تفاصيل خروج أعمال سورية بارزة من السباق الرمضاني... ماذا كشف النجوم ولما دقوا ناقوس الخطر!
جاء في مقال للزميل أمين حمادة في الشقيقة "الحياة": أجمع عدد كبير من الممثلين السوريين ممن هم داخل البلد وخارجه، «موالين ومعارضين» أو خارج الاصطفافات، ممن ساهم في صناعة الدراما السورية وصقلها وتطويرها وانتشارها، وحتى ممن ساهم في انحدارها، على قرع جرس الإنذار لإنقاذها، بعدما أصبحت أعمال كثيرة وبارزة مثل «وردة شامية» و«سايكو» و«شبابيك» و «ترجمان الأشواق» و«هواجس عابرة»، خارج العرض في شهر رمضان، لأسباب ترتبط بالدرجة بمعوقات التسويق والأسعار الزهيدة المعروضة من المحطات، إضافة إلى مشاكل أخرى تتعلق بالمستوى، وفق ما أوضح ممثلون في منشورات لهم عبر حساباتهم الشخصية والرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تطرقت إلى الواقع الحالي والأسباب والنتائج والحلول.
وبدأت شكران مرتجى حملة تضامنية بإطلاق وسم (هاشتاغ) «أنا مع الدراما السورية»، قائلة: «أنا مع الدراما والنجوم السوريين بأي عمل كانوا وأينما وجدوا وبتمنى كلنا نشجع درامانا بكل مكان، درامانا صنعت النجوم، درامانا تحاول الحرب تمزيقها، درامانا استقطبت كل العالم من المحيط إلى الخليج، أنا معها حتى بأخطائها كما في ذروة نجاحها. طالبوا بالدراما السورية بكل المحطات لا تدعوهم يقتلوها كما قتلونا هي رسالتنا إلى العالم...».
وشدّدت مرتجى على أن تشجيع الدراما السورية ليس موجهاً ضد أي دراما أو هوية أخرى بقولها: «هي مو عنصرية، هي محبة لدرامانا وتحية لكل صناع الدراما في وطننا العربي». وكانت مرتجى محقة بتشديدها على أن لا صلة لتشجيع الدراما السورية بأي انتقاص من دراما أخرى، إذ حاول بعض التعليقات والمنشورات حرف كلام مرتجى الواضح، عبر إقحام المقارنة أو المنافسة مع الدراما اللبنانية، علماً أن صناع الدراما السورية دقوا ناقوس الخطر لتراجع حضورها عربياً لأسباب شتّى بعد أكثر من ست سنوات من الحرب، في حين يعتبر صناع الدراما اللبنانية أنها متفوقة لأنها نجحت في تسويق ذاتها في بلدها، من دون إنكار تطورها أخيراً، بخاصة من ناحية الكم الإنتاجي، والجدير في شكل طبيعي أن يقود إلى تطور نوعي أكبر، خصوصاً عندما تقارب أكثر الواقع والهموم الإنسانية.
وأكّدت ديمة قندلفت كلام مرتجى بقولها: «وأنا مع الدراما السورية وماني ضد أي دراما ثانية، أنا مع الفن ومع النتاج الحلو».
وأشار باسم ياخور في منشور وافقته عليه نسرين طافش، إلى ضرورة الاتجاه إلى السوق المحلية والانطلاق منها لتأمين بيع المسلسلات قبل الاعتماد على الخارج، كاتباً: «أكيد الحل مو بهاشتاغ، الحل كان منذ سنوات ولا يزال بتأسيس محطات (خاصة) وربحية سورية الطابع مختصّة بالفن والبرامج يتغطى تمويلها بالإعلان السوري وغير السوري طالما أن موادها رائجة ومتابعة جماهيرياً بدلاً من التركيز فقط على الإنتاج والإنتاج من دون حفاظ على مستوى هذا الإنتاج ونوعيته».
ولفت إلى المشكلة الأكبر التي تواجه الدراما السورية بكلمات قاسية: «وتحويل الدراما السورية إلى متسول على أبواب المحطات العربية التي تحدد ما تريد شراءه وسعر شرائه، الحقيقة المؤلمة، نحن اليوم تحولنا متسولين والدراما السورية تحتضر».
ودعا الكاتب مازن طه إلى العمل المؤسساتي كحل لإنقاذ الدراما السورية: «لنعمل جميعاً على تأسيس مرحلة جديدة ورؤية جديدة ورسم استراتيجية جديدة تعيد الدراما السورية إلى سابق عهدها، هذا العمل يجب أن يكون عمل مؤسسات مقروناً بحماسة الأفراد وإيمانهم».
وأظهرت متابعة جدولة البرامج في شهر رمضان، وجود الأعمال السورية على أبرز المحطات الخليجية واللبنانية، السوقين الأساسيتين لها، ما يدفع تهمة المقاطعة، ولكن لا ينفي حقيقة الأسعار المتدنية جداً من جانب بعض المحطات. مثلاً، أكّدت معلومات «الحياة» أن محطة «الجديد» تراجعت عن شراء مسلسل «وردة شامية» (مروان قاووق/ تامر إسحق) بعدما رفضت الشركة المنتجة «غولدن لاين» التفاوض على السعر الأولي المتّفق عليه، ما يظهر أن بعض الشركات فضّلت ألّا تخضع بكسر أسعار أعمالها بما لا يتماشى مع قيمتها. الأمر عينه كشفته أمل عرفة بقولها: «إلى من يهمه الأمر، مسلسل «سايكو» خارج رمضان لأننا لم نتلقَّ العرض اللائق بالمستوى الفني والإنتاجي الذي عملنا عليه في تنفيذ المسلسل بأعلى المستويات التمثيلية والإخراجية والإنتاجية. العروض كثيرة لمن يريد أن يصطاد في الماء العكر، تختلف فقط أساليب الطرح ما بين تاجر شنته وبين فن متعوووب عليه ويليق بالدراما السورية التي تحترم نفسها». وأضافت بتعبير حاسم: «حتى لو حبست العمل داخل الصناديق فلن أرميه صيداً لكل من يحب أن يرى الدراما السورية تهوي في اتجاه الترجي والتملق والمحسوبيات داخل سورية وخارجها».
وشكت الكاتبة عنود خالد المعاناة ذاتها متسائلةً: «ليش ما تتسمى الأمور بمسمياتها؟ ليش ما ينحكى عن المنتجين الموزعين اللي رخصوا الأعمال السورية؟ اللي صاروا يزاودوا ويقدموا العروض الأرخص للمحطات؟».
وتوجّه أيمن زيدان إلى جذور المشكلة في مرحلة قبل الإنتاج والتوزيع، وأيضاً في إطار عقلاني بعيداً من العاطفة. وقال: «لا يمكن أن يكون دعم الدراما السورية مجدياً عبر بوستات حماسية وشعاراتية، وإنما عبر وضع مشاكلها على بساط البحث الجدي والكشف عن أسباب انحدارها»، مضيفاً: «فلنوقف التغزل المجاني، ولنكن أكثر جرأة في المكاشفة. لا أعتقد أن الواقع الإنتاجي المزري وهيمنة الأمية والاستباحة المهنية في (غالبية) ما يتم إنتاجه يدفعنا إلى هذه الحماسة الادعائية، أظن أنه آن الأوان أن نتوقف عن ممارسة هواية التضليل عبر تحويل الهزائم إلى انتصارات واهية».
ومن الممثلين خارج سورية، اعتبر باسل خياط أن «يجب عدم رمي اللوم والاتهامات على الآخرين، قبل توجيه يد الاتهام الأولى إلى من قام بخنقها (...) وهم من صناعها أصلاً»، مذكراً بمحاربته عندما دعا الى معارضة الدبلجة باللهجة المحكية، بينما أكّدت كندة علّوش أنها «حتماً مع الدراما السورية قلباً وقالباً مع دعم أعمالها وفنانيها وفنييها بعيداً من كل المواقف والتصنيفات»، مضيفةً: «مع الدراما التي كانت تقدم قصص بلدي وصور شوارعها وحكايات ناسها».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024