أنغيلا ميركل: المرأة القوية... ضعيفة جداً
غالباً ما يقال عن أنغيلا ميركل إنها المرأة الأقوى في العالم. فهي على رأس إحدى أقوى الدول اقتصادياً في أوروبا، واعتبرتها مجلة «فوربس» الأميركية المرأة الأقوى عالمياً لعشرة أعوام متتالية، منذ العام 2006. كما تُعدّ ميركل الشخصية السياسية الأكثر أهمية ونفوذاً في الاتحاد الأوروبي. لكن هذه المرأة القوية «ظاهرياً» هي في الواقع امرأة ضعيفة جداً.
فيزياء وسياسة
✽ ولدت أنغيلا ميركل في مدينة هامبورغ الألمانية، وكانت متفوقة جداً في المدرسة، لا سيما في اللغة الروسية والرياضيات. درست الفيزياء في جامعة لايبزغ (وكان اسمها آنذاك جامعة كارل ماركس). تعرفت خلال تلك الفترة الجامعية إلى زوجها الأول أولريش ميركل، الذي كان زميلاً لها في دراسة الفيزياء. لكن زواجهما لم يدم طويلاً وسرعان ما انفصلا في العام 1981 ليتم الطلاق نهائياً عام 1982. إلا أن أنغيلا بقيت تحمل اسمه العائلي (أي ميركل). التزم الزوج السابق الصمت حيال فترة حياته مع المستشارة الألمانية حتى الآن، رغم محاولات الصحافة للاستفسار منه عن تلك الفترة.
✽ انتقلت ميركل بعدها للعيش في برلين وعملت في مركز للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم في برلين. هناك، تعرفت أنغيلا إلى زوجها الحالي الكيميائي يواخيم زاور، وتزوجا عام 1998.
✽ انضمت ميركل إلى حزب النهضة الديموقراطية عام 1989، وأصبحت متحدثة باسم الحكومة المنتخبة تحت رئاسة لوثار دي مايزيير. وبعد الوحدة الألمانية، انضمت ميركل إلى حزب الاتحاد الديموقراطي، وأصبحت وزيرة لشؤون المرأة والشباب عام 1990. وفي عام 1994 أصبحت وزيرة البيئة وحماية الطبيعة والأمان النووي من 1994 - 1998 أيضاً في حكومة هلموت كول.
✽ في العام 1998، بعد هزيمة هيلموت كول، أصبحت ميركل أمينة عامة لحزب الاتحاد الديموقراطي. وفي العام 2000، تم انتخابها كرئيسة للحزب لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب.
✽ وفي 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2005، أصبحت ميركل أول مستشارة لجمهورية ألمانيا الاتحادية من شرق ألمانيا.
اكتئاب واتكال على الصدفة
تفتقر أنغيلا ميركل كثيراً إلى الشجاعة في معالجة الأمور، ويقول بعض الذين عرفوها عن كثب إنها تحلّ المشاكل بالصدفة، وفق الطريقة التي تأتي فيها. نتيجة ذلك، لا تعتبر ميركل مؤهلة أبداً لمواجهة التحديات الكبيرة والمصيرية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي حالياً. ويصل البعض إلى القول إن أنغيلا لا تفهم أبداً عمق المأساة الأوروبية المرتقبة في المستقبل.
ثمة محللون نفسيون يقولون إن المستشارة الألمانية تكشف عن العديد من أعراض الكآبة، ويمكن هذه الكآبة أن تدفعها إلى التصرف بطريقة غير عقلانية البتة. ولعل قولها في نهاية العام 2015 إن اللاجئين هم فرصة جيدة لألمانيا، هو خير دليل على ذلك التصرف غير العقلاني. فقد سبق لميركل أن صرّحت في شهر تموز/يوليو من العام 2015 نفسه بأن ألمانيا لا تستطيع استقبال كل اللاجئين...
أزياء كلاسيكية بسيطة
أما أسلوب ميركل في الأزياء فهو بسيط جداً وكلاسيكي بامتياز. تفتقر ميركل إلى العنق الطويل الممشوق، ويكشف جسمها عن امتلاء ملحوظ، مما يجعل اختيار الملابس صعباً نوعاً ما. وهذا ما يدفعها ربما إلى عدم اعتبار الأزياء أولوية بالنسبة إليها، لا بل يمكن القول إن الطلة الأنيقة والمتكلفة لم تعرف طريقها إلى ميركل.
بالفعل، نرى ميركل دوماً بسترة ذات ثلاثة أزرار (وأحياناً أربعة)، وسروال كلاسيكي مع أحذية مسطحة الكعب.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024