تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محمد كريم: استغربت تواضع نجوم هوليوود

هدفه الوصول إلى العالمية وأن يكون السبب في فتح الطريق أمام الفنانين العرب ليسيروا على خطاه. بذل الممثل المصري محمد كريم مجهوداً كبيراً ليثبت نفسه بعد تخليه عن بعض الأعمال في العالم العربي، ويعترف بأنه يرغب بالزواج بفتاة عربية، ويعرب عن سعادته بأنه أول عربي قدم حفل جوائز Big Apple Music وعن سعادته بمشاركة غادة عبد الرازق «أرض جو»... الممثل المصري محمد كريم في هذا الحوار...

                     
- ما هي النشاطات التي قمت بها بعد the Voice ؟
القرارات التي اتخذتها بعد مغادرتي برنامج the Voice تأخذ منحى نحو التجدد، وهو المرحلة الجديدة. في السنوات الأربع الماضية مررت بمراحل مختلفة في حياتي وهذا ما كنت أبحث عنه، فأنا لا أبحث عن كمية الأعمال، مثلاً كم مسلسلاً عملت في فترة معينة، أو عدد الأفلام التي شاركت فيها... لقد أخرجت نفسي من هذه الحسابات، لأنني إذا فكرت بهذا الأسلوب لا أعتقد أنه سيوصلني إلى مكان جديد ومختلف.

- لكنك شاركت في رمضان ما قبل الماضي بثلاثة أعمال!
شاركت في رمضان ما قبل الماضي بثلاثة أعمال درامية، لذلك بعدما قدمت هذه الأعمال، ارتحت قليلاً استعداداً للمرحلة الجديدة. هذه المرحلة صعبة ولا يمكن تحقيقها في سنة أو سنتين، وهي ربما تتطلب 10 سنوات لإنجازها، فنحن بحاجة إلى عمل وتركيز وتخطيط وسفر متكرر. بعض الناس لا يعرفون ما كان الهدف وراء أخذ أعمالي إلى الخارج، مثلاً فيلم «قبلات مسروقة» سافرت به إلى نحو 35 دولة وأكثر من 35 مهرجاناً، فيلم «دكان شحاتة» عُرض في مهرجان «كان»، «فيسبوك رومانس» عرضته في «موناكو» وحزت جائزة أفضل ممثل، وكذلك في «كان».... كنت أجتهد دائماً لأوصل أفلامي إلى المهرجانات العالمية لأنني أقدّر قيمة هذه المهرجانات، وقيمة وجودي فيها وشبكة المعارف التي نؤسس لها، كلقائنا مع مخرجين ومنتجين يشاهدون أعمالنا.
أنا حريص على الوصول إلى العالمية وتقديم أعمال مختلفة، وكنت قد مهدت لذلك من خلال سفري المتكرر إلى أميركا، الى أن اتخذت قراراً بأنه حان وقت لأخطو الخطوة التي أجّلتها منذ فترة، حتى أن كثيرين في الوسط الاعلامي اعتبروا أن توقيت خطوتي جاء مناسباً في ظل ما يعيشه العالم العربي. اخترت أن أصعّب الأمر على نفسي لئلا أسير في الطريق السهل، أي ألاّ أشارك في أي عمل يُعرض عليّ، كالأعمال التي تصورنا كإرهابيين أو متطرفين، فأنا لم أترك عملي وبلدي لأنشر هذه الصورة، كما أنني لا أريد أن أكون واحداً من العرب الذين قدموا هذه الصورة وعادوا، العمل في الخارج لا يعني أن أصور عملاً وأعود «لأتمنظر» به في الوطن العربي، هذا هو الفرق بيني وبين الآخرين، ووجهة نظري هي الاستمرارية، وأن أبني علاقات جيدة مع صنّاع القرار، وتواجدي في الاستوديوات الكبيرة هناك ومع منتجين ومخرجين كبار، هو نجاح بالنسبة إليّ، أكملت أو لم أكمل، أعتقد أنني حققت الصعب وهو الدخول إلى هوليوود.

- حدثني عن المسلسل الذي شاركت فيه في أميركا.
ما أنجزته خلال سنة، هو نتيجة مجهود ثماني أو تسع سنوات على الأقل، شاركت في مسلسل هو عبارة عن تلفزيون الواقع اسمه Barely Famous عُرض على قناة VH1 الأميركية.

- ماذا عن دورك فيه؟
دوري لا يمت بصلة إلى كوني عربياً أو مصرياً، والعمل يتمحور حول شقيقتين مشهورتين، إيرين وسارة فوستر، لأب وأم لهما علاقة بالوسط الفني، هو عمل كوميدي وكل حلقة تتناول قصة مختلفة عن سابقتها، ومن خلال هاتين الفتاتين اللتين تحاولان الوصول إلى الشهرة، كان دوري أن أحاول التعرف إلى قصتهما وأتعايش معهما.
لم أعمل «بروباغندا» لهذا العمل، لأنني لا أود أن أقول إن هذا هو الوصول إلى العالمية، لا بل هي تجربتي وخطوتي الأولى، وهو الطابق الأول في المبنى الذي أبنيه هناك، وسأكمل طبعاً.

- هل أنت مهتم لعرضه في العالم العربي؟
هذا ليس ما أسعى إليه، وبالطبع الوطن العربي سيفرح عندما يلمس نجاحي، والغربيون بدأوا في التعرف إليّ، وهذا هو هدفي. في الماضي كنت أسعى بالعكس لأن آخذ أعمالي إلى الخارج، مثلاً عندما بدأ عمر الشريف هناك، انطلق من هوليوود إلى العالم العربي.

- هل عمر الشريف هو قدوتك؟
هو قصة نجاح أفتخر بها في العالم العربي، عندما أتواجد مع منتجين أو مخرجين في أميركا السؤال الذي يتكرر على مسامعي هو «لماذا لم يكمل أحد بعد عمر الشريف؟» فكان جوابي، أنتم المنتجون! لذلك حاولت أن أغيّر هذه المنظومة وضحيت بسنة لأجتهد خلالها، دافعي كان قوياً، علماً أنني تركت أفلاماً ومسلسلات كانت جاهزة لأوقّع وأصوّر، وكان عليّ أن أبذل مجهوداً كبيراً هناك لأنني تركت أعمالي في مصر، وكلما بقيت فترة أطول في الخارج خسرت أعمالاً في بلدي، وذلك كان دافعاً لأثبت نفسي، ولاحقاً نجاحي سيتكلم عني. مشكلتنا في العالم العربي، مثلاً نعتقد أن هوليوود هي مدينة الانتاج الاعلامي وتستطيع أن تشارك بأي عمل، إلا أن الذي قمت به هو بمثابة انجاز.
كما أنني في حالة التحضير لفيلمي سينما، أحدهما تم الانتهاء منه والآخر قيد الكتابة. وعندما نبدأ بالتصوير، كل الناس سيعرفون ذلك.

- صف لي التعاون مع المخرجين والمنتجين الأجانب.
رائع، هم مثال يحتذى به. محترفون، مثلاً أعرف موعد تصويري قبل تسعة أشهر أو سنة، على عكس هنا، مثلاً قبل شهر من حلول رمضان نتذكر انه رمضان فنتهيأ للعمل، وأحياناً نبدأ بتصوير نحو سبع حلقات ويدخل رمضان ويكمل المؤلف الكتابة وبالتالي هذا الأسلوب ليس احترافياً، الأمر لا ينطبق على الجميع بل على النسبة الكبرى.
على مستوى الدراما والمسلسلات هناك أسماء كبيرة ومحترفة أمثال جمال العدل، صادق الصبّاح، هذه الأسماء تتحضر قبل موسم التصوير ولذلك يقدمون أكثر من عمل درامي في السنة. هم يتميزون أيضاً بالتخصصية، اذ ان الممثل وظيفته أن يمثل فقط، ولكن في العالم العربي نقوم بكل شيء، إذ علينا أن نتنبه للشعر والماكياج والملابس والسيناريو إذا لم يتم الانتهاء من كتابته، ومواعيد التصوير التي ربما تتضارب مع بعضها البعض.
لا أعني أن هناك أفضل من هنا، إذ لا يمكننا أن ننكر أن في بلادنا كوادر أفضل من هناك ولكنهم بحاجة إلى فرصة جيدة وتدريب جيد، بدليل أن اللبناني والمصري والسعودي... عندما يسافرون إلى الخارج ويتدربون ويطبقون ما تعلموه ينجحون.

- هل تفكر بالعيش في أميركا؟
لا أفكر بالعيش هناك، لأن مفهومي للعالمية مختلف تماماً، أود أن أعلّم في الخارج ولكن أساسي هنا، الذي أوصلني إلى العالمية هو هنا، ولكي أحقق النجاح عليّ أن أخاطر، ثمة من يخاف من هذه الخطوة ولكنني لا أخاف، فالمغامرة جزء من منظومة النجاح.

- لماذا تم اختيارك لتقديم Big Apple Music Awards ؟
سعيد جداً لأنني أول عربي قدم حدثاً عالمياً بهذا الحجم. أعتبر أن هذه بدايات النجاح والاجتهاد الذي بذلته، عندما سافرت إلى أميركا، اتخذت قرار التفكير بطريقتهم، وهذه المشاركة دفعتني لأن أسير في الطريق الصحيح.

- ألا تعتبر التمثيل مهنتك؟
لا أعتبر الفن وظيفة أو مصدراً للعيش، وأعتقد أن الفنان اذا امتهن التمثيل كوظيفة فلن يبدع بعمله، ولن يتفوق على نفسه وحتى لو شارك في أكثر من عمل في الوقت نفسه.

- ما هي قصة فيلم «خطيب مراتي»؟
الفكرة وُلدت بيني وبين الكاتب والمخرج أحمد عفيفي منذ نحو سنة، وهو المخرج نفسه الذي تعاونت معه في «دكان شحاتة»، «حين ميسرة» و»الريس عمر حرب». الفيلم من النوع الرومانسي والكوميدي أو Light Romance، وتدور أحداثه بين مصر والصين، وألعب دور رجل أعمال تتركز أعماله بين هذين البلدين.

- ماذا تحضّر أعمالاً لرمضان المقبل؟
سأشارك في بطولة مسلسل «أرض جو» مع النجمة غادة عبدالرازق. وأحب العمل معها لأنها فنانة ناجحة و»تقيلة» جداً، وأعتقد أننا سنشكل حالة مميزة في العمل.
كما أنه ليس التعاون الأول بيننا، إذ لعبنا دور شقيقين في مسلسل «دكان شحاتة»، ولكن دورينا مختلفان في «أرض جو».
المسلسل يجمع بين التشويق والرومانسية. وهو من كتابة محمد عبدالمعطي، إخراج محمد جمعة وإنتاج Synergy.

- انتشر خبر تعاونك مع المنتج محمد السبكي في فيلم جديد، ما صحة هذا الخبر؟
الخبر صحيح ولكنني لن أتطرق الى تفاصيله.

- حدثني عن المشاهير العالميين الذين التقيت بهم.
هناك ميزة تجمع مشاهير هوليوود، هي التواضع الغريب، عندما نلتقي ونتحدث تجدين أنهم يستمعون إليك كأنك النجمة وهم المستمعون، وهذا الأمر يدعو للاستغراب، فليتعلم المشاهير عندنا، للأسف لا يوجد من يتعلم من أخطاء غيره، ثمة من التحقوا بالفن منذ سنة أو أكثر وقد بدأو بالتعالي على الجمهور والصحافة، وهذا الأمر لم أشاهده في هوليوود.
مثلاً: كيم كارداشيان عندما علمت بأنني مصري قالت لي بأنها متحمسة جداً لزيارة مصر، كايت هدسون سألتني عن السينما في مصر والفن، الكارثة انهم لا يعرفون شيئاً عنا، ولا أعتقد أنه خطأهم، بل غلطنا نحن لأننا نكلم بعضنا البعض فقط، وننتقد بعضنا ونقلل من قيمة بعضنا البعض، ولا أعلم لمصلحة من؟ الحياة بالنسبة إليهم شيء مقدس ويستمتعون بها، وأعتقد أن البيئة هناك مهيئة للاستمتاع بالحياة. مثلاً ابتدع الأميركيون مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنهم لا يستخدمونها إلا مرة ربما في الأسبوع للاتفاق على موعد للخروج في عطلة نهاية الأسبوع، ولكن هذا لا ينطبق على مجتمعاتنا، إذ نستيقظ كل صباح لنتناول أحدهم ونفبرك الشائعات، وبالتالي تحولنا إلى أسهل مكان في العالم يمكن التلاعب.
وبالتالي بإمكان أي شخصين أو ثلاثة أن يبتكروا خبراً وينشروه على مواقع التواصل الاجتماعي لينتشر بسرعة، وكل الناس باتوا يتشاركون الخبر من دون التأكد من صحته، ويبدأ بالتالي تحريك الرأي العام بخبر لا يمت الى الحقيقة بصلة ومن دون مصدر. بينما في الخارج كل واحد مسؤول عن صفحته، ولا يتبنى خبراً غير موثوق، وأعتقد أن الأشخاص غير المسؤولين من الضروري محاكمتهم.

- ماذا عن طائرتك الخاصة والهجوم الذي تعرضت له؟
لدي فريق في أميركا مسؤول عن مواقع التواصل الاجتماعي، عندما أتواجد في أي مكان يقوم بتغطية الحدث ثم يختار المقاطع التي من المفترض أن تنزل، وهذا ما حصل في ما يتعلق بالطائرة الخاصة.
وكنت مع منتج الفيلم الذي أحضّر له، والمسؤولون عن الـsocial media موجودون هناك وبانتظاري، فأخذ بعضهم هذا المقطع وغيّروه ووضعوا عليه صوتاً يقول «يا عم مش انت مديني الموبايل علشان أصورك»، وفجأة نجد الناس يتداولون فيديو ولا نعرف ما الذي حصل، بعد ثلاثة أيام تم البحث من خلال «غوغل» عن اسم محمد كريم نحو 17.5 مليون مرة، وهذا رقم غريب.
ربما ثمة من تضايق من هذه النجاحات التي حققتها ومن مشاركتي في حفلات الجوائز العالمية، كما أن الناس الذين أزعجهم نجاحي هم أنفسهم الذين حاولوا التواصل معي وأعربوا عن رغبتهم بالتواجد معي، وان كان بإمكاني أن أقدم لهم المساعدة، وهذا يؤكد لي أنني ناجح.

- متى ستتزوج؟
«نفسي والله»، مشكلتي أنني سافرت كثيراً في السنوات الماضية، هذا الأمر مقلق، وأنا من الناس الذين يعتبرون أن الزواج يحقق استقراراً كبيراً لا بل يساعدني أيضاً، ولكن ما يهمني حالياً هو عملي، إذ انني أشق طريقاً جديداً لي وأتمنى أن أكون سبباً بأن أفتح الباب أمام غيري ليكمل الطريق الذي بدأته.
وأبذل مجهوداً في عملي وبالتالي عليّ أن أعطي أي علاقة حقها، ولا شك في أننا نلتقي بأناس مناسبين، ولكن الوقت لا يناسبنا، ومتى سأخطو هذه الخطوة؟ الله يعلم.

- من هي الفتاة التي تفضلها العربية أم الغربية؟
لا شك في أن هناك صفات كثيرة في الفتاة العربية نشتاق إليها، مثلاً روح البنت العربية تضج بالحياة، بينما الفتاة الغربية قد تكون فائقة الجمال ولكنها لا تملك روح البنت العربية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079