تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المدير الإبداعي لماكياج Dior بيتر فيليبس: النساء العربيات لا يخفن الماكياج ويعبّرن عن أنفسهن من خلال الألوان

بيتر فيليبس وبيللا حديد

بيتر فيليبس وبيللا حديد

بيتر فيليبس وبيللا حديد

بيتر فيليبس وبيللا حديد

لانا الساحلي

لانا الساحلي

ديالا مكي

ديالا مكي

بيللا حديد وكارين وازن

بيللا حديد وكارين وازن

وصلت Dior إلى دبي مع العارضة الجميلة والوجه الجديد لماكياج ديور، بيلا حديد، والمدير الإبداعي لماكياج ديور، بيتر فيليبس. الهدف من الزيارة كان المشاركة في معرض مميز في دبي مول، بعنوان The Art Of Color، أو «فن الألوان» للاحتفال بالمواهب الاستثنائية في عالم ماكياج ديور، مثل سيرج لوتنس الذي طُلب منه عام 1967 ابتكار مجموعة ماكياج لدار ديور. وفي العام 1981، انضم المبدع تاين Tyen ، اختصاصي الماكياج والمصور الفوتوغرافي، إلى الدار وأشرف على قسم الماكياج وتابع الرحلة بنجاح. ساعد هذان الفنانان على صياغة تاريخ الماكياج عند ديور وإبراز عشق الألوان في صور لا تزال محفورة في الذاكرة حتى اليوم. أكمل بيتر فيليبس عامه الثالث مع ديور، وهو يتولّى الإشراف على الابتكارات وطلاّت ماكياج ديور وعروض الأزياء. لامست فراشيه وجوه أجمل جميلات العالم، ومن بينهن بيلا حديد. يتطلع دوماً إلى الأمام ويتخطى كل الحدود للحصول على أفضل بشرة ويعيد ابتكار الألوان وطرق استعمالها. «لها» أجرت لقاء معه خلال زيارته إلى دبي، فأعطانا بعض الأجوبة المذهلة.


- ما هو تطور الماكياج؟
أستطيع مقارنة تطور الماكياج بالمواسم. فهي تأتي وتذهب، تختلف وتتبدل. ثمة مواسم جيدة أحياناً، مثل صيف حارّ وشتاء بارد وربيع رطب. هناك نوع من الإيقاع، لكن الفصول تختلف في كل مرة. وهذا شبيه جداً بتطور الماكياج لأنه يتبدل لكن يبقى هدفه واحداً وهو جعل النساء أكثر جمالاً مهما كانت اتجاهات الموضة أو مهما كان مزاج المرأة. الماكياج هو الأداة المثالية لجعل المرأة جميلة وواثقة من نفسها.

- ما كان أول طموحاتك؟
عندما كنت صغيراً، أردت أن أصبح مهندساً معمارياً أو عالِم آثار. لطالما أحببت المباني والعمارات. وسحرتني خلال طفولتي أهرام مصر والثروات الممكن إيجادها فيها، مما جعلني أرغب في أن أصبح عالِم آثار.

- من كان مرشدك في بداية مهنتك؟
في الحقيقة، لم يكن هناك أي مرشد. فقد حرصت على الاستقلالية منذ بدايتي. كانت لديّ آرائي، وتمثل حافزي الأساسي في الانضمام إلى عالم الموضة. أحببت المصمّمين الذين ترعرعت معهم مثل جان بول غوتييه وشانيل، ومصمّمين آخرين من هذه الأيام. هكذا، بدأت العمل في الأزياء، ثم انتقلت إلى الماكياج. لكنني لم أحظ أبداً بإرشاد أو توجيه أي شخص.

- كيف تتبلور أفكارك؟
حسناً، يرتبط الأمر بالمهمة التي أريد إنجازها. فهل هي ابتكار مستحضرات أو مجموعات، أم ابتكار طلاّت؟ أعتمد أسلوباً مختلفاً جداً حين أبتكر طلاّت لعروض الأزياء أو صفحات المجلات. ففي عروض الأزياء، يجدر بي أن آخذ في الاعتبار رؤية المصمم. لكن بالنسبة إلى الصور في صفحات المجلات، يكون هناك تنسيق بيني وبين مصفف الشعر والمصور الفوتوغرافي. وتكون مساحة الحرية أكبر في التصوير، بحيث أستطيع استلهام الأفكار من الأشياء التي أراها، أو الروائح أو الأقمشة. كما تلهمني العارضة التي أنجز لها الماكياج. لذا، يختلف عملي باختلاف المشروع الذي أنجزه، وهذا أمر رائع من دون شك نظراً للتنوع والمرح.

- ما الأهم في رأيك: الطموح أم الموهبة؟
في أغلب الأحيان، يسألني مساعديّ عن نصيحة للتقدم في صناعتنا. وأقول لهم دوماً إن الطموح ليس أكبر من الموهبة. علينا دوماً التحلي بالطموح، شرط أن يبقى متوازناً مع الموهبة. فالموهبة تنمو مع الطموح. وكلما لمس الشخص مستحضر ماكياج أو أنجز ماكياجاً لعرض أزياء أو جلسة تصوير، يتعلم شيئاً ويغذي موهبته. فإذا كان الشخص طموحاً جداً في سنّ مبكرة، قد يحرق موهبته بسبب تهوره أو سرعته، ولذلك عليه الانتظار حتى تنمو موهبته أولاً.

- كيف توفّق بين شخصيتك والمبادئ الجمالية في دار ديور؟
تكمن قوة هذه الدار في أحد الرموز الأساسية التي جرى اعتمادها مع تأسيس الدار، أي الطلّة الجديدة. إذا أخذنا في الاعتبار مفهوم «الطلة الجديدة»، نلاحظ أن ديور توفر أرضية خصبة لكل أنواع الشخصيات والأساليب والرؤى الإبداعية وتسمح لها بالنمو والتطور. وإذا فعلت ذلك بالتوازي مع احترام أسس الدار، يمكن توقع المستحيل. هذا أحد أروع الأمور في دار ديور.
ففي الأزياء الراقية مثلاً يبتكر كل مصمم وفق أسلوبه، لكن الطابع يبقى ديور. وفي عالم الماكياج، أتيحت لنا جميعاً، أنا وتاين وسيرج لوتنس، فرصة تطوير رؤيتنا الخاصة في خدمة الدار.

- في أي مدينة تشعر بأكبر مقدار من السعادة؟
في المدينة التي لا تمطر سماؤها أبداً.

- ما هو أكبر إنجاز حققته لغاية الآن؟ وهل من خيبات أمل كبيرة؟
حسناً، أنا راضٍ تماماً عما وصلت إليه في حياتي المهنية. كما نجحت في التوفيق بين حياتي المهنية وحياتي الشخصية. لديّ عائلة رائعة أستطيع التواصل معها، وهذا أمر مهم جداً. أنا بطبعي متفائل، ولذلك لا أقف عند خيبات الأمل والماضي.

- حدّد لنا ما يعنيه الماكياج اليوم؟
بات الماكياج وسيطاً مهماً جداً. إنه أداة يستخدمها الناس للتعبير عن أنفسهم، وزيادة جمالهم، وتحسين طلاّتهم وتغطية عيوبهم. وهو في متناول الجميع، لا سيما مع طفرة وسائل التواصل الاجتماعي التي يستمتع بها الناس كثيراً. لم يعد هناك أي حاجز في الماكياج هذه الأيام. يستطيع أي شخص الحصول عليه واستعماله.

- لاحظنا في العروض الأخيرة استعمال مقدار أقل من الماكياج. من أين جاءت الفكرة؟
السبب هو أن عرض الأزياء مخصص للأزياء وليس للجمال. تركز عروض الأزياء أساساً على التصاميم لإبراز رؤية المصمم من خلال الملابس والأكسسوارات. في غضون ذلك، أصبح الماكياج هائلاً بحد ذاته بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الجمال في المجلات. وباتت للماكياج منصاته. وهنا أريد الإشارة إلى أن كثرة الماكياج أو قلّته لا تعني أن المرأة راضية أكثر أو أقل عن طلّتها. ففي النهاية، حين أبتكر طلّة ماكياج لعرض أزياء، أسعى قبل كل شيء إلى أن تكون الطلّة مثالية وتتناغم بأفضل صورة مع رؤية المصمم. حتى لو اضطررت إلى اعتماد الماكياج الخفيف جداً، أكون سعيداً وراضياً جداً طالما أن الطلّة الإجمالية مثالية. وإذا برزت الحاجة إلى ماكياج كثيف ولافت، أكون مستعداً. لكن هناك العديد من الأمور الأخرى الممكن إنجازها بواسطة الماكياج، والعديد من الأساليب للتلاعب به لجعله طبيعياً جداً أو متطرفاً جداً. المهم أن يتم بسطه بشكل جيد ونكون راضين عن النتيجة الإجمالية.

- إلى أين تتجه ديور في قسم الماكياج لديها؟
هدفنا أن نبقى أوفياء للمعايير التي وضعناها منذ اليوم الأول: الانفتاح على المستقبل، الحفاظ على روح الشباب في أسلوبنا مع احترام إرثنا. نركز كثيراً على الإبداع، ونملك أفضل المختبرات على الإطلاق. أحاول إرضاء كل امرأة تحب ماكياج ديور من خلال ابتكار الأدوات التي تسمح لها بأن تظهر للعالم مثلما تريد أن يراها. نسعى دوماً إلى توفير أروع بشرة، وأروع ظلال للعيون، وأجمل شفاه، وأجمل أهداب، بأفضل التركيبات والألوان والأصباغ. نريد دوماً أن نكون في الطليعة ونتلزم بأقدم شعاراتنا - «تجرّئي مع ديور» Dare With Dior.

- ما رأيك في إقامة معرض فن الألوان Art of Color في الشرق الأوسط؟
هذا رائع فعلاً، خصوصاً أن النساء والرجال في الشرق الأوسط يحبون الطلّة الجميلة. تحب النساء كريم الأساس والأهداب الطويلة، ويعشقن التلاعب بالماكياج. يدركن تماماً ما يستطيع الماكياج فعله لهن. والواقع أن كتاب Art Of Color يظهر أهمية الألوان بالنسبة إلى ماكياج ديور على مدى عقود طويلة. الأمر أشبه بتقديم باقة جميلة مليئة بالأزهار الغنية بالألوان والروائح، تماماً مثل هذا الكتاب. إنه باقة من الصور ضمن فصول ملونة، تتحدث عن الجمال عبر صور رائعة.

- ما هو أكثر شيء لفت انتباهك في الجمال في هذه المنطقة؟
عدم خوف النساء من استعمال الماكياج. يستكشفن كل مجموعة الماكياج، بدءاً من كريم الأساس وظلال الإشراق وصولاً إلى الماكياج الدخاني للعينين والأهداب وقلم الشفتين وكل شيء. واللافت أن النساء هنا ينجزن الماكياج ببراعة فائقة، ويعبّرن عن أنفسهن من خلال الألوان.

- هل من تحديات معينة؟
لعل أكبر تحدٍ يكمن في مفاجأة الزبائن باستمرار والاستجابة لما يتوقعه الناس من ديور، والمضي دوماً إلى الأمام. هذا هو التحدي الذي يحثنا عنه دوماً ولذلك سنبتكر أشياء جديدة باستمرار!

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079