مغربيات سطع نجمهن في عالم السياسة والمال والمجتمع
تبوأت المرأة المغربية مكانة مهمة، في ميادين عدة، سواء في المغرب أو خارجه. في هذا التحقيق تسلط «لها» الضوء على أسماء بارزة احتفاءً بهن بالمرأة العربية عامة والانجازات التي استطاعت تحقيقها.
مريم بنصالح مالكة المياه المعدنية
منذ عام 2012، انتُخبت رئيسةً للاتحاد العام لمقاولات المغرب، الهيئة المغربة لأرباب العمل، وهي المرأة الوحيدة التي شغلت هذا المنصب بالنسبة الى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما منحتها الحكومة الاسبانية أخيراً، اكبر وسام للاستحقاق المدني تكريماً لجهودها في تطوير العلاقات التجارية بين إسبانيا والمغرب.
حاصلة على دبلوم المدرسة العليا للتجارة في باريس، وعلى ماجستير في إدارة الأعمال والتدبير والمالية الدولية من جامعة دالاس، في تكساس في الولايات المتحدة الأميركية عام 1986.
بدأت مسيرتها المهنية في الشركة المغربية للإيداع والقرض (SMDC)، ضمن مصلحة السندات والمساهمات. وفي عام 1989، التحقت بمجموعة «هولمركوم»، وشغلت منصب مدير عام للشركة الفرعية «مياه أولماس المعدنية». وهي أيضاً عضو مجلس بنك المغرب (البنك المركزي المغربي) ورئيسة لجنة تدقيق الحسابات فيه. بالإضافة إلى ذلك، السيدة بنصالح – شقرون هي عضو في مؤسسة محمد الخامس، ورئيسة المجلس الأورومتوسطي للوساطة والتحكيم، وعضو المجلس العربي للأعمال، واللجنة المديرية للمجلس المغربي-البريطاني للأعمال، ومنظمة الرؤساء الشباب، ومجلس وكالة التنمية الاجتماعية.
نبيلة منيب زعيمة حزبية
تُعدّ نبيلة منيب أول زعيمة حزبية في تاريخ المغرب، فهي أستاذة باحثة حازت شهادة الدكتوراه في فرنسا، وتُدرّس اليوم مادة علم الغدد في إحدى كليات العلوم في الدار البيضاء، كما أنها عضو في نقابة التعليم العالي وفي عدد من الجمعيات والمنظمات المدنية.
وقد جاء تأسيس حزبها الذي تتخذ «الرسالة» شعاراً له، في السياق العام لتاريخ محاولات توحيد قوى اليسار «الجذري» (بمعنى الراديكالي)، والتي امتدت طوال ثلاثين سنة منذ تكوّن نواته الأولى في أواسط الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي. وترى منيب أن اتحاد كل القوى اليسارية في المغرب مسألة ضرورية للخروج من المأزق الذي وُضع فيه المغرب، معتبرة أن مسؤولية توعية الشعب لا تقع على عاتق الحزب الاشتراكي الموحّد، بل يجب أن تتحملها كل أطياف اليسار المغربي.
سلوى الإدريسي مالكة الماركات العالمية
تعتبر سلوى الإدريسي أخنوش من النساء المغربيات الرائدات في مجال المال والأعمال، وقد توِّجت أخيراً بجائزة «أشيفمنت إن بيزنس» البريطانية، في إطار جائزة «النساء العربيات لعام 2016».
سلوى هي المديرة التنفيذيّة في مجموعة «اكسال» التي تُعنى بالمتاجر والماركات العالمية للملابس الفخمة والأزياء الراقية، وهي من بين أربع سيدات مغربيات احتللن مراكز مرموقة في لائحة النساء الـ100 الأقوى في العالم العربي.
في عام 2011 افتتحت سلوى المجمع التجاري الأكبر والأضخم في المغرب وأفريقيا، «موروكو مول»، وهو يقع في مدينة الدار البيضاء، وحصل أخيراً في دبي على جائزة أحسن مشروع معماري على صعيد أفريقيا والشرق الأوسط. تُعنى مجموعة «اكسال» بالابتكار والاستراتيجيات الخاصة بالمتاجر الكبرى للماركات الفخمة ومتاجر البيع بالجملة، بالإضافة إلى المجمّعات التجارية، وتحرص على تقديم الخبرة العالية والخدمة الأكثر امتيازاً لزبائنها. ينظر عالم الموضة والأعمال إلى مجموعة «اكسال» على أنها تلعب دوراً أساسياً وجوهرياً في المجال العالمي والمحلّي للاقتصاد، وهي تجسّد نمط الحياة المترف والعصري. تساهم هذه المجموعة في نمو دولة المغرب من خلال مشاريع ومخطّطات ذات قيم أعلى وخدمات استثنائية.
نزهة العلوي المحمدي...
«سيدة إفريقيا»
بعد 33 سنة من الغياب، يعود المغرب من جديد إلى الاتحاد الإفريقي، فقد حان الوقت، وفق الصحافة الفرنسية، لتمثل نزهة العلوي المحمدي، سفيرة المغرب في أديس أبابا، بشكل رسمي المغرب في المنظمة الإفريقية، فهي أفضل من يمثّل وزارة الخارجية المغربية، وقد ساهمت منذ وقت طويل في الديبلوماسية المغربية في إفريقيا، فمسارها الأكاديمي والديبلوماسي يعزز مكانتها المتميزة والاستثنائية.
أطلق عليها المهتمون بالشأن الديبلوماسي لقب «سيدة إفريقيا»، لأنها امرأة شابة، متواضعة، جدية، مواظبة على عملها ولا تتردد في قول آرائها حتى وإن كانت تُزعج رؤساءها.
في عام 2013 عُينت نزهة العلوي المحمدي، سفيرةً في دولة غانا، وتُشرف كذلك على كل من بينين وتوغو، وفي أكرا استطاعت أن تنسج علاقات في غاية الأهمية، مما جعلها على دراية بالرهانات المطروحة داخل القارة الإفريقية، مما ساهم في تعيينها سفيرةً للمغرب في أثيوبيا ودجيبوتي.
هي السفيرة المغربية الأكثر تكتماً، والبارعة في العمل الديبلوماسي، والتي تحمل أيضاً قبعة الباحثة، وقد تعاونت في الكثير من الأحيان مع المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، ومعاهد ومجموعات البحث العلمي في المغرب وأوروبا. وتعدّ «سيدة إفريقيا» مرجعاً في العلاقات المغربية- الإفريقية، ولها عدد من المؤلفات المتعلقة ببرامج البحث، وأبرزها «مستقبل الأطلسي» الذي يهدف إلى ربط المغرب مع جذوره الإفريقية من خلال الفضاء الأطلسي.
سعيدة فكري سفيرة السلام والأمل
بعد مسار طويل في الدفاع عن الأغنية الملتزمة، وكان آخرها أغنية «منصورة» التي تطرح فيها قضية استغلال القاصرات والتي أثارت أخيراً جدالاً في البرلمان المغربي، تستعد الفنانة سعيدة فكري لطرح أغنية ديو مع النجم العالمي «فيكتور وودن» تحارب من خلالها الإدمان على المخدرات.
ويبدو ان اختيار الفنانة سعيدة فكري لشركة إنتاج يمتلكها الفنان توفيق حازب من أجل إدارة أعمالها في المغرب والخارج، بدأت تؤتي ثمارها المرجوة، فبعد مشاركتها الأخيرة في مهرجان «موازين»، انهالت على سعيدة مجموعة من عروض الحفلات.
فبعد أكثر من 18 سنة أمضتها في الولايات المتحدة الأميركية، تعود الفنانة، العازفة، الملحّنة والمغنية سعيدة فكري، للاستقرار في المغرب، ولهذا الغرض، أسست صاحبة رائعتي «جبال الريف» و «سالوني على العذاب»، فرقة موسيقية مغربية، لمرافقتها في حفلاتها في المغرب وحول العالم.
دعت فكري من جديد إلى إدراج التربية الفنية في المنهج الدراسي، للرقي بالذوق الفني للطفل وجعل اختياراته الفنية صائبة مستقبلاً، وهو ما سبق أن دعت إليه خلال سنوات التسعينات، مؤكدة أنه خلافاً لسنوات التسعينات تشهد الأغنية الملتزمة اليوم إقبالاً ملحوظاً من طرف الشباب، فالجميع يمكن أن يميز بين الكلام الهابط وغيره.
أنشأت سعيدة فكري مؤسسة اجتماعية تحمل اسمها، «مؤسسة سعيدة»، وهي تُعنى بالحد من انتشار الفقر في العالم، وذلك عبر تنظيم حفلات ومهرجانات، يعود ريعها لإنشاء مدارس ودور أيتام في البلدان الفقيرة.
جهود سعيدة فكري، المتأثرة بفيروز، بوب ديلان، جاك بريل، راي تشارز وغيرهم، لاقت صدى لدى المنظمات الدولية، فمنحتها لقب «سفيرة السلام والأمل»، وكان عُمدة مدينة ستامفورد في ولاية تكساس الأميركية قد أعلن يوم 23 حزيران/يونيو من كل عام «يوم سعيدة فكري» في المدينة التي كانت تقيم فيها.
ثريا الكلاوي مسوّقة الفن الإفريقي
هي عاشقة للفن وصاحبة فكرة المعرض المعاصر للفن الإفريقي الذي أشرفت على افتتاحه عام 2013 في العاصمة البريطانية لندن. فالجدّ التهامي صاحب النفوذ في الأطلس، كان باشا في مدينة مراكش، وصديقاً لونستون تشرشل، إذ كان يتشارك معه في هواية ركوب الخيل. أما الأب حسن، البالغ من العمر حالياً 91 سنة، فهو رسام تجريدي تحظى أعماله بكثير من التقدير من القصر الملكي.
مسارها الدراسي مر عبر جامعة بيس في مدينة نيويورك الأميركية، والتي درست فيها لمدة أربع سنوات، وحصلت في ما بعد على شهادة الماجستير في التسيير الاستراتيجي والإدارات الدولية، قبل أن تنضم إلى بنك الاستثمار«سالومون سميث بارنيي»، ودخلت من ثم مجال الاتصالات حيث استفادت من منصبها لتزور العديد من البلدان الإفريقية، مما زرع في نفسها حب القارة الإفريقية بفنها وثقافتها.
نادية الدُكالي مشجعة المهاجرات الإفريقيات
كان الفضل للناشطة الجمعوية نادية الدكالي في إنشاء أول مبادرة في المغرب، اندمجت من خلالها مجموعة من النساء الإفريقيات المهاجرات في المغرب، من أجل إنشاء تعاونيات لتأسيس مشاريع مُدرّة للمال، بغية محاربة الفقر والهشاشة في صفوفهن.
نادية، وبحكم عملها مع المهاجرات الإفريقيات، أصبحت تفكر في إطار قانوني يؤسسه هؤلاء النسوة من ذواتهن ويدافعن عن مطالبهن ويبرزن مهاراتهن من خلال صناعة الحلويات التقليدية والعصرية، والتي صارت بالنسبة إليهن مصدر قوتهن اليومي، وذلك عبر تضامن بين النساء الإفريقيات من خلال تأسيس تعاونية تضمن لهن توزيع منتجاتهن بطرق ناجعة تمكّنهن من النفاذ إلى السوق واستقطاب فئات واسعة من المستهلكين.
وتتنوع الأنشطة التي تدفع بها السيدة نادية الدكالي ما بين المسابقات في إعداد وجبة «الطاجن المغربي»، وعروض الأزياء المغربية والافريقية، والتي كان الهدف من المنافسة في ما بينها، إبراز الاندماج الثقافي والاجتماعي للمهاجرات الإفريقيات في الوسط المغربي.
كوثر حافظي عالمة فيزياء
عُينت الباحثة المغربية كوثر حافظي أخيراً، في منصب مديرة قسم الفيزياء في مختبر «أرغون» الوطني، التابع لوزارة الطاقة الأميركية، ويشهد لها رفاقها بتجربتها الرائعة ونظرتها الفريدة. فالمسار المتميز للسيدة حافظي، وهي عالمة فيزياء وتعتبر حالياً الرئيس العلمي المساعد للمختبر الأميركي للبحث والتطوير، جعل منها باحثة بارعة تمتلك شغفاً كبيراً بالعلم، وينتظرها مستقبل واعد.
وما هذا التعيين إلا تتويج لمسارها العلمي الطويل، في مجال البحث في العديد من المؤسسات الرئيسة للتحفيز في الولايات المتحدة وأوروبا. فبعد تخرجها في جامعة باريس-جنوب، وعملها من ثم في مفوضية الطاقة الذرية والطاقات البديلة، ركزت السيدة حافظي على دراسة بنية نوكليون (البروتونات والنيوترونات المكونة لنواة الذرة) والنواة، في سياق نظرية التفاعلات القوية. كما قادت سلسلة من المشاريع الكبرى التي خُصصت لإنجاز بعثات علمية أميركية في مكتب الفيزياء النووية في وزارة الطاقة الأميركية.
بشرى بيبانو... قاهرة جبال العالم
تستعد متسلقة الجبال المغربية، بشرى بيبانو، قاهرة جبال العالم، لخوض مغامرتها في تسلق جبل «إيفرست»، أعلى قمة في العالم، ويبلغ ارتفاعه 8850 متراً، والواقع على الحدود بين نيبال والتيبت، في نيسان/أبريل المقبل، لتكون أول رياضية في المغرب وشمال إفريقيا تصل الى القمة، والثانية بعد المغربي ناصر بن عبدالجليل الذي تسلق أعلى قمة في العالم في عام 2015.
الزوجة والأم البالغة من العمر 47 سنة، تواجه التحدي بعد ست رحلات قامت بها في كليمنجارو، أعلى قمة في القارة الإفريقية (5859 متراً) ، ومرتين في مون بلون، أعلى قمة في أوروبا الغربية (4880 متراً)، وجبل إلبروس (5642 متراً)، أعلى قمة في أوروبا شمال القوقاز، فضلاً عن جبل أكونكاغوا (6962 متراً)، أعلى قمة في أميركا الجنوبية والواقع على الحدود بين الأرجنتين والشيلي.
ونجحت بيبانو في تسلق جبل ماكينلي (6194 متراً)، أعلى قمة في أميركا الشمالية، والواقع في وسط ولاية ألاسكا، بالإضافة إلى جبل بونكاك جايا في إندونيسيا، أعلى قمة في أوقيانوسيا، والواقع في جزيرة غينيا الجديدة (4884 متراً).
وقالت بيبانو التي قلّدها العاهل المغربي وساماً في عيد الشباب الماضي، إنها ستقدم سيرة ذاتية، تحكي فيها عن تجاربها في تسلق أعلى القمم، وتوثّق لمشروع القمم السبع، لكن بعد إتمام الرحلات، والوصول إلى قمة «إيفرست الشهيرة».
نوال عمور مقاوِلة أعادت الروح الى «بيت موريسكي»
أعادت المقاوِلة السياحية نوال عمور الحياة إلى «بيت موريسكي» في مدينة فاس العريقة، واختارته أن يكون مشروعها الاستثماري كـ«رياض أندلسي» في قلب العاصمة العلمية للمغرب.
وتفخر نوال بأن من زوّاره الأوائل، الأميرة لالة مريم، شقيقة العاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي دوّنت عبارات مشجعة في الدفتر الذهبي لـ«رياض الأندلس»، إلى جانب توقيع عدد من الأسماء والشخصيات ممن خبروا الهدوء والسكينة في هذا المكان.
فمن موقعها كمسيّرة للرياض، لا تضع عمور التنشيط الموسيقي في الاعتبار، بقدر ما تسعى الى جعل المقيمين ينعمون بأجواء عائلية تنتمي الى روح الشرق، خاصة أن أغلب الزبائن مغاربة وأجانب يقصدون هذه الأمكنة بحثاً عن الصفاء الذهني والتعايش الإنساني والعائلي، معبّرة عن سعادتها للتكفل بأطفالهم الصغار، من خلال حضانة خُصصت لهم، كما تشرف شخصياً على إعداد وجبات فاسية موروثة عن المطبخ الموريسكي.
هذا الموقع التاريخي، الذي كان مهدداً بالانهيار حين اشترته كاستثمار سياحي وتشرف على تسييره، يعود تاريخه إلى عام 1359، وقد اعتمدت في إعادة ترميمه على الصنّاع التقليديين الذين زرعوا الحياة في الجدران والسقوف والخشب، من خلال أعمال التخريم والنحت والخرط والصباغة، فضلاً عن تمتين الدعامات وإعادة تركيب الفسيفساء.
وتؤكد نوال أن الغنى المعماري لهذه الدور، التي تُسمّى «الرياض»، حفّز بعض المستثمرين على تحويلها إلى مطاعم وفضاءات للإقامة، مشيرة إلى أن البيوتات الموريسكية التي تحولت إلى معالم سياحية لم يكن عددها يتجاوز السبعة مع بداية الألفية، أما حالياً فهي تقارب الخمسمئة وحدة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024