بعد «الهيبة» نادين نسيب نجيم: أنا وتيم حسن كل في طريقه
جمالها يُسحر العيون، أنستنا أنها كانت يوماً ملكة جمال وباتت صفة «ممثلة» ملاصقة لهويتها. لم يكن التمثيل حلمها بل كان خيار حياتها. هي صادقة في الأداء، كلمةً وحركةً وانفعالاً، تقرأ ما بين السطور وتضفي على الشخصية العمق اللازم لتأكيدها. لا تغادر الشخصية التي تؤديها، بل تحملها معها إلى منزلها وترافقها في يومياتها، ويظهر ذلك في سلوكياتها، مما يؤثر أحياناً في علاقتها بزوجها. لها في مسلسلها الرمضاني الجديد «الهيبة» حسابات مختلفة، وترى في أحداثه ما يحول دون أي قصة حب، كاشفةً أسراراً عن حلقاته النهائية. عن الحب والجمال والعمل، والزوج والأطفال، تحدّثنا الممثلة وملكة جمال لبنان السابقة نادين نسيب نجيم في هذا الحوار...
- شعرتِ بالفراغ العاطفي، فخنتِ زوجك في مسلسل «لو»، ثم أدّيتِ دور المرأة التي تتزوج من حبيبها رغم رفض أهلها في بداية مسلسل «تشيللو». أي النساء أنتِ في «الهيبة»؟
أنا امرأة تُدعى «عليا»، حبّها الوحيد هو ابنها الذي تبقّى لها بعد وفاة زوجها، وقد قصدت لبنان لتدفن زوجها في قريته كما أوصى، ولتقوم بالواجب مع أفراد عائلته، ثم تعود برفقة ابنها الذي سُمّي باسم عمّه «جبل» إلى كندا. تُفاجأ «عليا» بأن زوجها أمضى 15 عاماً في الخارج هرباً من ثأرٍ قديم، وقد أخفى سراً كبيراً عليها في ما يخصّ عائلته، بماذا يتاجرون، ما هو معدنهم وكيف يفكّرون، فيتواصل الصدام بين القيم والعادات القديمة وبعض التقاليد البالية من جهة، وبين الحداثة الوافدة إلى المنطقة من جهةٍ أخرى، وتتفاقم الأمور حين ترفض العائلة التخلّي عن الطفل وتركه مع والدته ليعيش في الخارج، ويخيّرونها بين السفر بمفردها، أو الزواج من شقيق زوجها. فهل ستكمل هذه المرأة المثقفة حياتها في «الضيعة»؟! مستحيل...
هذه قصة «عليا» في المسلسل، وهي ليست قصة حب! وما من صراع بيني وبين كارلا بطرس على حب تيم حسن كما تداول البعض، فلن أقع في حبّه أبداً، لا في أول المسلسل ولا في آخره... الظروف تفرض علينا أن نكون معاً، ولكن همّ «عليا» الوحيد هو كيف ستنجح في العودة إلى كندا برفقة ابنها، وكيف يمكن فتاة غربية التربية والفكر أن تعشق رجلاً يرأس عشيرة متسلّطة ضمن أجواء يسودها العنف والسلاح والإجرام؟!
- ترفض بعض الممثلات الشابات تأدية دور الأم حتى لا تظهر أي منهنّ في سنّ متقدّمة. ماذا عنكِ، هل تترددين قبل تأدية هذا الدور؟
هي المرة الثالثة التي أؤدي فيها دور الأم، فقد سبق لي أن قدّمته في مسلسلَي «أجيال» و«لو»، وأنا في الواقع أمٌ لولدين، وأرغب في تأدية دور امرأة عجوز وأنا في هذه السنّ، فالتحدي هو أن أكون ثلاثينية وأجسّد دور سيدة مسنّة في الستين! وربما سأؤدي دور جدّة وأنا مسنّة.
- من المسلسل المقتبس إلى العمل الأصلي والملاصق للواقع، كيف تطوّر أداء نادين؟
الحياة مقتبسة «ليش في حقيقة؟»، ما من حقيقة في هذه الدنيا. الاقتباس أصبح رائجاً في شتّى المجالات، ولا يهمني أكانت القصة مقتبسة أم مبتكرة. يهمني أن تُكتب قصص جميلة، فالحبكة القوية والأدوار اللافتة تجذبنا ونشاهدها بغضّ الطرف عن مصدرها.
- صرّح تيم حسن بأنه شخصياً يعطي الأولوية للعمل المولود لدينا مقارنةً بالعمل المقتبس الذي لا يرفضه ويسعد باستمتاع الناس به. ماذا عنكِ؟
لا أفرّق بين النوعين، فما يهمّني هو الاستمتاع إلى أقصى الحدود أثناء قراءتي للنص، ولطالما قرأت كتباً تمنيت لو أنها تحوّلت إلى مسلسلات، وذلك من شدة إعجابي بالقصة وانغماسي بها ورغبتي في إيصالها إلى الناس.
- ما هي القصص التي تمنيّت لو أنكِ بطلتها درامياً؟
لدى قراءتي لشكسبير «أعيشها» وأتخيّل نفسي بطلة رواياته، وأٌقول ما أروع أن تُترجم هذه الرواية درامياً بما يلامس واقعنا العربي. ففي كتابات هؤلاء الكبار، ومن بينهم أحلام مستغانمي، رسائل تلامس حياتنا اليومية، وأمامهم أقول: «نعم أريد تقديم عمل مقتبس من هذه القصة»، ولا ألتفت إلى القشور وأهين كاتب هذه القصة العظيمة بوصفها بـ»المقتبسة».
- هل يهمّكِ التعاون مع أحلام مستغانمي في عمل درامي؟
لي شرف التعاون معها، فأنا معجبة جداً بكتاباتها وأقرأ لها كل ما تكتب، كما أنني متعلّقة إلى حدّ كبير بروايتَيها «الأسود يليق بكِ» و«نسيان دوت كوم»، وتعني لي الأخيرة الكثير، فهي تقدّم من خلالها دروساً في الحب والعلاقات، وتعطي المرأة التي تمرّ بعلاقة صعبة أو مستحيلة قوة، وتعلّمها كيف تفهم الرجل وتداوي آلامها وجراحها. «نسيان دوت كوم» كتاب مهم بالنسبة إليَّ، قمت بتسطير بعض عباراته وأعود إليها من وقتٍ إلى آخر.
- في العودة إلى مسلسل «الهيبة»، هل أجريتِ بحثاً في البنية العشائرية وعاداتها؟
يعبّر «الهيبة» عن مجتمع تفصلنا عنه مسافة قصيرة ولا نعرف عنه إلاّ القليل، لذا حاولنا دخول كواليس عالم الجريمة والعلاقة بين السلطة والنفوذ، علماً أنني لست بعيدة عن هذه الأجواء، فأنا من مدينة بعلبك البقاعية، وأسمع الكثير من الروايات عن العشائر، إلاّ أن دوري كان بعيداً عنهم، لذا بحثت عن صفات النساء الكنديات، ماذا يأكلن ويشربن وكيف يتصرّفن ويتكلّمن ويلبسن. تعرفت إلى البيئة الكندية لا العشائرية، ولم أنخرط في المسلسل بالعشيرة، بل كنت بينهم كما لو أنني «نازلة من الفضاء». كنت غريبة واستغربت كيف أن المرأة في مجتمعهم تتزوج من شقيق زوجها، فبالنسبة إلى «عليا» الفكرة لا يتقبّلها العقل. حتى أنني استغربت هذا النوع من الزيجات، إلاّ أن من حولي أخبروني بأنها رائجة في منطقتنا.
- في صورة من الكواليس، تصوّبين السلاح الناري نحو الكاميرا في أحد مشاهد المسلسل. هل تفعلينها؟
قد أُضطر لحمل السلاح في وقت من الأوقات.
- هل تعبتِ نفسياً خلال التصوير؟
أبداً. تعبت جسدياً، أما نفسياً فكنت مستمتعة إلى أبعد الحدود بالتصوير.
- هل بكيتِ؟
بكيت في المشاهد التي تطلّبت مني البكاء، لكنني في الكواليس لم أبكِ، فما من أمور متعبة نفسياً إلى هذا الحدّ.
- متى تظهر دموعكِ؟ وما هو أقصى ما يصيبك بعد تأدية مشهد مؤثّر؟
عندما أؤدي مشهد غضب، ترافقني الحالة حوالى 5 دقائق، وبعد تأديتي لمشهد بكاء شديد، أتأثر وأشعر بصداع طوال اليوم. لكنني وصلت إلى مرحلة أفصل فيها ما بين الواقع والتمثيل، وأقرر أنني في هذا المشهد سأكون في ذروتي، ومتى قالوا Cut أعود إلى طبيعتي. فقبل تأديتي لأكثر المشاهد حدّةً، أي حين واجهتُ العائلة وقلت لهم «لا يسعكم أن تأخذوا مني ابني»، وأخرج، كنت أرقص وأغنّي، وحين قال المخرج Action، بدأت بالبكاء...
- تتشاركين البطولة النسائية مع «المرأة الحديدية» منى واصف، ألا يشعرك الوقوف أمامها بالرهبة؟
منى واصف ركن أساسي في العمل، ووجودها في دور رئيسي يُعتبر من العوامل الإيجابية، وهو من حُسن حظنا. علاقتنا خلال المسلسل يسودها التوتر حيناً والأُلفة أحياناً، ولم أشعر برهبة أمامها، بل وجدت العمل معها سلساً وجميلاً، فقد تعرّفت إليها في مسلسل «سمرا»، ومنذ المشهد الأول بيننا شعرت بأُلفة رهيبة نحوها وجمعتنا محبة خاصة، حتى في فترات الاستراحة كنا نجلس ونتحدث ونأكل معاً، وقد تأثرتُ كثيراً باتصالها بي لتهنئتي بنيل جائزة «الموريكس دور». أحب هذه القامة الكبيرة وأرى في عينيها مستقبلي... عندما تحادثني أرى مستقبلي من خلالها، أفهمهما وتفهمني، وثمّة نقاط تشابه كثيرة بيننا.
- في «لو» أُصبت بمرض السرطان في رأسك وكان مصيرك الموت المحتّم، وفي «سمرا» قتلكِ ابن عمكِ وكانت النهاية حزينة وقاسية. أما في «نص يوم» فتمّ إعدامك شنقاً. هل ستكون نهاية «الهيبة» حزينة أيضاً؟
النهاية ستكون سعيدة ومفتوحة أمام المشاهدين.
- تلقين قبولاً وطلباً من المحطات لأعمالكِ وليس تخميناً بنجاح أم لا، إلى أي مدى يزيدك هذا الأمر ثقةً؟ خاصةً أن القناة الأولى عربياً MBC تعرض مسلسلاتك.
ثقة القناة في أعمالي وإبداؤها الحماسة لعرض مسلسلاتي يمنحاني ثقة وطمأنينة، ولا يريحاني، بل يحمّلاني مسؤولية كبيرة. أنا قلقة على مستقبلي المهني واستمراريتي، فقد بلغت هذه المرحلة ومن واجبي الحفاظ على المستوى الذي وصلت اليه، وهنا الصعوبة. عندما قدّمت مسلسل «سمرا»، حملته على كتفيّ لأن اسمه «سمرا»، وكل أحداثه متعلّقة بالشخصية التي أجسّدها في العمل، وكان ذلك تحدياً بالنسبة إليَّ، وحين عرضته قناة mbc فرحت كثيراً، وفرحت أكثر عندما تمت دبلجته إلى الإسبانية.
- غزَت المسلسلات الوافدة من أميركا اللاتينية شاشاتنا الصغيرة في بداية التسعينات، أما اليوم فنشهد غزواً مضاداً إذ اخترقت الدراما اللبنانية والعربية أميركا اللاتينيّة وإسبانيا، وذلك من خلال دبلجة مسلسلَيك «سمرا» و«تشيللو» إلى اللغة الإسبانيّة. كما يتمّ راهناً دبلجة مسلسلَي «نصّ يوم» و«لو». ما رأيك بهذا الإنجاز؟ وكيف تلقيتِ الخبر؟
اتصل بي منتج «سمرا» الأستاذ صادق الصبّاح وقال لي سأريك مفاجأة، فذهبت إلى المكتب، وبعدما شاهدت الفيديو طرتُ من الفرح، وصرخت: «عنجد!!!»... فرحت كثيراً بهذا الإنجاز، فهي ظاهرة لم تحدث من قبل. حتى صوت الفتاة التي جسّدت شخصيتي، يشبه صوتي.
- بعد نيلكِ أول جائزة «موريكس دور» Murex D’or أعلنتِ التحدي!
أقسم بأنني لم أقصد الممثلات بكلامي، بل المشاهدين، وقلت حينها: «سأُقعد الناس في بيوتهم»، فدفعت ثمن صغر سنّي وعفويتي التي لم أنجح في السيطرة عليها في ذلك الوقت. لا ثقافتي ولا تربيتي ولا أخلاقي تسمح لي بالتحدّث بهذه اللهجة، وقد وصلت إلى ما وصلت إليه، وما زلت أقول إنني دون الجميع. دخولي هذه المهنة من بابها العريض، أزعج الكثيرين، فأحبوا أن يلدغوني وحرّفوا كلامي، وما زالوا يذكرون كلمتي حتى اليوم. أؤكد لكِ أنني لم أفكر يوماً في أخذ شيء من درب أحد، أو إيقافه عن عمله، فأنا لا أقارن نفسي بأحد لإيماني بأنني لكي أنجح يجب أن أقارن نفسي بنفسي وأتقدّم في كل عمل جديد أُنجزه. حتى في أيام الدراسة، لم أهدف يوماً لإلغاء الآخرين. لا أشتّت أفكاري بالسخافات، ولا أشغل بالي بنجاحات غيري، فكل إنسان ينال ما يستحق. كما أنني بعيدة عن القيل والقال، بعيدة عن مشكلات الوسط وقريبة من زميلاتي إلى حدّ ما، مع الحرص على إبقاء مسافة معينة بيننا، ولا أحب هدر طاقتي في أمور ترجعني خطوات إلى الوراء بدل أن تدفعني إلى الأمام.
- ماذا عن آخر جائزة «موريكس دور» نلتها؟
فرحت كثيراً بها رغم أنني لم أعمل يوماً بهدف الحصول على الجائزة. أعمل بجهد ومن كل قلبي لإرضاء نفسي ولأكتفي ذاتياً، والجوائز إضافة وليست أساساً في حياتي، كما أنها لم تكن هاجساً يوماً. لقد استمتعت بالحفل لأنه كان منظّماً وحماسياً ولم نشعر فيه بالملل ولو للحظة. وأكثر ما أسعدني أن كل النجوم والمدعوين حضروا الحفلة منذ بدايتها وحتى نهايتها، ما يُعدّ سابقة في بلدنا، «برافو» أخيراً...
- ما عُرِض عليكِ في مصر واعتذرتِ عن قبوله كثير، ما هي شروطكِ لدخول الدراما المصرية؟
الأعمال التي عُرضت عليَّ محترمة جداً ومع شركات إنتاج ضخمة ومخرجين مهمّين، لكنني رفضتها لأن ولديّ لا يزالان صغيرين ولست مستعدّة نفسياً لأن أتركهما وأسافر إلى مصر. ربما سأفعلها في السنوات المقبلة، لكن اليوم، نفسياً لا أتقبّلها. فبعض الممثلين اللبنانيين يملكون بيوتاً في مصر ولديهم علاقات ويعرفون أطباء ومدارس هناك، أما أنا فسأسكن في فندق ولا أعرف الكثير عن البلد، لذا سيكون صعباً عليَّ الذهاب بمفردي، أو حتى اصطحاب طفليّ معي. علماً أنني لا أمانع في خوض تجربة سينمائية في مصر في الوقت الراهن، بحيث لا أغيب لفترة طويلة عن بيتي وولديّ.
- تعتبرين الثنائية مع تيم حسن، مصادفة، ألم تكن هذه الثنائية سبباً في ترسيخكِ نجمةً دراميةً؟
يعني أنا «نجّمت» لأنني مثّلت مع تيم حسن؟! لقد قدّمت مسلسل «لو» ولم يكن تيم موجوداً، وفي «تشيللو» كانت ثنائيتي مع يوسف الخال... صحيح أن هناك من ساهم في نجاحي بطريقة غير مباشرة، لكن المجهود الشخصي الذي بذلته هو ما أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم. كنت محظوظة بشركة الإنتاج المحترِفة التي تبنّتني... كانت سندي، وعرفتْ ماذا تختار لي من أعمال، ونجحتُ أنا في اختياراتي الصائبة، «لقد صفّقنا سوا» وساهمنا معاً في نجاح العمل، فالعمل ليكون كاملاً، يحتاج الى مجهود جماعي.
- بدل أن يُشعر تكرار التعاون مع النجوم أنفسهم المُشاهد بالملل، تشجّعه ثنائية تيم ونادين على المتابعة. هل من تكرار لهذه التجربة؟
استمرارية هذه الشراكة دليل على نجاحها، وكي لا نقع في مطب النمطية، تختلف المعالجة الدرامية في كل عمل نقدّمه، ونظهر بشخصيات مختلفة لجهة الشكل والأداء والأبعاد النفسية، وصولاً إلى اللغة البصرية، وهذه السنة ستشاهدوننا بأسلوب مغاير تماماً، لن تصدّقوا ما سترون، ستتفاجأون...
أذكر أنه حين قدّم براد بيت وأنجيلينا جولي أول فيلم سينمائي لهما، بات الجمهور ينتظرهما من عمل لآخر، ويطالبهما بتكرار التجربة، وكان خبر انفصالهما محزناً. أظنّ أن من الصعب أن ينال ثنائي إعجاب المشاهدين، وقد يطول الزمن حتى تظهر ثنائية ناجحة، تضمن متابعة الجمهور لها مهما قدّمت من أعمال.
- هل ستلتقيان أنتِ وتيم في العام المقبل؟
على الأرجح لن نلتقي، فقد وقّع كلٌ منّا عقد عمل مع الشركة لعام 2018، لكن في عمل مختلف، حتى الآن لكل منّا طريقه، لكننا لا نعلم ما سيكون الطلب بعد عرض «الهيبة»، فإن طالبنا الجمهور والقناة بالمزيد من الأعمال معاً، سنخضع لرغبتهما، فنحن نعمل لإرضاء الناس وإسعادهم. حتى الآن كلٌ منّا في طريق...
- بعيداً من الكاميرا، كيف تصفين علاقتكِ بـتيم، وكيف تلقيتِ خبر زواجه من الإعلامية وفاء الكيلاني؟ ما رأيكِ بهما كثنائي؟
أعتزّ بصداقتي لتيم وبشراكتي معه. أحب تيم الصديق والشريك وفرحت من قلبي بخبر ارتباطه، فلطالما قلت له: «يلاّ بدنا نشوفك عريس»، وكان يردّ: «شو بدّك، شو إنتِ التعبانة؟!». يستحقان بعضهما وأراهما ثنائياً جميلاً ولائقاً، وأتمنى لهما التوفيق.
- كم تقاضيتِ أجراً عن مسلسل «الهيبة»؟
لم أتباهَ يوماً بمبالغ تقاضيتها مقابل أعمالي، لكنني أؤكد لكِ أن المبلغ فاق كل ما تقاضيته عن أعمالي السابقة، والسنة المقبلة سأتقاضى مبلغاً أعلى بكثير ممّا حصلت عليه هذه السنة عن «الهيبة».
- لو أتيح لكِ انتقاء أبطال عملك الجديد، من تختارين من الممثلين؟
أحب أحمد السقا وظافر العابدين وقصي خولي ويوسف الشريف ومحمود نصر، وأرغب في التمثيل إلى جانب أيّ منهم. نادراً ما أتدخّل في تفاصيل أعمالي، أبدي رأيي، لكنني أثق في الشركة وأترك لها الخيار دائماً.
- هل تستهويكِ أعمال البيئة الشامية؟
في الماضي، كنت متعلّقة بمسلسل «باب الحارة» كثيراً، فأنا أحب البيوت الشامية وعاداتها، لكنني لا أخفيكِ أنني مقصّرة في حق المسلسلات اليوم، لم أعد أتابعها... أما بالنسبة إلى خوضي تجربة مماثلة، فلا يمكنني أن أحكم بالمطلق، فوفق ظروف العمل والدور والقصة والجو العام، ربما أرفض أو أقبل.
- سيرين عبدالنور ستطلّ في هذا النوع من المسلسلات «قناديل العشاق»، هل لديكِ الفضول لمشاهدة مسلسلها؟
سأشاهد الجميع ومن بينهم سيرين، ولو في حلقتين من كل عمل لآخذ فكرة عامة عن المسلسل، ولكن أتمنى ألاّ يسرقني الوقت والسفر فأمتنع عن المتابعة، فأنا أمضي إجازتي برفقة ولديّ، وبالكاد أجد وقتاً لمشاهدة مسلسلي.
- هل يؤثر توقيت العرض في وصول المسلسل إلى المشاهد في رأيكِ؟
أعتقد أن مسلسلاتي تُشاهد في كل أوقات عرضها وإعاداتها، تضحك...
- هل تشعرين بأنكِ ملزمة بتقديم عمل رمضاني كل سنة؟
يهمّني موسم رمضان كثيراً، لكنني أحب أن يُعرض لي عمل خارج الشهر الفضيل أيضاً.
- بعد مرور ثماني سنوات على وجودكِ في العمل الدرامي، ما الذي فاجأكِ في هذا العالم؟
الوجوه المزيّفة، فلا أحد يحب أحداً و«الكل بيمثّل عالكل». يحبونكِ طالما أنكِ لم تتخطّيهم بعد، ومتى نجحتِ في تخطّيهم، يكسرونكِ. كنت متحمسة في البداية، كنت أهنّئ الجميع سنوياً على أعمالهم، خصوصاً الرمضانية منها. وفي العام الماضي، قررت عدم القيام بالمبادرة، لأرى ما إذا كانوا سيهنئونني أم لا، ولم يفعلوا...
- أي أدواركِ كانت الأصعب؟
دور «ميسا» في مسلسل «نص يوم»، لأن ظاهره يختلف عن مضمونه تماماً.
- حاولتِ جاهدة أن تبني علاقات صداقة مع بعض الزملاء، إنما معظمها باء بالفشل وفق قولكِ. من هو صديقكِ من النجوم؟
ليس لديَّ أصدقاء في الوسط الفني، تجمعني ببعضهم علاقة زمالة وتواصل خفيف، إنما الصداقة، فلم أجدها في هذا الوسط.
- لمَ ترفضين المساواة بين الرجل والمرأة؟
لا أرفضها لكنها ليست منطقية... ليس انتقاصاً من قدر المرأة أو تقليلاً من شأنها، لكن ليس الذكر كالأثنى، فمنذ بدء الخليقة أُوكِلت للرجل مهمات تختلف عن مسؤوليات المرأة، فلكل منهما حقوق وواجبات وأدوار مختلفة.
- من الواضح أنك تنتقين إجاباتكِ بحِرَفية!
درستُ الإعلام لسنتين، وأدركُ جيداً لعبة السؤال وأبعاده والمقصود منه، وأعرف هذا الجواب إلى أين يمكن أن يوصلني.
- هل شعرتِ يوماً بالندم على دخولكِ عالم التمثيل؟
ندمتُ وقلت «شو كان بدّي بهالشغلة، لماذا أنا لست طبيبة؟!» فلطالما حلمت بأن أصبح طبيبة. لو أنني اخترت ذلك الطريق لكنت اليوم طبيبة تجميل سعيدة في حياتها، ولما تحمّلت كل هذا الضغط! ضغط الشهرة والإعلام والأخبار الكاذبة والشائعات، وضغط الناس ومطالبهم. بالفعل، أعيش تحت الضغط طوال الوقت.
- هل تترددين قبل نشر تغريدة على السوشيال ميديا؟
بتّ متردّدة، وأكثر حذراً قبل نشر أي جملة كي لا تُفهم بأسلوب خاطئ. أحياناً تعجبني مقولة، فأفكّر في إبعادها قبل نشرها خوفاً من أن يعتبروها «لطشة» موجّهة لأحدهم.
- هل تأقلمتِ مع عالم الافتراضي «السوشيال ميديا»؟
لا بل مجبورة...
زوجي
- قد تمنحين زوجكِ فرصة ثانية إذا خانكِ!
بالتأكيد، لا أفضحه في الإعلام وأطلب منه الطلاق فوراً. بدايةً، أجلس معه ونتفاهم، فربما لم يكن يقصد الخيانة، أو كانت نزوة ندم عليها في ما بعد، فهناك شيء جوهري يجمعنا اليوم. لن أؤكد أنني سأُسامحه، أو أنني سأفتح طريق الخيانة أمامه، كما أن زوجي ليس من هذا النوع من الرجال، لكن حين سئلتُ هذا السؤال، وضعتُ نفسي في هذا الموقف، ووجدت أنني لست عدائية إلى هذا الحدّ. ما من أحد معصوم عن الخطأ، ولا يصحّ أن نعلّق المشنقة لأي إنسان، خاصةً إذا كنا نحبّه وبيننا عِشرة عمر. المسألة تحتاج إلى النضوج والتروّي حتى ينجح الإنسان في تخطي خطأ الآخر واستيعابه.
- هل يغار زوجكِ عليكِ؟
يغار ضمن الحدود، ولا يزعجني في غيرته.
- أي أدواركِ كانت الأحب إلى قلبه؟
يحب كل أدواري، ولم يشاهدني يوماً بالشكل نفسه، فأنا أنوّع في أدواري، وكل ما قدّمته حتى اليوم نال إعجابه.
- كيف تغازلينه؟
حبّنا أنا وهادي ليس بالكلام بل بالمعاملة. لذا، الغزل والكلام المعسول ليسا أساساً في علاقتنا، قد يمرّان مرور الكرام في ظروف ومواقف معينة، أما الاهتمام والمعاملة فهما الأساس.
- تعتبرين الغيرة نوعاً من الغزل!
صحيح، فأحياناً «أتغنّج عليه» بحجّة الغيرة، لكن لا وقت لتصرفات المراهقة في ما بيننا، كلانا مشغول معظم الوقت، وعندما نلتقي تكون في جعبة كل منّا أحاديث طويلة، حتى أنني أفرح عندما تنظر إليه امرأة ولا يزعجني الأمر إطلاقاً، وهو بدوره يسعد عندما يرى أحداً ينظر إليَّ. يغار فقط إن ارتديت ملابس كاشفة... يغار على مركزي وصورتي.
- صرّح زوجكِ بأنك تأثرتِ بشكل ملحوظ بشخصية «ميسا» التي قدّمتها في مسلسل «نص يوم»، إذ إنك تتقمصين الشخصية التي تجسّدينها على الشاشة، ويظهر ذلك في سلوكياتك داخل المنزل. هل أثّر ذلك سلباً في علاقتك بزوجك؟
أحافظ على الشخصية وأدواتها طوال فترة تصويري للمسلسل، حتى لا أنسى حركة جسدها وتفاصيلها. لـ «ميسا» نظرة معينة وطريقة خاصة في المشي والكلام، أردت الحفاظ على هذه الصفات فحملتها معي إلى منزلي ويومياتي، فشعر زوجي بأن نظرات عينيّ اختلفت ولم تعد بريئة، حتى «عليا» لها أدواتها وحركاتها التي حافظت عليها أيضاً، فعندما أخرج في عشاء مع العائلة أو الأصدقاء، أشعر بأن نصفي «عليا»! صحيح أن زوجي يلاحظ الفارق، وذلك لأنه يعرفني جيداً، إلا أن علاقتنا لم تتأثر بهذه الأدوار، لكن خلال تصويري «نص يوم» غضب يوماً وقال لي: «أيمتى رح نخلص! عيونك مش معقولة... ونعوميتك أين ذهبت؟! بتّ هجومية ولا تشبهين نفسك...».
أسرار ملكة
- أنسيتِ الجميع أنكِ كنت يوماً ملكة جمال، وباتت صفة «ممثلة» ملاصقة لهويّتكِ وشخصيّتكِ. ما هي الصفة التي ترغبين في سماعها؟
أفرح عندما يتعرّف إليَّ الناس في الشارع ويردّدون أنني نادين الممثلة، لا الملكة. مشكلتي الوحيدة هي مع كلمة «فنانة»، فأنا لست فنانة... إما أن أكون ممثلة أو نجمة أو ملكة جمال.
- أي صفة تفخرين بأنها تميّز شخصيتكِ؟
الهدوء، فأنا إنسانة هادئة الطِباع.
- ما هو النظام الغذائيّ الذي تتّبعينه وما سرّ رشاقتكِ؟
لا أحرم نفسي شيئاً، وأتناول كل أنواع الأطعمة، لكنني أُحرص على التوازن بين الكمية والنوعية، فإن تناولت وجبة ثقيلة في الفطور، أتناول غداء وعشاء خفيفين. كما أنني لست من الأشخاص الذين يحبّون المقالي والوجبات السريعة، رغم أنني أحب الزبدة وأتناولها بكثرة وآكل الكنافة والمناقيش، وأُكثر من تناول الطعام أيام التصوير، «بِفلتْ عالأكل»، ذلك أنني أتعب كثيراً. وأحياناً أتوقّف عن تناول الطعام بعد السادسة مساءً.
- تطمحين لتحقيق أهدافكِ مستقبلاً، ما هي تلك الأهداف؟
لا أتكلم كثيراً عن أهدافي في العلن، أحب أن أُظهرها إليكم لا أن أتحدّث عنها.
- هل من مشاريع بعيداً من التمثيل؟
بالتأكيد، أتحضّر لدخول عالم الموضة من خلال إطلاق مشروع تجاري يشبهني.
نادين الأم
- كيف تصفين نفسك كأم؟
أمّ حنون وعاطفية إلى أبعد الحدود.
- هل تمنحين ولديكِ كل ما يطلبانه؟
نعم، «مغنّجين كتير». ابنتي هافن هادئة جداً و«مهضومة»، أما الصبي جيوفاني فلا يهدأ للحظة، إنه كثير الحركة ويعذبني كثيراً.
- هل يدركان نجوميّتكِ وكيف يتعاملان معها؟
يشاهداني على الشاشة ويصرخان، «ماما ماما على التلفزيون»، وتراقبني هافن حين أضع الماكياج، وتقول: «لمَ تضعين الماكياج؟ لماذا تسرّحين شعرك بهذا الشكل»، ويوم ذهبت لتسلّم جائزة «الموريكس دور»، وقفت إلى جانبي وسألتني عشرات الأسئلة: «ما هذا وما ذاك؟ ولماذا ترتدين فستاناً؟».
- هل حاولت هافن يوماً ارتداء ثيابكِ وانتعال أحذيتكِ؟
تنتعل أحذيتي وتمشي بها في المنزل وهي في قمة السعادة.
- هل ستكتفين بجيوفاني وهافن أم ترغبين في إنجاب المزيد من الأطفال؟
أحب العائلة الكبيرة، لكنني لا أعلم ما إذا كانت أمنيتي ستتحقق بإنجاب المزيد من الأطفال، فالولد يحتاج الى التفرّغ لرعايته، ورغم أن العمل لم يشكّل عائقاً بالنسبة إليَّ، فقد أنجبت ولدين ولم أغب عن الشاشة.
- هل تشعرين بالذنب نحو ولديكِ خلال التصوير؟
ما من امرأة عاملة لا ينتابها هذا الشعور، سواء أكانت نجمة أم موظّفة. حتى الرجل يشعر بذنب التقصير نحو أولاده، لكن المرأة تتأثّر أكثر لأن دور الأمومة مُنح لها، دور المرأة أصعب لأنها تربي أجيالاً، فـ«الدنيا أمّ» بكل ما للكلمة من معنى، لذا تشعر الأم دائماً بتأنيب الضمير. ما يشفع لي أنه يمكنني أن أعمل 4 أشهر فقط في السنة وأتوقف عن العمل متى شئت. حالي أفضل من حال الموظفة المُلزمة بدوام عمل ثابت. وقتي لي، وأتحكّم فيه كما أشاء.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024