نبيلة عبيد: هذه وصيّتي بعد وفاتي ولست نادمة على التضحية بالأمومة
بعد غياب عن الساحة الفنية استمر لأعوام عدة، تعود النجمة نبيلة عبيد الى الأضواء مجدداً، بعد أن اختارها مهرجان شرم الشيخ للسينما الأوروبية والعربية لتكريمها.
نبيلة تتحدث الى «لها» عن مشوارها الفني وما الذي ندمت عليه وما الذي أشعرها بالفخر، وتكشف عن صدمة حياتها، والفنانة التي ساندتها، ورأيها في عودة شيريهان ونجمات الجيل الحالي، وسبب سفرها المتكرر الى باريس، ووصيتها بعد وفاتها.
- ابتعادك عن الساحة الفنية دفع البعض الى الاعتقاد أنك قررت الاعتزال من دون الإعلان عن ذلك، فهل هذا صحيح؟
لم أعتزل ولا أفكر في هذا أبداً، لكنني قررت الابتعاد فقط لأنني لم أجد السيناريو الذي يجعلني أعود إلى الجمهور الذي اشتقت إليه كثيراً، لذلك فضلت الابتعاد. فتاريخي الفني لا يسمح لي بتقديم أي مسلسل أو فيلم دون المستوى، خصوصاً أنني ملقّبة بنجمة مصر الأولى ولا يمكن أن ارتكب أي خطأ يؤثر في هذا اللقب وثقة الجمهور بي.
- هل ابتعادك عن الفن جعلك غير مهتمة بمتابعة الأفلام والمسلسلات الجديدة؟
بالعكس، أنا فنانة عاشقة للتمثيل، رغم سفري المتكرر فإنني أتابع باستمرار الدراما المصرية، وأحرص من وقت الى آخر على مشاهدة الأفلام الجديدة.
وبصراحة، أعجبتني تجربة إلهام شاهين في فيلم «يوم للستات» من ناحية أداء النجوم والتأليف والإخراج، وأريد أن أوجه لها التحية لخوضها تجربة الإنتاج من خلال هذا الفيلم على رغم صعوبته.
- هل من الممكن أن تخوضي تجربة الإنتاج؟
وما المانع؟ قد أخوض هذه التجربة من أجل عودتي إلى السينما، فإذا وجدت السيناريو المناسب من الممكن أن أتحمل تكلفته الإنتاجية من أجل جمهوري ومن أجل فني وحبي للسينما.
- ما رأيك في عودة النجمة شيريهان إلى الفن بعد اعتزال استمر لسنوات؟
الكلمات لا يمكن أن تصف مدى سعادتي بقرارها، لأنها من النجمات اللاتي يعشقن الفن، وقد حرصت على حضور الحفلة الخاصة بعودتها، وعندما شاهدتني احتضنتني بشدة، وتذكرت من خلال هذا الحضن عملنا معاً في فيلم «العذراء والشعر الأبيض».
أتمنى لشيريهان التوفيق في كل خطوة جديدة تتخذها، ورسالتي إليها: «لن يتمكن أحد من تعويض مكانك»، فهي موهبة فريدة من نوعها.
- هل تستعدين لتقديم موسم جديد من برنامج «نجمة العرب»؟
المسؤولون عن البرنامج ما زالوا يخططون لشكل المواسم المقبلة، لكن إذا عرضوا عليَّ الوجود في أي موسم جديد ستكون موافقتي مرهونة بوجود أفكار جديدة وغير تقليدية.
- من النجمة الشابة التي جذبت انتباهك في الفترة الأخيرة؟
في الحقيقة لن أذكر أسماء لسبب واحد، وهو أن الساحة الفنية مليئة بالنجمات اللاتي يمتلكن الموهبة ويقدمن أدواراً مميزة للغاية، فمنذ أكثر من عشرين عاماً كانت المنافسة بين خمس أو ست نجمات، أما في الوقت الحالي فالمنافسة أصبحت بين عشرين نجمة.
- ما النصيحة التي تقدمينها للجيل الجديد من النجمات؟
أريد أن أحذرهن من أخطاء عديدة وقعت بها، لكنني لن أكشفها الآن بل في مذكراتي، التي ستفيد أي فتاة تريد دخول مجال الفن.
- وهل بدأت كتابة مذكراتك؟
لا، فأنا ما زلت أفكر في المحاور الأساسية، لكن ستكون من بينها نصائح للنجمات الجدد، وسأكشف أيضاً عن العديد من الأسرار الفنية التي لا يعرفها كثيرون.
- هل ترين أن جمال الفنانة يؤدي دوراً في نجاحها؟
الجمال مهم، لكن يجب أن يكون مقترناً بالموهبة والكاريزما والحظ والذكاء وعوامل أخرى كثيرة لا بد أن تتوافر حتى تحقق الممثلة النجومية والشهرة، اللتين تجعلانها واحدة من أهم فنانات الوطن العربي.
- ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
لكل فيلم شاركت في بطولته مكانة خاصة في حياتي، لكنْ هناك فيلمان أرى أنني نجحت من خلالهما في مناقشة قضايا شائكة وإثارة الرأي العام بهما، وهما «الراقصة والسياسي» و»كشف المستور»، وأرى أنهما نقطة تحوّل في السينما وفي مشواري الفني أيضاً.
- هل قدمت أي تنازلات في حياتك؟
إطلاقاً، فأنا أحترم فني وعملي، ولم أقدم أي تنازلات، وهذا يجعلني فخورة بمشواري الفني، لأنني لم أقدم أي شيء أخجل منه وراضية بنسبة كبيرة عن تاريخي الفني.
- هل هذا يعني أنك لم تندمي على أي عمل؟
لا أنكر أنني ارتكبت بعض الأخطاء في حياتي حين شاركت في أعمال فنية دون المستوى، خصوصاً الأعمال السورية التي شاركت فيها، فهي كانت بهدف المجاملة، لكني أرى أنها كانت خطوات خاطئة ولم تضف إلي شيئاً، إلا أنني لم أندم، فأنا أتعلم من أخطائي باستمرار.
- وهل ندمت على إعطاء الفن كل حياتك؟
بالطبع لا، لأن الفن أعطاني أشياء كثيرة، مثل الشهرة والمال وحب الناس والنجومية، لكن هذا كله جاء على حساب حياتي الخاصة، وأنا فخورة بالجيل الجديد من النجمات لأنهن تمكنَّ من التوفيق بين فنهن وحياتهن العائلية، وهذا ما فشلت به أنا وغيري من نجمات جيلي.
- هل تقصدين عدم تحقيقك حلم الأمومة؟
بالفعل كان قراراً صعباً للغاية، إلا أن فني فرض عليَّ اتخاذه، وكان من الصعب عليَّ أن أكون أمًّا مثالية وفنانة ناجحة في الوقت نفسه، لذلك اخترت التمثيل، وقراري أغضب والدتي لكنها استسلمت لما قررته في النهاية.
- لكن هل عوضك الفن عن إحساس الأمومة؟
تمكنت من تعويض هذا الإحساس ليس من خلال الفن لكن عن طريق الاعتناء بأبناء أشقائي وأصدقائي، وشعرت بأنني أمٌّ لكل هؤلاء الأطفال.
- هل صحيح أنك تفكرين في تبني طفل؟
ليس تبنياً بالمعنى المتعارف عليه، لكنني أريد أن أتكفل بطفل، أي أن أتحمل مسؤولية كل شيء يتعلق بتعليمه وعلاجه وحياته وتوفير حياة كريمة له، لكن التبني أمر صعب بالنسبة إلي، بخاصة أنني أحب السفر باستمرار، وأسلوب حياتي لن يناسب طفلاً ما زال يتعلم ويحتاج إلى عناية خاصة.
- كيف تعاملت مع الشائعات التي طاردتك طوال السنوات الماضية؟
لا أعتقد أنني من نوعية النجمات اللاتي لاحقتهنّ الشائعات.
- هل هذا يعني أن شائعة وفاتك لم تزعجك؟
على الإطلاق، فهذه النوعية من الشائعات يتبين كذبها وعدم صحتها بعد ساعات، لذلك لا أنزعج منها، وأقول لنفسي دائماً: الحقيقة ستصل الى الناس والمعلومة الصحيحة هي الأسرع انتشاراً.
- تعاونت مع النجم الراحل محمود عبدالعزيز في العديد من الأفلام، فما هي أجمل ذكرياتك معه؟
محمود لم يكن مجرد زميل عمل بل كان صديقاً وأخاً، وعلى رغم أن معظم نجوم جيلي انشغلوا بحياتهم وبمشاريعهم الفنية، فإن محمود وعائلته كانوا يحرصون على زيارتي والاحتفال بعيد ميلادي، وأنا أفتقده كثيراً ووفاته صدمتني.
- هل تتواصلين مع أصدقائك في الوسط الفني باستمرار؟
بالطبع، فأنا صديقة لكل الفنانين والفنانات، لكن يسرا وإلهام شاهين وشيريهان وليلى علوي ومديحة يسري هن الأقرب إلي، ورغم سفري المستمر فإنني حريصة على التواصل معهن ورؤيتهن من وقت الى آخر، فأجمل شيء في الحياة الصداقة.
- كيف تحافظين على رشاقتك؟
لا يوجد سر أو حمية غذائية أتّبعها، لكني لا أحب تناول الطعام، فمنذ طفولتي وأنا لا أحب الأكل وأتناول كميات قليلة للغاية، وكانت أمي تخشى عليَّ من الإصابة بالنحافة الشديدة، لكن هذا طبيعي، وأسلوبي في الحياة هو السبب وراء حصولي على جسم مثالي منذ شبابي وحتى الآن.
- ظهرت حسابات تحمل اسمك على فايسبوك وإنستغرام، فهل لك علاقة بها؟
لا أعرف عنها شيئاً، وأعلم أن هذه المواقع مهمة وتجعل الفنان يتواصل مع جمهوره، لكنني لست على دراية كاملة بها حتى هذه اللحظة، ومن الممكن أن أؤسس حساباً لي في أحدها خلال الفترة المقبلة.
- ما أصعب لحظات حياتك؟
وفاة والدتي أصابتني بصدمة، لأنها كانت كل شيء في حياتي، وكنت شديدة التعلق والارتباط بها، ودخلت في حالة من الاكتئاب بعد رحيلها وعشت أياماً صعبة للغاية.
- ما هي المدينة المفضلة بالنسبة إليك؟
أعشق لندن والتسوق في هذه المدينة، فهي الأقرب إلى قلبي منذ سنوات طويلة.
- لكنك سافرت لمدة طويلة إلى فرنسا، فما السبب؟
هذا صحيح، لكن سفري لم يكن من أجل السياحة أو التسوق، وإنما العلاج، حيث كنت أعاني من مشاكل في القولون، لذلك قررت السفر إلى باريس للعلاج في أحد المستشفيات.
- هل توافقين على تقديم قصة حياتك في عمل فني؟
فكرة مرفوضة تماماً، والسبب هو فشل التجارب السابقة، فأعمال السير الذاتية لم تعجبني ولم تكن ناجحة، وبصراحة تركت وصية لعائلتي بعدم تقديم أي عمل فني عني بعد وفاتي.
- كيف استقبلت خبر تكريمك في مهرجان شرم الشيخ للسينما الأوروبية والعربية؟
لا يمكن أن أصف مدى سعادتي بهذا التكريم، لكن الذي أسعدني أكثر هو إقامة مهرجان سينمائي في مدينة شرم الشيخ التي يعشقها السياح ويأتون من أنحاء العالم كافة إلى مصر لزيارتها والتمتع بأجوائها.
أنا مؤمنة بأن الفن قادر على تشجيع السياحة في مصر، لكننا في حاجة إلى خطط لتنفيذ هذا الهدف، وأعتقد أن المهرجانات السينمائية في المدن السياحية من أهم هذه الخطط.
- هل تتذكرين من هي الفنانة التي ساندتك في بداية مشوارك الفني؟
النجمة الراحلة هند رستم، لم تكن بالنسبة إلي مجرد نجمة ناجحة وممثلة موهوبة، بل كانت صديقة مقربة إلي، وكانت دائماً تقدم لي النصائح وتطلب مني عدم تأثير انشغالي بالنجومية في حياتي الخاصة.
- تجمعك علاقة صداقة قوية بالنجمة مديحة يسري، فهل تتابعين حالتها الصحية؟
بالطبع ونتواصل دائماً، ولا يمرّ أسبوع إلا وأتحدث معها للاطمئنان عليها وعلى حالتها الصحية، وهي في تحسن مستمر ولديها رغبة في الشفاء، وأطلب من جمهورها الدعاء لها باستمرار.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات