تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

الأظافر: هشّة... متكسّرة... مريضة

لا يكتمل جمال السيدة فقط بنقاء بشرتها ولمعان شعرها ووضوح ملامحها وطول قامتها، بل إنّ التفاصيل الصغيرة هي التي تلعب دوراً جوهرياً في إبراز الطلّة المتكاملة. فعلى سبيل المثال، إنّ اليدين الناعمتين المتوّجتين بأظافر صحّيّة جميلة هما دليل على مدى إهتمام المرأة بذاتها ورمز للأنوثة والترتيب أيضاً. ناهيك بأنّ بعض الأمراض التي تتعرّض لها الأظافر تستدعي علاجاً ومتابعةً مخافة أن تتفاقم الحالة.الأظافر يجب ألا تكون مطليّة أو مبرودةً فحسب، بل يجب أن تكون صحّيّة بادئ ذي بدء وأن تمنح صاحبتها الشعور بالنظافة والجمال معاً. فكيف تكون العناية السليمة، في المنزل، وعند إختصاصيّة التجميل؟ وما العوامل التي يجب تفاديها؟


يتمحور دور إختصاصية التجميل، في الشقّ المتعلّق بتدريم الأظافر وطليها، على الإهتمام أوّلاً بنوعية الظفر والعناية بصحّته، قبل التطرّق إلى الشق التجميليّ. ففي الكثير من الأحيان، نرى سيّدات يطلبن فقط عناية وتدريما من دون وضع لون محدّد، وذلك للشقّ الصحيّ Hygiene. وعلى كلّ شخص أن يدرك أهمية قصّ الأظافر بطريقة صحيحة، وأهمية البرد والعناية بمحيط الظفر وما شابه ذلك، لأنّ الظفر حسّاس ومُعرّض للتكسّر أو للتقشير جرّاء العمل المنزليّ أو إثر رضّة أو بسبب مستحضرات مؤذية. تتحدث إختصاصية التجميل جمال بو جودة عن الأظافر بشكل عام، وعن طرق العناية الصحيحة الروتينية بها.

كما تتناول من جهتها خبيرة التجميل أنجيل هيكل، الأمراض التي قد يتعرّض لها الظفر والعوامل الخرجية المسيئة له. تقول بو جودة: "تتكون الاظافر أساساً من المادة البروتينية الخاصة بالجلد والتي تعرف بـ الكيراتين keratin. وهذه المادة تحتوي على 15% من وزنها ماء، إلى جانب نسبة من الأملاح المعدنية. ولا يشكّل الكالسيوم أهمية كبيرة في تكوين الأظافر، لكنه يتدخل في بعض العمليات الحيوية التي قد تساعد في قيام بعض أجهزة الجسم الاخرى بوظائف مهمة، وينعكس ذلك بصورة غير مباشرة على نمو الأظافر.

وهكذا يتّضح أن العلاقة بين الكالسيوم و نمو الأظافر غير مباشرة، ولكن عند حدوث نقص في الكالسيوم، وهذا يحدث غالباً مع نقص فيتامين د، فإن الشعر والاظافر قد تفقد بعض مرونتها مما يؤدي إلى سهولة تكسّرها".
تضيف: "ينمو الظفر كل يوم بمعدل 0.1 مليمتر، كما أنه بحاجة من 4 إلى 6 شهور ليتجدد كلياً، وقد تحتاج أظافر القدم إلى عام كامل لتجديد نفسها. الأظافر الصحّية تبدو ناعمة ملساء مستديرة إستدارة طفيفة وصلبة وليس فيها حواف أو أخاديد. كما هي موحّدة في اللون وخالية من البقع أو تغيّر في اللون".


عادات خاطئة

تلفت هيكل إلى أنه "عندما يكون الظفر تحت ضغط متقطع تزداد سرعة نموه، وإذا تم قصه بطريقة خاطئة، يتغيّر إتجاه نموه. من هنا  يجب قص الأظافر بشكل أفقي، وبذلك تنمو بشكل طبيعي. كما يجب تجنب قص جانبي الاظافر، وبذلك ينمو الظفر في خط نموه الطبيعي ويأخذ الاتجاه الطولي الأساسي مع تقوس محدود في سطحه. كما من المهمّ إستعمال المبرد بشكل صحيح، بحيث يتم تحريكه على الأظافر في اتجاه واحد وليس ذهاباً واياباً منعاً للتقصّف".
تضيف بو جودة: "إنّ عادة قضم الاظافر عادة سيئة شائعة، بل هناك من يقرض الجلد الموجود على جانبي الظفر. وما ينتج عن هذه العادة من تشققات في الجلد والأظافر يساعد على حدوث العدوى الميكروبية".

أمّا تحفر الاظافر، فهو ظهور بعض المناطق الغائرة على سطح الاظافر والتي لا تتعدى حجم رأس الدبوس، ويحدث ذلك بطريقة عشوائية وطريقة منتظمة على شكل خطوط طولية أو عرضية. ويكون نتيجة لكثرة تنظيف الأظافر و تكرار استعمال مزيلات الألوان، أو عند قص الجلد الرقيق المغطي لسطح الاظافر و تنظيفه. كما يقد يحدث التحفر عند الاصابة ببعض الامراض الجلدية.  تتابع هيكل: "من الممكن حدوث تورّم جلديّ خفيف حول الاظافر، وقد تتلوّن باللون الأسود أو البني الداكن.

ويُعرف ذلك بإسم الالتهاب الفطري في الأظافر. ويحدث غالباً نتيجة لوضع اليدين في الماء لفترات طويلة، ويصاحب ذلك تشقق في الجلد خصوصاً في المنطقة المحيطة بالأظافر، مما يساعد بعض الفطريات في النفاذ إلى داخل الظفر وتُحدث بذلك خللاً في المنطقة التي ينمو من خلالها".
وهكذا تحدث المتاعب التي قد تصل إلى حد سقوط الظفر تماماً، ومن هنا تكون النصيحة بوضع القفازات عند استعمال اليدين في غسل الاواني أو الملابس أو أداء الاعمال اليدوية الأخرى التي تستدعي وضع اليدين في الماء أو المواد القلوية أو الصابون.


أمراض ومشاكل

تؤكّد هيكل أنّ "صحّة الظفر تتأثر بالصحّة العامة. فقد يمرض الظفر نتيجة مرض الجسم بحدّ ذاته، إذ قد تصاب الأظافر بلون أبيض يظهر على هيئة نقط صغيرة أو خطوط، أو يشمل اللون الأبيض نصف الظفر أو كله أحياناً.  يحدث ذلك عادة نتيجة عوامل وراثية أو بعض الامراض مثل الحمى التيفودية. أما إذا كان اللون الأبيض يأخذ مساحة تصل إلى نصف الظفر أو ما شابه به، فقد يكون هذا نتيجة لبعض الأمراض الداخلية مثل مشاكل الكليتين أو ضعف الدورة الدموية الطرفية أو بعض الإصابات الداخلية الميكروبية المزمنة مثل بعض حالات الاصابة بالدرن".

من جهة أخرى، قد يُصاب الظفر بشكل موضعي، جرّاء إصابة ميكروبية أو غير ميكروبية، ويمكن أن يحصل تشوه وتكسّر وتفتت وتساقط للأظافر في حالات الإصابة الشديدة . وهذا يصيب عادة الأشخاص الذين يتعاملون مع الصابون أو المياه أو الكيماويات المختلفة بصورة مستمرة بما يؤدي إلى تهتك أنسجة الجلد حول الأظافر، ويسهّل دخول الفطريات مادة الأظافر. لهذا نجد أن هذا المرض يتنشر بين ربات البيوت والطهاة .

 


أمّا الأمراض غير الميكروبية التي تصيب الأظافر فهي عديدة، وأهمها الصدفية وهو مرض غير معدٍ يصيب أظافر المرضى الذين يعانون الصدفية بنسبة تتراوح بين 10 و20% من الحالات، وكذلك مرض الحزاز الذي قد يصيب الأظافر دون ظهور أي أعراض على الجلد ويظهر على هيئة حفر طولية غائرة في الأظافر تقسمها بشكل طولي مميز، ويصبح الظفر رقيقاً وعرضة للتكسر بسهولة مع تغير لونه إلى الداكن.
تُكمل هيكل: "قد تتكون تحت الأظافر طبقات جلد سميكة،  وقد تتعرض الأظافر لإصابات تغيّر شكلها مثل الأظافر المقوسة نتيجة لعوامل وراثية، أو أحياناً سبب وجود عيوب خلقية في القلب أو تليّف في الكبد وبعض أمراض الجهاز التنفسي المزمن والإصابة بالدرن وبعض الأمراض الخبيثة.


 كما قد تصبح الأظافر سميكة للغاية وقد تصاب ببعض الاورام الحميدة. ويبقى أنّ الأورام الخبيثة نادرة في الأظافر".
الالتهاب المزمن للأظافر هو من الأمراض الشائعة التي تصيب الظفر، خاصةً عند الاشخاص الذين تتعرض أيديهم للماء فترة طويلة وأولئك الذين يعانون برودة في اليدين. وهذه العدوى شائعة بين مرضى السكري وبين النساء أكثر من الرجال. وفي بعض الأحيان نجدها عند الاطفال نتيجة مصّ الأصابع. تبدأ الأعراض بورم خفيف عند قاعدة ظفر أو أكثر ويشعر المريض بألم عند الضغط عليه، وهذه العدوى تسببها بدرجة كبيرة الكانديدا.

تقول بو جودة: "أمّا إنفصال الظفر غير المسبّب، فيكون دون ألم ودون سبب ظاهر، عند الذين يطيلون أظافرهم والذين يستعملون الماء بكثرة .ويبدأ إنفصال الظفر عند قمته ويستمر حتى يقع ويُحدث ألماً إذا إلتهب المكان أو أصيب. ومن الأسباب الأخرى لإنفصال الاظافر وسقوطها، أسباب جلدية مثل الصدفية، الالتهابات الفطرية، الاكزيما، أو أسباب طبية عامة كضعف الدورة الدموية الطرفية، ونقص إفراز الدرقية أو زيادة إفرازها، وزيادة إفراز العرق. كما قد تكون نتيجة العمل والتعرض المستمر للإصابة أو لأسباب وراثية وحتى لكثرة إستعمال المقويات والأظافر الإصطناعية".


إرتباط شكل الظفر ولونه بالمرض

تلوّن الظفر دلالة على مشكلة صحيّة معيّنة. كما أنّ الأشكال التي قد يتخذها، تشير أيضاً إلى ذلك. ولعلّ أبرز الألوان والأشكال المتعارف عليها هي، حسب الإختصاصيين:

  • الأظافر الشاحبة أو الباهتة التيتكثر فيها البقع البيضاء، تدلّ على فقر الدم أي الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد.
  • الأظافر الزرقاء أو الرمادية: تدل على أن هناك مرضاً في القلب أو الرئة.
  • الأظافر الخضراء: تشير إلى عدوى بكتيرية أو فطرية.
  • الأظافر السوداء: تدل على إصابة فطرية. أمّا وجود بقعة سوداء أو زرقاء قرب قاعدة الظفر، فقد تكون كدمة سببها إصابة أو ضغط على الظفر.
  • الأظافر الصفراء أو البنية: تدل على مرض الثعلبة أو الصدفية أو نقص المواد الزلالية أو إضطراب الكبد أو القلب. كما قد تنشأ عن نيكوتين السجائر.
  • تقعّر الأظافر: إشارة إلى وجود إضطراب في الدورة الدموية.
  • الأظافر السميكة: قد يكون سببها مشاكل في الدورة الدموية، وتأتي متزامنة مع تصلب الشرايين.
  • الأظافر المفلطحة: التي تكون رقيقة وتتخذ شكل الملعقة سببها نقص التغذية مثل نقص الحديد.
  • الأظافر البارزة: تعبر عن مشكلة تنفسية، وقد تنشأ عن حالات جلدية مثل الصدفية، الحزاز، أو عدوى مزمنة بمنبت الظفر.
  • الأظافر الهشة: تشير إلى عدوى فطرية أو مشكلة في الغدة الدرقية أو نقص غذائي وبخاصة فيتامين أ (بيتاكاروتين) أو البروتين.


العناية بالاظافر

تعطي الإختصاصية بو جودة إرشادات مهمّة للعناية الصحيحة بالأظافر فتشدّد على عدم قصّ الأظافر عند الثنيات الجانبية حتى لا تتعرض للالتهابات، كما يجب عدم المبالغة في إطالة الأظافر، حتى لا تتعرّض للإصابة ولتجنب تجمع الاوساخ أسفلها. وتنوّه إلى أنّ "إستعمال الأسيتون في ازالة طلاء الاظافر يعرضها للجفاف والتشقق. لذا يجب التقليل من إستخدامه. أمّا في حال ظهور نتوءات حمراء حول منبت الظفر، فهذا يدل على وجود حساسية بسبب استخدام طلاء يحوي الفورمالدهيد. لذلك يجب الابتعاد عنها.

تضيف: "يجب عدم إستعمال الآلات الحادة، مثل المبرد، في ازالة الطلاء حتى لا يؤدي ذلك إلى سهولة تكسر الأظافر أو ظهور حفر صغيرة فيها.  ومن المفضّل إستعمال القفازات عند  ملامسة المنظفات والمواد المبيضة. كما يجب تجنب إستعمال الأظافر الصناعية لأنها تهيّج الجلد وتضرّ بالأظافر الحقيقية. ومن المستحسن تجنّب مقويات الأظافر لأنها تسبب إنفصال الظفر بسبب احتوائها على فورمالين، إلا في حالة الضرورة القصوى ولأقل وقت ممكن".

تبقى النصيحة الأخيرة للإختصاصية هيكل، "فلا بدّ من الاهتمام بالتغذية الجيدة، لأنّ سوء أو نقص التغذية يؤدي إلى ضعف الصحة العامة التي تؤثر على صحة الأظافر. كما يجب علاج أي عدوى فطرية تصيب الاظافر في بدايتها، لأن علاجها يطول".

ينمو الظفر كل يوم بمعدل 0.1 مليمتر، كما أنه بحاجة من 4 إلى 6 شهور ليتجدد كلياً، وقد تحتاج أظافر القدم إلى عام كامل لتجديد نفسها. الأظافر الصحّية تبدو ناعمة ملساء مستديرة إستدارة طفيفة وصلبة وليس فيها حواف أو أخاديد. كما هي موحدة في اللون وخالية من البقع أو تغيّر في اللون.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078