إليك آخر ما توصل إليه طب التجميل في نحت الجسم!
تعدنا التطورات السريعة في عالم التجميل بالكثير لما بات من الممكن تحقيقه اليوم، خصوصاً في ما يتعلّق بعمليات تجميل الجسم. فحتى التقنيات التي كانت موجودة ومتوافرة قبل سنوات لم تعد تُجرى بالتقنية نفسها، بل تطورت نحو الافضل لتحقق إنجازات وتظهر المزيد من الفاعلية. هذا إضافة إلى تقنيات جديدة ظهرت في الفترة الأخيرة لتقلب المقاييس وتظهر فاعلية واضحة في كثير من الحالات. الطبيب الاختصاصي في جراحة الترميم والتجميل جان-مارك سعيد يتحدث هنا عن آخر ما توصل إليه عالم التجميل في مجال تجميل الجسم، مشيراً إلى الفاعلية البارزة لتقنيات معينة في مقابل أخرى قد تكون أقل فاعلية على الرغم من الأفكار الشائعة حولها. كما ركز على أهمية التوعية حول المعايير ودواعي اللجوء إلى عملية تجميل حتى لا يصير اللجوء إليها عشوائياً، وذلك ضمن برنامج التوعية الذي تقوم به الجمعية اللبنانية لجراحة التجميل والترميم LSPRAS .
- تطورات كثيرة حصلت في عالم تجميل الجسم وتنحيفه، هل تبدلت أيضاً المعايير التي يتم الارتكاز عليها في اتخاذ قرار اللجوء إلى عملية تجميل للجسم؟
يختلف قرار إجراء عملية تجميل للجسم باختلاف شكل الجسم والسن بشكل اساسي. لكن، في أيامنا هذه لا يمكن ان ننكر أن ثمة عاملاً مهماً أيضاً يؤثر، ألا وهو الجراحات التنحيفية كربط المعدة التي تكون قد أُجريت. فمما لا شك فيه أنها أصبحت شائعة بكثرة، وباتت تشكل تحدياً لجرّاحي التجميل.
- ما أنواع عمليات التجميل التي يمكن أن تُجرى للجسم؟
ثمة أنواع عدة من عمليات التجميل، فمنها ما يكون صعباً، ومنها ما يعتبر أقل سهولة لحالات معينة. فعملية التجميل الأقل خطورة هي التي تجرى للحالات التي تتجمع فيها الدهون في مواضع معينة وتكون متركزة فيها، فيما يكون شكل الجسم عامة جيداً ونوعية الجلد جيدة أيضاً. في هذه الحالة يسعى الشخص إلى نحت الجسم بهدف تحسين شكله.
آلات تجميد الدهون:
ثمة تقنيات تجميلية غير جراحية تعتمد على آلات متطورة ترتكز على تمسيد الجسم بهدف تحسين نوعية الجلد وتنشيط الدورة اللمفوية، ومنها بشكل خاص ما يعتمد على تجميد الدهون، وهي إحدى التقنيات الحديثة التي يكثر الحديث عنها اليوم.
من الممكن شد الجلد بواسطة هذه الآلة في الحالات التي يكون وضع الجلد مقبولاً وغير مترهل بنسبة زائدة. وهي تسمح بتجميد الدهون بفضل الحرارة المنخفضة جداً التي تعطيها. وبعد تجميد الدهون تموت الخلايا الدهنية ويتخلص منها الجسم إما من خلال البول أو في الغائط. لكن القسم الكبير منها يزول في الغائط.
● شخصياً لا أحبذ هذه التقنية. ففي الدرجة الأولى، ثمة قسم من الخلايا الدهنية يذهب في البول، وإذا كان لدى الشخص استعداد للإصابة بمشكلات في الكلى، أو أنه مصاب بها ولا يعرف بذلك، قد يؤدي هذا إلى مضاعفات. وعلى الرغم من أن لا إثبات علمياً يؤكد خطورة تقنية تجميد الدهون على الكليتين، لكن حصل ذلك سابقاً مما يدعو إلى الانتباه.
● حروق الجلد التي قد تحصل نتيجة اللجوء إلى هذه التقنية بسبب الحرارة المنخفضة جداً التي تصدرها، وهي مشابهة للحروق الناجمة عن التعرض لحرارة مرتفعة. وتصل حدة الحروق أحياناً إلى الحاجة إلى عملية زرع جلد. لهذا لا أؤيد اللجوء إلى هذه التقنية للتخلص من الدهون الزائدة.
شفط الدهون أو ما يعرف اليوم بتقنية نحت الجسم:
في حال مواجهة مشكلة الدهون الزائدة في مواضع معينة في الجسم، تبدو عملية شفط الدهون التي تعرف اليوم بعملية نحت الجسم، الحل الانسب، شرط أن تكون لدى الشخص الرغبة في اللجوء إلى الجراحة. علماً أن عوامل عدة ساهمت في تغيير تسميتها، فقبل 10 سنوات كانت تُجرى للتنحيف، أما اليوم فلم تعد كذلك بل اصبحت تجرى لنحت الجسم فتغيرت معايير إجرائها. ومع التطورات الكثيرة التي حصلت في عالم التجميل، زادت المعرفة بالجسم وفهم تكوينه مما ساهم في تطوير التقنيات المعتمدة. علماً ان ثمة نوعين من هذه العملية، أي أنها تُجرى بتقنيتين:
• التقنية الأولى هي تلك العادية، وتعتبر الأكثر شيوعاً، وفيها تستخدم آلة عادية تسمح بشفط الدهون من مواضع معينة في الجسم تكدست فيها:
ملاحظة هامة حول دواعي اللجوء إليها: لا بد من التشديد على أن عملية شفط الدهون ليست عملية تنحيف ولا يمكن اللجوء إليها لهذه الغاية. فمن يعاني زيادة وزن تصل إلى 15 كيلوغراماً أو اكثر، يجب ان يلجأ إلى الرياضة والحمية. أما في حال وجود مشكلات صحية مترافقة مع السمنة فقد تكون عملية ربط المعدة أو غيرها من العمليات المشابهة ضرورية. أما عملية شفط الدهون فهي مناسبة لمن يعاني من تكدّس الدهون في موضع معين أو في أكثر من موضع حتى.
• ثمة تقنيات عديدة متفرعة من عملية شفط الدهون وتقضي باعتماد تقنيات مرافقة تزيد من فاعليتها، فمنها ما يعتمد في الوقت نفسه على الليزر، ومنها ما يترافق مع الموجات ما فوق الصوتية Ultrasound، ومنها ما يترافق مع الارتجاجات Vibrations.
رأي الطبيب:
شخصياً، أفضّل عملية شفط الدهون العادية لأنها الأكثر أماناً ولا أجدها تقل فاعلية.
- لكن ثمة حالات عدة من عمليات شفط الدهون حصلت فيها مضاعفات خطيرة، إلى أي مدى تعتبر هذه العملية آمنة فعلاً؟
من المؤكد ان عملية شفط الدهون هي عملية خطيرة أحياناً وتكمن خطورتها الكبرى في إحدى الحالات التي يُجرح فيها الشريان الكبير الذي يؤدي إلى القلب وتدخل الدهون من خلاله، مما يسبب جلطة. وقد يحصل ذلك خلال ساعات.
- كيف يمكن إذاً الحرص على سلامة المريض في العملية؟
بقدر ما تكون كمية الدهون التي يتم سحبها قليلة تكون العملية آمنة أكثر. وكلما ارتفعت نسبة الدهون ازداد الخطر. علماً أنه قد لا يكون في وسعنا معرفة أن الشريان قد جرح، وبالتالي لا يمكن التصدي لذلك في حال حدوثه.
- أين تُجرى عملية شفط الدهون؟
تُجرى العملية في العيادة المجهزة أو في المستشفى، لكن شخصياً أفضّل ان أخضع لها في المستشفى.
عملية سحب الدهون من موضع وحقنها في موضع آخر:
اليوم، ومع التطور الحاصل في عالم التجميل، تأتي تقنيات اخرى لتكمّل عملية شفط الدهون. فبعد شفط الدهون من مواضع معينة، يتم حقنها في مواضع أخرى بهدف إبرازها. فعلى سبيل المثال، يتم سحب الدهون مثلاً من الخاصرتين، أو من الركبتين، وتُحقن في المؤخرة، خصوصاً أن شكل الجسم هذا هو المستحب والرائج اليوم بحيث يكون هناك فارق كبير بين محيط الخصر والمؤخرة، أي أن يكون الخصر رفيعاً فيما يكون حجم المؤخرة كبيراً. بهذه التقنية يتم إبراز الموضع الأجمل وإخفاء الموضع المشوّه الذي تكدست فيه الدهون، وتكون هناك رغبة في التخلص منها.
الرأي الطبي:
ظهرت هذه التقنية اليوم وتطورت بعدما صرنا، كأطباء تجميل، نفهم الخلايا الدهنية بشكل أفضل، ولم نعد نعمل على تدميرها بل نستخدمها لتجميل مواضع أخرى بعد أن اختلفت معايير الجمال اليوم. فعلى سبيل المثال، لم يعد الثديان الكبيران اليوم هما الأجمل، بل أصبحنا نعتمد الحجم المتوسط في عمليات تجميل الثديين. ثمة اتجاه اليوم اكثر إلى المظهر الطبيعي.
عملية شد الجسم:
عملية شد الجسم هي المرحلة الأخيرة من نحت الجسم، وتأتي بعد التقنيات السابقة التي يمكن اعتمادها. كما أن بعد عملية ربط المعدة غالباً ما يترهل الجسم نتيجة خسارة عدد كبير من الكيلوغرامات، وعندها لا يمكن المعالجة إلا بالجراحة لشد الجلد. علماً أن هذه العملية تعتبر من أكثر العمليات صعوبة، وباتت اليوم اكثر شيوعاً مع انتشار جراحات التنحيف بشكل واسع. ويزيد معدل التحدي فيها لأن من يجريها ويكون قد خضع قبلها إلى جراحة تنحيف، يعاني نقصاً كبيراً في معدلات الفيتامينات. إلا أن صعوبتها تزيد أو تنقص بحسب المواضع المترهلة، كما أنه يجب ألا تجرى في كل المواضع المترهلة في مرة واحدة مما يتطلب تخدير المريض لساعات طويلة.
- ما المواضع التي قد تترهل أكثر وتستدعي إجراء هذه العملية؟
أكثر المواضع التي قد تترهل وتستدعي إجراء عملية الشد هي البطن والفخذان والذراعان والصدر. وفي حال الترهل، من الأفضل أن يتم شد هذه المواضع.
- إلى جانب عمليات التنحيف، ما الأسباب التي قد تؤدي إلى ترهل الجلد؟
يبدو العمر عاملاً أساسياً في ترهل الجلد، خصوصاً في ما يتعلق بالمعدة حيث تبدو عملية شد المعدة من العمليات الأكثر شيوعاً بين النساء واللواتي أنجبن طفلاً أو أكثر فتظهر لديهن درجة معينة من الترهل تختلف بين حالة وأخرى. أما بعد عمليات التنحيف فنصادف حالات شد معدة أكثر لدى الرجال الذين لجأوا إلى هذا النوع من العمليات لشدة الترهل في هذا الموضع.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024