تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

تستقبل شهرياً أكثر من 4000 قضية إنسانية منصة «حلّوها» تلغي الحواجز بين الدول العربية

منى يحيى أبو سليم

منى يحيى أبو سليم

بدأت فكرة منصّة «حلّوها» أولاً مع حلم كان يداعب الإعلامية ومدرّبة الحياة ومؤسسة الموقع منى يحيى أبو سليم. أرادت أن تُحدث تغييراً في المجتمعات العربية في ظل المشاكل التي كانت تراها من حولها. لمست حاجة لدى الناس إلى التوعية وإلى التعبير وإلى المساعدة، إلا أن الفكرة تبلورت خلال سنوات إلى أن أبصرت المنصّة الالكترونية «حلّوها» النور لتستقبل مشاكل الناس فتتجاوب معهم من خلال حلول وأجوبة يقدّمها اختصاصيون من مختلف المجالات. لم تتصور مؤسِّسة الموقع أن النجاح سيصل إلى هذا الحد وبهذه السرعة القصوى، فخلال فترة قصيرة أصبح لديها اكثر من 7 ملايين متتبّع، فأدركت من خلال المشاكل التي يطرحونها أن المشاكل هي نفسها موجودة في الدول العربية على اختلافها واختلاف مجتمعاتها.


- كيف وُلدت فكرة إنشاء المنصة الالكترونية «حلّوها»؟
بعد أن حزت شهادة الماجيستر في الإعلام، وفي عام 2008 رحت أفكر أنه ليس لدينا كعرب، هذا المفهوم حيث يجيب اختصاصيون على تساؤلات الشباب محاولين حلّ مشاكلهم كما في الغرب. لكن وقتذاك، كان أولادي لا يزالون صغاراً، وأردت التركيز على مسؤولياتي كأم، ولم أكن أملك الوقت الكافي للتفرغ لهذا الموضوع. وأشير هنا إلى أن زوجي قدّم لي كل الدعم اللازم لأباشر بهذا العمل. حتى أنني أكملت تعليمي العالي خلال فترة زواجي. وبعد 5 سنوات، وفيما كنت أتحدث مع أحد الاصدقاء، فكّرنا بتسمية «أنا والآخر»، لكنها في ذلك الوقت كانت مجرد فكرة خطرت في البال ولم ننفّذها. وبعد فترة وجيزة لاحظت انتشار مواقع كثيرة مشابهة. لاحظت أن ثمة خللاً يهدد كيان  الأسر ككل، مما يستوجب التدخل والتوعية في هذا الإطار على امتداد الوطن العربي. هذا تحديداً ما عملنا عليه، فقررت إنشاء هذه المنصة الالكترونية لنتلقّى فيها أسئلة الناس ومشاكلهم ونعمل على حلّها مع اختصاصيين.

- كيف كانت الانطلاقة؟
في البداية، قررت وضع 13 قسماً في الموقع للأب والأم والطفل والعلاقات الزوجية والمدارس والجامعات... هكذا بدأت الفكرة، لكن في البداية، وقبل إطلاق الموقع تعاونت مع صحافيين كنت أشتري منهم الأخبار وقضايا متعلّقة بالناس. كانت 500 قضية من الشارع من مختلف الدول العربية أردت طرحها من خلال هذه المنصّة، فالمنطقة تفتقر الى ذلك فيما نحن في أمسّ الحاجة إلى هذه التوعية والمساعدة. حتى أن العرب في أوروبا يعانون مشاكل رهيبة لا تعد ولا تحصى في مختلف الجوانب الحياتية. لذلك بعد ان اشتريت القصص، أقمت خلال سنة ونصف السنة ورش عمل مع اختصاصيين مع نقاشات حول كيفية معالجة المشاكل من وجهات نظر مختلفة. وبعد ان حضرت القضايا الـ500، عمدت الى توزيع القصص على مختلف الأقسام.

- هل لمست النجاح والتجاوب من الناس منذ البداية؟
في الواقع، كان الاختصاصيون يؤكدون لي أن التجاوب لن يحصل في الأشهر الاولى، ربما يتجاوب المتتبعون بعد مضي 3 اشهر على الأقل. لكن ما إن نُشرت القضايا، لم تمر 3 ساعات حتى بدأت القصص تصلني من الناس، وبعد اسبوعين صار لي آلاف المتتبعين، واليوم عندي 7 ملايين عربي يدخلون المواقع. وهذا ليس إلا دليلاً على حاجة الناس إلى التعبير عن مشاكلهم وإيجاد حلول لها. هم بحاجة إلى التوعية، وبمجرد أن أطرح سؤالاً في موضوع مهم ويدور نقاش حي مع اختصاصي لتوعية الناس، يتجاوب معنا 2 مليون شخصاً.

- هل يكون النقاش الحي حول كل الاسئلة التي تصلك؟
لا يمكنني فعل ذلك. فأنا أنشر كل الاسئلة التي تصلني، علماً أنه يصلني حوالى 150 سؤالاً في اليوم أضع 10 منها على مواقع التواصل الاجتماعي بما يتوافق مع اهتمامات الناس. فأختار ما يحصل نقاش حي عليه مع اختصاصيين بحسب المواضيع المطروحة، ومن هذه المواضيع المطروحة ما يُحدث ضجة على مواقع التواصل.

- هل من مواضيع تتجنبين التحدث فيها؟
أجيب عن كل الاسئلة، ولا أهمل أي سؤال مهما كان، كما لا أعتبر أي سؤال قليل الأهمية، فالكل بحاجة إلى المساعدة. وحتى إذا لم يتفاعل الناس مع بعض الاسئلة فمن واجبي أن أُجيب عنها. لكن في الوقت نفسه، أحرص على عدم التحدث في أمور الدين والسياسة. أُركّز اهتمامي على المجتمع والأخلاق والأسرة والقيم الإنسانية، وأسعى إلى الحفاظ على هذا المبدأ وعدم الخروج من هذا الإطار. فقد اكتشفت مع الوقت أننا كعرب، ولكثرة المشاكل التي تحيط بنا، نسينا أنفسنا وحصل هذا الخلل وصرنا بأمسّ الحاجة إلى المساعدة والتوعية.

- هل يسهل عليك الإجابة بسرعة عن أسئلة الناس؟
بشكل عام، أجيب خلال ساعات قليلة. قد نتأخر أحياناً لأسباب تقنية. كما يمكن ألا ننشر مسائل خارجة عن الإطار الإنساني. لكن مما لا شك فيه أننا نجيب عن كل الاسئلة خلال فترة قصيرة. هذا وننشر دائماً Posts توعوية بشكل يخدم أهدافنا الاجتماعية والإنسانية.-

- ألا تجدين نفسك أحياناً أمام مسائل دقيقة تصعب معالجتها؟
من الطبيعي أن يحصل ذلك في منصة من هذا النوع تُطرح من خلالها كل أنواع المشاكل. وبشكل خاص، في الامراض والجانب النفسي وإذا كانت مسألة دقيقة، ننصح دائماً باستشارة الطبيب.

- كيف تعملين على تطوير هذه المنصّة التي أطلقتها؟
أعمل دائماً على التطوير، والجديد الذي أدخلته على الموقع أخيراً هو خدمة «آلو حلّوها» التي تتيح الفرصة للمتصل بالاتصال بالخبراء لعرض مشكلته عليهم، وذلك من خلال خدمة Zoom Online، أو Skype المجانية، حيث يمكن كتابة السؤال ويتسنى للخبير الإجابة عليه. فكثر يرغبون في التحدث مع خبير. هي خدمة جديدة ابتكرتها بعد سنة ونصف السنة، وأتوقع أن تُتاح لكل قسم.

- يصلك يومياً هذا الكم الهائل من المشاكل، ما الذي لاحظته واكتشفته من خلال المسائل التي تُطرح عليك؟
أهم ما اكتشفته من خلال عملي هذا أن المشكلة نفسها موجودة أينما كان في بلادنا العربية ولا تختلف بين دولة وأخرى. وهذا ما تظهره تقارير الأمم المتحدة حتى، وبخلاف ما كنا نعتقده من أن المشاكل ترتبط بدولة معينة وتختلف بين مجتمع وآخر. وبالتالي ما من مشكلة عربية محصورة ببلد معين وبمجتمع دون آخر.-

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080