جفرا يونس: لن أتحدّث عن مشهد الجرأة في «الندم» ثانية
ليست بالموهبة الجديدة، فرغم مرور سنوات على تقديمها شخصية «نجمة» في مسلسل «الجمل»، ما زال كثيرون يذكرونها. غابت عن الوسط الفني لسنوات، وقررت أن تعود إليه بقوة بعدما تخرّجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، فشاركت في أهم الأعمال الدرامية التي عُرضت في العامين الماضيين...
هي الفنانة جفرا يونس، التي نشأت في بيت كان بمثابة صالون أدبي وثقافي وفني، نهلت منه الكثير وكان حافزاً لها على متابعة دراستها ودخولها عالم التمثيل، فجدّها المفكر ورئيس اتحاد المخترعين العرب الراحل عبدالله الأحمد، ووالدتها صاحبة دار جفرا للنشر، ووالدها دكتور في الهندسة الكهربائية.
عن دور العائلة في تميّزها الفني، وعن أعمالها، وسبب غيابها، وعودتها، كان حديثنا مع الفنانة جفرا يونس...
- ما معنى اسمك «جفرا»؟
جفرا هو اسم قديم جداً، ويعني الأرض الخصبة، وكان يرمز الى المقاومة في فلسطين.
- جفرا اسم ميّزك في الوسط الفني، هل كنت تفكرين باسم فني آخر؟
أنا جفرا الوحيدة في الوسط الفني، وأعتقد أن هذا الاسم نادر في سوريا، ولا أفكر بالتأكيد باسم فني آخر، فجفرا هو الاسم الذي أطلقه عليّ والداي، ويجب أن أكون مخلصة لاختيارهما.
- بدأت كراقصة بالية في عمر الثلاث سنوات، ثم شاركت في مسلسل «الجمل» وأنت في سنّ الثامنة، من أخذك من الآخر؟
لا علاقة لرقص البالية بعملي في التمثيل، فمشاركتي في مسلسل «الجمل» جاءت بالصدفة، لكن بعد الدراسة أدركت أن هذا هو المكان الصحيح الذي يجب أن أكون فيه.
- هل ما زلت تمارسين الباليه؟
توقفت عن رقص الباليه، ومن ثم درست التانغو لسنتين، ومع ازدياد ضغوط العمل في التمثيل، توقفت أيضاً عن رقص التانغو.
- من ساعدك لتكوني نجمة في «الجمل»، الذي حصلت عن دورك فيه على جوائز في مهرجان القاهرة؟
كنت في الثامنة من عمري، وكانت أسرة مسلسل «الجمل» للمخرج خلدون المالح تبحث عمن تجسد دور «نجمة»، البنت الصغيرة لـ«عزيزة» التي تلعب دورها الفنانة سلمى المصري، كون الفنان رافي وهبة صديقاً مقرّباً من عائلتي، فقد رشحني للدور، وعندما أجريت اختبار التمثيل أمام المخرج، نجحت ومثّلت دور «نجمة»، وكان ذلك كله بمحض الصدفة.
- كم أثّر جو عائلتك الفكري والأدبي، من جدّك إلى أبيك وأمك... في خياراتك الفنية؟
كان لعائلتي دور مهم جداً في رسم طريقي في الحياة، فكنا عائلة تهوى الأدب والفنون، وكان يجتمع في بيتنا العديد من الفنانين والأدباء، مما زاد تعلقي بهذا العالم، وشجعني أكثر على صقل موهبتي بالعلم.
- من أنت في «أوركيديا» حاتم علي؟
لا أستطيع التحدّث عن شخصيتي في مسلسل «أوركيديا» الذي نصوّره حالياً، وهو من إخراج حاتم علي، لكن كل ما يمكنني قوله إنني أحببت هذه الشخصية كثيراً، وسعيدة بمشاركتي في العمل، والدور من النوع المعقّد، وبطبعي أحب الأدوار المعقّدة والمتعددة الوجوه.
- لماذا سُمّي العمل «أوركيديا»؟
تيمناً باسم المملكة التي تنازعت عليها ثلاث ممالك، وهي أوركيديا، مسارا وأشوريا، ويتناول المسلسل قصصاً تسلط الضوء على حروب الممالك وأطماع الحكم والنفوذ والثأر.
- تتعاونين مع المخرج حاتم علي للمرة الثالثة بعد «العرّاب» بجزءيه، هل أصبحت من طاقمه الفني؟
لا أعرف، لكن عندما يأتيني عمل مع المخرج حاتم علي ويكون الدور مقنعاً جداً، فبالتأكيد سأشارك فيه، خاصة أن الأدوار المركبة تحتاج الى جهد وقد تتنوع فيها الحالات، والشخصيات تكون مكتوبة بتأنٍ.
- هل كانت «جيدا» هي فرصتك الفنية الأهم؟
بالطبع، كان «العرّاب» بالنسبة إليّ فرصة حقيقية، ولم أتردد في العمل مع المخرج حاتم علي، من خلال دور «جيدا» ابنة «أبو عليا»، الذي لعب دوره الفنان جمال سليمان.
- وقفت أمام أهم الممثلين السوريين، سلوم حداد، جمال سليمان... هل شعرت بالرهبة، وماذا تعلمت منهما؟
عملت مع الفنان القدير سلوم حداد في مسلسل «الندم»، لكننا لم نلتقِ في مشاهد مشتركة، أما الفنان جمال سليمان فقد كانت خطوط العمل مشتركة بيننا، وكم هو جميل أن أقف أمام قامة فنية كبيرة كهذا الفنان، لأعرف عن قرب كيف يفكر بأدواره، وكيف يتصرف في موقع التصوير، فلم أشعر بالرهبة في العمل معه، بل على العكس اكتسبت المزيد من الخبرات الفنية.
- كيف اختارك المخرج الليث حجو لتشاركي معه في «الندم»؟
المخرج الليث حجو يعرفني منذ زمن بعيد، فقد تابع بعض العروض المسرحية التي قدمتها، وأعتقد أنه وجدني مناسبة للدور، وبالتالي طلبني للعمل معه.
و«الندم» أتاح لي فرصة لإظهار موهبتي بشكل مختلف وجديد، وذلك من خلال شخصية المعلمة «رشا» وعلاقتها بمجتمعها، وحبها للكاتب «عروة».
- هل ما زالت انتقادات مشهد الجرأة في مسلسل «الندم» تزعجك؟
سبق أن تطرقت في لقاء إذاعي الى هذا الموضوع، ولا أريد التحدث عنه ثانيةً، لأنه أخذ حقه في المناقشة وأكثر.
- لماذا كان هذا الهجوم العنيف على هذا المشهد، مقارنةً بما يُقدم عربياً؟
لا أدري، خاصة أن ما تتضمنه المسلسلات العربية اليوم من مشاهد جريئة، لا يقارن بما تم تقديمه في هذا المشهد في مسلسل «الندم».
- هل تعتبرين أن هذا الهجوم جاء كرد فعل من الناس على شخصيتك في العمل؟
يجب أن يفصل الناس بين واقع الممثل والدور الذي يؤديه، فشخصيتي الحقيقية تختلف عن الشخصيات التي أقدّمها، وهذه مشكلة يعانيها مجتمعنا، فالجمهور ينظر الى الفنان وفق الدور الذي يلعبه، ومن خلال دوري في «الندم»، كنت أُسلط الضوء على شخصية موجودة في مجتمعنا، فالدور كان جميلاً ومكتوباً باحترافية، ولم أفكر أبداً في هذا المشهد، وكل اهتمامي كان منصباً على الشخصية وتقديمها كما يجب. أصبحنا اليوم بحاجة لأن نكون صريحين مع أنفسنا ونرى الأشياء على حقيقتها... وكفانا تجميلاً للواقع.
- ما هو الدور الجريء بالنسبة الى جفرا يونس؟
في رأيي، الدور الجريء هو الدور الصعب والمعقد والذي يحتاج الى ممثل قوي ليؤديه، وما من دور يحتاج إلى الطاقة والتفكير والبحث إلا ويكون جريئاً، وليس شرطاً أن يحتوي على أي مشاهد جريئة، وحرام أن تبقى عقولنا متحجّرة وأسيرة تلك المواضيع.
- هل شاهدت ما نُشر على «يوتيوب» تعقيباً على هذا المشهد؟
لم أرَ ولم أتابع شيئاً، هناك أشخاص دخلوا عالم الفن لكي يستعرضوا أنفسهم، وأنا لست من هذا النوع، ولا تهمّني الشهرة أبداً. أنا «بيتوتية» ولا أرغب في الظهور الدائم، وفي النهاية الناس يحكمون من خلال وجهة نظرهم.
- هل يحاول البعض الإساءة إليك من خلال ما نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا أعتقد.
- «اجهاض عائلي»... عنوان اللوحة التي تشاركين بها في «شبابيك»، ماذا عن دورك فيها؟
قدمت ثلاث حلقات مختلفة من حيث القصة في مسلسل «شبابيك»، أما في ما يتعلق بحلقة «إجهاض عائلي»، فقد قدمت شخصية فتاة تنقلب حياتها رأساً على عقب في يوم خطبتها، حيث تقع بين نارين، فإما أن تترك أمها تُسجن، أو تنفصل هي عن خطيبها، ولوهلة تفكر بأنانية بحياتها الشخصية، لكن سرعان ما تعود إلى رشدها وتقرر أن أمها هي الأهم في حياتها، فتقف إلى جانبها في محنتها.
- هل ستشاركين في عمل عربي منتظر من إخراج سامر البرقاوي بعد «شبابيك»؟
الفكرة ليست مطروحة الآن، وعموماً أنا أحب العمل مع سامر البرقاوي حتى قبل خوضه تجربة الأعمال المشتركة... أحب عينه الإخراجية.
- بين ما قدمه من أعمال مشتركة، ما هو العمل الأهم في رأيك؟
لا أستطيع الجزم بذلك، فلكل عمل من أعمالي خصوصيته الفنية، لكنني في المقابل أحب مسلسل «لو»، لأنني أعشق أصلاً الفيلم الاجنبي المقتبس عنه.
- صرحت من قبل: «هدوء شخصيتي في «نبتدي منين الحكاية» جعلها مملّة»... لماذا؟
صحيح إنني قلت إن هدوء شخصية «تغريد» في مسلسل «نبتدي منين الحكاية»، جعل من بعض المشاهد تبدو مملة، لكنني لم أقصد بكلامي هذا الكاتب فادي قوشقجي، أو المخرج سيف الدين سبيعي، فأنا أثق بهما كثيراً، بل كنت أتحدث عن نفسي، وعن الشخصية التي أديتها، فأنا لم أكن راضية عن تعاطيّ مع هذه الشخصية، فظهرت «تغريد» باردة، وكان في إمكاني تقديم أفضل منها.
- هل قارنت هذا الدور مع دورك في «الندم» مثلاً، حتى صرّحت عن عدم رضاك عنه؟
أبداً، الفكرة تختلف بين عمل وآخر، ومن دور لدور، لكنني كنت أحكم على الشكل الذي ظهرتُ به في العمل، وكيف كان في مقدوري أن أجسد تلك الشخصية بشكل مختلف.
- بعد «نبتدي منين الحكاية»، هل يمكن أن تكرري تجربتك مع المخرج سيف الدين سبيعي؟
بالطبع، إذا طلبني لعمل آخر، سأشارك معه، فعملي مع المخرج سيف الدين سبيعي كان رائعاً، وهو يهتم كثيراً بالممثل، ويسعدني أن أعمل معه ثانيةً.
- شاركت أيضاً في مسلسل «عشتار» مع الفنانة أمل عرفة، لكن لم نعد نراك في أعمالها اللاحقة، ما السبب؟
عندما شاركت في مسلسل «عشتار» كنت لا أزال حينها على مقاعد الدراسة، ولعبت دور الأخت الصغرى للفنانة أمل عرفة، وكانت تجربة جميلة، لكنني ابتعدت بعدها عن العمل الفني.
- غبت عن التمثيل عشر سنوات، ما السبب؟
ابتعدت بسبب الدراسة، وقررت ألا أمثّل ثانية، إلا بعد تخرّجي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وهذا ما حصل بالفعل.
- هل تغيّرين كثيراً في شكلك؟
شخصياً لا أحب التغيير الجوهري في الشكل، ولا أضع الماكياج بل أُفضّل البقاء على طبيعتي، لكن قد أُضطر الى التغيير إذا تطلب مني الدور ذلك.
- من هو مثلك الأعلى في الوسط الفني؟
هذا السؤال صعب جداً، فثمة فنانون كثر أعتبرهم مثلي الأعلى في الفن، لكن أبرزهم منى واصف، سمر سامي، بسام كوسا، وأحمد الأحمد.
- هل أصبحت ورقة رابحة في أيدي المخرجين السوريين؟
ما زال الوقت باكراً على النجومية، وأعمل حالياً على تطوير أدائي الفني، ولا أقول هذا الكلام من باب التواضع، بل من باب الواقعية... بالفعل ما زلت أحتاج الى وقت طويل واكتساب المزيد من الخبرات.
أنا والإخراج...
ماذا عن حبّك لدراسة الإخراج؟
حالياً، يجب أن أكمل في مجال التمثيل، حتى أثبت نفسي فيه، وأعرف ما يمكنني اكتسابه من خبرات، وعندما أرى أنني أستطيع دراسة الإخراج في الخارج، فلن أتوانى عن ذلك أبداً، لأنه مشروع أطمح الى تنفيذه.
السينما من أرقى أنواع الفنون، وتغري أي فنان للعمل فيها، وأتمنى أن أكون جزءاً من الصناعة السينمائية السورية أو العالمية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024