أفكار شائعة
صحيح أن أشعة الشمس ضرورية للجسم، وإنما بمقدار صغير جداً. إليك لمحة عن بعض الأفكار المرتبطة بالبشرة ومدى تأثرها بأشعة الشمس، بحيث تتاح لك فرصة الاستمتاع بأشعة الشمس من دون أي خطر على صحتك.
بعد اسمرار البشرة، تصبح محمية من الأشعة الشمسية
خطأ: لا شك في أن الاسمرار يوفر وقاية خفيفة، لكن هذه الوقاية ضعيفة جداً لصدّ الاعتداءات الشمسية. فقد أظهرت الدراسات والتحاليل أن الاسمرار يوفر درجة وقاية موازية لمؤشر وقاية قدره 2 أو 3، فيما الكريم الشمسي الذي يوفر «وقاية خفيفة» له مؤشر وقاية يراوح من 15 إلى 25. تجدر الإشارة إلى أن الاسمرار هو الآلية الطبيعية لحماية الجسم. كيف يتم ذلك؟ تتولى الخلايا القتمانية (خلايا الاسمرار) إنتاج حبيبات الميلانين (أي الأصباغ التي تتيح للبشرة الاسمرار). تتموضع هذه الحبيبات في خلايا الطبقة السطحية من البشرة، فتلتقط الأشعة فوق البنفسجية والجذور الحرة كي لا تؤذي خلايا البشرة. أما البشرة السمراء أو الباهتة بصورة طبيعية، فهي أقل عرضة لضربة الشمس، لكن هذا لا يمنع حصول التأثير المضرّ للأشعة فوق البنفسجية والجذور الحرة. باختصار: نحتاج جميعاً إلى كريم وقاية قبل تعرضنا لأشعة الشمس المباشرة.
مضادات التأكسد الموجودة في الفاكهة الحمراء تكبح تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية
صح: الكاروتينويد الموجودة في الخضار الحمراء والبرتقالية والصفراء والخضراء الداكنة تحفز إنتاج الميلانين، وهي غنية بمضادات التأكسد التي تسهم في الوقاية و/أو ترميم تعديلات الجذور الحرة الناجمة عن الشمس. والواقع أن الفاكهة الاستوائية (مثل الغوافة والمانجا وفاكهة الآلام والكيوي) تحتوي في نواتها القاسية على كمية كبيرة جداً من مضادات التأكسد (الفيتامينات A وC وE) لأنها تعمل بمثابة قناع لها كي لا تحرقها الأشعة فوق البنفسجية. وبما أن هذه الفاكهة تكثر في فصل الصيف، ننصحك بالإكثار من تناولها.
كل النساء الحوامل معرضات لبقع البشرة
صح و خطأ: وما زال الأطباء يجهلون لغاية اليوم السبب الحقيقي لهذه البقع. بات معلوماً أنها مرتبطة بفائض في حبيبات الملانين الموجودة بشكل طليق في الطبقة العلوية والطبقة السفلية من البشرة، بدل أن تكون مركزة داخل الخلايا القتمانية (خلايا الاسمرار). هكذا، تتكون البقع حيث تتجمع هذه الحبيبات. وفي بعض الأحيان، قد تكون المرأة حاملاً من دون أن تعاني من هذه البقع. فالأمر كله مرتبط بمقدار الميلانين «الطليق».
القناع التام غير موجود
صح: فما من مستحضر شمسي قادر على صدّ كل الأشعة فوق البنفسجية من الفئتين A وB. فحتى الكريمات التي توفر وقاية عالية جداً (مؤشر الوقاية قدره 50 أو أكثر) تسمح بمرور بعض الأشعة فوق البنفجسية. وتذكري أن مؤشر الوقاية يحمي فقط من الأشعة فوق البنفسجية من الفئة ب (UVB)، ولهذا تبرز الحاجة إلى استعمال كريم يحتوي على مصفاة للأشعة فوق البنفسجية من الفئة أ (UVA).
الكمية القليلة من الكريم الشمسي كافية
خطأ: عند بسط الكريم الواقي من الشمس، عليك بسط مقدار ست ملاعق صغيرة على كل الجسم لتوفير حماية ملائمة للبشرة. يجب بسط الكريم الشمسي بشكل متناغم على كل الجسم، مرة كل ساعتين، حتى لو لم تسبحي في الماء. وبما أن المصافي الشمسية تفقد فاعليتها خلال عشرة أشهر تقريباً، يستحسن استعمال أنبوب جديد من الكريم الواقي من الشمس مع بداية كل صيف. لا تبسطي الكريم الشمسي وأنت لا تزالين في المنزل، وإنما قبل عشر دقائق فقط من التعرض المباشر للشمس. ويفترض ألا يتغلغل الكريم الشمسي كثيراً في البشرة، إذ يجب أن تبقى المصافي في الطبقات السطحية من البشرة لالتقاط أكبر قدر ممكن من الأشعة فوق البنفسجية.
في عمر الثلاثين، نكون استنفدنا كل القدرة الشمسية
صح: القدرة الشمسية هي جرعة الشمس المحددة وراثياً التي تستطيع البشرة تلقيها من دون حصول أي تعديل فيها، وذلك حسب قدرة الترميم الذاتية لخلايا البشرة. في عمر العشرين، نكون استهلكنا لغاية 50 في المئة من هذه القدرة. وفي عمر الثلاثين، نستهلك كل القدرة الشمسية إذا تعرضنا بشكل دائم ومتواتر للشمس، مع حماية ضعيفة أو من دون حماية على الإطلاق، وإذا كان فائض الشمس سبب العديد من ضربات الشمس. المعيار؟ البقع التي تظهر على سطح البشرة نتيجة هذه الحروق هي ندوب لا تتحول إلى سرطان في الجلد وإنما تشير إلى أن القدرة الشمسية قد استنفدت تماماً.
البقاء في الظل هو حل جيد
و صحيح أن البقاء في الظل يوفر وقاية للبشرة، إلا في حال حصول ارتداد للأشعة فوق البنفسجية. ويحصل ذلك غالباً من دون أن نعي خطورة المشكلة. فالأشعة الشمسية تنعكس على الجدران، والأرض، والصخور، والماء والثلج. لذا، فإن الجلوس تحت المظلة الكبيرة قد لا يكون كافياً لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، ويستحسن دوماً استعمال الكريم الواقي من الشمس.
كريم الاسمرار الذاتي لا يحمي البشرة
صح: إنها مستحضرات تجميل تلون الخلايا السطحية للبشرة، ولكنها لا تؤدي أي دور في تحفيز إنتاج الميلانين ولا توفر أية وقاية للبشرة.
في الماء، نكون محميين من أشعة الشمس.
خطأ: العكس صحيح. فالبشرة الرطبة تمتص خمسة أضعاف الأشعة فوق البنفسجية من البشرة الجافة. كما أن الملابس الرطبة تفقد تأثيرها الواقي. لذا، أبسطي الكريم الواقي من الشمس قبل النزول إلى الماء لأن الأشعة فوق البنفسجية تتغلغل لغاية 20 سم تحت الماء.
يجب توخي الحذر من الأشعة فوق البنفسجية حتى لو كان الطقس بارداً
صح: فالأشعة فوق البنفسجية تعبر البشرة في كل الأحوال، حتى لو كانت هناك غيوم أو رياح.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024