«سفير النوايا الحسنة»... لقب يكشف الوجه الآخر للنجم
كثر من الفنانين تولّوا منصب «سفير للنوايا الحسنة» في هيئة الأمم المتحدة بهدف دعم قضايا إنسانية واجتماعية أو غيرها. فمن المعلوم أن شهرة الفنان تنعكس إيجاباً في هذا المجال فيبدو أكثر تأثيراً في مهمة نشر الوعي وتقديم الدعم والمساعدة للناس انطلاقاً من دوره كفنان، إلى جانب مهماته كسفير للنوايا الحسنة بعد حصوله على هذا المنصب. تعرفوا إلى هذا الجانب الختلف من حياة الفنانين.
الفنان محمد عساف: خير سفير للاجئين الفلسطينيين
انطلاقاً من الشعبية الواسعة للنجم الفلسطيني الذي حاز لقب «أراب آيدول» لعام 2013، تم تعيينه سفيراً للنوايا الحسنة للشباب لدى «الأونروا» ليعمل، استناداً إلى دوره كفنان، على الدفاع عن قضايا الشباب العرب والفلسطينيين بشكل خاص، وليكون أصغر سفير للنوايا الحسنة طوال 6 عقود من تاريخ «الأونروا». وقد اعتُبر محمد عساف الفرد الأمثل لتولّي هذا المنصب كسفير الشباب الإقليمي ولاجئي فلسطين مع «الأونروا» تحديداً، خصوصاً أنه لاجئ فلسطيني نشأ في مخيم خان يونس في غزة، وكان أحد الطلاب الـ220 ألفاً الذين قصدوا مدارس الوكالة في غزة مما خلق بينه وبينها علاقة وطيدة. حتى أن والدته نفسها هي معلمة لدى «الأونروا». ونظراً لهذا الرابط الوثيق مع «الأونروا»، استطاع محمد طوال سنوات طفولته مشاهدة الأعمال التي تقوم بها من أجل الأطفال الفلسطينيين عن كثب ليتلقى تدريجاً كل ما يحتاج اليه، ويكون خير سفير لها فيقوم بمهماته على أكمل وجه حين تم تعيينه في حزيران/يونيو 2013 بعد حصوله على لقب «محبوب العرب» ليستعين عندها بلغة الموسيقى العالمية، مستفيداً من صوته وموهبته المميزة ليقدم كل الدعم الذي تلقّاه من «الأونروا» إلى شباب أمثاله وينقل رسالتها وأصوات اللاجئين الشباب الفلسطينيين إلى العالم. ومن تلك اللحظة التي تم تعيينه فيها، عمل عساف جاهداً على نقل تلك الرسالة بدءاً من زيارته الأولى إلى غزة حيث قام بزيارة منشآت «الأونروا» ومدارس للفتيات لها في مخيمات، وتحدث إليهن مشدداً على أهمية التعليم خصوصاً بالنسبة إلى اللاجئ الفلسطيني، كما وزّع المعاطف على الفتيات المحتاجات، وبعدها قدّم أغنية كتبتها أقلام المشجعين، وهي سابقة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم لتكون أغنيته «عساف 360» النشيد الرسمي لحملة «الأونروا»: «تبرعوا من أجل الغذاء». وتوالت أنشطته العديدة في خدمة هذا المنصب الذي أوكل إليه في سبيل خدمة الشباب ونقل معاناتهم وأصواتهم.
الفنانة نانسي عجرم: سفيرة للأطفال والأمهات مع «اليونيسف»
في عام 2009 تم تعيين الفنانة نانسي عجرم سفيرة إقليمية للنوايا الحسنة في «اليونيسف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظراً لشعبيتها الضخمة في المنطقة والعالم، واهتمامها بالأطفال بشكل خاص. كما أن أداءها الأول كان في سن 8 سنوات في برنامج تلفزيوني برعاية «اليونيسف»، وتعتبر أن توليها هذه المهمات مختلف تماماً عن دورها كفنانة، فهي تحقق حلماً لديها من خلال مساعدتها للآخرين وللأطفال بشكل خاص وتقديم الدعم لهم، خاصةً أنها لطالما أبدت تعاطفاً مع أعمال «اليونيسف». كما أن كونها أماً لفتاتين يحمّلها مسؤولية كبيرة تجاه جميع الأطفال ويزيدها اهتماماً بهم وتعاطفاً مع أمهاتهم .
أما القضايا التي تُعنى بها فكثيرة، وهي تشمل التغذية الصحية والرضاعة الطبيعية وأساليب الحياة الصحية ومكافحة العنف الجسدي والمعنوي ضد الأطفال. ويُلاحظ أنها تعمل جاهدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للقيام بدورها كسفيرة لـ»اليونيسف»، وغالباً ما تعمد إلى نشر رسائل هادفة في هذا الإطار.
الممثل عادل إمام: في أعمال تخدم اللقب
من يشاهد أعمال الفنان المصري عادل إمام يلاحظ أنه يعتبر خير سفير للنوايا الحسنة. فخلف كل عمل له رسالة توعوية هادفة لا يمكن ألا تلفت الأنظار. لذا، منذ لحظة توليه منصب سفير للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2000، يؤكد أن الفنان لا يحتاج إلى منصب ليقوم بالأعمال الإنسانية، ولتكون له أهداف اجتماعية على الأرض في مساعدة الآخرين. لكن مما لا شك فيه أن المنصب يضيف إلى مسؤوليات الفنان. لذا، بعد توليه هذا المنصب، قام «الزعيم» بكل الجهود اللازمة لتأدية الواجبات المرتبطة بهذا اللقب الذي أُعطي له. كما يُعرف عنه تواصله الدائم مع آلاف اللاجئين وزياراته المتكررة الى مخيّماتهم في مختلف الدول العربية، وتقديمه الدعم اليهم بعد استماعه إلى مشاكلهم. هذا ويؤكد أن اللقب الذي مُنح له زاده مسؤوليةً حتى أصبح أكثر حرصاً في انتقاء أدواره لتكون لها أهداف في خدمة المجتمع. أما مهمته الرسمية الأولى بعد توليه المنصب فكانت زيارة إلى اليمن بهدف التعرف إلى أوضاع اللاجئين هناك والتواصل معهم ومناقشة أمورهم مع السلطات اليمنية.
الفنان حسين الجسمي: سفير فوق العادة
يعتبر الفنان حسين الجسمي من «سفراء النوايا الحسنة» الناشطين في مجال العمل الإنساني. فمنذ توليه المنصب الذي أُعطي له من منظمة «الفاو»، برزت أعماله ونشاطاته على المستوى الإنساني إلى درجة أنه رُقّي إلى رتبة «سفير فوق العادة» بعد أن كان سفيراً للنوايا الحسنة خلال سنتين. توالت الأعمال التي شارك فيها في إطار المنصب الذي تولاه، فكانت البداية مع الحملة الوطنية للوقاية من نقص «حمض الفوليك»، وزار مجتمعات فقيرة في آسيا وأفريقيا بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي بهدف نشر الوعي وتقديم الدعم. ومن النشاطات البارزة التي قام بها، زيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، مطالباً المجتمع الدولي برفع المعاناة عن النازحين السوريين، كما زار المستشفى الإماراتي–الأردني الميداني الذي أُنشئ لتقديم خدمات علاجية ووقائية للأطفال والمسنّين والمصابين من النازحين السوريين، ومن ثم زار «جمعية الإمارات للأمراض الجينية» في دبي مطّلعاً على ما حققته وأهدافها في نشر الوعي للحد من اضطرابات الدم الجينية والوقاية منها. واللافت أن الفنان الإماراتي يشدد في كل مناسبة على أن الفنان لا يحتاج إلى لقب لمساعدة الآخرين والقيام بواجباته نحوهم، إلا أن اللقب يحمّله المزيد من المسؤوليات للقيام بواجباته هذه.
الفنان راغب علامة: سفير ناشط لحماية البيئة «من أجل مستقبل أولادنا»
مما لا شك فيه أن الفنان راغب علامة الذي عُيّن سفيراً للأمم المتحدة في الشرق الاوسط وغرب آسيا ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP عام 2009 لم يوفّر جهداً في أدائه لهذه المهمات المترتبة عن المنصب الذي أُعطي له. فمن الإطلالات المختلفة عبر وسائل الإعلام في المواضيع المتعلقة بالبيئة وتغيّر المناخ بشكل خاص وبالتغذية حيث يستخدم العديد من الوسائل الدعائية في حملته التوعوية كسفير، سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مشاركته في حملة «اليونيفل» لمكافحة الجوع وهدر المواد الغذائية التي أطلقتها الأمم المتحدة، وزيارته المرافق البيئية لـ»اليونيفل»، إلى زياراته المتكررة إلى الدول العربية للمشاركة في مؤتمرات ومعارض في هذه المواضيع.... كما وضع حجر الأساس لحديقة مدينة صيدا في لبنان تحت عنوان «الحلم صار حقيقة والجبل أصبح حديقة»، وشارك في العديد من المؤتمرات المعنية بالتنمية المستدامة. لذلك يعتبر علامة من السفراء الناشطين في العمل الإنساني والاجتماعي فيحرص دائماً على الالتزام وتكثيف جهوده للتوعية في المواضيع البيئية، خصوصاً أنه يلحظ باستمرار تردي الوضع البيئي في لبنان والمعاناة في هذا المجال، فيما يأمل حصول تغيير في الذهنية اللبنانية بهدف حماية البيئة بشكل أفضل.
الفنانة هند صبري: مساهمات كثيرة في خدمة المنصب والإنسانية
بعد أن عُيّنت الفنانة هند صبري سفيرة لبرنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع عام 2009 اعتبرت هذا المنصب مسؤولية كبيرة تتطلب بذل الكثير من الجهد، وعملت على وضع عدد من الخطط لتحقيق المشاريع التي يمكن تنفيذها في هذا الإطار. ومنذ ذلك الوقت حرصت على السفر إلى المناطق التي تعاني الجوع والفقر حيث عرفت معنى المعاناة والعذاب، كما تقول. وتزامن تولّيها هذا المنصب مع اندلاع حرب غزّة فحرصت على مساعدة ضحايا الحرب. كما زارت مدارس في منطقة الفيوم، مشددةً على الالتحاق بالمدارس أياً كانت الظروف. واستناداً إلى شهرتها الواسعة وعشق المعجبين لها، حاولت هند أن تُظهر القدرة على المساعدة الانسانية بإمكانات بسيطة ومساهمات لا تتطلب ثروات طائلة. فاستغلت شهرتها وتأثيرها في معجبيها في خدمة هذه المسؤولية التي أُوكلت إليها. ومن الحملات التي قامت بها، حملة «مليار مقابل مليار» التي تستند إلى مساهمة مليار مستخدم للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في مساعدة مليار شخص يعانون الجوع في العالم.
الفنانة ماجدة الرومي: حفلات في خدمة اللقب
عُيّنت الفنانة ماجدة الرومي سفيرة الأمم المتحدة للسلام فحرصت على إحياء حفلات تحت شعار «الفكر في مواجهة العنف والتطرف»، ويعود ريعها لحل هذه المشكلات. كما شاركت سفراء منظمة الأغذية والزراعة في إطلاق نداء من مليار شخص يعانون الجوع المزمن.
المعالِجة النفسية شارلوت خليل عن اختيار المشاهير سفراء للنوايا الحسنة : هم مثال يقلّده الناس مما يبرر اختيارهم
بحسب الاختصاصية في المعالَجة النفسية د. شارلوت خليل، لا يتم اختيار المشاهير كسفراء للنوايا الحسنة بطريقة عشوائية، بل تتعمّد المنظمات اختيارهم لاعتبارهم يشكلون مُثُلاً عليا لكثر يقلّدونهم ويحاولون التمثّل بهم، فمن الطبيعي أن يتأثروا بالرسائل التي يسعون إلى نشرها، مما يساعد في تحقيق الأهداف المرجوة. وتلاحظ د. خليل أنه غالباً ما يكون الشكل حتى معياراً عند اختيار أحد المشاهير، وفي كل الحالات ثمة تركيز على جماهيريته الواسعة وشهرته. وتضيف: «إن كل المنظمات كالأمم المتحدة تستفيد من شهرة الفنان أو أيّ من المشاهير باختياره سفيراً للنوايا الحسنة للفت نظر الناس والتأثير فيهم في الرسالة التي ترغب في إيصالها، وهذا نوع من الاستراتيجية التسويقية لتحقيق غايات المنظمة التي يدعمها الفنان. لذا يتم اختياره على هذا الاساس. فكل من المشاهير يتم اختياره لشريحة معينة ولرسالة معينة كأنجلينا جولي التي يتابعها الجميع ولها تأثير كبير في الناس، وراغب علامة على الصعيد العربي... أيضاً تكون جماهيرية الفنان مختلفة أحياناً، ومعجبوه من شريحة مختلفة من الناس. هؤلاء المشاهير يملكون ميزة أساسية، ألا وهي محبّة الناس لهم، والتي تستغلها المنظمات لتحقيق أهدافها على المستويات، الإنساني والاجتماعي والتوعوي. جميع هؤلاء الأشخاص يستفيدون من إعجاب الناس بهم. كما يلاحظ أن لدى المشاهير إحساساً بعرفان الجميل وكأنه واجب تجاه الناس والمعجبين بمكافأة كل تلك المحبة التي يكنّونها لهم، ولو في اللاوعي. يكون للمشاهير الذين يتم اختيارهم في العادة قاعدة جماهيرية كبيرة، وهذا أمر أساسي ويفسّر اختيارهم لغايات مختلفة كونهم يجذبون الناس».
الفنان عاصي الحلاني: ناشط قبل اللقب وبعده
لم ينتظر الفنان اللبناني عاصي الحلاني حصوله على اللقب ليباشر بالأعمال الإنسانية، إذ لطالما كان ناشطاً في هذا المجال، وهذا أمر معروف عنه. وبعد أن عُيّن سفيراً للأمم المتحدة في برنامج «عيش لبنان» الذي يُعنى بالمشاكل الاجتماعية وإيجاد حلول لها فيستهدف الشباب والقطاعين الصحي والبيئي وغيرهما... كثّف عام 2013، جهوده في تأدية المهمات الموكلة إليه بحكم هذا المنصب، رغم تأكيده أنه لم يكن ينتظر هذا اللقب ليساعد الآخرين. ومن اللافت أنه تم تعيين الفنان عاصي الحلاني استناداً إلى أعماله الإنسانية والاجتماعية العديدة. وبعد تعيينه قام بالعديد من النشاطات في إطار حرصه الدائم على مساعدة الفقراء والمحتاجين، خصوصاً الأطفال منهم. أيضاً أحيا الحلاني حفلات كسفير للنوايا الحسنة ضمن مبادرة «عيش لبنان» كحفلة مسرح المدينة المهدّد بالإقفال، إضافة إلى عدد من الحفلات الخيرية لمصلحة مركز سرطان الأطفال في لبنان، وأخرى لمصلحة جمعية روّاد لبنان.
الفنانة يسرا: في أعمال تحمل رسائل هادفة
تولّت الفنانة يسرا منصب سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وعاودت من ثم تولّيه للتوعية حول مرض الإيدز. وقد تم اختيارها نظراً لشهرتها الواسعة وتاريخها في مجال الفن والذي قدمت خلاله أعمالاً تناولت قضايا سياسية واجتماعية وإنسانية متنوعة. وقد لوحظ أن النجمة المصرية لم تدّخر جهداً في تقديم الدعم للجهات المعنية. كما شاركت في منتديات عدة علمية وفكرية لمكافحة الإيدز، إضافة إلى تبرعها بجزء مهم من أجور أعمالها كمساعدات إنسانية، وواظبت على تأدية المهمات المترتبة عن كونها سفيرة للنوايا الحسنة في قضايا مختلفة، منها ما يرتبط بالمرأة، ومنها ما يخص الطفل، وأخرى تتعلق بالأمراض المزمنة وبالقضايا الانسانية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024