هذه الصور لسعوديات معنفات... هذه تفاصيل القضية
لو امتلك الطائر الأزرق الذي يرمز إلى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مشاعر فربما بكى على حالات العنف التي تتعرض لها سعوديات، فلا يكاد التغريد على وسم يحمل قضية معنفة يقل حتى يظهر آخر حاملاً معاناة فتاة تعرضت إلى الضرب أو الحرق، وإن ظهرت مشككون في صحة هذه القصص.
ودون مغرد أمس (الإثنين): «أخشى أن تصير السعودية بلد المعنفات» في إشارة إلى انتشار وسوم حالات العنف الأسري، والتي كسبت تعاطفاً من رواد «تويتر».
وتفاعل سعوديون مع قصة مغردة تطلق على نفسها «أنثى في زمن غريب»، دشنت وسماً «أنصفوا سعودية شوهها زوجها»، مطالبة بإنصافها بعد محاولة زوجها وصديقه العام الماضي قتلها بالتعدي عليها بالضرب والصعق، وإحراقها بسكب الغاز عليها، ما تسبب في تشويه جسدها، ولكنها لم تحصل على الطلاق منه حتى الآن.
وأشارت المغردة التي أرفقت صوراً من كشف طبي قالت إنه يعود لها، إلى أن الأطباء أكدو لها أن علاجها يستغرق عامين، وأنها تحتاج إلى جراحات ترقيع، وستبقى آثار الحروق ملازمة لها طوال العمر، ولفتت إلى إجرائها سبع جراحات.
وأعربت المغردة عن صدمتها من الحكم الصادر على زوجها بحسبه مدة 18 شهراً، و40 جلدة له وصديقه بعدما شرعا في قتلها، موضحة أنه كان يردد «سأطبق شرع الله فيك». وأشارت إلى أنه بعد جريمته اتصل بأبيه يبشره قائلاً «حرقتها».
وطالبت المغردة بإعادة التحقيق في الجريمة التي ما تزال تعاني من آثارها، مطالبة بإنصافها ممن عذبها وحرقها وما يزال طليقاً، بينما تعاني هي من حسرة في قلبها.
وتناول وسماً آخر قصة تعنيف أخرى بعنوان «انصروا المعنفة عهود» عن سيدة أخرى قيل إنها معلمة وحامل اعتدى عليها زوجها بالضرب المبرح، بحجة أنها أخذت إجازة من دون راتب، ما تسبب في إصابتها بجروح وكدمات ظهرت في صور قيل إنها تعود إلى الضحية.
وأشارت مغردة إدعت أنها من ذوي المعنفة إلى أن «الحماية الاجتماعية» التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية لم تستطع مساعدة الضحية، واضطرت أسرتها إلى اللجوء إلى القضاء.
وتفاعل سعوديون خلال اليومين الماضيين مع قصص النساء المعنفات، وظهرت تغريدات طالبت بمساعدتهن، وخصوصاً مع تكرار حوادث الخطف والضرب والقتل والتي راح ضحيتها مُعنفات، وغرد عنها أحدهم: «السعودية ليست الأولى في العنف الأسرى، لكنها الوحيدة التي تحصنه قانونياً»، فيما عبرت إيمان عن استيائها من تكرار الحالات التي تنتهي في رأيها باعتبارها «شأناً إجتماعياً».
وانتقدت مغردة تدعى «نبرة» التخاذل عن إنقاذ المُعنفات، ولجوؤهن إلى «تويتر»، وكتبت: «مخجل ومحزن أن الانصاف لا يؤخذ الا بهاشتاغ»، مطالبة بتحويل الجناة في كل حالات العنف الأسري، إلى العدالة.
إلا أن مغردون أبدوا عدم تصديقهم قصص العنف، وأشاروا إلى أنها تهدف إلى «كسب التعاطف لا أكثر»، وقالوا إن الأدلة والاثباتات مكانها المحاكم وليس «تويتر»، فيما أشار آخر إلى رفضه توصيف حوادث القتل الناجمة عن عنف أسري بـ«جرائم»، كونها نتجت من «إفراط في التأديب».
وتكررت حالات العنف الأسري التي تعرضت لها زوجات وأبناء وآباء أيضاً، من ذويهم كان آخرها أول من أمس (الأحد)، بعد تداول سعوديين فيديو لرجل ينهال بالضرب على رجل عجوز وامرأة وفي وسط الشارع، قيل بداية إنهما والداه، وتبين لاحقاً أن المرأة زوجته، ما أثار استنكاراً واسعاً بين مغردين طالبوا بتحديد هويته وعقابه.
وانشغل سعوديون الأسبوع الماضي بقصة «مسن جدة» الذي حبسه أبنائه في غرفة أغلقت بالسلاسل، وحررته الشرطة لاحقاً في حال صحية «حرجة»، وبرر الأبناء فعلتهم بمرض أبيهم النفسي وتكرر إيذائه الجيران.
الضحايا زوجات وأزواج وأطفال.. والجاني «مريض نفسي»
انتهت حالات عنف أسري بجرائم قتل، إذ فارقت فتاة (في العقد الثالث) الحياة في محافظة الطائف على يد زوجها، الذي طعنها مرات عدة، وظهر فيما بعد أنه يعاني «اعتلالاً نفسياً».
وتعرضت زوجة قبل أعوام إلى القتل دهساً على يد زوجها الذي مر عليها بالسيارة مرات عدة في الرياض، بسبب امتناعها على إعطائه راتبها، وحكم عليه آنذاك بالسجن 12 عاماً، على رغم اعترافه بتعمده قتلها، لكن الحكم جاء لاكتشاف إصابته بـ«انفصام الشخصية».
الأطفال أيضاً كان لهم نصيب من العنف، ومن أبرز القضايا التي شغلت السعوديين مقتل الطفلة ريم الرشيدي (6 سنوت) على يد زوجة أبيها التي استدرجتها ونحرتها العام الماضي في المنطقة الشرقية، سبقتها قضية أخرى للطفلة لمى الغامدي التي قتلت على يد والدها بعد تعذيبها.
وشاهد السعوديون العام الماضي مقطع فيديو لأربعة أطفال يتعرضون إلى الضرب من عمهم، بعدما حاول الأطفال تسجيل لعبهم كرة القدم بكاميرا دخل إثرها عمهم لينهال عليهم ضرباً.
وتداولت محكمة سعودية العام الماضي، قضية مضاربة بين زوجين اتهم كلاهما الآخر بالتعدي عليه واصابته، وقال الزوج إن زوجته ضربته وعضته وتهجمت عليه وإصابته بجروح عدة، فيما اتهمته هي بضربها وطردها من المنزل.
واستقبلت المحاكم خلال العام 1436 حوالى 1500 قضية عنف، تصدرتها مكة المكرمة بـ500، وحلت الرياض ثانياً بـ300، بينما استحوذت جازان على 140 قضية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024