تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

يزن السيد: لم أندم على تصريحاتي بخيانتي الزوجية

للحوار معه ميزة مختلفة عن غيره من الفنانين، فهو إنسان صريح وواضح، لا يهمه تنميق الكلام وتهذيبه، بل يعبّر عن رأيه بصراحة، حتى لو شكّل صدمة في البداية، إنما اعترافه بأخطائه يجعل كل من حوله يتعاطف مع موقفه.
هو الفنان يزن السيد، الذي تصدّر الأخبار أخيراً، خاصة بعد تصريحاته النارية على الهواء مباشرة واعترافه بخيانته الزوجية، وكانت تلك التصريحات بداية لعودة علاقته الأسرية من جديد. في هذا الحوار يحدّثنا يزن عن تلك اللحظات المؤثرة، وعن علاقته بزوجته، وبمعجباته، وعن نجوميته في عالم الفن، وفي عالم كرة القدم، حيث كان من أهم لاعبي الدوري السوري الكروي، ويكشف لنا عن أعماله الجديدة، ومشاركته للمرة الأولى في سلسلة «باب الحارة».


- ستشارك للمرة الأولى في الجزء التاسع من سلسلة «باب الحارة»، لماذا تأخرت تلك المشاركة؟
«باب الحارة» عمل خاص ولا يشبه أي عمل سوري آخر، ففي كل عام هناك ضيوف جدد يشاركون في جزء أو اثنين أو أكثر، وفي المقابل يترك فنانون آخرون العمل بعد مشاركتهم فيه ولأسباب عدة، كما حدث مع الفنان وائل شرف الذي ترك العمل بعدما لعب دور «العكيد»، وتم استبداله بالفنان مصطفى سعد الدين «عكيد باب الحارة» الجديد، وفي النهاية أحداث الحارة تغيرت بدءاً من أجزائها الأولى وصولاً الى اليوم، ولم يبق من الجزء الأول سوى «أبو عصام» و«أم عصام» و«عصام».
وهذا العام عُرضت عليّ شخصيتان في هذا الجزء، هما «بشير» و«خاطر»، لكن تم دمج الشخصيتين معاً، وأصبحتا شخصية واحدة هي «بشير».

- ستجسد شخصية قديمة سبق أن أدّاها غيرك من الفنانين في هذا العمل، ألا يزعجك أن تكون بديلاً لفنان آخر؟
أرى أن «باب الحارة» هو عمل استعراضي، وليس عملاً يهدف الى إثبات إمكانيات الممثل، فنجومه معروفون وله طابع خاص يركز على عدد من شخصيات العمل، وباقي الممثلين هم تكملة للعمل ليس إلا، وهذا الأمر لا ينطبق على باقي الأعمال الفنية، بل هو حالة خاصة بمسلسل «باب الحارة»، فمعظم من شارك في العمل خلال أجزائه السابقة، شارك فيه بهدف زيادة شهرته عربياً.
وبالنسبة إليّ، لم أشارك في العمل من أجل تحقيق الشهرة عربياً، لأنني أصبحت معروفاً عربياً، بل انضممت الى هذا المسلسل لأنه من أنجح الأعمال الدرامية السورية في الوطن العربي، وبعد إنجاز تسعة أجزاء منه، كان من الضروري أن أشارك فيه.

- وماذا عن «سنة أولى زواج»، ودور البطولة فيه؟
أقدم في «سنة أولى زواج» شخصية صحافي، وضعه المادي متوسط، يكتب نصوصاً، يحب فتاة ويفوز بقلبها ويتزوجها، لكن حماته تنغّص عليه حياته، فتدبّ الخلافات بينهما، وهو عمل ظريف من إخراج يمان إبراهيم، وتشاركني في بطولته الفنانة دانا جبر.

- شاركت أيضاً في «حكم الهوى»؟
هذا المسلسل من إخراج محمد وقاف، وقد شاركت في سهرة واحدة منه، وهي لوحة جميلة تشاركت بطولتها مع الفنانة رنا أبيض، وتتناول علاقة شاب وفتاة مخطوبين، يقرارن الزواج والاستقرار، لكن بعد إجرائهما الفحوص الطبية التي تسبق الزواج، يتبين أن هناك عارضاً طبياً يمنعهما من الانجاب في حال تزوجا، ومن هنا يبدأ الصراع ما بين الحب الذي يجمعهما، ورغبتهما في الانجاب، من خلال أحداث مشوقة.

- «صرخة روح» بأجزائه التي شاركت فيها، كان له دور مهم في مسيرتك المهنية، لكن ماذا عن الانتقادات التي طاولتك وطاولت العمل؟
نوعاً ما، حقق لي مسلسل «صرخة روح» نتائج جيدة، بحكم أن الخماسية التي ألعب بطولتها كل عام، كانت تحقق أعلى مشاهدة خلال عرض العمل مقارنةً بباقي الخماسيات، مع العلم أن هناك الكثير من النجوم السوريين المعروفين قد شاركوا في أجزاء هذا العمل.
كثر انتقدوا العمل، لكن في المقابل كان المسلسل يحقق أعلى نسبة متابعة، فعلامَ يدل هذا؟ ولماذا يُتابع العمل بهذا الكم الكبير ثم نسمع الانتقاد؟
بالنسبة إليّ العمل لم يتعدّ الخطوط الحمر، فلم يتضمن أي مشهد إباحي، وكانت كل المشاهد تعبيرية لا إباحية.

- هل ستشارك في أجزاء جديدة من العمل؟
لن أشارك بعد اليوم في مسلسل «صرخة روح»، والسبب لا يعود الى جرأة العمل، لكن إذا عُرض عليّ عمل يشبه مضمونه ما قدمته في «صرخة روح» سأشارك فيه، أما السبب وراء عدم مشاركتي في أي أجزاء جديدة، فهو خلافي مع منتج العمل، أي شركة «غولدن لاين»، الذين اعتبرتهم جزءاً من عائلتي، خاصة بعد تعاملي معهم لعشر سنوات، لكنهم لم يحفظوا العِشرة الطويلة بيننا، وذهبوا بالمشروع نحو الممثلين اللبنانين، وظهر هذا بوضوح في الجزء الذي عُرض العام الماضي، فكان الأقل متابعةً بين ما قُدّم من أجزاء سابقة من العمل.

- حللت ضيفاً على برنامج «بلا تشفير»، وكنت بطلاً على مواقع التواصل الاجتماعي لفترة طويلة، ألم يزعجك ذلك؟
عموماً، كان الانطباع عن حلقتي جميلاً جداً، والجميع تعاطف معي بعد طرح مشكلتي مع زوجتي في البرنامج، وتم حل الأمور، بحيث تصالحت من خلال البرنامج مع زوجتي وعدنا لنعيش معاً من جديد، وأنا في العادة لا أسأل أي صحافي عن نوعية الأسئلة ولا حتى أطلب قراءتها.
وفي برنامج «بلا تشفير» سألني مقدّمه تمام بليق ما إذا كنت أريد الاطلاع على الأسئلة، لكنني رفضت، ولذلك كانت الحلقة عفوية وصادقة.

- هل ندمت على تصريحاتك النارية بالخيانة الزوجية، وغيرها من التصريحات التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا، لم أندم أبداً على تصريحاتي، رغم كل تلك الضجة التي أُثيرت بعد عرض الحلقة، بل على العكس ساهم ظهوري في البرنامج في عودة استقراري العائلي.

- هل كنت تتوقع أن يصل مستوى النقاش إلى خبايا حياتك الشخصية ومشكلاتها؟
توقعت ذلك فعلاً. وفي الحقيقة، فوجئت بصورة ابني «يعرب» عندما عُرضت في بداية البرنامج. لم أكن أعرف ما حصل وقتذاك، خاصة أن الإضاءة توقفت، فقد مرت سبعة أشهر من دون أن أرى ابني وزوجتي، ولذلك صُدمت.

- هل فقدت بعض معجباتك بعدما اعترفت بخيانتك الزوجية مباشرة على الهواء؟
لا، بل على العكس، زاد عدد المعجبات بعد عرض البرنامج.

- طلبت أن تسامحك زوجتك على الهواء خلال البرنامج، ما الذي حدث بعدها؟
لم أكن أتوقع أن تسامحني زوجتي، لكنني في المقابل لم أقترف ذنباً عظيماً، فلكل إنسان أخطاؤه وهفواته، وأنا اعتذرت لزوجتي مباشرة على الهواء أمام الملايين. وهذا ما أتاح المجال للمُزاح بيني وبين أصدقائي، فأحدهم قال لي: «ورّطتني يا يزن، اختلفت مع زوجتي، ووضعت شرطاً لتسامحني، أن أعتذر لها على الهواء مباشرة، وعلى محطة الـ»إم بي سي» تحديداً».

- هل زوجتك من الوسط الفني؟
زوجتي من خارج الوسط الفني، وهي خرّيجة إدارة أعمال وعلاقات دولية وعلوم سياسية.

- إذا طلبت منك الدخول الى عالم الفن، فهل تساعدها؟
مُمازحاً... نعم أساعدها ثم أطلّقها. لا فكرة حول دخولها الوسط الفني.

- عندما يكبر ابنك «يعرب» ويسمع اعترافك لأمه على الهواء، هل سيقدّر موقفك، أم سيلومك على خيانتك لها؟
أعتقد بأنه سيقدّر موقفي، لأنني اعترفت بخطئي على الملأ ولم أخفِ عيوبي وأدافع عنها، والاعتراف بالخطأ فضيلة. أما من يخطئ ويستمر في الدفاع عن موقفه، فهنا المشكلة.

- هل تعتبر نفسك قوياً بهذا الاعتراف، مع وجود آخرين يخونون زوجاتهم، ولا يعترفون بخطئهم؟
ممكن، لأن أحداً لم يكشف سرّهم، أما أنا فقد كُشف أمري. والفنان يعاني كأي إنسان عادي، فلا يمكن أن أكون في مكان عام ولا أمثّل أنني سعيد، فيجب أن أرسم الابتسامة دائماً على وجهي، وأن أستعد للظهور أمام المعجبين بشكل لائق مهما كانت ظروفي سيئة ومهما كنت منزعجاً، فهذه أيضاً معاناة بالنسبة الى الفنان.

- هل لك أعمال في الإخراج؟
أخرجتُ كليبين، وعندي عمل كاميرا خفية بعنوان «على كيفك يا تاجر». أحب المنوعات كثيراً، وكنت أُقدّم برنامج «غداً نلتقي» في التلفزيون السوري، وأتمتع بالقدرة على إضحاك الناس وإبكائهم من خلال ما أعرضه.

- هل يمكن أن تُخرج عملاً درامياً طويلاً؟
ممكن، لكن ليس في الفترة الراهنة، فالإخراج يحتاج إلى الكثير من الاطلاع والمتابعة، وهو ليس مجرد تقطيع، فأنا أجيد تقطيع المشاهد بحكم أنني عملت في السابق مونتيراً ودرست الإخراج والإنتاج... الإخراج ثقافة وفكر ورسالة نوجّهها في العمل، ولدينا الكثير من المخرجين المتخصصين بالتقطيع فقط، مثل الأستاذ حاتم علي والليث حجو ورشا شربتجي وسامر البرقاوي، فهؤلاء مخرجون نرفع لهم القبّعة.

- من تشجّع من الفرق العالمية، ومن هو منتخبك ولاعبك المفضلان؟
لست متعاطفاً مع فريق محدد، لكن أحب أداء نادي برشلونة، ولا يهمني النادي بحد ذاته، بقدر اللعب المحترف والممتع، أما منتخبي المفضل فهو البرازيل، وأحب رونالدينو تحديداً.

- بعد بيليه ومارادونا، من يمكن أن يأخذ مكانهما؟
بالطبع هناك ميسي، وما حققه ميسي لم يحققه بيليه ولا مارادونا، فميسي في رأيي هو أذكى لاعب في العالم.

- كيف ترى مستقبل ابنك «يعرب»؟
لا أستطيع أن أفرض عليه شيئاً، خصوصاً أنه لا يزال طفلاً عمره ثلاث سنوات، فالحياة هي التي تأخذه، لكنه يحب الكرة كثيراً، وهو مشروع لاعب، وأنا أتمنى له التفوق في هذا المجال.

- هل يمكن أن نراك مقدماً لبرامج تلفزيونية؟
قدمت برامج مسابقات في قناة «سما»، وأحببت التجربة لوجود منافسة بين الطلاب، ومن ثم قدمت برنامجاً يومياً يُعنى بأخبار الفن في قناة «سورية دراما»، وكان سبباً في شهرة القناة وانطلاقتها، لكنني لم استطع الاستمرار في التقديم بحكم عملي، وقدمت في رمضان برنامجاً على الفضائية السورية، وكان متابَعاً جداً، وحصلت على وسام عنه، ثم أبعدوني عن التلفزيون بعد ستة عشر عاماً، وبعد أربعة أشهر عدت للعمل من جديد في التلفزيون.

- صرحت سابقاً أنك تتمنى الوصول الى نجومية كل من تيم حسن، قصي خولي وباسل خياط، ماذا ينقص يزن السيد ليصل لهذه المرحلة؟
تنقصني الفرصة المناسبة، والظرف المناسب، عندما يأتيني دور مهم في عمل سيُعرض في محطة مهمة عربياً، أسمّي هذا فرصة.
وأؤكد أن تيم وقصي وباسل من النجوم الذين استغلوا الفرص التي أُتيحت لهم، فاجتهدوا وطوّروا أداءهم وحققوا نتائج مهمة، وأتمنى أن تأتيني الفرصة المناسبة.

- في «صرخة روح»، ذهبت باتجاه أدوار زير النساء، هل تعجبك هذه الأدوار؟
أنا أحب الأدوار السلبية، وأرفض أدوار الشاب المحبوب، وأبحث عن الأدوار المشاكسة، لكونها تحوي الكثير من التفاصيل، وتترك انطباعاً لدى المشاهد لأنها تستفزه. لكن شخصيتي الحقيقية مختلفة عن شخصية زير نساء التي أقدمها في «صرخة روح».

- ما هي الشخصية التي تتمنى تقديمها؟
أتمنى أن أقدّم شخصية لاعب كرة قدم.

- كيف تمضي أوقاتك بعيداً عن العمل؟
أصطحب «يعرب» لممارسة لعبة كرة القدم، وأفضل الجلوس مع عائلتي وأحب السهر ولعب ورق الشدّة...


أنا وكرة القدم

- كنت أيضاً نجماً في كرة القدم، ما الفارق بين النجومية الفنية والنجومية الرياضية؟
لا تختلف النجومية بين الوسطين، فكُرة القدم كالتمثيل، بحيث يتدرّج اللاعب في المراحل إلى أن يلعب مباراة كاملة، على أثرها يراه باقي المدربين ويطلبونه، والأمر نفسه ينطبق على الممثل، فنجوميته مثل نجومية لاعب كرة القدم، ففي مصر مثلاً نجوم كرة القدم أكثر شهرةً من نجوم الفن.

- كنت ورقة رابحة في الفرق الكروية السورية، هل تندم على تركك كرة القدم؟
ما زلت أمارس لعبة كرة القدم الى اليوم، لكنني لم أعد محترفاً ولا أشارك في الدوري السوري، بحكم العمر أولاً والوقت ثانياً، لكن كرة القدم هي كل حياتي.

- كيف تحول مسار حياتك من كرة القدم إلى الفن؟
دخولي مجال الفن كان بالصدفة، فقد كنت ألعب في الدوري، وفي الوقت نفسه أقوم في التلفزيون بأعمال المونتاج والإخراج، وفي النهاية الشغف بالعمل هو الذي يخلق الإبداع.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079