مرام علي: لهذه الأسباب طلبوني للعمل في هوليوود...
بدأت عملها الفني في سن صغيرة، بعدما لفتت الأنظار بموهبتها وحبّها للمغامرة وخوض التجارب، وفي أرشيفها اليوم الكثير من الأدوار والشخصيات الجميلة رغم أنها ستبلغ الخامسة والعشرين قريباً.
عفوية وصريحة... خاضت تجربة التقديم لتتخلص من خوفها، ورفضت الفيلم الهوليوودي بسبب تمسكها بقناعاتها، وفي عيدها المقبل، ستغير الكثير من صفاتها... هذا وأكثر حدثتنا عنه الفنانة الشابة مرام علي في حوارنا معها.
- هل سيتعاطف الناس مع شخصية «وعد» في مسلسل «شوق»، المتورطة بأفعال مشينة بسبب الفقر، وهل هي إحدى ضحايا الحرب؟
البعض يلوم تلك الشريحة على تصرفاتها، ولا يهتمون بالتفاصيل، لكنني أرى أن الكثير من الناس سيتعاطفون مع الشخصية، فقد أفرزت الحرب الكثير من الحالات الاجتماعية التي لم نكن نتوقعها، فتلك الفتاة «وعد» سلكت طريق السوء وهي تتألم من الداخل، على عكس الكثير ممن يختارون ذلك الأسلوب في العيش وهم سعداء.
وبالنسبة إليّ، أحببت الشخصية وعملت عليها كثيراً، والمخرجة رشا شربتجي ساعدتني في ذلك.
- هل مسلسل «الندم» من أهم محطاتك الفنية، وما سبب نجاح هذا العمل؟
كان مسلسل «الندم» بداية المحطة المهمة التي يمكنها أن تنقلني من مكان الى آخر، فأنا أعتبره البداية، حيث كنت أشارك في عمل له علاقة بالمراهقة الفنية، وعندما وقفت أمام كاميرا الليث حجو، تساءلت أين أنا؟ وأين هو العمل الحقيقي؟ واكتشفت أن المسألة لم تكن مُزاحاً، بل إن هناك أموراً أساسية وموغلة في العمق، وهذا ما تعلمته من المخرج الليث حجو، فكانت البداية للنقلة النوعية من المراهقة الفنية.
أما عن سبب نجاح العمل، فقد قرأت النص سبع مرات حتى فهمته، وهذا ما قلته للكاتب حسن سامي يوسف، ذلك أن النص أعمق من تفكيري، فأنا لم أصل الى المستوى الأدبي للنص، أما المخرج فقد قرأ وعبّر عما هو مكتوب بشكل صحيح، وهذا كله كان سبباً في نجاح العمل وتحقيقة جماهيرية ضخمة.
- في البداية رفضت العمل في مسلسل «نص يوم» مع المخرج سامر البرقاوي، لكنك عدت وظهرت في المسلسل، لماذا؟
هي ليست مسألة رفض، بل كان الدور صغيراً، وعند قراءة الدور كانت الشخصية تُفهم على أنها كومبارس، لكن بعد الاتفاق مع المخرج سامر البرقاوي على تفاصيل الشخصية بعيداً عما هو مكتوب، شاركت في العمل، ومسلسل «نص يوم» أحداثه مشوقة، فرغم صغر حجم دوري، تعرفت من خلاله إلى المخرج سامر البرقاوي، والذي كنت أقف أمام كاميرته للمرة الأولى.
- هل تقبلين بتقديم دور مهم شرط أن تحلقي شعرك؟
سبق أن عُرض عليّ دور كهذا واعتذرت عنه لأسباب معينة، ولكن إذا أضاف الدور إلى مسيرتي الفنية فسأجسده بالطبع.
- سمعنا عن رفضك المشاركة في فيلم هوليوودي، فما السبب؟
السبب أن هناك مشاهد في الفيلم تتناول أحداثاً تخالف قناعاتي، وكان يُفترض أن أؤدي شخصية فتاة عربية مجنّدة في أميركا، وفي الحقيقة الدور كان جميلاً جداً، والفرصة بالنسبة إليّ كانت رائعة، لكن لم يُقدّر لي الاستفادة منها، ففي النهاية هناك مبادئ لا يمكن التخلّي عنها. ولو ذهبت الى أميركا وجسدت الدور، أتصوّر أن ذلك لم يكن ليؤثر فيّ بشيء، حتماً سيقولون ممثلة، ولكن مبادئي منعتني من ذلك.
- كيف عُرض عليك الدور، ومِن طريق مَن؟ ومن هي الفنانة البديلة؟
من طريق شركة بريطانية تؤمّن المواصفات المطلوبة للممثلين من الشرق الأوسط، وكانوا يبحثون عن فتاة سورية تجيد اللغة الإنكليزية وتكون في عمر معين، فوجدوا فيّ ضالتهم من ناحية الشكل، لكنّ عينيّ عربيتان، فتواصلوا مع نقابة الفنانين في سوريا، وطلبوني للعمل معهم، وهذا العمل هو الجزء الثاني من فيلم begin again. ولا أنكر أنني حزنت على تفويت تلك الفرصة.
أما عن الفنانة البديلة فلا فكرة لدي. سمعت أخباراً تؤكد أنها فنانة سورية تعيش في مصر... لكن معلوماتي ليست دقيقة.
- شاركت في مسلسل «ذهاب وعودة» مع الفنان أحمد السقا، كيف وجدتِ الوسط الفني المصري، وبمَ يختلف عن السوري؟
شاركت في العمل في حلقاته السبع الأخيرة، بدور الفتاة الفلسطينية المجاهدة التي تستقبل الفنان أحمد السقا في إسرائيل، وقد استمتعت بالتجربة كثيراً، والفنان أحمد السقا يتمتع بطاقة كبيرة، وأنا في الأساس أحبّه وأحبّ عمله، وأتمنى أن يجمعنا عمل آخر، والعمل لم يكن مصرياً بحتاً، بل ضمّ ممثلين من قبرص وفلسطين ومصر وسورية والأردن، لكنّ أبطاله الرئيسيين من مصر، وتتمحور القصة حول البطل الذي يقصد أكثر من دولة ويجتمع في كلّ منها مع أناس جدد، ولم تختلف الأمور بالنسبة إليّ ما بين الوسط الفني المصري والسوري، فكلاهما واحد.
- صرحت أنك فشلت في التقديم من خلال برنامج «نوّرت سمانا»، لماذا؟
لم أقل إنني فشلت، بل قلت إن التقديم خارج نطاق عملي، رغم أن الكثير من الجمهور أحبّوا البرنامج، وكان تجربتي الأولى في التقديم، وأنا شخص يخاف كثيراً، يمكن أن أمارس أي مهنة في العالم، الرسم، المحاماة، الهندسة، الفن... باستثناء تقديم البرامج، فهذه المهنة تخيفني، وقد قدمت البرنامج لأنني كنت أتحدّى نفسي، وأرغب في التخلّص من نقاط ضعفي أو خوفي من أي شيء، فأحاول بذلك أن أعالج مشاكلي الداخلية، وهذا ليس خطأً.
- أنت من أكثر الفنانات تجديداً في شكلك، حتى أنك تختلفين بين صورة وأخرى، لماذا هذا التغيير الدائم؟
بعد «البرونزاج» (اكتساب السُمرة) تغير شكلي، وعندما عادت بشرتي الى طبيعتها البيضاء ظهرت بشكل مختلف تماماً، وحين أضع الكحل أظهر أكبر سناً، وأستطيع بلمسات بسيطة أن أبدو صغيرة، فأتحكّم بملامحي ما بين سن الخامسة عشرة والأربعين، سواء في الشعر أو الماكياج، وأرى أن من الضروري أن يعمد الفنان الى التغيير الدائم في شكله، وألا يُبقي على إطلالة واحدة، لكنني في حياتي اليومية مختلفة تماماً، فأخرج بدون ماكياج، ولا أتكلف في تسريحة شعري، وأرتدي الملابس الرياضية، ولاأشعر بالراحة بالكعب العالي، وبالفستان، فمنذ طفولتي كانت أمي تلبسني دائماً «الشورتات» ولا تحبّذ الفساتين، خصوصاً أنني كنت ألعب كرة القدم مع الصِبية في الحي.
- علمنا أن اسمك الحقيقي هو مرام أحمد، وأن كنيتك علي جاءت تكريماً للمخرج حاتم علي... فما القصة؟
اسمي على بطاقة الهوية هو مرام علي، وقد نشروا هذا الاسم على موقع «ويكيبيديا»، وأنني ولِدت في عام 1986، وأتمنى لو كان هذا هو تاريخ ميلادي الحقيقي، فكنت قد أصبحت أكثر نضجاً من اليوم، لكنني ولِدت عام 1992، ولا اسم فنياً لي، كما أنني لم ألتقِ بالمخرج حاتم علي أبداً، ولكنني سألتقي به قريباً.
- فاجأت كل من حولك بتصريحات حول عزوفك عن الزواج بعد مشاركتك في مسلسل «بنات العيلة»؟
عندما شاركت في مسلسل «بنات العيلة» كان عمري 17 عاماً، ومن خلال شخصيتي التي تختلف حياتها بعد الزواج، وتكتشف أن الحب ينتهي بعد الارتباط، أصبحت أُعاني عقدة نفسية بسبب الدور وأُصبت بالاكتئاب، فقلت إنني لن أتزوج، لكن اليوم وبعدما اكتشفت أن الحب الحقيقي لا يفتر بعد الزواج، عدلت عن الفكرة... ورغم اقتناعي بأن لا بد من الزواج، لكنني حالياً لا أفكر في الارتباط.
- لماذا تخاف مرام علي من الزواج؟
اليوم، بعدما كبرت ونضجت، تأكدت من أنه عندما يكون الاحترام موجوداً، فهو كفيل بحل أي مشكلة في العالم.
- الفستان الأبيض حلم كل فتاة، وقد ارتديتِه في أكثر من عمل فنيّ، فهل ظهرت كما تتمنين؟
ارتديت الفستان الأبيض عشر مرات منذ دخولي عالم التمثيل، ولي صديقات يردّدن على مسامعي دائماً «ليتكِ ترتدين الفستان الأبيض»! لكنني على العكس لا أفكر بذلك أبداً، وعندما أتزوج ربما لن أرتدي الفستان الأبيض، ومن الممكن أن يكون لونه أحمر مثلاً لأظهر بخلاف الأخريات، فارتداء الأبيض يوم الزفاف ليس قاعدة، وإذا كان كذلك يبقى لكل قاعدة شواذ.
- صرحت أن من الممكن أن تتبني طفلاً؟
لن يكون لدي مشكلة إذا تزوجت ولم أُرزق بأطفال، عندها لن أحرم نفسي منهم، فأتبنى طفلاً. في النهاية، الأم هي من تربّي الطفل وليست التي تلده.
- هل صحيح أن أطول تجربة حب عشتها كانت ثلاث سنوات ونصف السنة؟
أنا من مواليد برج الدلو، وهذا البرج بطبعه ملول جداً، مثلاً عندما أتلقّى دعوة لحضور مناسبة، أختار الفستان الذي سأرتديه قبل عشرة أيام من موعد المناسبة، لكن في اللحظة الأخيرة أراه غير مناسب فأستبدله بآخر... كل شيء في حياتي قابل للتغيير وبأقصى سرعة.
- يراك الناس تركبين الدرّاجة الهوائية في شوارع دمشق، فهل لا يزالون يعتبرونها ظاهرة غريبة؟
لا شك في أنها ظاهرة غريبة في سورية أن تركب الفتاة الدراجة الهوائية وتتجول بها في الشوارع، وهي حالة ممتعة وجميلة، وكل شيء غريب يكون جميلاً.
وفي العادة، أُجدّد درّاجتي كل سنتين أو ثلاث، وكثيراً ما أتسابق وأصدقائي على الدرّاجات، ولا أركب الدراجة لأنها مجرد رياضة، بل لأنني أستمتع بذلك وأشعر أحياناً كأنني أقود سيارة مكشوفة.
- ماذا عن الهجوم الذي شنّيته على الذين لم تعجبهم طلّتك الجديدة، وما قصة الشبه بينك وبين مايا دياب؟
سأبدأ بقصة مايا دياب أولاً، لقد أجريت «برونزاج» قوياً، وللمرة الأولى في حياتي أكتسب سُمرة داكنة، فبشرتي ناصعة البياض، وغيّرت تسريحة شعري ووضعت الماكياج، ورأيت أنني أشبه الفنانة مايا دياب كثيراً، ولم أكن أتقصّد ذلك، لكنني التقطت صوراً لي ونشرتها على صفحتي في مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلتني تعليقات كثيرة، فمنهم من قال إن مايا أجمل من مرام، وأكد آخرون أن مرام تبدو أصغر سناً من مايا، إضافة الى انتقادات تنم عن قلّة الأدب.
- قلت إنك ستبذلين قصارى جهدك لإزعاج كل من أزعجك، هل أنت عصبية إلى هذا الحد؟
لم أقل هذا، بل قلت إنني سأُقدم الى كل قليل أدب ومن علّق بطريقة سخيفة، هدية، فعملت «فوتوسيشن»، فكتبوا بالبنط العريض: «مرام علي تقول لكل قليلي الأدب انتظروا مني هدية»، ولهذا السبب أنا مقلّة في لقاءاتي الصحافية، فأنا إنسانة عفوية وأقول ما أشعر به بصدق، لكن كلامي لا يُكتب ولا يُقرأ بطريقة عفوية.
- هل صحيح أنك مغرمة بفريق ريال مدريد، وماذا عن رونالدو؟
لوني المفضل في الحياة هو الأبيض، وعندما كبرت ظهر رونالدو على الشاشة وهو يرتدي الأبيض، فلفت انتباهي، لكنني لم أعد أتابع كثيراً مباريات الفريق بسبب خساراته المتتالية أمام برشلونة، لكن إذا لم أكن مرتبطة بعمل أتابع المباريات، خاصة أنا وأخي لكونه «برشلوني»، فأحياناً يستفزني أثناء المباراة، فأبدأ بضربه، وهو يضحك.
- ستحتفلين قريباً بعيد ميلادك الخامس والعشرين، هل من خطط لحفل ربع القرن؟
هذا العمر مهم جداً بالنسبة إليّ، وسيكون نقطة تحول في حياتي على الصعيدين الفكري والنفسي، فيجب أن أعمل على مرام من الداخل، وإن وجدت أخطاء فسأصححها، كما عليّ أن أقرأ وأتابع، وسأحاول دراسة خططي لتكون صحيحة، أولاً في العمل، وثانياً في حياتي، فالناس يقولون إنني مرحة وظريفة، لكنني أيضاً بحاجة لأن أسيطر على بعض المواقف التي تصدر عني بعفوية، فيجب أن تكون تصرفاتي مدروسة، وخصوصاً مع الصحافة...
خارج التصوير...
- كيف تمضين يومك خارج التصوير؟
أستيقظ من النوم، لأعود وأنام ثانيةً، فهذه أحلى لحظات حياتي، وهذا ما يحدث كل يوم، فحتى لو استغرقت خمس دقائق أستمتع بها أكثر من النوم لساعات طويلة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024