عدوانية الطفل في سؤال وجواب
للسلوك العدواني الذي يظهره الطفل أسباب كثيرة، وغالبًا تشكو الأمهات بعض تصرفات أطفالهن العنيفة. في ما يأتي الحلول الممكنة لهذه المشكلة.
طفلي (6 أشهر) تنتابه نوبة بكاء عند حلول المساء. ما الذي يجب القيام به؟
لا تتوتّري، بل حاولي أن تعرفي وتفهمي سبب بكائه. ومن المعروف أن الرضاعة قد تهدّئ روعه. وتركه في الغرفة وحده غارقًا في بكائه ليس حلاً. ولا تصغي إلى مقولة «أنه إذا حملته سوف يصبح طفلاً متطلبًا»، بل على العكس يجب عليك أن تقومي بكل ما يريحه ويلبي احتياجاته.
لكنّ إعطاءه المصاصة أحيانًا لا يحل المشكلة.
صحيح. المصّاصة حل موقت، فهي تهدّئه في البداية، ولكن بعد ذلك سوف يتعلق بها وكأنها مهدّئ، الأمر الذي يحمله على قطع اتصاله بالآخرين. والأكبر سنًا لا يعبِّر عن احتياجاته، بل يبحث عن تهدئة غضبه الداخلي على طريقته الخاصة.
إذًا ليس هناك ما يمكن القيام به؟
بلى، تحدّثي إلى الطفل وأظهري له حنانك، فهكذا تمنحينه الثقة والطمأنينة بحبّك وحنانك. ولا تنسي أن الطفل الصغير في حاجة إلى الهدهدة.
وبما أن هذا الأمر يتعب اليدين، من الأفضل وضعه في سرير متأرجح. ومن الممكن أن تطلبي من والدتك أو الأشخاص الموجودين في المنزل أن يحملوه، فالأطفال الذين حُملوا كثيرًا في الأشهر الستة الأولى من حياتهم يتميزون بطباع هادئة.
ابنتي (سنة ونصف السنة) دخلت إلى دار الحضانة. وكان كل شيء يسير على ما يرام إلى أن أتى اليوم الذي بدأت فيه تعضُّ أترابها؟
من المعروف أن الطفل الذي يعضُّ أترابه، يعضُّ أمه أيضاً التي غالبًا ما تدعه يقوم بذلك ظنًا منها أن هذا أمر مشروع. ولكن يجب على الأم أن تُظهر لطفلها الألم الذي سبّبه لها، وإلا سوف يتمادى في ذلك. والصراخ في وجهه ليس منه فائدة. لذا عليك أن تظهري لطفلك أنك غير راضية عن سلوكها هذا، وإذا أصرت على ذلك خذيها إلى غرفتها ودعيها وحدها وقولي: «ابقي أنت في غرفتك، وأنا سأبقى في غرفتي».
سمعت أمًا تقول لابنها:«أنت تغار كثيرًا من أخيك الصغير، لن أشتري لك هذه اللعبة». هل كان تصرّف الأم صحيحًا؟
لا. لأنه في هذا الوضع سوف يشعر بالذنب وبأن تصرفه سبّب خيبة أمل لأمه. وبالتالي سوف يفقد ثقته بنفسه، وهذا أمر صعب عليه وهو في هذه السن. لأنه سوف يظن أن الغيور شخص سيئ. لأنه لا يفهم ماذا يمكن أن تعني هذه الكلمة، وسوف يجد نفسه في فراغ. لذا يكون رد فعله إما أن ينبطح على الأرض ويصرخ، أو أن ينعزل ويتقوقع.
لكن لا يمكن الأم شراء كل الألعاب التي يريدها الطفل؟
صحيح. ومع ذلك يمكن الأم أن تشرح له أن شراء الكثير من الألعاب يفوق قدرتها، فضلاً عن أن لديه الكثير، شرط ألا تستفيض في الشرح ساعات، فجملة واحدة تكفي. وعليها أن تلهيه بأمور أخرى إذ لا يجوز ترك الطفل متوترًا، فيمكن الأم مثلاً أن تقص عليه حكاية، أو تقترح عليه لعبة أو تصطحبه إلى الحديقة العامة. فهذه الأمور تخفف من شعوره بالذنب، أو بأنه طفل غير محبوب.
إبنة صديقتي (سنتان ونصف السنة) منذ أن صار لديها شقيق أصبحت تقول لأمها باستمرار: «والدي لطيف، أنت لست لطيفة». كيف يمكن الأم أن ترد عليها؟
قد تشعر الأم بالأسى من عبارة طفلتها. في البداية عليها أن تتجنب عبارة «يجب ألا نقول هذا لماما»، بل من الأفضل أن تسمح لها بأن تعبّر عما يخالجها من مشاعر بالكلمات، ولكن يمكنها أن تردّ عليها: «يمكنك أن تقولي إنني لست لطيفة معك، لكن هذا ليس صحيحًا». لهذا السبب تشعر بأن والدها يعاملها بلطف.
لذا على الأم أن تؤكد لطفلتها أنها تحبها كثيرًا، وأنها تهتم بشقيقها الصغير كما كانت تفعل معها عندما كانت في سنّه. ويمكنها أن تطلب منها مساعدتها في الاهتمام به.
ويبدو أن الوالد لديه الوقت الكافي ليمضيه مع ابنته البكر، فهو يعرف كيف يلعب معها مستخدمًا مخيلته في اختراع الألعاب التي تناسب سنّها. لذا يمكنها أن تؤكد لها أنها سعيدة جدًا لأن «البابا» لديه الوقت الكافي ليلعب معها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024