل الجيد الذي يخطفني لكي أقدمه، بخاصة أنني أمتلك مشواراً فنياً طويلاً ومتميزاً، لا أحب أن أضم إليه عملاً ضعيفاً.
- ما الجديد الذي سيقدمه داوود حسين لجمهوره خلال الفترة المقبلة؟
أستعد حالياً لعرض مسرحية «سعادة السفير» على المسرح الكويتي، وهي عمل من إنتاج عبدالمحسن العمر، ويشاركني بطولتها عدد من النجوم الشباب، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققناه معاً فى مسرحيتي الماضية «سكة سفر»، التي قدمتها مع المنتج محمد الحملي.
- هل ترى أن الدراما الكويتية بدأت تحقق نجاحات أخيراً؟
الكويت لها طبيعة خاصة، ومنذ قديم وهي تمتلك نخبة كبيرة من نجوم التمثيل، فكبار الممثلين الكويتيين نقلوا النهضة الفنية في مصر الى الكويت، كما أن أهم أساتذة الفن المصري كانوا يدرسون في الكويت، إضافة إلى أن الأفلام المصرية القديمة كانت تعرض دائماً في الكويت، وكنا نتعلم منها سواء أفلام نجيب الريحاني أو يوسف وهبي وإسماعيل ياسين وفاتن حمامة، ومن هنا بدأ التفكير الكويتي في إمكان إحداث تغيير في الدراما العربية، وتقديم فن يقارن ويشابه الفن المصري، ونحمد الله أن الكويت فيها مساحة كبيرة من الحرية والثقافة؛ التي ساعدت كثيراً على الازدهار فنياً، لذلك نرى الآن أن الكويت تعد هوليوود الفن الخليجي، وفنانوها كافة يظهرون حالياً في جميع الأعمال الدرامية العربية.
- كيف جاءت مشاركتك في الدراما المصرية؟
البداية كانت من خلال صديقي المخرج المصري سعيد حامد، الذي طلبني من أجل المشاركة كضيف شرف في فيلم الفنان أشرف عبد الباقي «على جنب يا أسطى»، ووافقت وقتها على الفكرة، والحمد لله رغم قصر المشهد أنه حقق نجاحاً جيدا.
وعقب ذلك، من طريق المصادفة أنني كنت في مصر وقابلت صديقي الفنان علاء مرسي، الذي طلب مني أن أذهب معه لكي نحتقل بعيد ميلاد الفنان محمد هنيدي، وهناك تقابلت مع المخرج وائل إحسان، الذي حينما شاهدني طلب مني أن أشاركهم في فيلم هنيدي الجديد «عندليب الدقي»، وحينما قرأت السيناريو أعجبت به للغاية لعشقي وحبي للدراما الهندية التي قدمتها في الفيلم.
والفكرة من المشاركة في تلك الأعمال كان هدفها الوصول إلى قلوب المصريين، فدخول مصر أمر ليس سهلاً مطلقاً، لكن الحمد الله استطعت بأقل الأعمال والمشاهد أن أدخل قلوب المصريين، والآن شهرتي واسمي معروفان في الشارع المصري.
- هل بإمكانك الآن أن تتحمّل بطولة عمل مصري بمفردك؟
لست من محبي البطولات المطلقة، لكن في الفترة الأخيرة خلال أعمالي المصرية، كنت بطلاً مع عدد من الأبطال المصريين، مثل مسلسل «يا أنا يا إنتي» مع الفنانتين سمية الخشاب وفيفي عبده، وأيضاً مع الفنان الراحل خالد صالح، الذي شاركته في بطولة مسلسل «9 جامعة الدول العربية»، وأيضاً مع الفنان رامز جلال في فيلمه الأخير «كنغر حبنا».
- كيف وجدت العمل مع محمد هنيدي؟
محمد هنيدي رمز من رموز الكوميديا في عالمنا العربي، والكل يتشرف بالعمل معه، فهو لا يقارن وله مدرسته الخاصة، وعلى المستوى الشخصي؛ بعد التعامل معه، وجدته إنساناً محترماً للغاية وجميلاً وودوداً ويحب الغير، كما أن لديه ثقافة كبيرة ومطلع على الفنون الأخرى كافة، وربما البعض لا يعلم عنه أنه متدين للغاية، فطيلة فترات وجودي معه كنا نجلس لكي نصلي ونقرأ القرآن الكريم، كما أن خفة دمه ليست فقط داخل التصوير إنما خارجها أيضاً.
- من هو الفنان الذي تتمنى الوقوف أمامه؟
هناك عشرات الأسماء التي أتمنى الوقوف أمامها، لكنْ هناك اسم واحد أحلم به، وهو الفنان الكبير الزعيم عادل إمام، فرغم أن صداقة تجمعني به، فإننا لم نجتمع بعد في أي عمل فني، فهو كلما يراني أو يجلس معي لا بد من أن يمسكني من خدودي ويشدها، ويقول: أكثر ما يعجبني فيك بعد فنك خدودك.
- لماذا حصرت نفسك في أعمال الكوميديا فقط؟
إطلاقاً، أنا فنان شامل، وخلال عملي في الكويت قدمت عشرات الأعمال المتنوعة، لكن ما برز لي وعرفه الجمهور العربي هو الأعمال الكوميدية، بخاصة الأعمال التي شاركت فيها بمصر، كما أنني وللأمانة أحب الكوميديا أكثر من أي فن آخر.
- ما الأقرب إليك: المسرح أم السينما أم التلفزيون؟
أعشق الفن المسرحي، ودائماً ما تكون له الأولوية بالنسبة إلي، لأنه يقربني للغاية من الجمهور، يجعلني على مقربة منهم؛ وأتعرف في الوقت نفسه على قدرتي في إيصال موهبتي للناس، فالمسرح هو المكان الوحيد الذي ترى فيه المشاهد أمام عينيك، وترى إن كنت استطعت أن تنجح في عملك أم لا، ومن بعده أحب السينما، لأنها ساعدتني كثيراً في انتشار اسمي عربياً، وأصبحت فناناً عربياً من خلالها، وأخيراً التلفزيون.
- هل هناك شخصية لم تقدمها حتى الآن؟
أتمنى أن أقدم شخصية الشرير، فهذا الدور يساعد في إبراز مواهب الفنان الحقيقية، وكل من قدم دور الشرير في الدراما المصرية استطاع إثبات موهبته.
- كيف ترى مسيرتك الفنية؟
كل عمل فني أقدمه أعتبره العمل الأول وتكون لديَّ لهفة وتشوّق إليه، كما أنني عندما أحصل على النص المسرحي أو السيناريو أعتبره حبيبي، وكل مسرحية أقدمها أكون متوتراً وخائفاً جداً.
- ما العمل الذي تندم عليه؟
أعترف بأن هناك أعمالاً أندم عليها، لكني لا أصرح بها احتراماً لمن هم معي فيها، فمن الممكن أن يكون أحدهم يعتز بها.
- ما رأيك في المسرح المصري؟
لست أنا من يقيِّم المسرح المصري بتاريخه وعظمته، فأنا واحد من المئات الذين تتلمذوا على يد رجال المسرح، وأفتخر بأنني في بداية مشواري الفني تعلمت الفن على يد كرم مطاوع وسعد أردش وأحمد عبد الحليم، فتلك الأسماء هي التي أطلقت المسرح العربي والخليجي، وساعدوني كثيراً في إثبات موهبتي الفنية، وعلموني كيفية الوقوف على خشبة المسرح في بداية حياتي.
- ما تقييمك لفكرة «مسرح مصر» التي يقدمها الفنان أشرف عبدالباقي، بعد أن هاجمها عدد كبير من الفنانين المسرحيين؟
أحترم الآراء كافة، ولكل إنسان رأيه وعلينا أن نحترم جميع الآراء. وأنا شهادتي مجروحة في الفنان أشرف عبدالباقي، لأنه صديقي وعلاقتي به إنسانياً قوية للغاية، لكننا لماذا نسعى دائماً الى هدم الأعمال الفنية، فلا بد أن نطالع الجانب الإيجابي في الموضوع.
مسرح أشرف عبدالباقي قدم للساحة الفنية العربية عشرات من فناني الكوميديا، الذين أصبح في استطاعتهم حالياً أن يحملوا مسرحيات ومسلسلات خاصة بهم، أي أنهم نجحوا في إثبات موهبتهم وقدرتهم الفنية، كما أنني أرى أن الجمهور هو صاحب الكلمة الفصل في النجاح أو الفشل، فما دام الجمهور راضياً بما شاهده، ويذهب دوماً إلى المسرح لكي يشاهدهم، فهذا دليل على أنهم نجحوا في استقطابه وهو يكفيهم للنجاح.
- هل تفكر في تكرار تلك التجربة في الكويت؟
هناك فارق كبير بين المسرح في مصر والكويت، لكنني أفكر جدياً في دراسة الموضوع جيداً، ومحاولة تقديم مسرح شبيه به في الكويت، وذلك من أجل تقديم المواهب الفنية الكويتية الشابة وإظهارها، فنحن نمتلك المئات من الشباب الذين يعشقون الفن ولديهم الإمكانات الجيدة لإبرازها، وفى حال إقامة هذا المشروع في الكويت نستطيع تقديم جيل جديد من هؤلاء، ينشرون الفن الكويتي في أنحاء الوطن العربي كافة.
- لماذا ابتعدت عن التقليد الفني بعد أن كنت واحداً من أهم رواده؟
في بداية مشواري، كنت محباً للتقليد جداً، وقدمت عشرات الأعمال التي كانت قائمة عليه، مثل «الفطين وكريمو» و«الرصاصة التي لا تصيب تدوش»، لكن التقليد لا يبرز موهبتك الفنية، وأنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، ولديَّ إمكانات ومؤهلات، لذلك أحببت أن أقدم أعمالاً خاصة بي، وهذا لا يعيب التقليد، فالفنان الكبير أحمد زكي قلد الزعيم جمال عبدالناصر والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وأنور السادات، لكن ربما في بعض الأوقات في الخليج حينما تقلد ترى أن البعض يرفضه ذلك ويقوم برفع دعوى قضائية عليك.
- لماذا تتفاخر دائماً بكونك من أسرة فقيرة؟
هذا فخر لي ولأسرتي، فأنا نشأت في أسرة كنت الأكبر فيها، وقررت تحمّل مسؤوليتها ومسؤولية إخوتي، والفقر لم يكن عيباً، وأشكر الله سبحانه وتعالى على أنه ساعدني في تحمّل الفقر، والحمد لله استطعت أن أتغلب عليه، فأنا عملت منذ صغري بائعاً وصبياً في كاراج، من أجل مساعدة الأسرة، إلى أن وفقني الله ودخلت عالم الفن؛ واستطعت من خلاله أن أكوِّن اسماً جيداً يحترمه الكل.
- ماذا عن علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
ليست لي علاقة قوية بها، لكنني دائماً ما أستعين بأولادي لكي أتواصل مع الناس من خلالها، فأنا ليس لديَّ حساب رسمي في تلك المواقع؛ سوى في موقع تبادل الصور «إنستغرام»، وبقيّة تلك الحسابات هي لأشخاص وهميين ليست لي علاقة بهم.
وبالنسبة الى التجريح أو الإساءات، فأنا لا أفعل أي شيء سوى وضع الصور فقط.
- كيف هي علاقتك بأولادك؟
لا أتعامل مع أولادي على أنهم أولاد وأنا الأب، فهم أصدقائي، ودائماً ما أجلس معهم وأجعلهم يختارون لي أعمالي، وأستمع إليهم في الإيجابيات والسلبيات، فهم جيل يختلف عنا؛ ولا بد من سماع آرائهم، فأنا أحب أن أكون أباً ديمقراطياً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024