الفنان محمد الأحمد: حادث أدى الى دخولي عالم التمثيل
حادث تعرض له غيّر مجرى حياته كاملاً، وكان سبباً في دخوله معهد التمثيل ليصبح في ما بعد فناناً متمرساً، واليوم هو من بين النجوم السوريين الشباب في الساحة الدرامية المحلية.
هو الفنان محمد الأحمد الذي أحب الموسيقى وأتقن العزف على معظم الآلات الموسيقية، لكنه اختار في النهاية التمثيل ليكون مهنته الحالية، وهو شقيق الفنان المعروف أحمد الأحمد الذي سبقه بأعوام في الوسط الفني السوري... عن علاقته بأخيه الفنان أحمد، وعن أعماله الجديدة التي تابعها الجمهور وأحب أدواره فيها، وعن حبه للموسيقى وهواياته الأخرى، وعن حياته وتطلعاته وصداقاته... كان هذا الحوار.
- ما هي الشخصية التي تشارك بها في ثلاثية مسلسل «حكم الهوى»؟
أجسد شخصية شاب يحب فتاة خلال الأزمة السورية، لكنّ كلاً منهما ينتمي الى طائفة مختلفة، ومع حلول الحرب في سورية، تبدأ المشكلات، والعمل يناقش الجانب الإنساني للأزمة، ويشاركنا في الثلاثية الفنانون: سعد مينة، باسل حيدر، وريم معروف.
والعمل من إخراج محمد وقاف، وهو مخرج مهم على المستويين الفني والشخصي، ففي المجال الفني هو يعرف ماذا يريد، وعلى الصعيد الشخصي هو في قمة الإنسانية والتواضع.
- كنت منشغلاً في الفترة الماضية في تصوير فيلم «درب السما» مع المخرج جود سعيد، ما هي فكرة الفيلم، وماذا عن شخصيتك فيه؟
يتحدث الفيلم عن المرحلة الزمنية التي نعيشها، وقبله تعاونت مع المخرج جود سعيد في فيلمَي «رجل وثلاثة أيام» و«مطر حمص»، الذي عُرض عرضاً واحداً، في انتظار العرض الجماهيري المقبل.
- هل تعتبر تكرار عملك مع المخرج جود سعيد شراكة فنية لكونك تعاونت معه أيضاً في عمله الدرامي الأول مسلسل «أحمر»؟
أصبح بيني وبين المخرج جود وحدة حال، ومن المهم، خاصة للمخرج أن يعمل مع فنان يفهمه على الفور عند توجيه الملاحظات، ولا يتطلب منه مجهوداً كبيراً، ويحب أداءه ويستطيع أن يعطيه أفضل ما عنده.
أما بالنسبة إليّ فأشعر بأن جود سعيد يفهمني وقد استطاع أن يُخرج مني طاقات كامنة، وهذا ظهر جلياً في فيلم «مطر حمص»، والشراكة بيننا تعكس علاقة ممثل بمخرج محترفَين أمام الكاميرا وخلفها، وهذا لا يعني أنني سأشارك في كل أعماله، فيجوز ألا يجدني في شخصيات أخرى.
- قلت إن دور «رام» في مسلسل «أحمر» من أجمل الأدوار التي أديتها، لماذا وما المميز في هذا الدور؟
شخصية «رام»، من أحب الشخصيات إلى قلبي وأقربها إليّ، فرام هو شخص هادئ لا يغضب أبداً، وما يظهر عليه من انفعالات هو مجرد تعابير مصطنعة، فأفعاله تتناقض مع كلامه، لذا فشخصية «رام» قريبة مني من حيث طرافتها، وحاولنا من خلالها أن نقول للمشاهد إن بعض الناس يظهرون بعكس ما يضمرون، فرغم أن «رام» يناضل من أجل الناس الفقراء، فإنه لا يمانع في إطاحة أي شخص في سبيل تحقيق مصالحه.
- أحبّك الناس في دور الضابط، بعد ظهورك بهذه الشخصية في عملين «عناية مشددة» و«بلا غمد»، هل تقصدت الظهور بدور ضابط في عمل ثانٍ بعدما أحبك الناس بهذه الشخصية في العمل الأول؟
تشابه دورَي بين مسلسلي «عناية مشددة» و«بلا غمد»، هو مجرد مصادفة. خضت تجربة الجندي على الحاجز في مسلسل «عناية مشددة»، والذي يبقى واقفاً في الحر والمطر والبرد ليحمي الناس ويدافع عنهم، أما في مسلسل «بلا غمد»، فجسدت شخصية الضابط الشريف، ولم أتعمد تكرار الشخصية، إنما العروض الفنية جاءت متشابهة في الوقت نفسه.
- لكن «جابر» المتمرد المجرم ظهر في مسلسل «دومينو» تزامناً مع شخصية الضابط الشريف، هل التناقض في الشخصيات أفادك في إطلالتك في الموسم الماضي؟
الأمر الجيد الذي حدث في الموسم الماضي هو التناقض في الأدوار التي قدمتها، وكنت أشعر بأن الناس سيقولون إنني فنان أذهب دوماً باتجاه الشخصيات الإيجابية، ولكن هذا التناقض كشف لي أن الجمهور أحبني في كلا الدورين، الخيّر والشرير.
- ما الذي جعل الناس يحبون شخصية «جابر» رغم سلبيتها؟
لا أصنّف شخصية «جابر» في مسلسل «دومينو» بأنها شريرة، فهو شاب طائش لكنه في الوقت نفسه ضحية، وينتمي الى عائلة مقتدرة ولها نفوذها، كما أنه لا يفكر أبداً، بل إن انفعالاته هي التي تقوده، وفي بعض اللحظات عندما يرى والده يبعده عن مركز القرار، يضطر لأن يلعب دور القائد لينفذ ما يريد حتى ولو من خلال أعمال شائنة، فهو ضحية السلطة غير الشرعية... لكن معدنه الحقيقي يظهر عندما يقع في حب فتاة، فنراه شخصاً آخر معها، فيتعاطف الجمهور معه.
- صرت من أكثر الفنانين الشباب شعبيةً بين الناس وخاصة بين الفتيات، أخبرنا عن المعجبات؟
أتعامل مع جميع المعجبات بود واحترام وليس مع المعجبات فقط، فجيل الشباب هم الذين أحبّوني وآمنوا بوهبتي وحفّزوني لتطوير عملي.
- بدأت من المعهد العالي للتمثيل منذ سنوات، لكن لم يلمع نجمك إلا أخيراً، لماذا؟
أصبح في رصيدي الفني ما يقارب 46 عملاً ما بين الاجتماعي والتاريخي والبيئي، هذا عدا عن السينما، أحياناً نقول إن هذا الفنان مخطئ، وتفصيل صغير جداً قد يلفت نظر المشاهد، لكنني أرى أن ذلك طبيعي لأي فنان، وفترة عشر سنوات قد تكون قصيرة لتمثل طفرة.
- هل كان لأخيك الفنان أحمد الأحمد دور في دخولك عالم الفن،؟
لا فضل لأحد على أحد، وأخي لم يساعدني، بل وصلت إلى ما أنا عليه اليوم بمجهودي الخاص.
- صرحت سابقاً بأنك كنت تعمل حلاّقاً نسائياً، لماذا اخترت هذه المهنة بالذات دون غيرها من المهن؟
عملت حلاقاً نسائياً، وفي الوقت نفسه كنت أعزف الموسيقى، ودرست الأدب العربي، وأحب الشعر، ولم تكن هذه الأعمال مصدراً للعيش، ولكنني كنت شغوفاً بالموسيقى، ومهووساً بكل الآلات الموسيقية، كما كنت أحب الصيد كثيراً، ولكنني اليوم أمارس مهنة واحدة ألا وهي التمثيل.
- البعض يجد في مهنة الحلاقة انتقاصاً من الرجولة، هل تعرضت لانتقادات بسببها؟
لا أرى أن العمل في صالون نسائي هو انتقاص للرجولة، فمن يقول هذا يكون أيضاً يُعيّب على الرجل الذي يمتهن الفن، فالفنان يمكن أن يجسد شخصية امرأة فيلبس ملابسها ويضع شعراً مستعاراً، فهل نطلب منه عندها أن يمتنع عن الفن! فأي مهنة في العالم عندما نتقنها تصبح مهمة.
- هل يمكن أن تعطي رأيك في شعر زميلاتك الفنانات وتقترح عليهن إطلالات جديدة؟
لا أبدي رأيي بشعر زميلاتي وماكياجهن، لأن عملي في مجال التزيين هو مجرد هواية لا أكثر.
- عندما دخلت المعهد كنت ترغب في التخصص بالموسيقى لكونك تعزف على العود... لو لم تصبح ممثلاً، هل كنت لتحصل على الميزات نفسها التي تتمتع بها اليوم؟
تعرضت لحادث اضطرني للتوقف عن العزف، كنت أود الدخول الى المعهد الموسيقي، وهذا جعلني أذهب في اتجاه آخر ألا وهو التمثيل، وهذا لا يعني أنني لم أكن أطمح يوماً للتمثيل، إنما في تلك الفترة كنت ميالاً الى العزف، لكن هذا ما حدث وغيّر مجرى حياتي، ولو أنني عازف اليوم، لا أعرف ما إذا كنت سأصل الى الشهرة التي حققتها كممثل، لكن المثابرة على العمل وبذل الجهود هما اللذان يؤديان الى النجاح، وخاصة الموسيقى فهي تحتاج الى مجهود شخصي.
- هل عزفت على العود في أحد أعمالك الفنية؟
في فيلم «مطر حمص» استُغِلّت هوايتي الموسيقية في شخصية «يوسف» التي قدمتها في الفيلم، وهو شخص محاصر في حمص لمدة ثلاث سنوات، وصديقه الوحيد هو عوده، فيوسف ليس عازفاً، لكن العود هو كل ما تبقى له بعد فقدانه أهله وأحبّائه.
- هل ابتعاد النجوم الشباب عن الدراما السورية من الأمور التي عزّزت فرصك الفنية؟
ليس صحيحاً ما يُقال من أن شهرتنا بدأت بعد خروج بعض النجوم الشباب للعمل في الدول العربية، لأن لكل مرحلة مكانها وشخصياتها، ومن سافر من النجوم لا يمكنه أن يمثّل كل المراحل العمرية، وقبل سفر هؤلاء النجوم كنا نعمل معاً، ولو أردنا التحدث عن الأزمة وتبعاتها فالحديث يطول، ففي هذه المرحلة بالتحديد أعمالنا لا تعرض على كل المحطات، فهناك نجم سوري وليس نجماً عربياً.
- هل يعقدون اليوم مقارنة بينك وبين أخيك الفنان أحمد الأحمد، وهل تستشيره في أعمالك؟
أتشرف بمقارنتي بأخي أحمد الأحمد، فهو أستاذ وأجده الأجمل على الشاشة، ودائماً ما أستشيره في أدواري.
- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
أصدقائي كثر، أذكر منهم الفنانة لمى الحكيم، مجد فضة، مي مرهج، وأعتبرهم إخوتي، فقد أمضينا أيام الدراسة معاً.
- صرحت سابقاً بأنك مارست عدداً من المهن لتؤمّن مصاريف الحياة... بعد نيلك الشهرة هل أًصبحت قادراً على رفض الأدوار غير المناسبة مهما كان أجرها؟
أعيش اليوم مرحلة جديدة، ولا أخفي أن الممثل يعيش فكرة الانتظار، فهو ينتظر الدور الجيد، وكذلك المردود المادي، وكما يعلم الجميع مهنتنا متعبة، ومن يزور أماكن التصوير يشعر بذلك، لكن الناس يعتقدون بأننا نتسلّى أثناء التصوير، حتى أن أحدهم قال لي «نيالكن كل يوم ببلد جديد»، فهذه المهنة تستنفد طاقاتنا، خاصة عندما نؤدي أدواراً تكون مختلفة تماماً عن شخصيتنا الحقيقية، وهنا يكون التحدي بأن تظهر الشخصية بصدق.
- هل يمكن أن ترتبط بفنانة؟
لا أعرف بعد من أي وسط سأختار زوجتي، فإن كانت زوجة صالحة لا أمانع في عملها الفني، كما لا أتفق مع من يقول إن الفنانة وقتها ليس ملكها، فيجوز أن تكون إعلامية ولا تملك الوقت الكافي للتفرغ لشؤون المنزل، فما يهمني بالدرجة الأولى هو شخصيتها قبل طبيعة عملها.
- هل يمكن أن نراك مخرجاً أم كاتباً؟
من الممكن أن أُخرج مشروعاً معيناً يدور في رأسي، لكن الكتابة لها ناسها، يجوز أن أقترح فكرة، لكنني بعيد تماماً عن كتابة عمل فني طويل.
- أنت ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، هل هذا جزء من شهرة الفنان؟
الفنان مطالب دائماً بالتواصل مع جمهوره، وأن يكون قريباً منهم، وألا يُشعر الناس بالتعالي عليه، وأن يُفرحهم بالصور العفوية، وأتذكر عندما كنا صغاراً ونرى فناناً في الشارع فنعتقد أنه ليس من البشر، ولكن مواقع التواصل اليوم تخلق نوعاً من الطرافة مع الجمهور، وهذا مهم للفنان.
- هل يمكن أن نراك في أعمال عربية مشتركة، أم لك موقف منها؟
الأعمال المشتركة ظريفة وسهلة، الكل يشاهدها ويسعد بها ومواضيعها ليست معقّدة، وهي وجبة دسمة للمشاهد، فالتلفاز فن بسيط وليس مركباً يحتاج الى تحليل، على عكس السينما التي تحتّم علينا توضيح الأمور التي لا يمكن توضيحها من خلال الدراما فنذهب في اتجاهات أعمق فيها إشارات استفهام ومواضيع شائكة للناس.
- وماذا عن أعمال الجرأة، أليست من المحرّمات في الدراما؟
أنا مع الجرأة في العمل، لكن معظم ما نراه اليوم يظهر بشكل مبتذل، ويمكن أن تكون بعض الأعمال قد تجاوزت الخطوط الحمر في أماكن معينة، فهناك أعمال لبنانية ومصرية تناولت الجرأة وتقبّلها الناس، لكن الجرأة سيف ذو حدّين، فهي موجودة ونريد معالجتها درامياً، لكن في المقابل هناك عائلة يتابع أفرادها بمختلف أعمارهم الدراما، ولذلك فهي مشكلة.و بالنسبة إليّ إذا قبلت المشاركة في أعمال الجرأة، أشترط ألا يخدش دوري الحياء، أي أن أُجسد شخصية جريئة موجودة في الواقع لكن بعيداً عن الابتذال، ففي مسلسل «دومينو» مثلاً كان هناك عدد من المشاهد الجريئة، ولم يعلّق الجمهور عليها لأنها ضرورية في العمل وليست مجانية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024