تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

اليدان...

اليد الجميلة الناعمة والرقيقة هي من أبرز السّمات الجمالية التي قد تتحلّى بها أيّ سيدة مفعمة بالأنوثة . لكنّ الحياة اليومية قاسية على اليدين... كما أنّ البشرة التي تغلّف اليد رقيقة، وفقيرة بغدد الدهن المغذّية، فغالباً ما تكون ضحيّة الجفاف الدائم. كما أنّ اليدين عُرضة لمختلف العوامل المؤذية الفيزيولوجية، المناخية وحتى الكيميائية، فتظهر بوادر الشيخوخة المبكرة عليها، ولا مجال لتخبئتها بالمستحضرات أو الماكياج. فلا بدّ من العناية بها وإعطائها حيّزاً لا يُستهان به من الإهتمام بشكل دوريّ.

كثيرة هي العلاجات الموقتة التي تساعد على التخفيف من وطأة المشكلة الجمالية التي قد تطرأ، ولا يبقى على المرء سوى تخصيص بعض الوقت للإعتناء بذاته.
على السيّدة إتباع خطوات روتينية بسيطة للحفاظ على صحّة بشرتها ونضارتها وجمالها، من رأسها حتى أخمص قدميها، مروراً باطرافها طبعاً، أي اليدين والرجلين. كما يجب الإستعانة بخبراء تجميل للحصول على الوقاية المختصّة والتشخيص الملائم والعلاج المناسب، للتمتّع بالجمال الطبيعيّ لأطول فترة ممكنة.


تشكل اليد التعبة دليل إهمال من السيّدة ناتجاً عن عدم العناية بأدقّ التفاصيل. ذلك أنه لا مجال مطلقاً لتغطية شوائب اليد بالمستحضرات أو إخفائها بالماكياج، بل يتطلّب الأمر الوقاية أوّلاً، ومن ثمّ العلاج المناسب حسب الحالة.
تتحدّث خبيرة التجميل إيما أبو جودة، عن أهمية الإهتمام الدوري باليدين، في المنزل وعند الإختصاصيين، للتخلّص من الشوائب الصغيرة ومنعها من التفاقم، عارضةً لمختلف العلاجات المتوافرة. كما تتكلّم خبيرة التجميل Cosmetologist انجيل هيكل عن الشقّ التجميلي الذي يتخلّله إستعمال أدوية وحقن بوتوكس ودهن وحتى إستخدام الليزر للعلاج.

من المهمّ الإشارة أولاً إلى ضرورة تفادي العوامل اليومية التي تؤدّي إلى جفاف البشرة، ولعلّ أبرزها غسل اليدين المتكرّر بالمياه الكلسيّة والصابون المجفّف. لذلك، ينصح الخبراء بإستعمال الصابون الذي أضيفت إليه مواد دهنية أو رغوة لتخفيف الضرر الناتج من الصابون. كما يجب تنشيف اليدين جيّداً بالمنشفة، من الخارج وبين الأصابع وحول الأظافر، كي لا تتسبّب الرطوبة المتبقّية حول الأصابع بالجفاف وتكثيف الجلد الزائد حول الأظافر. ويجب استعمال المناشف أو المناديل خارج المنزل، وتفادي استعمال المجفّف الآلي، لأنه يجفّف الماء والبشرة معاً.


عناية يوميّة

تقول أبو جودة: «إنّ العناية اليومية الروتينية المنزلية باليدين لا تستغرق سوى بضع دقائق. من الممكن أن تلتزم السيدة إرشادات ونصائح عملية تساعدها للحدّ من ظهور المشاكل على بشرة يديها، وذلك عبر تجنّب الإحتكاك المباشر بسوائل التنظيف على أنواعها، ووضع قفازات أثناء القيام بالأعمال المنزليّة، لمنع دخول الغبار في طيّات البشرة والتسبّب بجفافها، ومنع المواد الكيميائية من ملامسة البشرة وإيذائها».

من جهة أخرى، وفي حال المعاناة من جروح أو تشققات أو جفاف، على السيدة الإستعانة بكريمات خاصة بعد إستشارة الطبيب المختصّ، ومسحها دائماً تحت الكفّين، لعزل البشرة عن العوامل المحيطة بها، مما يساعد على ضبط تبخّر الماء من البشرة. ومن المحبّذ إستعمال كريم خاص مرطّب لليدين صباحاً ومساءً وتدليكه على سطح اليد ومن ثمّ الأصابع الواحد تلو الآخر، والجلد المحيط بالأظافر. وهكذا، يصبح ملمس اليدين ناعماً كالحرير. تضيف أبو جودة: «أنصح كلّ سيّدة بتخصيص  تقشير لليد لإزالة الخلايا الميتة عنها، وعن الجلد الميّت حول الأظافر أي اللحميّة والأظافر بحدّ ذاتها. يوضع المقشّر ويتمّ فركه من ظهر اليد وحتى أطراف الأظافر. ثمّ يُزال بالماء الفاتر، ويتبعه قناع مرطّب يوضع لمدّة ساعة تقريباً لتتشرّبه اليد». وبهذه السهولة، تحصل السيدة على النتيجة التي لطالما إبتغتها.


مشاكل مختلفة

إذا تعذّر على السيّدة لسبب أو لآخر القيام بالعناية المنزلية المناسبة، بإمكانها التوجّه إلى معهد متخصّص أو مركز تجميل محترم للعناية المختصّة بجمال يديها وسلامتهما. ولكلّ مشكلة حلّ!
تلفت أبو جودة إلى أنّ «اليد عُرضة للإصابة بمختلف المشاكل، من الحساسية والجروح والإكزيما، إلى الجفاف البسيط، أو العميق، إلى الدّبَغ، أو التعرّق وسواها. ولكلّ مُعضلة حلّ في مركز التجميل المختصّ». تضيف: «تعاني فئة كبرى من السيدات مشاكل حساسية في منطقة اليدين بسبب المواد الكيميائية مثلاً. كما تتعرّض لجروح حول الأظافر أو على أطراف اليدين. فلا بدّ من العلاج الذي غالباً ما يكون منظفاً طبياً، أو كريماً ضدّ الإلتهابات، أو كريماً تدخل في تركيبته مادة الكورتيزون. كما يجب أن تستخدم السيدة دواءً مغلّفاً يعزل البشرة عن العوامل الخارجية».


حقن وليزر

مع التقدّم في العمر، تظهر دِبَغ مسطّحة على اليدين وتكون كبيرة وبنّيّة اللون نتيجة التعرّض لأشعّة الشمس. وتجدر الإشارة إلى أنه لا دخل للهرمونات في هذه الحالة، بل هي مشكلة جمالية بحتة وتطال الرجال والنساء معاً. تعرض الخبيرة هيكل للعلاج، مشيرة إلى «وجود طريقتين للعلاج هما إستخدام الأدوية وإستخدام الليزر».
عن الأدوية، تفسّر: «من المفضّل استعمالها في فصل الشتاء، وهي تحتوي على مواد مبيّضة. ويجب استخدام الواقي ضدّ الشمس وارتداء القفازات أثناء فترة العلاج. أمّا الليزر، مثل ال Alexandrite والQ switched YAG، فيعطي نتائج جيّدة، شرط عدم التعرّض إلى أشعة الشمس».
وتقول هيكل: «كلّما كانت الدّبَغ غامقة، كان العلاج أسهل. بعد الجلسة، تصبح الدبوغات بنفسجية اللون وتصاب بالإلتهاب لأسبوع وتخفّ تدريجاً. ونحصل على النتيجة النهائية بعد ثلاثة أسابيع، لكن يجب الخضوع لهذا العلاج كلّ ثلاث سنوات».

من جهة أخرى، تبرز مشكلة التعرّق الزائد في اليدين، وهنا لا بدّ  من علاج يمنع تدفّق العرق. وتوضح هيكل أنّ العلاج يكون عبر الإستعانة بالبوتوكس: «يخدّر الإختصاصيّ اليد ومن ثمّ يباشر حقن كلّ نصف سنتمتر من الجلد حتى يغطّي كفّ اليد بكامله بمادّة البوتوكس وبكمّيّة خاصة بالتعرّق. وتستغرق الجلسة عشر دقائق. وبعد خمسة أيام، يتوقّف تعرّق اليدين وتصبحان جافتين تماماً».
تبقى المشكلة الأخيرة هي المعاناة من مظهر اليد النحيلة، خاصةً عند السيدات فوق الخمسين، إذ تظهر اليد نحيلة ومتجعّدة. تقول هيكل: «في هذه الحالة، لا بدّ من استشارة طبيب تجميل لحقن اليد بالشحم لإعطائها شكلاً ممتلئاً. يمكن الإستعانة بالدهن الصناعي أو بالشحم الذاتي الطبيعي للحصول على الشكل اليانع الممتلئ». وعلى الطبيب المختصّ أن يشخّص ويعالج عندها.


جلسات «تجميل» لليدين

تشير هيكل إلى أنّه «في معظم الأحيان، تقصد السيدة مركز التجميل بغية الحصول على علاج مرطّب لليدين بسبب المعاناة من الجفاف. فتخضع لجلسة تجميلية عبارة عن وضع مقشّر خاص لليدين مركّب من أسيد الفاكهة ومن شأنه أن يزيل القشرة الميتة عن اليد والأظافر ويعطيها شكلاً لمّاعاً. وبعد إزالة المقشّر، يبدأ تدليك اليدين بسيروم مرطّب ليوضع بعدها قناع مغذً لليدين Nutritive Hand Mask. بعدها، تغطّس اليدان في آلة الشمع الساخن Parafine لتشكيل قفازين يغلفان اليدين، ويوضع فوقهما قفازان خاصان يحفظان حرارة الشمع ليتغلغل الأخير في جلد اليدين. ويزال القفاز بعد ربع ساعة ويكون القناع قد اختفى، أي إمتصته البشرة، وبات مظهر اليد مشدوداً ومرطّباً».

من جهة أخرى، قد تكون المشكلة أكثر تعقيداً، بحيث يصيب السيدة جفاف عميق وكثافة جلدية على اليدين، مما يعطيهما شكلاً عجوزاً. وهنا، لا بدّ من الخضوع لعلاجات متقدّمة، مرّتين سنوياً. تقول هيكل: «يجري في هذه الحالة تقشير بشرة اليدين عبر بري البشرة Micro Dermabraison على أربع مراحل. وتكون الفترة الفاصلة بين الجلسات أسبوعين. وبعد مرور أربع جلسات، يُحقن الحامض الهيالورونيكي وخليط الفيتامينات والمعادن على سطح اليد عبر جلسات متعدّدة، لترطيب اليد وتحسين شكلها».


هل تعرفين؟

  • إنّ الورق يمتصّ الرطوبة من اليدين، فإن كنتِ على إحتكاك يوميّ بالورق في العمل، رطّبي يديك جيّداً.
  • إنّ تقشير بعض أنواع الفاكهة والخضار حيث توجد مواد كيميائية وملوّنات يمكن أن يكون مؤذياً لليدين ويسبّب الحساسيّة.
  • إنّ بشرة اليدين رقيقة وفقيرة بغدد الدهن المغذّية، لذلك هي عُرضة للجفاف الدائم.
  • إنّ الصابون مؤذٍ لبشرة اليدين ويسبّب لها الجفاف.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079