نيكولا معوض: لا أستطيع العيش بدون حب والفن سبب انفصالي عن خطيبتي
يعترف بأنه يظهر أمام الناس شخصاً قوياً يحب الضحك والمرح حتى في أوقاته الصعبة، لكن في داخله يعتمل العكس تماماً. الفنان اللبناني نيكولا معوض، الذي ظن الكثيرون بمشاركته في مسلسل «ونوس» في رمضان الماضي أنه مصري، بحكم إتقانه اللهجة المصرية، يتحدث عن أعماله الفنية الجديدة، ورأيه في روبي وكريم عبدالعزيز وعمرو يوسف وخالد سليم وأحمد داوود، وعن علاقته بالفنان الكبير يحيى الفخراني وسيرين عبدالنور وندى أبو فرحات وريتا حايك وبديع أبو شقرا ووسام بريدي، وأسباب فسخه لخطوبته، كما يكشف عن العديد من الأسرار المتعلقة بشخصيته وحياته الخاصة.
- ما سبب حرصك على اقتحام الدراما المصرية في الفترة الأخيرة؟
عملت خلال فترة الدراسة كمقدّم في برنامج «روتانا كافيه»، وبعدها امتهنت التمثيل في لبنان حوالى عشر سنوات، قدمت خلالها العديد من الأعمال الدرامية اللبنانية التي حققت نجاحاً كبيراً، وأبرزها مسلسل «حلم أذار» و«روبي» و«لعبة الموت»، وهو إنتاج مصري- لبناني- سوري، والدراما اللبنانية تعتبر محلية الى حد كبير، مما جعلني أفكر في الظهور في الدراما المصرية، لأنها منتشرة أكثر في الوطن العربي، وقد عرض عليَّ قبل مسلسل «ونوس» بعض المشاريع الدرامية المصرية، لكنها لم تكن بمستوى طموحاتي، فكنت أرغب في أن تعتمد أولى خطواتي في مصر على أدائي التمثيلي وليس على وسامتي أو شكلي، وأحرص مستقبلاً على أن أثبّت خطواتي في الدراما المصرية بأعمال تُظهر كل إمكاناتي التمثيلية.
- تشارك في الجزء الأخير من مسلسل «هبة رجل الغراب»، كيف تقيّم تلك التجربة؟
أكثر ما حمّسني للمشاركة في العمل أن دوري فيه مختلف تماماً عن شخصيتي في مسلسل «ونوس»، ووجدته يتيح لي الفرصة للتنوع والتجديد، وكنت أبحث عن عمل كوميدي خفيف بعيداً عن التراجيديا أو القضايا الاجتماعية، وشعرت أنه الأنسب لي في هذا التوقيت، وانتهيت أخيراً من تصوير العمل وأنتظر عرضه على الشاشة لمعرفة آراء الجمهور، وتلك التجربة كانت مميزة جداً لأنها شبابية بامتياز، وكل أبطالها من أعمار متقاربة، ولذلك كان هناك تفاهم بيننا في الأفكار ووجهات النظر، كما كنا نتعامل وكأننا أسرة واحدة، وجو التصوير كان مليئاً بالفُكاهة والمرح والكوميديا، وخرجت منه بصداقات كثيرة مع كل فريق العمل.
- هل مشاركتك في المسلسل تطلبت منك متابعة أجزائه السابقة؟
أشارك في الجزء الأخير بشخصية جديدة تماماً أُضيفت الى الأحداث، ولم تكن موجودة في الأجزاء السابقة، لكنني شاهدت العديد من حلقات المسلسل حتى أفهم طبيعة الشخصيات الأخرى في الأحداث، وتأثيرها في الشخصية التي أجسدها، وانبهرت بأداء ناهد السباعي لشخصية «هبة»، لأنها حاولت أن تجسدها بطريقتها الخاصة، ولم تقلّد الفنانة إيمي سمير غانم في أدائها لهذه الشخصية في الجزء الأول من العمل، والأمر نفسه بالنسبة الى أحمد فريد وباقي الممثلين، فجميعهم اجتهدوا لإنجاح عمل فني يمتّع الجمهور من دون الاقتراب من أداء الممثلين في الجزء الأول، وهذا كان مهماً جداً لإقناع الجمهور وإضفاء الصدقية على العمل، وجذب المشاهد لمتابعة الحلقات الجديدة.
- ألم يقلقك عدم تحقيق الجزء الثاني من العمل النجاح الذي حصده جزؤه الأول بعد تغيير أبطاله؟
أعتقد أن الجزء الثاني لم يستطع تحقيق النجاح الذي حصده الجزء الأول، ذلك ليس بسبب تغيير أبطاله، وإنما بسبب توقيت عرضه، الذي لم يكن موفقاً أبداً، فتلك النوعية من المسلسلات الخفيفة والمعتمدة على دراما الأجزاء لا يتناسب عرضها مع شهر رمضان، ولا يمكن أن تدخل في منافسة مع مسلسلات اجتماعية أو دراما الإثارة والتشويق والأكشن، وقد تعرض الممثلون المشاركون في الجزء الثاني لظلم كبير، لأنهم وُضعوا في مقارنة في مستوى النجاح مع الجزء الأول، والذي عرض في موسم بعيد عن الشهر الكريم، وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسة المؤدية الى نجاحه الضخم، والدليل على ذلك أن المسلسل حقق نسب مشاهدة أعلى في عرضه الثاني بعد موسم رمضان، ولذلك لا أشعر بالقلق أبداً، بل أثق بأن الجزء الأخير من المسلسل سيحقق نجاحاً مدوّياً، لأن الجمهور يرغب في معرفة مصير «هبة» وباقي شخصيات العمل.
- ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل «حجر جهنم» رغم صغر دورك فيه؟
ظهرت في المسلسل كضيف شرف، ولكن ما شجعني على قبول الدور هو تأثيره الكبير في الأحداث، ولن أخوض في تفاصيل الشخصية، وسأتركها مفاجأة للجمهور، ولكن رغم صغر مساحة دوري، إلا أنه أعطاني الفرصة لإخراج طاقاتي التمثيلية، وهذا ما أسعى اليه أكثر من النظر إلى حجم دوري طوال الحلقات الثلاثين، كما سعدت بالتعاون مع كل أبطال المسلسل، وعلى رأسهم كندة علوش التي شاركتني في كل مشاهدي تقريباً، وإياد نصار وشيرين رضا وأروى جودة، والمخرج حاتم علي.
- أدهشت الكثيرين بإتقانك اللهجة المصرية، فكيف تعلمتها بهذه السرعة؟
بعد عرض مسلسل «ونوس»، سعدت كثيراً بردود الفعل التي وصلتني من الجمهور، وفوجئت بأن بعضهم ظنني مصرياً، والبعض الآخر لم يصدق أنني لبناني، وتعلمت اللهجة المصرية في أربعين يوماً فقط، وكان تحدياً كبيراً أن أُتقن اللهجة المصرية في تلك الفترة القصيرة جداً، لكنني بدأت التدرّب عليها مع مدقّقَي اللغة مصطفى سامي وعبدالفتاح مخلوف، وهما صاحبا الفضل في إجادتي اللهجة المصرية في أقصر وقت.
- هل من مشاريع فنية جديدة تحضّر لها؟
انتهيت أخيراً من تصوير مسلسل لبناني بعنوان «لأنك حبيبي»، بطولة سينتيا خليفة وفادي إبراهيم ومجدي مشموشي ونهلة داوود، ومن تأليف كارلا عزيز وإخراج إيلي الرموز. أما بالنسبة الى العروض في مصر فقد تلقيت عدداً من السيناريوات الدرامية، لكننا ما زلنا في مرحلة المفاوضات ولم أحسم قراري في شأن أي منها حتى الآن.
- ما حقيقة رفضك لبعض الأعمال بسبب بحثك عن البطولة المطلقة؟
لم يحدث ذلك أبداً، وهذا الكلام لا أساس له من الصحة، ولا يعني ذلك أنني لا أسعى إلى البطولة المطلقة، بل هي من الأهداف التي أسعى إليها، وأي فنان يتمنى أن يحقق تلك الخطوة في حياته الفنية، لأنها دليل على حجم جماهيريته وقدرته على تسويق العمل باسمه، لكن هذه الخطوة لا تمثل لي هاجساً، ولا أضعها ضمن خططي الحالية، لأنني أحسب خطواتي جيداً، وأعلم أن تلك المرحلة تتطلب مني المشاركة في أعمال مميزة حتى ولو في مشهد واحد فقط، وبعد أن أجتاز تلك المرحلة سأفكر بالتأكيد في البطولة المطلقة.
- ألم تُعرض عليك أعمال سينمائية؟
خضت تجربة سينمائية واحدة فقط من خلال فيلم «تقاسيم الحب»، من تأليف يوسف الديب وإخراجه، وقد عرض في أكثر من مهرجان دولي، منها مهرجانا دبي ومدريد، وحصلت عنه على جائزة أفضل ممثل دور أول في مهرجان لندن السينمائي الدولي في عام 2013، واعتذرت عن التجربة الثانية عندما عرض عليَّ فيلم سينمائي في لبنان، لأنني لم أستطع المشاركة فيه بسبب انشغالي بتصوير أعمال درامية في مصر، وحتى الآن لم أتلقّ عروضاً سينمائية جديدة، وأتمنى أن أشارك في فيلم في القاهرة، لأن السينما هي عشقي الأول والأخير، وأجد فيها متعة خاصة، كما أنها تصنع تاريخاً للفنان وتدفعه خطوات الى الأمام، ورغم ذلك لا أريد التسرع في تلك الخطوة حتى أُحسن اختياراتي، وأقدم عملاً أعتز به وأكتسب من خلاله ثقة الجمهور واحترامه.
- أجدك حريصاً على تحقيق التوازن بين الأعمال اللبنانية والمصرية على عكس ممثلين عرب كثيرين قرروا الابتعاد عن المشاركة في الأعمال الفنية في بلدانهم بعد تحقيق الشهرة في مصر...
قاطعني قائلاً: غالباً ما تكون فكرة التوازن صعبة التنفيذ، خصوصاً مع الالتزام بالإقامة شبه الدائمة في مصر، بحكم الارتباطات بتصوير أعمال فنية، لذلك لا ألوم أبداً الفنانين العرب الذين انشغلوا بأعمالهم الفنية في مصر وابتعدوا مع الوقت عن المشاركة في أعمال في بلدانهم.
وبالنسبة إليّ، لم أصل بعد الى المرحلة التي يصعُب فيها التوفيق أو التوازن، وحاولت أن أبقى في لبنان، خصوصاً أن المسلسل الأخير كان يحمل فكرة جذبتني كثيراً، وسأظل أبحث عن العمل الجيد، سواء في مصر أو لبنان، فالمسألة بالنسبة إليّ تتوقف فقط على الاختيارات وجودة العروض المقدَّمة.
- بعدما نجحت كممثل، هل يمكن أن تجلس على كرسي المذيع مرة أخرى؟
تجربتي كمذيع كانت ممتعة، واستفدت منها كثيراً، منها الثقة في الوقوف أمام الكاميرا ومحاورة الضيوف، واكتساب معلومات جديدة لم أكن على علم بها من قبل، لكن رغم أنني بدأت كمذيع، يبقى التمثيل هو الأساس بالنسبة إليّ، فهو يشغل تفكيري حالياً، وهذا لا يعني أنني أرفض تقديم البرامج التلفزيونية، لكن إذا عُرضت عليَّ فكرة جديدة ومناسبة سأوافق عليها، شرط ألا تبعدني عن التمثيل أو تأخذ كل وقتي.
- ما أجمل شيء حدث لك في العام الماضي؟
من أجمل الأشياء التي حدثت لي في حياتي أن يكون أول عمل فني لي يعرفني على الجمهور المصري مع الفنان الكبير يحيى الفخراني في مسلسل «ونوس»، وأقدم دوراً مصرياً بامتياز، ولم أكن أحلم بأكثر من ذلك في تجربتي التمثيلية الأولى في مصر، وهو عمل مكتمل العناصر، من سيناريو مميز ومخرج رائع ومجموعة من الممثلين المبدعين، وأتمنى أن تكون خطواتي المقبلة على المستوى نفسه من التميز، وتنال رضا الجمهور وإعجابهم.
- وأسوأ حدث تعرضت له؟
انفصالي عن خطيبتي، وحدث ذلك أثناء وجودي في مصر، وأظن أن انشغالي الدائم بالفن والتصوير والابتعاد عنها بحكم إقامتها في لبنان ووجودي في القاهرة وقتذاك، هو أحد الأسباب في تفاقم المشاكل بيننا، كنا نفكر في الانفصال، وقررنا أخيراً أن نفسخ الخطوبة بالتراضي.
- هل أصبحت مسألة العودة بينكما مستحيلة؟
علاقتنا انتهت عاطفياً بمجرد أن اتفقنا على الانفصال، والقرار كان من الطرفين وليس من طرف واحد فقط، ولكن صداقتنا ما زالت مستمرة، ونحرص على التواصل الدائم، وأنا أكنُّ لها كل الاحترام والتقدير، وهي إنسانة طيبة ونقية في داخلها، ولا أستطيع أن أؤكد مسألة عدم عودتنا مرة أخرى، لأن لا أحد يعلم ما يخبّئه المستقبل.
- هل تعيش قصة حب حالياً؟
للأسف لا، وفي تلك الفترة شعرت بأهمية الارتباط والمرأة في حياة الرجل، فلا أحد يستطيع العيش بمفرده، بل يحتاج إلى طرف آخر يشاركه حياته، كما أنني إنسان عاطفي ولا أستطيع العيش بدون حب، لكنني أفتقد الرومانسية الآن، وأحاول إشغال وقتي وتفكيري كله بالعمل.
- كيف تصف نفسك؟
أظهر أنني شخص قوي ولا يهمني أي شيء، وأحب الضحك والمرح حتى في أوقاتي الصعبة، بينما من يعرفني جيداً يكتشف أنني أخبّئ أشياء كثيرة عمن حولي، حتى لا أظهر ضعفي، كما أنني إنسان تحركني مشاعري وأحاسيسي في كل الأمور، وأتألم كثيراً عندما أكتشف خداع أي شخص لي، خصوصاً إذا كان قريباً مني ووثقت فيه.
- مَنْ هم الداعمون لك وتأخذ آراءهم في خطواتك الفنية؟
أشقائي هم أكثر الداعمين لي في حياتي، ودائماً أحرص على معرفة آرائهم في أي عمل فني أقدمه لأنني أثق فيهم، وهم يخافون عليَّ كثيراً، سواء شقيقتي الكبرى «آني» أو شقيقتي الصغرى «سابين»، وشقيقي شربل، فرغم أنه يصغرني سناً، أحرص على استشارته، ذلك لخبرته الطويلة في مجال الفن والتمثيل، بحكم عمله كمصحح للألوان والصورة في الأعمال الفنية، كذلك أستشير أصدقائي المقربين، وهم من خارج الوسط الفني وأبرزهم رواد وسيرين وحسن.
- من هم أقرب أصدقائك في الوسط الفني؟
سيرين عبدالنور وندى أبو فرحات وريتا حايك وبديع أبو شقرا ووسام بريدي، وقبل أن أعمل في الدراما المصرية كانت علاقتي شبه معدومة بالفنانين المصريين، لكنني لمست شيئاً إيجابياً في الوسط الفني في مصر، وهو أن الجميع يدعمون الموهبة الحقيقية، ولا أشعر بالغيرة من أي فنان أو فنانة، بل فوجئت بعد عرض مسلسل «ونوس» بأن هناك فنانين لا أعرفهم من قبل، حرصوا على التواصل معي وتهنئتي على العمل، وأبرزهم خالد سليم وعمرو يوسف وأحمد داوود وظافر العابدين، أيضاً أصبحت صداقتي قوية بكل من حنان مطاوع ودنيا عبدالعزيز ومحمد شاهين ومحمد كيلاني ونهى عابدين وسماح السعيد، وما زالت علاقتي ممتازة بالنجوم يحيى الفخراني ونبيل الحلفاوي وهالة صدقي.
- مع من تتمنى العمل؟
أعشق تمثيل روبي، لأنها تمتلك كاريزما خاصة تميزها عن باقي بنات جيلها، وأتمنى أن يجمعني عمل فني بها في الفترة المقبلة، كذلك أمينة خليل، التي انبهرت بأدائها في مسلسلها الأخير «غراند أوتيل»، والذي استطاعت من خلاله أن تحقق قاعدة جماهيرية عريضة على مستوى الوطن العربي كله، أيضاً من الفنانات ريهام حجاج وندى موسى ودينا الشربيني، أما من النجوم الشباب فأحب أحمد الفيشاوي وأجده يلعب في منطقة تمثيلية منفردة، كما أتمنى العمل مع كريم عبدالعزيز ومحمد ممدوح وأحمد داوود وعمرو يوسف.
- ما الهوايات التي تمارسها في أوقات فراغك؟
أعشق السفر، وخصوصاً الى الأماكن الساحلية، لأنني ولدت ونشأت في مدينة صور، وهي من أقدم مدن العالم، وشبه جزيرة تطل على البحر من ثلاث جهات، لذا أصبح البحر جزءاً مهماً في حياتي، وارتباطي به وثيق جداً، حتى رياضتي المفضلة كلها متعلقة بالبحر، كالسباحة والغوص وغيرهما، كما أهوى مشاهدة الأفلام، سواء العربية أو العالمية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024