تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

التخلّص من شوائب البشرة وإزالة الشعر

يهتمّ كلّ إنسان عصريّ بالإطلاع على أبرز ما توصّل إليه الطبّ الحديث من إختراعات وماكينات وحتى جراحات، من شأنها أن تقود إلى الصحة، وحتى إلى الإعتناء بالجسم والوجه والشعر على حدّ سواء. من جهة أخرى، تتضاعف الجهود الطبية يوماً بعد يوم، وخاصة في مجال الطب-التجميليّ، لتوفير أحدث التقنيات التي تقدّم حلولاً لمختلف المشاكل الصحية والتجميلية.
يبرز الليزر كإختراع ثوريّ لا يزال قيد التطوير، بغية التوصّل إلى حلّ أكبر عدد ممكن من «المعضلات الجمالية
»، بتقنية بسيطة ووقت قياسي وكلفة مقبولة.
كثيرة هي ماكينات الليزر في الأسواق الآن، ولكلّ واحدة منها مجال تخصّص وميزة للتخلّص بشكل نهائي من الشائبة الجمالية، أكان ذلك لهدف التخلّص من الشعر الزائد في الوجه والجسم، أو إعادة تجديد خلايا البشرة، أو القضاء على التجاعيد والبقع الداكنة، أو حتى تقشير الوجه
...


من التقنيات والعلاجات اليدوية القديمة، وصولاً إلى أحد أهمّ إختراعات القرن الماضي، يُعتبر «الليزر» حلّ ثوري شامل وفعّل لمختلف المشاكل التي قد تصيب البشرة. فبفضل تشعبات إستعمالاته، يكون الليزر الحلّ الأبرز والأضمن والأسرع والأكثر فعالية لعدد لا يُستهان به من الشوائب الجلدية والتجميلية.
يشرح الدكتور إبراهيم أبي عبدالله، الإختصاصيّ في جراحة التجميل والترميم، تشعّبات ماكينات الليزرالطبّيّة التي تستلزم طبيباً إختصاصيّاً في البشرة أوالتجميل لتشغيلها، كما يبيّن دواعي إستعمالها. ومن جهتها ، تفسّر الخبيرة في التجميل Cosmetologist، رسيل غزاوي الفرق بين الليزر والIPL وسائر التقنيات الممكن إستعمالها في المراكز التجميلية. 

لقد أصبحت الماكينات المتطّورة والتجهيزات الحديثة في متناول الجميع، بحيث يقصدون طبيب التجميل المختصّ او طبيب البشرة، أو يختارون زيارة المراكز التجميليّة لكي يتمكّنوا من الخضوع لجلسات، من شانها أن تمنحهم الحلّ لمعضلتهم. قبل بضع سنوات، كانت الطرق التقليدية المتوافرة لإزالة الشعر الزائد في الوجه والجسم غير نهائية ومؤلمة. كما كان التدليك اليدوي والمنتجات الطبيعية والكريمات هي السبيل الوحيد لمحاولة تنقية
البشرة من الشوائب السطحية.  أمّا الليزر، فيقدّم الحلّ الجذري والدائم لأصعب المشاكل، كونه يخترق طبقات الجلد ليصل إلى أصل المشكلة ويزيلها.


ليزر وIPL

يجب عدم الخلط بين تقنية الليزر ومبدأ الIPL. فالفرق ما بين ماكنة الليزر وماكنة الضوء Intense Pulsed Light (IPL)  حسب الخبيرة غزّاوي، هو أنّ «الليزر يخترق عمق البشرة ويحرق بُصيلة الشعر من أساسها في حال إستعماله للتخلّص من الشعر الزائد، وهو يعمل على الوجه والجسم، وهو كناية عن أشعّة قويّة. وأمّا ماكنة الضوء IPL فمستعملة عموماً لمشاكل البشرة الطفيفة وإعادة النضارة والتخلّص من التجاعيد البسيطة والتصبّغات الجلديّة ولتحسين حالة البشرة عموماً. وهي عبارة عن مصدر حرارة». وأمّا في الحالات المتطوّرة، فلا بدّ من الإستعانة بالليزر الطبّيّ. وتضيف: «أمّا سبب الإقبال الكثيف على العناية بالبشرة بإعتماد ماكينات الضوء، فهو لأنها لا تؤذي البتّة ولا تتطلّب وجود طبيب، بل يمكن إجراؤها في مراكز التجميل المختصّة للحصول على النتيجة المطلوبة في غضون وقت قصير. وتكون الجلسات بمثابة إهتمام وعناية مركّزة بالبشرة».


ليزر لإزالة الشعر الزائد

الليزر عبارة عن شعاع ذي موجة ضوئيّة معينة، يُستخدم لحالات عديدة، ويكون ذلك عبر الإستعانة بالحرارة التي تولّدها الأشعّة. يقول الدكتور أبي عبدالله: «في مجال التخلّص من الشعر الزائد، هناك أربعة أنواع من ماكينات الليزر:الليزر روبي Ruby Laser ، الليزر ألكسندريت Alexandrite Laser ، الليزر ديود Diode Laser الذي يعمل على كل أنواع البشرة، البيضاء منها والسمراء وحتى السوداء. وهو منتشر بكثرة والأكثر إستعمالاً. وأمّا النوع الرابع فهو لايزر أندي يانغ Nd-Yag Laser».

تظهر نتائج فعّالة خاصةً على اليدين والرجلين وتحت الإبطين وعلى البطن والظهر وعلى منطقة الصدر وعلى حافة المايوه Bikini Line. كما على الرقبة والسالفين  والشاربين والجبين والذقن.
يقول أبي عبدالله: «يتجاوب الجسم عموماً في شكل أسرع مع العلاج عندما تكون الشعرة أكثر سماكة والبشرة فاتحة وبيضاء. وتستغرق فترة الليزر للجسم ما بين ثلاث إلى خمس جلسات، وتكون المدّة الفاصلة ما بينها نحو ثلاثة أشهر. أمّا منطقة الوجه، فتتطلّب وقتاً أطول بسبب وجود الوبر والشعر الناعم. لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الليزر لا يُزيل مطلقاً الوبر الفاتح والشعر الأبيض الشائب. ولا بدّ من إجراء فحوص في حال المعاناة من خلل في الهرمونات».
ويمكن الإستعانة بماكينات الليزر المتطوّرة لمعالجة مشاكل أخرى تعانيها البشرة.


ليزر لمشاكل البشرة

يتلخّص مبدأ ماكينات الليزر على النحو الآتي: يتمّ تقشير البشرة عبر حرق سطح الجلد مما يؤدي إلى تجديد الخلايا وتكوين طبقة جديدة من الجلد، تكون قليلة التجاعيد والبقع، كما أنّ الحرارة تؤدّي إلى تكاثر خلايا الكولاجين والإيلاستين داخل الجلد، مما يعطي مطاطيّة جديدة ويخفّف الترهّل.

يفسّر أبي عبدالله: «هناك ماكينات ليزر تعمل على تجديد خلايا البشرة Skin Rejuvenation وإعادة النضارة إليها. كما تكون كفيلة بمعالجة الكلف والتشقّقات الجلدية والبقع الداكنة ودبوغات الشمس والعمر والتجاعي، كما تساعد في تخفيف ظهور الشرايين المتفقّعة والدوالي المعتدلة الحجم والصغيرة والإحمرار والهالات السوداء تحت العينين. وتعمل ماكينات الليرز على القضاء على مشكلة ندبات الحبوب Acne .وبعض ماكينات الليزر مثل KTP Q Switched Laser، و Nd-Yag Q sWitched Laser تُزيل الوشم Tattoo. عندها، يمتصّ لون الوشم أشعّة الليزر لكن البشرة لا تحترق بسبب سرعة نبض الماكينة ولون الوشم المختلف عن لون البشرة».


إستعمالات مختلفة

يستخدم الأطبّاء المتخصّصون ماكينات الليزر المختلفة، لمساعدة الناس على التخلص من مشاكل البشرة حسب حالتها. إذ يمكن إستخدام هذه التقنيّات عند الشباب لإزالة العلامات والآثار الناتجة عن الحوادث او عن البثور، أو لتحسين مظهر البشرة وتحفيز إنتاج الكولاجين. وأمّا في سنّ متقدّمة، فتكون هذه الماكينات موجّهة لمنع ترهّل البشرة ومحو التجاعيد والقضاء على البقع والدبوغات وإزالة تعب الوجه والرقبة.
وتجدر الإشارة إلى التطوّر المستمرّ الذي يطال هذه الماكينات، إذ كانت سابقاً ماكينات الليزر Laser Co2 تستلزم وقتاً طويلاً للتقشير وتخلّف إحمراراً لفترة.

أمّا الآن، فهناك ماكينات Fractional Laser Co2  وماكينات Fractional Erbium Glass Laser التي تقشّر البشرة في غضون وقت قصير ولا تترك إحمراراً لفترة طويلة ويمكن إجراؤها في جلستين.
وهذا يدلّ على متابعة الباحثين العمل لتحسين فعالية المبتكرات للتوصّل إلى الحلول المبتغاة.
يقول الدكتور أبي عبدالله: «لا بدّ من التشديد على أنّ ماكينات الليزر يشغّلها المخوّلون وحدهم ألا وهم الأطباء، ولا يجوز مطلقاً إستخدامها عشوائياً لما يمكن أن تسبّبه من حروق وألم ودبوغات. كما يجب الإمتناع عن التعرّض للشمس بعد الخضوع للجلسة مباشرة». ولا يجوز للحوامل والأطفال وبعض الناس إستخدامها في حال المعاناة من مرض معيّن.


حلول بديلة موقتة 

تقول غزاوي: «بعض الناس قد يفضّلون العزوف عن اللجوء إلى تقنيات الليزر، لسبب أو لآخر، كالخوف من الألم أو الرّغبة في حلّ سريع من جلسة واحدة، أو حتى عدم القدرة على دفع التكاليف، فيقرّرون البحث عن الحلول البديلة الموقتة، لكنها تعطي أيضاً نتائج جيّدة. فعلى سبيل المثال، من الممكن التوجّه إلى تقشير البشرة بالكريمات أو بالتقنيّات اليدوية. ولإزالة الشعر الزائد، يمكن إستعمال الIPL أو ببساطة قصد مراكز التجميل لجلسات من الشمع وسواها. وتتعدّد وسائل إعادة النضارة إلى البشرة، وتنظيفها من الحبوب والبقع، وإزالة التصبّغات والشوائب الجلدية، حسب رغبة الشخص والفترة وحالة البشرة والمشكلة».

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080