تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين: إقرار «الكوتا» النسائية سيشكل محطة مفصلية

وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين:  إقرار «الكوتا» النسائية سيشكل محطة مفصلية

هي المرأة الوحيدة في حكومة العهد الجديد الذي وُلد بعد شغور رئاسي دام لأكثر من سنتين. أتت من خلفية طبية وأكاديمية وعُيّنت في منصب وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية. تسعى الوزيرة اللبنانية عناية عز الدين إلى ترميم العلاقة بين المواطن والإدارة العامة، وترى أن واقع المرأة السياسي في لبنان هو جزء من الوضع السياسي العام المتأزم، وحضورها على المستوى النقابي والحزبي ضعيف، كما تتحدث عن المبادئ التي ربّت عليها ابنتيها، وعن معنى الأمل بالنسبة إليها... في هذا الحوار.


- لماذا رشّحك رئيس مجلس النواب نبيه بري دون غيرك لتكوني المرأة الوحيدة في الوزارة؟
الرئيس نبيه بري كان من خلال قراره توزير سيدة صادقاً في الوعد الذي قطعه أمام اللبنانيين. كما هو معلوم، تحركت الجمعيات النسائية اللبنانية قبل تأليف الحكومة وزارت المرجعيات السياسية الأساسية بهدف حثّها على توزير سيدات. وعلى الرغم من الوعود الكثيرة التي أُطلقت في هذا السياق، كان الرئيس بري الوحيد الذي وفى بالعهد الذي قطعه، وهذا نابع من قناعاته ومن مبادئ «حركة أمل» في ما يتعلق بالمشاركة السياسية للمرأة. كما حرصت «حركة أمل» على مشاركة السيدات ترشحاً واقتراعاً في الانتخابات البلدية، وكانت النتائج جيدة جداً بالنسبة الى عدد المنتسبات إلى «أمل» في المجالس البلدية.
أما لماذا اختارني شخصياً، فهذا السؤال يوجّه إليه مع تقديري وشكري له على تسميتي، خاصة أنه سجل سابقة في لبنان لناحية وصول امرأة الى مجلس الوزراء انطلاقاً من تجربة حزبية وتطور تنظيمي.

 - ما هو الدور الذي تقومين به على رأس الوزارة؟ وما هي المصاعب التي تواجه الوزارة؟
وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية مهمة، لأن المشاريع والبرامج داخل الوزارة مثل الحكومة الالكترونية وتبسيط المعاملات وتطوير العمل الاداري متداخلة مع كل الوزارات تقريباً، وهدفي الأساس هو تفعيل عمل الوزارة، وأسعى جاهدةً للمساهمة في ترميم العلاقة بين المواطن والإدارة العامة. بالطبع، البرامج متعددة، والوقت ضيق بما لا يسمح لنا بإنهاء كل المشاريع، لكنني أطمح إلى تأسيس «بنى تحتية» لبرامج تطويرية وإصلاحية عدة، منها تنمية القدرات البشرية وتحديد المقاييس لتقييم الموظفين، وصولاً إلى تعزيز الحكومة الإلكترونية وتعميم المكننة في الوزارات وتحليل أنشطة عدد من الوزارات، والسعي مع كل منها إلى تسهيل الإجراءات.
أما المصاعب التي تواجه الوزارة، فهي ناتجة من تعقيدات الوضع الحكومي في لبنان، فالامكانيات المادية محدودة، كما ان أي انجاز وزاري يتطلب قراراً سياسياً، وفي لبنان هذه الأمور تخضع لتوازنات وحسابات معقدة، ما يساهم في عرقلة الإنجازات في بعض الحالات.

- كيف يمكنك أن تدعمي المرأة من موقعك كوزيرة؟ هل ستقترحين مواضيع تتعلق بالمرأة على جدول أعمال الجلسات، وما هي المواضيع التي تهم المرأة في رأيك؟
المواضيع التي تهم المرأة اللبنانية كثيرة ومتعددة، خاصة على المستوى التشريعي. يمكن القول إن قضايا المرأة تحتاج الى ورشة تشريعية كبيرة، ولكن اليوم الأولوية هي للكوتا النسائية، وأعتقد أن الفرصة مؤاتية، فالعنوان الأبرز في المشهد السياسي اللبناني هو قانون الانتخاب، وأظن أن النضال والضغط يجب أن يستمرا ليشمل أي قانون جديد للانتخابات إقراراً لمبدأ الكوتا النسائية، لأن ذلك سيشكل في حال إقراره محطة مفصلية في تاريخ الحقوق السياسية للمرأة اللبنانية. صحيح أن هذه الحقوق أُقرت منذ العام 1953 ولكن الخلل رافق مشاركة المرأة السياسية لسنوات طويلة. وفي اعتقادي ان إقرار الكوتا سيصحح المسار ويؤسس لمزيد من التطور في المسائل التي تهم المرأة. ومن موقعي الوزاري، قلت مراراً إنني أتعهد بدعم قضية الكوتا، خاصة أن الجهة السياسية التي أنتمي إليها تؤيد الكوتا أيضاً، ما يجعلني في موقع قوة عندما أتبنى هذا المطلب المحق.

- لماذا تؤيدين الكوتا النسائية؟ ومتى يُفترض إقرارها؟
لأن التجارب في مختلف أنحاء العالم تؤكد أن التشريعات والقوانين تساهم بنسبة كبيرة في إحداث التغييرات في المجتمع. تُظهر الوقائع أننا تأخرنا كثيراً في ما يتعلق بوصول المرأة إلى مواقع القرار السياسي، والرهان على التغييرات يبدأ من القاعدة الاجتماعية، وهذا يعني أننا سننتظر طويلاً، لذلك أعتبر أن البداية القانونية أكثر جدوى. أما إقرار الكوتا فيجب أن يترافق مع إقرار القانون الانتخابي الجديد في لبنان والذي نتمنى أن يتم التوافق عليه في أسرع وقت ممكن.

- كيف تقيّمين دور المرأة السياسي في لبنان؟
وضع المرأة السياسي في لبنان هو جزء من الوضع السياسي العام المتأزم نتيجة النظام الطائفي الحاكم، والذي يبدو أنه لم يعد قابلاً للاستمرار، بدليل أن لبنان يعيش أزمات متواصلة ومستمرة، لذلك في ظل هذه الظروف لن يكون دور المرأة فعالاً. بالإضافة إلى أن حضور المرأة في مواقع القرار الحزبي والنقابي والنيابي والوزاري ضعيف جداً، وهذا يعني أن على المرأة اللبنانية أن تناضل وتبذل الكثير من الجهود من أجل الوصول إلى واقع مقبول على المستوى السياسي.

- على الصعيد الشخصي، كيف تربّين ابنتيك في مجتمع ذكوري؟
ابنتاي اليوم أصبحتا في عمر الشباب ومرحلة الاستقلالية، وقد ربّيتهما منذ طفولتهما على تقدير الذات والثقة في النفس. وأشكر الله أنهما اليوم تعلمتا مني الصبر، على حد تعبيرهما، وتحمّل المسؤوليات ومواجهة الصعوبات والتحديات، والاهم أنهما تحافظان على نفسيهما في مختلف الظروف. وأعتقد أنه إذا تسلح الأولاد بالاستقلالية والثقة والاحترام فسيتمكنون من اتخاذ القرارات المناسبة أياً كان المجتمع الذي يعيشون فيه.

- ماذا يعني لك الأمل؟
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. أعتقد أن الأمل ضرورة من ضرورات الحياة. على المستوى الايماني، الأمل هو جزء لا يتجزأ من علاقتنا بالله سبحانه وتعالى وثقتنا به وبرحمته. وعلى المستوى الانساني، لا يمكن إنساناً أن يعيش بلا أمل. أعتقد أن الأمل هو إكسير الحياة الذي لا غنى عنه للاستمرار.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079